كانت جمعية الخروب في مستوى تطلعات جمهورها العريض الذي تنقل بقوة إلى مدرجات "حمداني" أول أمس السبت بمناسبة اللقاء الهامّ أمام وداد تلمسان. حيث أكد أشبال تبيب على صحة نواياهم لمواصلة المشوار بقوة وتأكيد الاستفاقة وتجاوز كل الهزّات التي مسّت التشكيلة مع بداية الموسم. ورغم أن الفوز تحقق في الدقيقة الأخيرة إلا أنه كان أكثر من مستحقّ نظرا إلى المستوى والأداء المقدّم من حلوي وزملائه طيلة أطوار المواجهة. ويعدّ هذا الفوز الثاني على التوالي للخروب في البطولة والأول لهم داخل الديار أمام منافس تعوّد على التألق بالخروب. "لايسكا" ضيّعت القاضية في المرحلة الأولى وكان بإمكان الخروب أن تنهي مواجهتها لصالحها ولا تنتظر الدقيقة الأخيرة لتجسّد ذلك لو عرف لاعبوها كيف يستغلون الفرص الكثيرة التي جاءتهم في المرحلة الأولى من مصفار لغزال ونايت يحي، أين سجلنا تضييع أكثر من 9 فرص حقيقية، الأمر الذي جعل خلافي ورفاقه يعانون في المرحلة الثانية قبل أن يتنفسوا الصعداء بهدف البديل شكاتي. وقد لعبت الخروب أمام حارس كبير هو سمير حجاوي الذي حرمها من فوز عريض، خاصة بعد الكمّ الهائل من الفرص الخطيرة التي صدّها في المرحلة الأولى. الأداء لم يكن جيّدا ولم يكن أداء أشبال تبيب مقنعا مثل ما كان عليه في المواجهات السابقة، أين دخل لاعبو الجمعية بنوع من الضغط لأنهم كانوا أمام مسؤولية خاصة لتحقيق الفوز وتأكيد أن نتيجة البرج لم تكن صدفة، حتى أنهم صعّبوا الأمور على أنفسهم بدليل غياب التركيز في منطقة العمليات، وكان البعض منهم يفكر أكثر في مستحقاته المتعلقة بأجرة أكتوبر، وهو ما يفسّر الأداء غير المقنع للبعض منهم، في صورة جيل، نايت يحيى. لكن العمل النفسي الكبير الذي قام به تبيب جعلهم يعودون بقوة ويدخلون اللقاء بقوة، بدليل السيطرة الواضحة التي عكست إرادتهم في تحقيق الفوز حتى الدقيقة الأخيرة. شكاتي يسجّل أول وأغلى هدف كان نجم مباراة المهاجم شكاتي الذي سجّل هذه المرة دخولا موفقا وقام بمجهودات كبيرة منذ دخوله أرضية الميدان، بفضل تحرّكاته الخطيرة وزعزعته دفاع الوداد. وكان ابن ڨالمة منقذ الخروب بهدف رائع وحاسم كان وزنه من ذهب سجله في الدقيقة الأخيرة من اللقاء مستغلا تمريرة محكمة من المتألق لغزال، وبرأسية جميلة يسكن الكرة شباك حجاوي. وقد "قلب" هذا الهدف الخروب بأكملها وبعث أجواء رائعة في الملعب. ويعدّ هذا الهدف الأول ل شكاتي مع فريقه. ------------------------ طوال يسقط بعد صمود طويل لم يتمكن الحارس حسان طوال من الصمود والحفاظ على شباكه دون تلقي أي هدف بعدما صمد لمبارتين، ولكنه يستحق العلامة الكاملة بعدما أدّى مباراة في المستوى، وحتى أن الهدف الذي تلقاه كان من ركلة جزاء. معنصر "ميسي" الخروب أكد جلّ من شاهد مباراة أول أمس أمام أن مهاجم الأواسط معنصر هشام الذي تم ترقيته مع بداية الموسم كان نجم اللقاء دون منازع، حيث كان أحسن عنصر فوق أرضية الميدان وكان وراء أخطر الفرص التي صنعتها الخروب، سواء بتمريراته المدققة أو المراوغات القاتلة أمام دفاع استعمل الخشونة لإيقافه. وكان معنصر سما في دفاع تلمسان وجلب عدّة مخالفات قريبة من منطقة الحارس حجاوي، كما زوّد زملاءه المهاجمين بكرات على طبق لم يستغلوها جيدا، خاصة في لقطات مصفار، نايت يحيى ولغزال. وقد أصبح معنصر المدلل الجديد لدى أنصار الخروب الذين أطلقوا عليه لقب "ميسي". أسقط بوخيار وبشيري في إحدى اللقطات وفي إحدى لقطات المواجهة أسقط معنصر مدافعي الوداد بوخيار وبشيري بمراوغة جميلة على مرّتين، ما جعل هذا الثنائي يستعمل الخشونة لإيقافه نظرا للخفة والسرعة التي ميّزت كل هجماته، كما ترك هبري "مسمّر" في إحدى الهجمات ما جعل مدافع تلمسان يستعمل المسك من القميص، في لقطة تفاعل معها الجمهور الخروبي بقوة والذي ردّد طويلا: "هذا واشي... هشام طيح الغاشي". وقد نال معنصر الاعتراف من لاعبي تلمسان وخاصة الحارس حجاوي الذي تفاجأ بعد أن علم أنه لاعب من الأواسط. معنصر: "أشكر الشيخ تبيب على الثقة.. ومازلت أتعلّم" عبّر المهاجم معنصر عن فرحته الكبيرة بالفوز المحقق والمستحق بعد نهاية المباراة، شاكرا في الوقت نفسه مدربه تبيب على الثقة التي وضعها فيه وعلى كل من وقف معه خاصة مناجيره، وأكد أنه سيعمل على مواصلة العمل لأنه شاب صغير ولا يزال يتعلم. وقد أهدى معنصر هذا الفوز للمدرب تبيب ولأنصار الخروب وكذا أبناء مدينته "هنشير تومغني". --------------------------- شكاتي: "الفضل في الفوز يرجع إلى تبيب والأنصار" فوز ثمين جاء في الدقيقة الأخيرة، ما تعليقك؟ الحمد لله على هذا الفوز الذي كان بشق الأنفس إلا أنه كان أكثر من مستحق نظرا إلى ما قدمناه في المباراة، وهذا بفضل المدرب تبيب الذي نهديه هذا الفوز رفقة أنصارنا "اللي وقفوا معانا".. ونشكرهم كثيرا على ذلك. صعّبتم المباراة على أنفسكم بعد الفرص الكثيرة التي ضيّعتموها في المرحلة الأولى، أليس كذلك صحيح.. بعد الهدف الأول الذي سجله لغزال كان بإمكاننا تسجيل العديد من الأهداف ومن فرص حقيقية، لكن هذه هي كرة القدم والحمد لله أننا آمنا بقدراتنا حتى الدقيقة الأخيرة وحققنا هدف الفوز، وهذا هو المهمّ. الفوز تحقق برأسية محكمة منك، ما تعليقك على أول هدف لك؟ الفضل في هذا الهدف يعود إلى كل زملائي الذين ساعدوني على دخول المواجهة كما ينبغي، حتى أن توزيعة لغزال كانت جيّدة، ومعها كانت فرحتنا شديدة رفقة أنصارنا الذين بقوا واثقين في قدرتنا على الفوز الذي أهديه لهم مجدّدا. هذا الهدف سيحرّرك، أليس كذلك؟ هذا الهدف سيعطيني أكثر إرادة في بقية المباريات، وأنا أشكر كثيرا المدرب تبيب لأنه وضع الثقة فيّ... وإن شاء الله "الخير مازال القدام".