كعادته، أجاب الدولي “كارل مجاني“ على أسئلتنا لدى اتصالنا به أمس بصدر رحب، مبديا رضاه التام عن المردود الذي ظهر به المنتخب الوطني في لقائه الودي الأخير أمام منتخب “لوكسمبورغ“، وعن تفاؤله الكبير بعودة القطار إلى سكته الحقيقية في المواعيد الرسمية المقبلة. كما أبدى اللاعب عن رغبة ملحة في المشاركة ورفاقه في اللقاء الودي المقرّر أن يجمع منتخبنا خلال شهر ديسمبر المقبل أمام منتخب إقليم “كاتالونيا”، رغم أن المدرب بن شيخة يفكر في إشراك المحليين لعدم تطابق موعد اللقاء ولوائح وتواريخ “الفيفا“، مؤكدا أنه حينها سيكون في راحة مع “أجاكسيو” وسيكون بوسعه الاحتكاك بأبطال العالم. كيف هي أحوالك “كارل” مع فريقك “أجاكسيو”؟ بخير والحمد لله، أنا أشارك كالعادة بانتظام معه، وأحضر في الوقت الحالي للمباراة التي تنتظرنا هذا الجمعة أمام نادي “بولونييه”، وهي المباراة التي لا بدّ أن نظفر بنقاطها الثلاث لتحسين مرتبنا ونتائجنا. لنتفرّغ الآن للحديث عن المنتخب الوطني ونتيجته الأخيرة في لقائه الودي أمام منتخب “لوكسمبورغ“، الذي من الخطأ أن نقلل من قيمته بما أنه خلق متاعب لمنتخب فرنسا خلال تصفيات كأس إفريقيا، فهل تعتقد أن التعادل أمامه إيجابي أم سلبي؟ أعتقد أنها نتيجة مشجّعة ومحفّزة للغاية، صحيح أننا لم نحقق الفوز، ولم نسّجل أي هدف في المباراة، لكن علينا أن نعترف أيضا أننا لعبنا بطريقة جيدة، وظهرنا بمستوى مختلف تماما عن ذلك الذي ظهرنا به خلال اللقاءات الأخيرة. فلو تابعت اللقاء جيدا، تتأكد من أننا استحوذنا على الكرة طيلة اللقاء، وأن الفرق كان شاسعا في نسبة الاستحواذ على الكرة بيننا وبين المنافس، كما أننا خلقنا عددا من الفرص أكثر من المنافس، فضلا عن روح المجموعة السائدة، والرغبة التي كانت تحدو الجميع من أجل الخروج بأشياء إيجابية من هذه المباراة. قبل أن نتحدّث عن الإيجابيات، ما لاحظناه أن المنتخب لعب بطريقة جيّدة، لكنه واصل مرّة أخرى صيامه عن تسجيل الأهداف، في رأيك ما سبب هذه العقدة التي لازمت المهاجمين مرّة أخرى؟ علينا ألا نضخّم الأمور أكثر مما تستحقه، صحيح أننا لم نسجل ولم نستغلّ الفرص التي أتيحت لنا، لكن علينا أن ننظر إلى الظروف التي أحيطت بالمباراة حتى نصدر أحكامنا. لا يخفى أننا أمام “لوكسمبورغ“ لعبنا بتشكيلة جديدة تضمّ لاعبين استدعاهم المدرب لأول مرة من أجل إعطاء الإضافة اللازمة للمنتخب، وبالتالي فهي مباراتهم الأولى تحت ألوان “الخضر”، لذلك كان من الصعب علينا أن نطلب منهم أكثر، فهم كانوا خلال اللقاء يبحثون عن معالمهم من أجل فرض أنفسهم ومن أجل خلق انسجام بينهم وبيننا. وخلاصة القول أني لست قلقا بهذا الشأن، لأني واثق من أن مردود المهاجمين وكافة اللاعبين سواء الجدد أم القدامى سيتحسّن مستقبلا مع مرور المباريات التي سنجد من خلالها جميعا معالمنا، وسنتمكن من خلالها فكّ عقدة الهجوم هذه. إذن الوقت لوحده كفيل بفكّ عقدة الهجوم هذه؟ إن شاء الله، بمزيد من الوقت سنتمكن من التسجيل وفك عقدة الهجوم، كما أننا سنستغل الحصص التدريبية والمباريات مع أنديتنا لتطوير مستوانا، حتى نكون تحت تصرف المنتخب ونحن في كامل مستوانا الحقيقي. عقدة الهجوم هذه انعكست على نتائج المنتخب الذي صار عاجزا على تحقيق الفوز، فهل يدخل هذا الأمر الشكّ في اللاعبين؟ وفي رأيك ما هي الحلول لفكّ عقدة التعثرات هذه؟ عندما لا تسجل أكيد أنك لا تفوز، لكن ثق أن الشك لم يساورنا يوما في إمكاناتنا، لأننا نمتلك مجموعة قوية تسودها روح عالية، ولقد قلت لك منذ قليل إننا لعبنا بطريقة جيدة أمام “لوكسمبورغ“ ولم يكن ينقصنا سوى الوصول إلى مرمى هذا المنافس حتى نظفر بالنقاط الثلاث، وعدا تلك النقطة السلبية، أعتقد أن المباراة كانت كلها إيجابيات بالنسبة لنا. ما هي هذه الإيجابيات التي خرجتم بها من هذه المباراة؟ هي عديدة، وأعطيك بعض الأمثلة التي تكمن في حفاظنا على نظافة شباكنا وعدم تلقينا أي هدف، وهو أمر مشجّع للاعبي الخط الخلفي ككل، فضلا على استحواذنا على الكرة بنسبة 90 بالمئة، حيث حرمنا المنافس منها ولم نترك له الفرصة كي يهدّدنا، خلقنا فرصا عدة للتهديف، ووصلنا مرمى المنافس أكثر من مرة، كذلك وقفت أنا شخصيا على تضامن واسع فيما بيننا نحن اللاعبين: على روح كبيرة وعالية، ورغبة أشدّ في تحقيق نتيجة، وهي الرغبة التي تجسّدت في فوزنا بكافة الصراعات الثنائية التي جمعتنا بلاعبي “لوكسمبورغ”.. هي كلها نقاط إيجابية ستحفزنا في اللقاءات المقبلة، رغم أننا لم نسجّل ولم نفز بنقاط اللقاء. كنت أساسيا مرّة أخرى في هذه المباراة، وشكلت ثنائيا رائعا رفقة القائد يحيى عنتر في محور الدفاع، ونجحتما سويا في شلّ حركات مهاجمي المنافس، فكيف تقيم مردودك الشخصي يومها؟ أعتقد أننا لعبنا بشكل جيّد أنا وزميلي يحيى، وأثبتنا طيلة التسعين دقيقة حضورنا فوق الميدان، والدليل على ذلك أن المنافس لم يتمكن من التسجيل علينا، والحمد لله على ذلك، وأتمنى أن نواصل على المنوال نفسه في المباريات المقبلة، لاسيما خلال المباريات الرسمية لأنها أهم، ولأن الأهم من كل ذلك يومها ألا نتلقى أيّ هدف أيضا. يسعدك دون شك بصفتك مدافعا ألا يتمكن المنافس من خلق أي فرصة للتهديف على مدار تسعين دقيقة كاملة، أليس كذلك؟ أنا سعيد بطبيعة الحال، لأني هنا من أجل تقديم الإضافة اللازمة لمنتخبي، وليس سرّا أن أكون سعيدا عندما أوفق في مهمّتي، أنا راض كل الرضا على ما قدمته، لكن هذا لا يمنعني من وضع الأقدام على الأرض، لأني مطالب بمواصلة العمل بنفس الجدّية مستقبلا، حتى أقدّم مردودا أفضل لبلادي، ثم أن ما قدّمته أمام “لوكسمبورغ“ لا يعدّ مجهودا فرديا بل هو ثمار عمل مجموعة بأكملها، بدءا برأس الحربة الذي ضغط على المنافس في منطقته كي لا يتقدّم، مرورا بلاعبي الوسط الذين سدّوا كل المنافذ، ووصولا إلينا نحن المدافعين وحارس المرمى أيضا. هل بدأتم التفكير في لقاء المغرب أم ليس بعد؟ هو لقاء مهم لنا ولا بد أن نفوز به، لكن صراحة لم نفكر فيه بعد، علينا أن نفكّر بعقلانية، وأن نسيّر مشوارنا مع المنتخب لقاء بلقاء. فالآن أنهينا مهمة “لوكسمبورغ“ بنجاح رغم عدم فوزنا، وعلينا أن نتفرّغ للقاء تونس الذي سنحضّر له مع أنديتنا بجدية، قبل أن نواصل التحضير له مع المنتخب بنفس الرغبة والجدية أيضا. وبعد أن ننهيه بنجاح أيضا، سنتفرّغ للقاء المغرب الذي سيلعب في شهر مارس من السنة المقبلة. لكن قبل لقاء تونس قد تواجهون فريق إقليم “كاتالونيا“ بإسبانيا، فهل بلغك الخبر أم لا؟ أجل، اطلعت على الخبر عبر الصحافة مؤخرا، لكن وحسب ما علمته فإن المدرب قد يلجأ إلى اللاعبين المحليين، هل هذا صحيح؟ نعم، بن شيخة يفكر في ذلك، لعدم تزامن موعد اللقاء في شهر ديسمبر المقبل، وتواريخ “الفيفا“، وهو ما لا يساعد المحترفين الملتزمين مع أنديتهم الأوروبية. هذا صحيح، لا توجد هناك تواريخ “فيفا“ في ذلك الشهر. لكن حسب علمنا فإن البطولة في فرنسا تتوقف في تلك الفترة، فهل ستلبي الدعوة لو يتم استدعاؤك؟ ألبّي الدعوة لكل اللقاءات عندما يتعلق الأمر بالمنتخب الوطني، فما بالك بلقاء هامّ من هذا الحجم... يا أخي حسب علمي أن فريق إقليم “كاتالونيا“ يتكون من نجوم عالمية، أو بالأحرى من أبطال العالم الذين توّجوا إسبانيا مؤخرا بكأس العالم: من “بويول، بيكي، شافي، إينيستا” وغيرهم، وأن تلعب وتحتك أمام هؤلاء في ملعب كبير بحجم “كامب نيو” فذلك أمر يهمّني كثيرا، لذلك لن أتوانى لحظة واحدة في تلبية الدعوة، لاسيما أني كما قلت لك سأكون في راحة مع فريقي “أجاكسيو“ خلال تلك الفترة. ما الذي يمكنه أن يستفيد منه المنتخب في تلك المباراة؟ مجرّد الاحتكاك بلاعبين عالميين من طينة الأسماء التي ذكرناها، سيكون مفيدا لنا من جميع النواحي. من المهم جدا أن نرفع المستوى باللعب أمام عمالقة من طينة هؤلاء، حتى نعرف مستوانا بدورنا، وحتى نعرف أين وصلنا. أنا شخصيا يهمّني أن ألعب اللقاء لأني سأكون في عطلة بما أن البطولة في فرنسا ستتوقف، لكن كلّ شيء متوقف على ما سيقرّره مدربنا لأنه صاحب القرار الأول والأخير في مثل هذه الأمور. قبل أن نودّعك وبإلحاح من أنصار فريقك المفضّل في الجزائر اتحاد الحراش، نستفسرك عن سرّ عدم مجيئك لمشاهدة ما يقدّمه هذا الفريق من عروض ونسوج كروية جميلة؟ بلغني أن الحراش بشبّانها تقدّم مستوى كبيرا منذ الموسم الماضي وهذا الموسم أيضا، لكن للأسف ضيق الوقت والتزاماتي مع فريقي هي التي حالت دون ذلك، لكني أعد الأنصار أني سأستغل الفرصة خلال عطلتي لكي أتشرّف بالحضور من أجل مشاهدة مباراة من مبارياتها، وهذا هدفي منذ فترة أن أحضر مباراة من المباريات في ملعب أول نوفمبر، وفي ديسمبر المقبل خلال فترة الراحة بالضبط سأكون هناك. وسلامي في الأخير إلى الجميع.