كوجيا قسا كثيرا على الجزائر ولم يكن حكيما وقد بدا للبعض من خلال الصور وإعادة المباراة والتحاليل التي كانت تسقط علينا وتطرب مسامعنا من كل أنحاء العالم وخاصة القنوات العربية، أن أغلب قرارات الحكم كانت صحيحة ولا تقبل المناقشة، وراحت قنوات أخرى إلى التزام الحياد، ولكن مع اتهامها بعض الشيء للحكم “كوجيا” على أنه أخرج المباراة من إطارها الرياضي وجعلها كحلبة مصارعة الظالم فيها أبناء الجزائر. محلّل “الجزيرة الرياضية” جمال الشريف مُخطئ من القنوات الرياضية التي أخطأت في حق الجزائر، كانت “الجزيرة الرياضية” وخاصة في فقرة التحليل والتقييم لمستوى الحكم، وما دامت “الجزيرة” تملك حصرية بث مباريات كأس أمم إفريقيا فإن نسبة مشاهديها يكون كبيرا هو الآخر، لذا فإن التقييم كان ينظر إليه على أنه منطقي، ولكن الحقيقة عكس ذلك، طالما أن الحكم “جمال الشريف“ السوري الذي ينشط فقرة “التحكيم” في القناة الرياضية، بدا من خلال تحليله مخطئا، بدليل قوله إن قرارات الحكم كانت سليمة ولا تحتاج إلى إعادة أو تأكيد على صحتها، وهذا بالنسبة لما فعله لاعبونا، بينما أهمل كلية ما قامت به التشكيلة المصرية من تجاوزات، وكأن الإدانة كانت على الجزائر على اعتبارها جان، بينما تبقى مصر بريئة والواقع عكس ذلك. “كوجيا” تسامح مع “الفراعنة” وحكم بالإعدام على“الخضر” وفوق كل هذا فإنه لم يسبق في أي منافسة قارية أو دولية أن قام حكم فيها بطرد ثلاثة لاعبين هم من خيرة عناصر المنتخب الخاسر، ولو لم يكن هناك انحياز بشكل فاضح ولعب على تركيز اللاعبين الجزائريين وإفقادهم تركيزهم لما سارت المباراة على ذلك المنوال. لكن “كوجيا” عمل كل ما في وسعه من أجل زعزعة تركيز لاعبينا، وجعلهم يسهلون عليه المهمة، فيما وقف بشكل أو بآخر مع المصريين، في صورة تؤكد تسامحه مع “الفراعنة” في عدة مناسبات، سنأتي على ذكرها، وحكم بالإعدام مباشرة منذ إطلاق صافرة البداية على “الخضر”. “جمال الشريف“ ليس نبيا لا ينطق عن الهوى الحديث عن المحلل الخاص بالجزيرة الرياضية وتحليله للمباراة وأداء الحكم “كوفي كوجيا” طبعا ليست تشريعا أو كلاما لا يقبل النقاش أو حقائق أثبتت ولا يمكن البحث في تفاصيلها، ولهذا فإنه مثلما كان محقا في بعض الأحكام، كان عليه أن يكون واضحا في أخرى ولا يكتفي بكشف أخطاء “الخضر“ وتقديم رأيه فيها دون أن يتحدث عن لقطات المصريين وتجاوزاتهم. إنذار حليش وطرده أثرا في “الخضر“ كثيرا وبالعودة إلى المباراة ومطلعها يتضح أن البطاقة الصفراء الأولى التي أشهرها الحكم “كوجيا“ في وجه حليش أثرت في مدافعنا وجعلته يفقد تركيزه ويغفل أو يخطئ في تركمهاجم مصر عماد متعب لوحده. وحينما حاول تدارك خطئه اعترض الحكم طريقه فيما بعد، لينال البطاقة الصفراء الثانية التي كانت تعني الطرد، والتي أثرت كثيرا في معنويات زملائه وأخرجتهم من المباراة نوعا ما، خاصة أن “كوجيا“ كشف بقراره أنه استهدف من الأول حليش، لأنه يعلم كما يعلم جميع المصريين من خلفه أن حليش يعد ركيزة قوية في حلقة الدفاع الجزائري، ولهذا كان لابد من البحث عنه من البداية للتخلص منه. نيل مصر بطاقة صفراء واحدة يكشف الكثير وإذا كان “جمال الشريف”، قد أصاب في بعض الأخطاء التي ارتكبتها الجزائر، فإنه لم يكن عادلا معنا في تحليله، وقد طرح الكثيرون ممن تابعوا اللقاء سؤالا واحد، وهو لماذا لم تنل مصر سوى بطاقة صفراء واحدة رغم الأخطاء التي ارتكبها لاعبوها، فالجزائر نالت ثلاث بطاقات حمراء وواحدة صفراء، بينما نالت مصر بطاقة صفراء واحدة مع الرأفة طبعا، وهذا غير معقول، لاسيما حينما نعود كما قلنا إلى حساسية المباراة وقيمتها لكل منتخب، وإن كان الحكم “كوجيا” متشددا وقاسيا فيجب أن يكون عادلا، وليس قاسيا على طرف واحد. النقاط التي أخرجت لاعبينا من المباراة و”فهامة” كوجيا واتضح بشكل لا يدع شكا لأصحاب الضمير الحي أن كوجيا كان مصريا 1000 بالمئة، وذلك من خلال الأخطاء الكثيرة التي ارتكبت في حق مطمور، زياني ومراد مغني، ولم يقدم فيها الحكم ولا إنذارا للمصريين، رغم أن لقطة حليش التي نال على إثرها الإنذار الأول لا تقارن مع ما كان يرتكبه في حقنا المصريون وكان “كوجيا” أمامها يعلن في أحسن الأحوال عن أخطاء دون حتى إنذارات شفوية.