مرّة أخرى أظهرت التشكيلة البليدية أنها ضعيفة داخل الديار حيث تلقت الهزيمة الثالثة لها على التوالي بملعب “تشاكر” والرابعة في المجموع، وهو “السيناريو” الذي لم يحدث منذ سنوات عديدة. فرغم أن “سيناريو” هذا الموسم مشابه تقريبا لما حدث الموسم الفارط، إلا أن الفريق كان يتعادل فوق أرضه أكثر مما ينهزم، لكن هذا الموسم أضحت الروح الإنهزامية هي السائدة بلاعبين مستواهم متواضع جعلوا التشكيلة تدخل “غرفة الإنعاش”، إلى درجة أن جميع الفرق تنتظر مبارياتها مع البليدة بفارغ الصبر حتى تعود بالنقاط الثلاث، وتصبح بذلك التشكيلة أكبر المهدّدين بالسقوط إلى القسم الثاني رفقة أهلي البرج. بعض اللاعبين كانوا يأملون في التعادل فقط وقبل الدخول في تفاصيل المهزلة الجديدة التي صنعها اللاعبون فوق أرضية الميدان أول أمس، يجب التأكيد أن الروح الإنهزامية هي السمة السائدة في الفريق هذا الموسم، وإلا كيف نفسّر أن بعض اللاعبين كانوا يأملون قبل بداية اللقاء في تحقيق التعادل فقط فوق ميدانهم وكأنهم كانوا يدركون مسبقا أنهم لن يتمكنوا من الفوز. اللاعبون منحوا المنافس الثقة في نفسه خلال المرحلة الأولى وقد منح اللاعبون ثقة أكبر للاعبي المنافس في أنفسهم خلال المرحلة الأولى. فرغم أن المدرب عساس طلب منهم ضرورة الضغط على المنافس في منطقته منذ البداية ومحاولة التسجيل في الربع ساعة الأول، إلا أن كل تعليماته ذهبت أدراج الرياح بما أن اللاعبين لم يصنعوا أي فرصة تستحق الذكر في الربع ساعة الأول، حيث تركوا المبادرة للمنافس الذي كاد يصل شباك الحارس ڤاواوي لولا القائم الذي صدّ كرة المهاجم سليماني. وفي المقابل، لم نسجل أيّ فرصة تستحق الذكر طيلة المرحلة الأولى ماعدا بعض التسديدات من بعيد التي لم تقلق الحارس أوسرير. تلقي الأهداف في المرحلة الأولى أصبحت عادة الثقة التي منحها أشبال المدرب عساس لمنافسهم في المرحلة الأولى جعلت رفقاء المتألق سليماني يسيّرون اللعب مثلما أرادوا وتحكموا في مجرياته كما يجب، حيث نظموا صفوفهم وفرضوا ضغطا شديداا على مرمى الحارس ڤاواوي أثمر بالوصول إلى شباكه بتسديدة رائعة من ربيح. ورغم أن مسؤولية الهدف لا يتحملها لا الدفاع ولا ڤاواوي بما أن التسديدة كانت قوية للغاية، إلا أن تلقي التشكيلة للأهداف في المرحلة الأولى فوق ميدانها أضحت عادة في كلّ المباريات. التشكيلة استفاقت في المرحلة الثانية لكن دون تجسيد وفي المرحلة الثانية أجرى المدرب عساس بعض التعديلات على طريقة اللعب، ومع المؤازرة القوية من طرف الأنصار فوق المدرجات تحرّكت التشكيلة قليلا وخلقت ثلاث فرص حقيقية للتهديف، لكن جمعوني أراد عكس ذلك حيث أخفق في تحويل الكرة إلى الشباك في مناسبتين كان فيهما أمام شباك شاغرة. وسجلنا لقطة أخرى بواسطة حريزي الذي صدّت العارضة الأفقية كرته، وماعدا ذلك لم نشاهد الشيء الكثير من طرف المهاجمين الذين أكدوا ضعفهم مرة أخرى. الدفاع ارتكب أخطاء لكنه يتحمّل دائما عبء المباريات ارتكب الخط الخلفي بعض الأخطاء التي كادت تكلف التشكيلة أهدافا أخرى لولا تسرّع مهاجمي المنافس ورفض هدف صحيح لشباب بلوزداد من طرف الحكم، لكن لا يمكن أن نلوم الدفاع على الأهداف التي تتلقاها التشكيلة مادام أن الخط الأمامي أضحى يتفنّن في تضييع الفرص التي تتاح له. كما أن دفنون ورفاقه في الخلف يتحملون دائما عبء المباريات ما جعلهم يفقدون الثقة في أنفسهم مع مرور المباريات ويرتكبون الأخطاء مثلما حدث أول أمس. الوسط خسر معظم الصراعات الفردية خسر خط الوسط معظم الصراعات الفردية والثنائية في هذه المواجهة، ورغم أن عساس أقحم أربعة لاعبين من بين خيرة الذين تملكهم التشكيلة، ورغم عودة بلوصيف ومغني إلى التشكيلة الأساسية، إلا أن ذلك لم يجد نفعا حيث تواصل المردود الهزيل في خط الوسط، وحتى حريزي الذي كانت كل الآمال معلقة عليه لم يكن في يومه أول أمس وضيّع العديد من الكرات خاصة في المرحلة الأولى، ولو أن غياب المساندة أيضا من طرف الرفقاء جعل حريزي يضيّع كل تلك الكرات. الهجوم النقطة السوداء “وحالف مايماركيش” يبقى الخط الأمامي كالعادة النقطة السوداء في التشكيلة وتوجّه له أصابع الإتهام دائما، في ظلّ محدودية مستوى جميع المهاجمين الذين تملكهم التشكيلة، لأنه من غير المعقول أن يلعب الفريق أربع مباريات فوق ميدانه ويعجز عن تسجيل أي هدف، رغم أن المدرب عساس منح الفرصة لجميع المهاجمين الذين يملكهم، لكن ولا أحد منهم كان يملك الفعالية اللازمة داخل منطقة العمليات وكأن الهجوم أقسم ألا يصل إلى شباك المنافسين. تغييرات في كل مرّة على التشكيلة والنتيجة نفسها يعمد المدرب عساس إلى إحداث التغييرات على التشكيلة الأساسية في كل مرة وفي كلّ الخطوط، حيث يقدم على إحالة بعض اللاعبين في الاحتياط ويمنح الفرصة لآخرين، لكن النتيجة دائما تبقى نفسها. ويمكن القول إن البليدة هي الفريق الوحيد الذي اعتمد فيه الطاقم الفني على أكبر عدد من المباريات منذ بداية الموسم لكن النتيجة لم تتغيّر، ما يؤكد أن المشكل في الدرجة الأولى هو في تواضع مستوى التعداد بصفة عامة. لا يمكن التحجّج بالملعب الآن حاول بعض اللاعبين التحجّج في نهاية المباراة أنهم لازالوا لم يتأقلموا بعد مع أرضية ملعب “تشاكر” التي يلعبون فيها لأول مرّة هذا الموسم، لكن لا يمكن التحجج بمشكل الملعب لأن التشكيلة تلعب المباراة الرابعة فوقه وأجرت العديد من المباريات الودية والحصص التدريبية فوق هذا الملعب، وكان الأجدر بهؤلاء أن يعترفوا بمحدودية مستواهم عوض البحث عن أسباب وهمية لن تقنع الأنصار دون شك. تخوّفات من “سيناريو البوبية” الموسم الفارط مباشرة بعد الهزيمة الرابعة التي تلقتها التشكيلة أول أمس، أبدى بعض الأنصار تخوّفهم من أن يحدث للفريق ما حدث لتشكيلة مولودية باتنة الموسم الفارط عندما سجلت نفس الإنطلاقة الضعيفة ووقّعت على سقوطها إلى القسم الثاني في مرحلة الذهاب. ولا نستبعد أن يتكرّر ذلك مع رفقاء الحارس ڤاواوي إذا ما تواصلت نفس النتائج وتواصل نفس الأداء الضعيف. .. حتى مع عودة “إزيشال” الأمور ستكون صعبة وتبقى كل الآمال معلقة على عودة المهاجم “إزيشال” إلى التشكيلة، لكن حتى بعد عودته فإن الأمور ستكون صعبة للغاية لأن لاعبا وحده لا يمكنه أن ينقذ الفريق إذا لم يحسّن البقية مستواهم وينتفضون في الجولات المقبلة، لأنه من غير المعقول أن يجمع الفريق نقطة واحدة فقط من أصل 12 ممكنة فوق قواعده. ----------------- زعيم كان أكبر المتأثرين وينتظر “إزيشال” كان الرئيس البليدي زعيم أشدّ المتأثرين في نهاية اللقاء خاصة أنه كان يعلق آمالا كبيرة على هذه المواجهة من أجل التحرّر، قبل أن يجد فريقه يتذوق الخسارة الثالثة على التوالي فوق ميدانه ويجد نفسه عرضة للشتم من طرف بعض الأنصار الذين لم يتقلبوا الاستقدامات التي قامت بها الإدارة هذا الموسم. ويدرك زعيم جيّدا أن المشكل يكمن في الخط الأمامي، لذلك فإنه ينتظر “إزيشال” بفارغ الصبر على أمل أن يحلّ العقدة. لن يتنازل عنه لأيّ فريق وكشف زعيم لمقرّبيه أنه يدرك جيدا أنه لو كان “إزيشال” حاضرا أول أمس لتمكن من تسجيل هدفين على الأقل لو أتيحت له نفس الفرص التي أتيحت للمهاجم جمعوني وزميله مخطاري. وأضاف زعيم أنه لن يتنازل عن خدمات المهاجم التشادي لأي فريق، رغم أن أعين بعض رؤساء الأندية في صورة حداد وسرار تترصّد هذا اللاعب بهدف الحصول على خدماته في فترة التحويلات الشتوية. زعيم اعترف أن الرباعي الذي كان يعوّل عليه خيّبه كما اعترف زعيم في حديث مع الطاقم الفني وبعض المقربين أن الاستقدامات التي قامت بها الإدارة لم تكن ناجحة، حيث كشف أنه كان يعلق آمالا كبيرة على ڤاواوي، عليوان، بيطام وبن طيب، الذي خصّص معظم ميزانية الإستقدامات للتعاقد مع هؤلاء اللاعبين بهدف منح الإضافة اللازمة، لكنه تفاجأ من عدم ظهور هؤلاء بمستوى مقنع إلى حدّ الآن. والمشكل الأكبر هو أن البعض منهم مستواهم في انخفاض من مباراة لأخرى، والجميع شاهد أن ڤاواوي، بيطام، وبن طيب لم يقدموا ما كان منتظرا منهم، في حين أن عليوان لم يلعب إلا مباراة واحدة، وسيبحث عن الحلول اللازمة في “الميركاتو”. لم يتحدّث مع عساس بشأن الإقالة ولم يتطرّق الرئيس البليدي أو أحد من المسيرين في نهاية اللقاء إلى موضوع الإقالة مع المدرب عساس الذي منح لاعبيه راحة أمس وضرب لهم موعدا لاستئناف التدريبات أمسية اليوم في ملعب “تشاكر”، ما جعل اللنطباع أن عساس سيبقى على رأس العارضة الفنية، لكن هذا المدرب ستتم إقالته بعد الاتفاق مع بوعلي. طلب من بوعلي الحضور إلى البليدة للتفاوض كشفت لنا مصادر مقربة من الإدارة أن زعيم تأكد من ضرورة إحداث التغيير على مستوى العارضة الفنية بالتعاقد مع مدرب آخر لخلافة المدرب عساس الذي منحت له الإدارة الفرصة في 7 مباريات لكنه لم يوفق في إحداث الوثبة. وأضاف مصدرنا أن زعيم اتصل رسميا بعد نهاية مواجهة شباب بلوزداد بالمدرب بوعلي وطلب منه الحضور إلى البليدة للتفاوض حول العقد، ولو أن مصادر من النادي أكدت أن بوعلي لن يباشر مهامه في الفريق إلا بعد مباراة تلمسان أي الأسبوع المقبل، لأنه يرفض التنقل مع الفريق لمواجهة فريقه السابق. ومن المتوقع أن يشرع في مهامه في لقاء شبيبة بجاية. بوعلي: “إذا اتّفقت مع زعيم سأكون مدرّب البليدة” أكد لنا المدرب بوعلي في اتصال هاتفي معه منتصف نهار أمس، أنه تلقى اتصالا من زعيم طلب فيه الإشراف على فريقه. وقال في هذا الإطار: “اتصل بي زعيم مباشرة بعد نهاية مواجهة فريقه أمام شباب بلوزداد وطلب مني الحضور إلى البليدة من أجل التفاوض حول العقد الذي يربطني بالفريق، ولا أخفي أني حاليا في تلمسان وسأكون في البليدة غدا (يقصد اليوم) من أجل التفاوض، وإذا توصلنا إلى أرضية اتفاق سأكون مدرّب البليدة الجديد”. ---------------- مختاري، بن جيلالي، جمعوني، بلخثير وآخرون سيندمون كثيرا تعدّ البليدة الفريق الوحيد الذي يمنح الفرصة لأكبر عدد من الشبان المستقدمين من الأقسام السفلى سواء في التشكيلة الأساسية أو مع الاحتياطيين، حيث فتحت أبوابها للعديد من اللاعبين الذين قدموا من الأقسام السفلى مثل جمعوني، مختاري، بن جيلالي وبلخثير. وعوض أن يستغل هؤلاء الفرصة ويتألقوا في القسم الأول من أجل ضمان مستقبلهم الكروي والذهاب بعيدا في مشوارهم، فإنهم يقدّمون مستوى متواضعا ولم يستغلوا الفرصة جيدا، وقد يندمون عليها كثيرا مثلما ندم العديد من اللاعبين الشبان الذين منحت لهم البليدة الفرصة لكنهم خيّبوها قبل أن يجدوا أنفسهم مسرّحين في نهاية الموسم. بيطام يجري كشفا بالأشعة اليوم مثلما أشرنا له في عددنا الفارط، فإن بيطام غادر أرضية الملعب مصابا في القفص الصدري بعد تدخل قوي من طرف أحد لاعبي المنافس، وقد أجرى كشوفا بالأشعة لكن لم تظهر آثار الإصابة بدقة، ما جعل الطبيب ينصحه بضرورة إجراء كشف بالأشعة أمس لتحديد مدى خطورة الإصابة بدقة. بيطام: “لم أفهم ماذا يحدث لي في بداية هذا الموسم” بدا بيطام في حديث معه أول أمس متأثرا من الإصابة التي تعرّض لها وما يحدث له هذا الموسم، حيث قال: “كنت أتمنى البقاء فوق أرضية الميدان من أجل مساعدة رفاقي على الفوز، لكن الإصابة التي تعرّضت لها في القفص الصدري جعلتني أغادر إلى المستشفى، وقد نصحني الطبيب بإجراء كشفا معمقا لأن الأشعة لم تظهر شيئا. ولا أخفي عليك أن الآلام شديدة إلى درجة أني لم أتمكن من النوم. لم أفهم ماذا يحدث لي في بداية هذا الموسم حيث تعرّضت إلى حادث مرور والفريق يحقق نتائج سلبية، ناهيك عن الإصابات”. البليدة ساخطة على الحكم بهلول أبدى لاعبو وأنصار اتحاد البليدة سخطهم من الحكم بهلول الذي أدار هذه المواجهة، حيث ارتكب العديد من الأخطاء في هذه المواجهة وحرم البليدة من عدة مخالفات على مقرّبة من منطقة العلميات، كما أنه طرد المدافع زموشي رغم أنه لم يكن يستحقّ الطرد في التدخل الثاني على أحد لاعبي المنافس، لأن التدخل كان في حدود اللعبة، وحتى الهدف الذي وقعه سليماني كان شرعيا بشهادة العديد من الأنصار، لكن الحكم رفضه لأنه لم يحتسب في نفس اللقطة خطأ على شبيرة في وسط الميدان. زموشي يغيب أمام تلمسان سيغيب المدافع زموشي في المواجهة المقبلة أمام وداد تلمسان بداعي العقوبة بعدما طرده الحكم بهلول أول أمس أمام شباب بلوزداد، ومن المنتظر أن يخلفه سباعي في منصب مدافع أوسط، لأن سباعي سبق له أن لعب العديد من المباريات في هذا المنصب الموسم الفارط. كان الأحسن إلى جانب شبيرة أول أمس رغم خروجه بالبطاقة الحمراء إلا أن زموشي كان الأحسن أول أمس من جانب التشكيلة البليدية رفقة شبيرة، الذي وإن إرتكب خطأ كاد يكلف التشكيلة غاليا، إلا أنه ساهم في بناء العمل الهجومي كثيرا وقدّم الكثير من الكرات ل جمعوني والبقية لكنها لم تستغل كالعادة. شبيرة: “خبرة بلوزداد صنعت الفارق، ولا يجب أن نفشل” أوضح المدافع شبيرة في تعليقه بعد نهاية اللقاء عن خسارة فريقه قائلا: “حضّرنا جيدا لهذه المواجهة وبذلنا كل ما في وسعنا من أجل تحقيق الفوز، لكننا لم نوفق في ذلك ولم نفهم ماذا يحدث لنا فوق أرضية ميداننا هذا الموسم، لأنه من غير المعقول أن ننهزم في ثلاث مباريات متتالية. لكن معظم التعداد شاب وتنقصه الخبرة اللازمة، وأعتقد أن خبرة بلوزداد هي التي صنعت الفارق في هذه المواجهة، لأنهم أتيحت لهم فرص قليلة وسجلوا هدفا، في حين أننا أتيحت لنا العديد من الفرص في المرحلة الثانية ولم نسجل. رغم أن هذه الهزيمة تعقد وضعيتنا أكثر، إلا أننا لن نفشل وسنواصل العمل بجدية من أجل العودة إلى الواجهة”.