لم تمرّ حادثة رشق حافلة مولودية وهران بالحجارة بعد نهاية المباراة التي جمعتها بأولمبي الشلف أول أمس الجمعة وما ترتب عنه من خسائر مادية وبشرية، حيث حُطمت الحافلة وكُسّر زجاجها عن آخره، وكذا إصابة بعض الأشخاص من بينهم بعض اللاعبين، مرور الكرام على إدارة “الحمراوة” التي رفعت تقريرا مفصلا للرابطة الوطنية تشرح من خلاله وقائع الحادثة وما جرى للفريق عندما خرج مباشرة من ملعب “بومزراڨ”. الملف مُدعّم بالصور وأشرطة “الفيديو“ ويحتوي الملف الذي نقل يوم أمس لمقر الرابطة الوطنية بالعاصمة، الأدلة القاطعة التي تؤكد ما حدث للفريق في الشلف، من صور حيّة و أشرطة “فيديو“. حيث كان الوفد مرفوقا بمصوّر معه آلة تصوير وكاميرا صور من خلالها كل ما حدث للفريق أثناء الخروج من الملعب وبعد رشق الحافلة بالحجارة من قبل بعض أشباه المناصرين، الذين نصبوا كمينا للمولودية عند خروجها من الملعب مباشرة. الأمن لم يوفر الحماية اللازمة وقد ذهبت بعض الأطراف داخل بيت المولودية إلى اتهام الأمن بعدم توفير الحماية اللازمة للفريق خلال مغادرته الملعب، على غرار ما يقوم به الأمن الوطني في وهران من توفير الحماية اللازمة للفرق التي تحلّ بوهران كما حدث في اللقاء السابق بين “الحمراوة“ والشلف ب زبانة. فرغم موجة الغضب التي كانت لدى أنصار مولودية وهران، إلا أن “الشلفاوة“ لم يمسّهم أيّ سوء. أكرم بن عوامر خضع لعملية جراحية مُستعجلة مباشرة بعد أن وصل وفد المولودية إلى مدنية وهران مساء أول أمس في ساعة متأخرة، نقل اللاعب أكرم بن عوامر على جناح السرعة إلى إحداى العيادات الخاصة في طب العيون وأجرى عملية جراحية مستعجلة، حتى تتم تنقية عينيه من الزجاج الذي دخل فيهما أثناء رشق الحافلة بالحجارة، وقد أجرى عملية ناجحة، وبعدها أجرى كشوفات معمّقة في اليوم الموالي. وضعت له خمس غرز في عينه اليمنى وبسبب الزجاج الذي دخل في عينه وأثناء العملية الجراحية التي خضع لها ليلة أول أمس، تم وضع خمس غرز بسبب الجروح التي كانت موجودة في هذه المنطقة الحساسة، حيث اضطر الطاقم الطبي إلى إخاطة مدافع المولودية جرّاء هذه الحادثة الأليمة التي تعرّض لها وفد مولودية وهران من قبل هؤلاء الأشخاص. إصابة بن ڤورين وبلايلي ليست خطيرة وعكس إصابة المدافع الأيمن أكرم بن عوامر الخطيرة والتي جاءت في مكان جد حساس، فإن إصابة بن ڨورين وبلايلي ليست خطيرة، فالأول إصابته كانت على مستوى اليد وقد خضع للعلاج مباشرة بعد تلقيه الإصابة، ونفس الشيء بالنسبة للاعب الشاب بلايلي يوسف الذي لم يتأثر كثيرا من هذه الحادثة التي وقعت له. بعض الأنصار تعرّضوا لإصابات متفاوتة عند العودة وحتى بعض أنصار مولودية وهران لم يسلموا من بطش بعض أشباه أنصار أولمبي الشلف الذين تربصوا بهم عند مغادرتهم الملعب رغم الحراسة الأمنية التي كانت مفروضة عليهم من قبل رجال الأمن، حيث رُشقوا بالحجارة وأصبب بعض المناصرين بإصابات متفاوتة الخطورة، وكذا تحطيم سياراتهم الخاصة بعد أن رمى أنصار الشلف المتعصّبين الشوارع بزيت السيارات حتى لا يتحكم السائق في سيارته. “ربحونا وضربونا... فماذا لو فزنا أو تعادلنا؟“ ولحسن الحظ أن مولودية وهران انهزمت في “الداربي“ الذي جمعها بأولمبي الشلف، ولو لم يحدث ذلك لحلت الكارثة في هذه المدينة. حيث قال أحد الأنصار الذي عاد من الشلف: “الحمد لله أن فريقنا لم يحقق نتيجة إيجابية أمام الأولمبي، فلو حدث ذلك لقتلنا جميعا في هذه المدينة، فقد فازوا علينا وضربونا، وهو أمر غير مفهوم على الإطلاق”. “كأن الحمراوة سبب سقوط الشلفاوة” وقد علق أحد الأنصار على هذه الحادثة قائلا إن أنصار الشلف تصرّفوا وكأن مولودية وهران هي التي كانت وراء سقوط الشلف وليس العكس، حيث لا يوجد أي دافع يجعل هؤلاء الأنصار يرشقون حافلة الفريق بالحجارة، عكس أنصار المولودية، فلو فعلوها لكان هناك دافع وراء ذلك. أشباه أنصار الشلف يعكّرون الأجواء من جديد وبهذه الحادثة الخطيرة، أعاد بعض أشباه أنصار أولمبي الشلف العلاقة بين الفريقين إلى نقطة الصفر بعد محاولات التهدئة من كلا الجانبين، وما حدث في اللقاء من صور جميلة بين عناصر التشكيلتين، لكن الشلفاوة عكّروا الأجواء من جديد وأعلنوها “حربا“ متواصلة بينهم وبين أنصار المولودية. أنصار المولودية انتظروا فريقهم عند مدخل المدينة انتظر أنصار مولودية وهران عناصر التشكيلة التي عادت بعد هذا الاعتداء عند مدخل المدينة للاطمئنان على صحة اللاعبين والوفد المرافق للفريق. فرغم أن الحادثة وقعت بعد مغادرة الفريق لمدينة الشلف في حدود الساعة الخامسة والنصف، إلا أن الخبر انتشر بسرعة في معاقل “الحمراوة“، الذين التفوا حول فريقهم وقدّموا له الدعم المعنوي اللازم عند ملتقى طرق “الباهية“ أين توقفت الحافلة. المطالبة بتسليط عقوبات على المتسبّبين في الحادثة وقد طالب أنصار ومسيّرو مولودية وهران من المشرفين على كرة القدم بتسليط أقصى العقوبات على المتسبّبين في هذه الحادثة المؤسفة، وفتح تحقيق حول القضية، خاصة أن أنصار الشلف معروفون بتعصبهم، وكان من الأجدر معاقبتهم بعد أعمال العنف التي حدثت بعد لقاء مولودية سعيدة وأولمبي الشلف، وإذا مرّت هذه الحادثة دون عقوبة، فإن الأنصار أكدوا أنهم سيعاملون “الشلفاوة“ بالمثل في لقاء العودة.