لن يلعب كريم زياني بعد انضمامه إلى “قيصري سبور” التركي في بطولة غريبة عن اللاعبين الجزائريين، مادام أنه منذ بداية التسعينيات إلى غاية نهاية السنة الفارطة مر الكثير من اللاعبين هناك، ويبقى الأمر اللافت أن غالبية تجارب الجزائريين في الدوري التركي كانت متواضعة، حيث لم ينجحوا خاصة وأنه عدا بوزيد الذي لعب في “ڤالاتاساراي” العريق وتوج معه بلقبين فإن الآخرين كلهم لعبوا ضمن أندية تلعب الأدوار الثانوية في الدوري وهو ما حرمهم من التتويج بألقاب هناك، هذا دون نسيان التأكيد على أن تجربة بعض اللاعبين كانت قصيرة جدا. عماني، شريف الوزاني أول من لعبوا في تركيا وكان أول ثنائي جزائري لعب في تركيا هو عماني - شريف الوزاني وجاء ذلك بعد تألقه في نهائيات كأس أمم إفريقيا 1990 التي احتضنتها الجزائر وتوجت بلقبها، حيث تنقل الثنائي إلى تركيا وقد لعب عماني 95 لقاء وسجل 6 أهداف في الفترة بين 1990 إلى 1995 في وقت أن شريف الوزاني لعب 37 لقاء مقابل تسجيله هدفين من 1990 إلى 1992. تجدر الإشارة إلى أن عماني وشريف الوزاني لعبا في نادي “آيدين سبور”. نڤازي، باجي، لعزيزي، قادري، بلهوشات ولونيسي مروا من هناك وبخصوص اللاعبين الجزائريين الذين مروا بتركيا في سنوات التسعينيات، لم تكن تجارب كل من نڤازي، باجي، لعزيزي، قادري، بلهوشات ولونيسي ناجحة بالصورة التي كان ينتظرها الجميع منهم خاصة وأنهم تنقلوا إلى هذا الدوري وهم في قمة عطائهم، لكن لأسباب متعلقة أكثر بعدم اندماجهم مع الأجواء هناك فإنهم لم يتألقوا وعادوا إلى الجزائر في فترة قصيرة، ولو أن لعزيزي كان في نادي “جانسلربيرليجي” الذي أمضى له 3 سنوات قبل أن يفسخ عقده بعد سنة واحدة من تواجده هناك. مراكشي تألق موسما وضاع في الموسم الثاني كان يمكن أن يكون مراكشي أبرز لاعب جزائري مر عبر الدوري التركي لما تنقل سنة 1998 من ترجي مستغانم إلى “جانسلربيرليجي”، حيث تألق في الموسم الأول له معه وكان في النصف الأول هدّاف الدوري بعد أن سجل 6 أهداف وهذا قبل أن يتراجع أداؤه بعدها بشكل لافت للانتباه، وتواصل الأمر كذلك في موسمه الثاني قبل أن ينضم إلى مولودية الجزائر سنة 2000، وقد لعب مراكشي في موسمين بتركيا 26 لقاء وسجل 8 أهداف. بوعزة لعب لقاء وديس غادر بسبب مشكل إداري ومن أكبر الصفقات الفاشلة للاعبين الجزائريين في تركيا نجد صفقة بوعزة الذي انضم إلى هذا الدوري صائفة 2009، حيث لعب شهرا واحدا مع “سيفا سبور” من أوت إلى سبتمبر وشارك في لقاء واحد في “أوروبا ليغ”، قبل أن يفسخ عقده ويتنقل إلى “بلا كبول” الإنجليزي، وكان مدافع وفاق سطيف إسماعين ديس قد انضم بدوره إلى هذا النادي سنة 2005 غير أنه لم يلعب أي لقاء بسبب مشاكل إدارية جعلته بعدها ينضم إلى اتحاد البليدة. بوزيد خاض تجربتين ولعب في “ڤالاتاساراي” أكبر ناد تركي كان لمدافع “هارتس” الأسكتلندي حاليا بوزيد إسماعيل شرف اللعب ضمن أكبر ناد تركي، ويتعلق الأمر ب “ڤالاتاساراي” الذي حمل ألوانه موسم 2007/2008 وقد لعب هناك 17 لقاء وسجل هدفا، قبل أن يلعب 6 أشهر في الموسم الموالي مع “تروا” الفرنسي ثم يعود للدوري التركي عبر بوابة نادي “أنقرة ڤوشو” الذي أكمل معه الموسم ولعب فيه 16 لقاء وسجل هدفا أيضا، ويمكن التأكيد أن مسيرة بوزيد كانت الأنجح على الإطلاق خاصة وأنه توج سنة 2008 بلقب الدوري المحلي والكأس الممتازة. دحمان آخر جزائري لعب في تركيا وغادرها منذ أسبوع وكان محمد دحمان آخر لاعب جزائري نشط في الدوري التركي قبل توقيع زياني على عقده أمس مع “قيصري سبور”، حيث غادر نادي “بوكا سبور” الذي انضم إليه في بداية الموسم منذ قرابة أسبوع متوجها إلى نادي “بروج” البلجيكي بعد تجربة فاشلة، إذ لعب 5 لقاءات فقط، وكان دحمان قد تنقل إلى هذا النادي التركي على شكل إعارة من ناديه الأصلي “بروج”. زياني في تحد كبير وبإمكانه تكرار سيناريو بوزيد وإذا كان كريم زياني بعد انضمامه إلى “قيصري سبور” سيحاول بعث مشواره الكروي بعد موسم ونصف صعب جدا مع “فولفسبورغ”، فإنه سيكون الآن أمام تحد كبير يتمثل في النجاح ضمن دوري لم يبتسم كثيرا للاعبين الجزائريين في السابق، ويمكن التأكيد أن صانع ألعاب “الخضر” لديه فرصة من أجل تكرار سيناريو بوزيد من خلال التتويج بلقب خاصة وأن ناديه الجديد يوجد ضمن كوكبة فرق المقدمة في الدوري التركي، وهو يراهن على التنافس على لقب الدوري وكأس تركيا.