قبل بداية مباراة ربع النهائي بين الأرجنتين وألمانيا، منحنا اللاعب كارلوس تيفيز أو “كارليتو” -كما يحلو لزملائه مناداته- موافقته على إجراء حوار معه، وبعد الهزيمة المذلّة التي مني بها أشبال مارادونا اعتقدنا أن مهاجم مانشستر سيتي سيُغيّر رأيه، لكن تيفيز الذي نشأ في شوارع “بوينوس أيرس” يعرف معنى الوعد وأجاب على كل أسئلتنا وخاصة المحرجة منها، كما قبل أن يقدّم رأيه فيما يخص مشوار المنتخب الجزائري وعاد بنا كذلك إلى يوم واجه “الخضر” في “كامب نو” معقل برشلونة، وعلى غرار العديد من المتتبعين تأسف تيفيز كثيرا على نقص فعالية المهاجمين التي عجّلت بخروج الجزائر من الدورة. ما هي الحصيلة التي يمكن أن تقدمها لنا فيما يخص مشاركتكم بعد الهزيمة الثقلية أمام ألمانيا؟ أعتقد أنه من السابق لأوانه الكلام عن أي حصيلة، لكن من جهتي أنا مرتاح لأني قدمت كل شيء على أرضية الميدان وتركت بصمتي وروحي وكل شيء غال بالنسبة لي، أشعر براحة الضمير أكثر من أي شيء آخر، كنا 11 لاعبا لكن 11 رجلا أيضا، لكن عندما يخونك الحظ فإن لا شيء ينفع. هل من الأفضل الخروج من المنافسة بنتيجة (4-0) أم تفضل الخروج بركلات الترجيح كما حصل مع المنافس ذاته منذ أربع سنوات؟ الإقصاء مر في كلتا الحالتين، لكن أن تُقصى بنتيجة 4 أهداف دون رد فإن الأمر مؤلم جدا خاصة أننا كنا أفضل هجوم وأفضل دفاع قبل مباراة أمس، ومغادرة المنافسة بمثل تلك النتيجة أمر من الصعب تقبله على جميع اللاعبين. هل كان لديك شعور بأنكم لم تقوموا بأي شيء من أجل الفوز طيلة فترات اللقاء؟ لا، لقد قمنا بعمل جيد على المستوى الجماعي بعدما درسنا الألمان جيدا، كنا نعلم مسبقا بأنهم سيعقّدون الأمور علينا وهو ما حصل فعلا. هل فاجأكم الألمان بأدائهم الراقي؟ نعم، وخاصة على مستوى الهجمات المعاكسة التي كانت سريعة جدا وبأكبر عدد من اللاعبين، لم يتركوا لنا المجال لنعيد تنظيم صفوفنا وأعادوا معنا ما فعلوه أمام الإنجليز، بالرغم من أننا حذّرنا بعضنا قبل اللقاء. مارادونا صرّح بعد اللقاء بأنه لا يملك أي قوة لمواصلة العمل، هل ستحاولون إقناعه ليغيّر رأيه؟ هذه قرارت تخص الطاقم الفني والإتحادية ولا تهم اللاعبين لا من بعيد ولا من قريب، وبالنسبة لي لقد تجاوز سلبيات الإقصاء أمام ألمانيا. ما هي النظرة التي تحتفظ بها ل مارادونا المدرب من خلال كأس العالم الأخيرة؟ لقد بدأ المنافسة جيدا قبل لقاء ألمانيا حيث كان الجميع يرشحنا للتتويج، ونتيجة (4-0) جعلت معنوياتنا في الحضيض ولا يمكن أن نتبادل التهم الآن لأننا قدمنا كل ما لدينا. وما الذي كان ينقص الأرجنتين لتصل إلى نصف النهائي بعد 20 سنة من الغياب عن هذا الدور؟ لا أعرف، وإن كنا ندرك ذلك لكنا اليوم في النهائي، إذا لم تبدأ يومك جيدا فإنك ستجد نفسك في المنزل في أقرب فرصة، وبالنسبة لي فإن عجزي عن التسجيل يبرهن على أنني لم أكن في يومي إطلاقا أمام ألمانيا على غرار كل الفريق. هل يمكن أن نسميه إخفاقا؟ سمّوه كما شئتم، الألمان كانوا أفضل منا من كل الجوانب والهزيمة برباعية في منافسة من هذا الحجم أقسى ضربة أتلقاها في مسيرتي الكروية، ولا أعتقد أنه يوجد أشخاص أتعس منا نحن اللاعبين في هذه الفترة، هذا ليس إخفاقا لكننا أدينا لقاء سيئا، لا شيء سار بشكل جيد في اللقاء والألمان قتلونا في النهاية بعدما رفعوا قيمتنا كثيرا قبل اللقاء من خلال تصريحاتهم الممجدة لنا. هل كنت تنتظر أن تقدّم مباراة كبيرة أمام المكسيك؟ كان من الضروري أن أقوم بذلك، كنت أبحث عن مباراة تجعلني أقدّم خدمة لمنتخب بلدي ونجحت في ذلك، كما أردت أن أبرهن للبعض أني لم أنته، لكن للأسف الشديد إقصائنا في ربع النهائي أفسد كل شيء، لكني لن أتوقف عند هذا الحد وسأواصل التسجيل مع منتخب بلدي. هل كانت مباراة المكسيك الأحسن في مشوارك؟ على الصعيد الدولي أقول نعم دون شك، كنت سعيدا جدا لأني تعبت كثيرا لأقدم مثل ذلك المردود. هل أعدت مشاهدة هدفك الأول؟ أعرف إلى ماذا تريدون أن تصلوا، نعم كنت متسللا في تلك اللقطة وأعرف ذلك. احتفالك به بتلك الطريقة كان الهدف منه مغالطة الحكام، أليس كذلك؟ لا ليس هذا، في تلك اللحظة كنت متأكدا بأني لم أكن متسللا، لكني لما أعدت مشاهدة المباراة تأكدت أني كنت مخطئا في تقديري. إذن ... لا شيء، هذه هي كرة القدم ويجب علينا تقبّل واقعها. هل تعتقد أن خطأ الحكم كان في صالحكم هذه المرة؟ نعم، لكن كنا ضحية أخطاء كثيرة وكانت فتاكة، صحيح أني شعرت بالخجل أمام المكسيكيين الذين دفعوا الثمن غاليا، لكن لا أحد بإمكانه أن يقول إننا لا نستحق الفوز والتأهل لأننا سيطرنا على اللقاء وكنا الأجدر بالمرور إلى الدور ربع النهائي. لنتكلم عن المنتخب الجزائري الذي واجهته قبل ثلاث سنوات، هل تابعت مشواره في المونديال؟ أكيد، وأعتقد أنهم صعّبوا الأمور على أنفسهم لما انهزموا أمام سلوفينيا، وكان من الصعب تصحيح الأمور نفسيا لما تبدأ المغامرة بهزيمة، خاصة لما تعلم أنك كنت قادرا على الخروج بنتيجة أحسن. لكن رد فعل الجزائر كان قويا أمام إنجلترا نعم، لقد ذكّروني بالمنتخب الجزائري العنيد الذي واجهناه ذات يوم في ملعب “كامب نو” وكان منظما جدا من الناحية الدفاعية كما أن لاعبيه كانوا متمكنين فنيا والدليل على ذلك هو جري الإنجليز لفترات عديدة وراء الكرة التي تحكم فيها الجزائريون جيدا، لكن للأسف الشديد ينقص الشيء الأهم للمنتخب الجزائري وهو تسجيل الأهداف وهي النقطة التي يجب تصحيحها، لأنه ليس من المعقول أن نلعب مباريات دون أن نسجل أهدافا. وما ذا عن الهزيمة أمام أمريكا؟ في هذا النوع من المباريات كان يجب على الجزائريين أن يلعبوا الكل في الكل للفوز، فالتعادل لم يكن ليؤهلكم وكان على الجزائريين أن يلعبوا بالطريقة التي لعبوا بها لما واجهونا، لكن نظرا لعدم جرأتهم على الهجوم أمام أمريكا فإن الإنهزام بهدف لصفر أو ثلاثة أهداف أمر واحد. تحدثت منذ لحظات عن لقاء الجزائر أمامكم في “كامب نو”، ما هي الذكريات التي تحتفظ بها من هذه المواجهة؟ ما زلت أتذكّر الهدف الذي سجلته عن طريق ركلة جزاء وأتذكر أيضا أن أحد المدافعين الجزائريين ارتكب خطأ في بداية اللقاء وارتكب بعدها خطأ كلف الجزائر ركلة جزاء فأخذت الكرة ووضعتها في نقطة التنفيذ ولما سددتها الكرة ذهبت في جهة وحارسكم إلى جهة أخرى، وفي هذه الأثناء قلت في قرارة نفسي إننا سنكتسح الجزائر، لكن الدقائق التي تلت المواجهة أكدت لي أني كنت مخطئا على طول الخط، كما أني علمت بأن الأنصار الجزائريين احتفلوا بعد اللقاء بالرغم من هزيمة منتخب بلادهم (4-3). وهل تتذكر لاعبا معينا في المواجهة؟ أكيد، فقد شد انتباهي اللاعب الذي سجل هدفين ويلعب حاليا في إنجلترا على حد علمي (بلحاج)، والرجل اليسرى التي يملكها هذا اللاعب من النادر مشاهدتها على الميادين الآن.