الأخطاء التي إرتكبها المدافعون ليست عادية الأكيد أنك شاهدت لقاء منتخبنا الوطني، أليس كذلك؟ (الحوار أجري بعد اللقاء مباشرة) أكيد، وشاهدته منذ الدقيقة 35 لأني ضيّعت الدقائق الأولى، ومن الضروري أن أشير إلى أنني مصدوم بأتم معنى الكلمة ويجب أن ندق ناقوس الخطر قبل فوات الأوان. يمكن القول إذن أننا أحسنا الاختيار بمقابلة المنتخب الصربي أم لا؟ هذا لا شك فيه مطلقا، لأن أغلب اللاعبين المشكّلين نواة المنتخب الصربي ينشطون في أقوى وأعرق الأندية في أوروبا، ومن الواجب أن نقف عند هذه النقطة لكي نبرز أن إحتكاكنا بهم سيكون مفيدا من كل الجوانب، خصوصا وأنه حسب علمي إختياره لم يأت من العدم بل لأنه يملك نفس خصوصيات المنتخب السلوفيني الذي سيكون منافسنا في أول مواجهة في إطار كأس العالم، وبالتالي علينا بأخذ العبر من مثل هذه المباريات التي ستكون درسا لنا في المستقبل. وكيف تقيّم أداء لاعبي المنتخب الوطني؟ كان كارثيا كما قلت سابقا ونقص المنافسة ظهر جليا، وبالرغم من أن أرضية الميدان أعاقت نوعا ما تحركات اللاعبين وهذا عائق من الجانبين، إلاّ أنهم حاولوا تقديم كل ما لديهم من إمكانات من أجل أن يؤدوا لقاء في المستوى أمام منتخب منظم ووبعبارة أخرى مرعب في كل خطوطه، ويُمكن تقسيم أداء الفريق على حسب طبيعة كل خط، فالدفاع كان بعيدا عن المستوى لأنه يُعاني نقص المنافسة، ووسط الميدان أثبت من جهة أخرى بقدوم لحسن أنه سيكون له شأن كبير في المونديال القادم بشرط تحقيق التوازن، أمام الهجوم فبعودة جبور الأمور ستسير نحو الأحسن وسيكون بإمكاننا الاعتماد على الجميع، لكن يجب نسيان هذه المباراة وسريعا. وما ذا عن الأخطاء الذي ارتكبها الخط الخلفي وكلفتنا الهزيمة؟ كانت هناك أخطاء في التمركز وخاصة في مصيدة التسلّل، لكن المسؤولية جماعية ولو أني أقول أن الأخطاء التي إرتكبها المدافعون ليست عادية كخطة التسلّل التي كلّفتنا الهدف الثالث، على العموم، الهدف من إجراء مباريات ودية هو تصحيح الأخطاء، وأنا واثق أنه لا أحد بإمكانه أن يشكك في إمكانات لاعبينا، كما أنه لا يجب أن نلوم المدافعين لأن المسؤولية في الأول والأخير جماعية كما أسلفت. إذن بإمكاننا أن نثق في هذه المجموعة؟ أنا أرى أنه من الضروري جدا أن نوعّي اللاعبين الذين يحوزهم المنتخب الوطني أننا ننتظر منهم المزيد والكثير ولكن ليس بمثل ذلك الأداء الذي شاهدناه أمام صربيا، وبالتالي أرى أن الضغط عليهم لن يكون جيدا ويجب العمل من أجل تحقيق التناسق، لأنهم سيواجهون أقوى المنتخبات العالمية مستقبلا، ومن الضروري أن يبقوا محافظين على تركيزهم إلى آخر لحظة من أجل تشريف الألوان الوطنية وتحقيق النتائج المرجوة.