كثر الحديث عن إخفاقات المنتخب الوطني في الفترة الأخيرة والتي حرمته من طعم الفوز منذ أكثر من 10 أشهر لحد الآن، بل وأكثر من هذا حيث عجز المنتخب الوطني حتى عن تسجيل الأهداف خلال 11 لقاء... حيث سجل هجوم “الخضر” 3 أهداف فقط خلال هذه اللقاءات أي منذ لقاء مصر الأخير في كأس إفريقيا، هذه الأرقام مخيفة فعلا، خاصة لما نعرف أنها تسببت في نكسة “للخضر” الذين يعانون في التصفيات الجديدة بنقطة وحيدة بعد لقاءين، ويبدو أن سنة 2010 لم تكن إيجابية تماما بل سيئة على طول الخط بالنسبة لمنتخبنا الوطني، ولا يختلف اثنان على أن المشكل الأول يكمن في الخط الأمامي أو بالأحرى في عدم تسجيل أهداف، وقد اختلف المحلّلون في مصدر المشكل إن كان المهاجمون أو وسط الميدان الهجومي أو خطة المدرب، ووسط كل هذا الجدل حاولنا كشف إحصائيات الموسم الجديد بالنسبة لمهاجمي الخضر وتحققنا أن أغلب مهاجمي المنتخب الوطني لا يسجلون في فرقهم وبالتالي هذا الأمر يؤكد أن المشكل يكمن أولا وقبل كل شيء في المهاجمين الذين عجزوا عن فرض منطقهم في بداية الموسم الحالي، والأمر المقلق أكثر هو أن حل المشكلة لا يلوح قريبا بما أن المشكلة تكمن أيضا في قلة المهاجمين الذين من شأنهم إضافة الجديد للخضر. جبور أفضل مهاجم في الخضر ولم يسجل أكثر من 6 أهداف لحد الآن وتظهر الإحصائيات لحد الآن أن رفيق جبور مهاجم أيك أثينا هو الأفضل من بين المهاجمين الجزائريين سواء الذين يلعبون في المنتخب حاليا أو المرشحين لتقمص ألوانه قريبا، حيث لعب جبور 962 دقيقة في الموسم الحالي وهذا عبر 12 مباراة سجل خلالها 6 أهداف واحد منها مع المنتخب الوطني، وإن كان جبور قد خرج عن القاعدة وتمكن من تسجيل الأهداف في اللقاءات التي لعبها بمعدل نصف هدف في كل لقاء، حتى وإن كان المعدل غير كافٍ إلا أنه مقنع خاصة عندما نقارنه ببقية المهاجمين ويظهر أنه الأفضل حاليا. غزال لعب 750 دقيقة دون أن يسجل وزياية بعيد عن مستواه المهاجم الآخر في صفوف المنتخب الوطني عبد القادر غزال رغم أنه لعب كثيرا على غرار جبور إلا أنه لم يسجل أي هدف لحد الآن منذ انطلاق الموسم، حيث شارك في 10 لقاءات في بداية هذا الموسم، من بينها ثلاثة مع المنتخب الوطني، ولعب أكثر من 750 دقيقة لكنه عجز خلالها عن تسجيل أي هدف، وهو ما يؤكد أن هذا اللاعب يمر بفترة فراغ رهيبة ومشكلته ليست في المنتخب الوطني فقط، حتى وإن وجب اعتبار أنه لا يلعب حاليا في منصب قلب هجوم حقيقي ونشط أكثر على الرواقين، من جهة أخرى يعاني المهاجم الآخر في المنتخب عبد المالك زياية من نقص النجاعة الهجومية في بداية هذا الموسم بعد أن لعب 884 دقيقة نجح خلالها في تسجيل أربعة أهداف فقط، وهو ما يجعلنا نعتقد أن العقم الهجومي أصبح عدوى تنتقل إلى مهاجمي المنتخب، أما مطمور الذي شارك في ثلاثة لقاءات فقط في بداية الموسم فلا يمكن لومه على شيء بما أنه بعيد عن المنافسة. الاعتراف واجب... لا نملك مهاجمًا كبيرًا هذه الإحصائيات إن كانت تدل على شيء فهي تدل على أن المنتخب الجزائري يفتقد إلى مهاجمين كبار ويجب الاعتراف بهذا الأمر، لأن 8 مهاجمين جزائريين في الخارج لم يتمكنوا من تسجيل أكثر من 15 هدفا خلال 55 لقاء لعبوه لحد الآن، وهو ما يؤكد أننا نعاني من مشكل كبير من هذه الناحية ولن يتمكن المنتخب الوطني من تحقيق النتائج اللازمة والمنتظرة منه إلا إذا تمكن المدرب من حل هذه العقدة، لأن المواعيد القادمة مهمة للغاية ويجب التسجيل فيها إذا أردنا أن نبقي على حظوظنا في التأهل إلى كأس إفريقيا المقبلة التي ستلعب في الغابون وغينيا الاستوائية. قالها زيدان ينقصنا مهاجم من طراز الكبار وفي ظل هذه الظروف يحضرنا ما صرّح به النجم العالمي زين الدين زيدان “للهدّاف“ في الأسبوع الحالي حين أكد أنه ينقص المنتخب الجزائري قلب هجوم من الطراز العالي، أو من يمكنه أن يحرك عجلة الهجوم ويحوّل الفرص التي تتاح للخضر حتى وإن كانت شحيحة الى أهداف، هذا الطرح الذي أكد عليه زيدان في كل خرجاته تقريبا لمّا يتحدث عن نتائج المنتخب الوطني تأكدت صحته لأن مهاجمينا الحاليين يعانون من عقدة كبيرة في التسجيل وقد طال فكها، خاصة في بداية هذا الموسم. حتى المهاجمين المرشّحين للالتحاق بالخضر لم يقنعوا وإن كان المهاجمون الحاليون للمنتخب الوطني لم يقنعوا الجمهور الجزائري والنقاد، وعجزوا عن تحقيق المطلوب منهم في خرجات المنتخب، وحتى مع أنديتهم، فإن الأمر سيان بالنسبة للمهاجمين الذين ينشطون خارج المنتخب الوطني والمرشّحين لتدعيم التشكيلة الجزائرية، حيث أنه لم يظهر واحد منهم بمستوى ملفت للانتباه، أو أنه سيكون المهاجم الخطير الذي سيحل عقدة هجوم المنتخب الوطني، وهو ما يجعلنا نفكر أن المشكلة هذه ستلازم المنتخب طويلا على الأقل في ظل عدم وجود مهاجم مقنع قد يفك عقدة الهجوم، حيث أن بن يمينة الذي تألق الموسم الماضي في فريقه اتحاد برلين صام عن التهديف بداية هذا الموسم واكتفى بهدف واحد، نفس الشيء بالنسبة لكريم سلطاني الذي سجل بداية محتشمة مع ناديه الجديد إيراكليس واكتفى بهدفين، أما دحمان المتألق الموسم الماضي في بلجيكا فعجز عن افتتاح عداد أهدافه لحد الآن مع فريق بوكا سبورت التركي. مشكلة بن شيخة الآن في إيجاد حل للهجوم وتغيير المناصب قد ينقذه وستكون مشكلة الناخب الوطني عبد الحق بن شيخة الآن هي إيجاد حل للهجوم لأنه لن يتمكن من تسجيل أية نتيجة إيجابية إذا بقي الحال على ما هو عليه الآن، وهو المشكل الذي من المؤكد أن بن شيخة سيجد صعوبة كبيرة في حله، خاصة مع النحس الذي يطارد المهاجمين الجزائريين حاليا، وغياب مهاجم من الطراز العالي، وحتى البطولة الوطني لا يوجد فيها مهاجم برهن على قدراته وأحقيته بالمنتخب الوطني، وهو ما يجعل الحلول قليلة أمام بن شيخة الذي قد يلجأ إلى تغيير مناصب بعض لاعبي الوسط وتحويلهم الى الهجوم على غرار بودبوز الذي يمكنه حل مشكلة الهجوم دون أن ننسى جابو الذي لم تتح أمامه الفرصة لحد الآن وقد يأتي بالجديد، وتبقى مباراة لكسمبورغ القادمة مجالا لبن شيخة لتجريب بعض اللاعبين في الخط الأمامي لعله يجد حلا لعقدة تلازم الجزائريين منذ سنة وتهدد مستقبل المنتخب الوطني.