إذا كانت تشكيلة مولودية باتنة تواصل حصد النتائج الإيجابية التي أبقتها في المرتبة الثانية وبفارق 3 نقاط عن صاحب المرتبة الأولى، إلا أن الأمور لازالت على حالها من الناحية المالية في ظل الأزمة المطروحة في الأشهر الأربعة الأخيرة، بدليل أن اللاعبين لم يتسلموا مستحقاتهم المالية رغم الوعود الكثيرة التي تلقوها من الهيئة المسيرة، آخرها الاجتماع الذي عقده المسؤول الأول زيداني الأربعاء المنصرم حين طمأن أبناء المدرب بن جاب الله بإيجاد الحلول المناسبة هذا الأسبوع. وفي الوقت الذي يأمل أصحاب اللونين الأبيض والأسود إيجاد صيغة إيجابية للحد من هذا الإشكال، إلا أن الكثير يبقى يتساءل عن مصير المولودية في ظل الطريقة التي تسير عليها الإدارة الباتنية التي لم تضمن بدائل مالية ناجعة في ظل الغياب الميداني لأعضاء الشركة وتفضيل زيداني مبدأ الصمت الذي لم يخلف أي مستجدات ملموسة منذ بداية الموسم. الحصيلة الفنية لا تعكس عمق الأزمة المالية وأجمع الكثير من المتتبعين لشؤون المولودية أن الحصيلة المسجلة لحد الآن لا تعكس الصورة الحقيقية للتشكيلة التي تعاني من أزمة عميقة طرفها الأساسي مالي بحت، بدليل التأخر الكبير في تسوية المستحقات المالية رغم الوعود المقدمة، حيث يدين اللاعبون بأجرة 3 أشهر، إضافة إلى 4 منح خاصة بمباريات أمل مروانة، شباب باتنة، سريع المحمدية وجمعية وهران. وهو ما جعل الكثير يصل إلى نتيجة منطقية وهي أن النتائج المحصلة لحد الآن غطت مؤقتا الوضع المالي الصعب الذي تمر به المولودية منذ بداية الموسم، إضافة إلى انعدام وسائل الاسترجاع وتواضع العتاد الرياضي المعتمد في التدريبات بشكل يؤكد حالة التسيب التي يمر بها أصحاب اللونين الأبيض والأسود مقارنة بعديد الأندية الطامحة إلى لعب الأدوار الأولى. اللاعبون ينتظرون تجسيد وعود زيداني هذا الأسبوع وكان زيداني قد وعد لاعبيه بتسوية المستحقات المالية المتأخرة بصورة نهائية خلال هذا الأسبوع بعد الاجتماع الذي عقده في آخر حصة تدريبية قبل التنقل إلى عاصمة الغرب الجزائري. وإذا كان الاجتماع قد خلف ارتياحا نسبيا وسط اللاعبين، إلا أن ذلك لم يكن كافيا في نظر أصحاب اللونين الأبيض والأسود الذين ينتظرون تجسيدا فعليا قبل نهاية الأسبوع، خاصة في ظل الحديث عن ترقب دخول إعانة مالية من الجهات الوصية تكون مناسبة لتسوية عديد المطالب المالية للنادي وتعيد الهدوء إلى التشكيلة قصد التركيز على الرهانات التي تنتظرها في المحطات المقبلة من البطولة. الطاقم الفني يطرح مشكل المستحقات ووسائل الاسترجاع لم يتوان الطاقم الفني للمولودية بقيادة المدرب بن جاب الله في تشريح الوضعية الصعبة التي يعيشها النادي، خاصة في ظل الأزمة المالية المتواصلة، ما أفرز عدة انعكاسات سلبية ناجمة عن التأخر في تسوية المستحقات المالية للاعبين على مدار الأشهر الأربع الأخيرة، إضافة إلى تواضع وسائل الاسترجاع بالنظر إلى الخدمات المتواضعة في مجال الإطعام والتي لا تساير الجهود المبذولة في الحصص التدريبية. وهو ما جعل بن جاب الله يطالب في أكثر من مناسبة بالتجند والتقليل من المتاعب الحاصلة خدمة للتشكيلة وتفاديا لتأثيرات سلبية لا تخدم المولودية في ظل المشوار الصعب الذي ينتظرها في البطولة. غياب الشركة يطرح أكثر من تساؤل وفي السياق ذاته، لازال الشارع الباتني يتساءل عن أسباب الغياب المتواصل لأعضاء الشركة عن المحيط العام للمولودية دون مبررات واضحة، في الوقت الذي فضل المسؤول الأول زيداني خيار الصمت دون اتخاذ قرارات جريئة تعيد المولودية إلى السكة وتخفف الأزمة المالية الحالية. ورغم الحديث عن وجود مبادرات لتعزيز الشركة بأعضاء جدد من رجال الأعمال الراغبين في منح الإضافة للنادي، إلا أن المعطيات الحالية تشير إلى بقاء الأمور على حالها دون أن تفرز مستجدات ميدانية، خاصة في ظل اكتفاء الإدارة بمبدأ الاعتماد على الإعانات المالية الصادرة من السلطات المحلية وتسيير أمور النادي بعقلية الهواة رغم تدشين البطولة الجزائرية لأول موسم احترافي. هل المشكل في زيداني أم في أعضاء الشركة؟ ويبقى التساؤل المطروح لدى عدد من المتتبعين في مكمن الأزمة التسييرية التي تعاني منها المولودية في ظل القبضة الحديدية الممارسة بين المسؤول الأول زيداني والشركة التي يرأسها فرحات عبد العزيز، بدليل التناقضات التي تلازم تصريحات الطرفين، ففي الوقت الذي أكد فرحات استقالته من الشركة نهاية شهر أوت المنصرم دون ترسيمها، فإن زيداني يصرح من مناسبة إلى أخرى برغبته في إحداث تغييرات على مستوى التركيبة البشرية للشركة دون أن تكون له الجرأة في تطبيقها ميدانيا. ما جعل تصريحاته مجرد ذر للرماد في العيون لربح مزيد من الوقت دون معرفة المستفيد الحقيقي من هذا التماطل، وهو ما جعل العديد من العارفين بخبايا المولودية يتساءلون عن مكمن الخلل أهو في أعضاء الشركة الذين لم يفهموا بعد أسباب إحجامهم عن مزاولة نشاطهم وجعل الفريق كرهينة حسب تصريحات الرئيس الأسبق محمدي، أم أن المشكل يكمن في المسؤول الحالي زيداني الذي لازال يتبع سياسة الهروب إلى الأمام التي لا تخلف أي بوادر إيجابية على واقع النادي الذي يسير على وقع تضحيات الطاقم الفني واللاعبين فوق المستطيل الأخضر. -------------- بن جاب الله يرفض التدخل في صلاحياته قامت بعض الأطراف في المدة الأخيرة بتدخلات للضغط على الطاقم الفني الذي يقوده المدرب بن جاب الله وطالبته بمراجعة حساباته بحجة عدم منحه الفرصة للعديد من العناصر الشابة التي تستحق الحصول على فرصة في نظرهم وإقحامهم في المواعيد الرسمية. وهو ما آثار حفيظة الكثير من الجهات الفعالة في النادي التي رفضت هذه التصرفات التي ستؤثر سلبا في استقرار التشكيلة. كما أبدى المدرب بن جاب الله تذمرا من بعض الممارسات التي تحدث في هذا السياق، مطالبا بتفادي هذه الخرجات غير المسؤولة مع التحي بالرزانة ومراعاة مصلحة المولودية ومستقبل الشبان. الجميع حصل على فرصة إضافية في لقاء الشاوية وبالعودة قليلا إلى فترة الراحة التي مرت بها البطولة خلال الشهر المنصرم، فقد عكف المدرب بن جاب الله على منح فرص إضافية للعناصر الشابة الناشطة في التشكيلة، ووقف على صحة إمكاناتها في الحصص التدريبية المبرمجة وكذا المباريات التطبيقية والودية على غرار مواجهة اتحاد الشاوية، ما جعله يأخذ نظرة على المردود الفردي والجماعي للعناصر الباتنية، مفضلا منح فرصة اللعب لعدد من الشبان في مباراة الكأس مقابل عدم تأجيل الاعتماد على بقية العناصر التي لم تكشف ما هو مطلوب منها فوق الميدان. الإدارة تحترم صلاحيات الطاقم الفني وحسب بعض المصادر، فإن بعض الأطراف المحسوبة على الهيئة المسيرة لم تتقبل السلوكات التي تصرفت بها الجهات التي أرادت الضغط على المدرب بن جاب الله تحت غطاء الشبان وإرغامه على إقحام عديد الأسماء وفق أمور لا تتوافق مع الخيارات الفنية المناسبة للتشكيلة. وهو ما جعل عدة جهات تتصل بالطاقم الفني وتدعوه إلى العمل بكل حرية واتخاذ القرارات التي تعود بالفائدة على التشكيلة بعيدا عن المحاباة و”السوسيال” الذي كان سائدا في عديد المواسم المنصرمة. بن جاب الله: “اتركونا نعمل وأين كان هؤلاء حين كنا ندافع عن الشبان” وأبان المدرب بن جاب الله بشكل غير مباشر عن تذمره من الخرجات التي تقوم بها بعض الجهات تحت مبرر منح الفرصة للشبان، وقال في هذا الشأن: “أين كان هؤلاء حين كنا ندافع عن الشبان ونعمل على إنجاح سياسة التشبيب التي وصلت الآن درجة متقدمة بفضل البرنامج المسطر منذ منتصف الموسم المنصرم. أدعو الجميع إلى التعقل والرزانة للحفاظ على استقرار المولودية، خاصة في ظل النتائج الإيجابية المسجلة منذ بداية الموسم. وأقول للجميع اتركونا نعمل في هدوء لأننا نحن أول المدافعين عن الشباب، وسنراعي هذا الجانب لتوظيفه وفقا لما يخدم التشكيلة ووفقا للمعايير الفنية المتبعة وبعيدا عن الأساليب الملتوية التي لا تخدم المولودية ولا الشبان أنفسهم“. وناس استهل التدريبات بصفة عادية استهل المهاجم وناس رضوان التدريبات بصفة عادية مع بداية هذا الأسبوع متجاوزا آثار الإصابة التي تعرض لها في الحصة التدريبية التي جدرت الأربعاء المنصرم، ما حرمه من التنقل رفقة التشكيلة إلى وهران، حيث أجرى وناس التمارين الخفيفة التي برمجها الطاقم الفني، الأمر الذي يرشحه لضمان جاهزيته للقاء مستغانم بناء على الفحوص التي قام بها وجهود الطاقم الطبي. بلعيدي وزغيدي تخلفا عن أول حصة لم يلتحق عدد من الأسماء بالحصة التدريبية الأولى لهذا الأسبوع وفي مقدمتهم لاعب الوسط بلعيدي، إضافة إلى المدافع المحوري زغيدي الذي يكون قد تلقى الضوء الأخضر من الإدارة لزيارة أهله بعد إجراء اللقاء الأخير أمام جمعية وهران، كما غاب المدافع بيطام عن الموعد بسبب ارتباطاته مع المنتخب الأولمبي الذي تنقل بداية هذا الأسبوع إلى المغرب للمشاركة في الدورة الكروية المنظمة في مدينة طنجة. وهو ما يحول دون مشاركته في اللقاء المقبل أمام ترجي مستغانم. عليلي وشواطي بالزي المدني من جانب آخر، سجل اللاعب عليلي حضوره في التدريبات دون أن يتدرب، واقتصر تواجده بالزي المدني رفقة زميله شواطي بسبب معاناة الثنائي المذكور من إصابة ناجمة عن اللقاء الأخير، ما جعل الطاقم الفني يعفيه من إجراء الحصة الثانية، على أن يكون قد التحق بالركب بداية من الحصة التي جرت أمس الاثنين. ليتيم يستعيد إمكاناته من جانب آخر، سجل الحارس ليتيم حضوره منذ أول حصة تدريبية لهذا الأسبوع موازاة مع تماثله إلى الشفاء من الإصابة التي عانى منها منذ لقاء الكأس، ويرشح أن يكون ابن بوحمامة ضمن القائمة المعنية بلقاء مستغانم نهاية هذا الأسبوع والحد من فترة غيابه عن المواعيد الرسمية. مدرب الحراس غاب عن الاستئناف عرفت حصة الاستئناف غيابا اضطراريا لمدرب الحراس دمبري حسان الذي تعذر عليه أن يكون في الموعد بسبب المتاعب الصحية التي حرمته من مرافقة التشكيلة إلى وهران نهاية الأسبوع الأخير. وقد أجرى الحراس الثلاثة للمولودية تمارين خفيفة رفقة زملائهم على أن يكون دمبري قد باشر مهامه مجددا صبيحة أمس وزاول تطبيق البرنامج التحضيري لزملاء بولطيف بصورة عادية. التشكيلة أجرت حصتين أمس فضل الطاقم الفني بقيادة المدرب بن جاب الله الرفع من وتيرة التدريبات من خلال برمجة حصتين تدريبيتين أمس الاثنين، حيث جرت الحصة الصباحية بداية من العاشرة فوق ميدان ملعب عبد اللطيف الشاوي، وركز فيها مدرب “البوبية” على تحسين الجانب البدني، في الوقت الذي جرت الحصة المسائية في حدود الساعة الثالثة في ذات الملعب وجمعت بين الجانبين البدني والفني، سعيا من المدرب بن جاب الله لضمان جاهزية التشكيلة للمحطات المقبلة. زدام الحاضر لوحيد من المسيرين سجل المسير زدام حضوره خلال الحصة الأولى لهذا الأسبوع، ووقف على الأجواء العامة للتشكيلة، في الوقت الذي غاب بقية المسيرين بمن في ذلك المسؤول الأول زيداني الذي تخلف عن الركب لأسباب قيل إنها شخصية. كما حضر المناصر الوفي بيبي الذي قدم عدة مساعدات للتشكيلة آخرها تكفله بتكاليف الإقامة ليلة لقاء المحمدية بفندق مركب 1 نوفمبر بعدما عجزت الهيئة المسيرة على التكفل بذلك بفعل الأزمة المالية الحادة. هزيل أجرى حصة لتقوية العضلات كان اللاعب هزيل ضمن التعداد الحاضر في حصة الاستئناف التي جرت مساء أول أمس، وأجرى تمارين خفيفة مع زملائه، كما قام بحصة لتقوية العضلات موازاة مع عودته إلى أجواء الميادين مؤخرا بعد شفائه من الإصابة التي كان يعاني منها على مستوى الركبة. وينتظر أن يكون هزيل ضمن الأسماء الجاهزة لمباراة هذا الجمعة على ضوء تصريحاته الأخيرة ل“الهداف” التي أكد فيها على تحسن حالته الصحية وإمكانية عودته مجددا إلى المواعيد الرسمية. حصة اليوم منتظرة في 1 نوفمبر من المنتظر أن تحوّل التشكيلة الباتنية مكان إجراء التدريبات مساء اليوم إلى مركب 1 نوفمبر من خلال الحصة المرتقبة في الملعب الرئيسي، حيث ينتظر أن تتم برمجة الساعة الأولى في الملحق وتخصص لعملية الإحماء، على أن تتم برمجة مقابلة تطبيقية خلال الساعة الثانية في الملعب الرئيسي. وهذا من باب التعود على الأرضية المعشوشبة طبيعيا وتهيئة اللاعبين قبل موعد هذا الجمعة، كما يرتقب أن تجري المولودية حصة مماثلة في الملعب نفسه ووفقا للبرنامج الذي ستسير عليه حصة اليوم.
