بالتأكيد أن الأحداث الخطيرة التي عرفتها تونس مؤخرا، جعلت معظم الفرق الجزائرية - إن لم نقل كلها- تتراجع عن إقامة تربصاتها الشتوية في تونس، كما اعتادت عليه منذ مواسم طويلة، وهو ما جعل “الهداف” بجرأتها واحترافيتها تقرّر فتح الملف واستطلاع الأجواء الموجودة حاليا في أشهر المناطق استقطابا للفرق الجزائرية ونقصد بها “حمام بورقيبة” و”عين دراهم” الحدوديتين، من خلال جسّ نبض مسؤولي هذه المراكز، وإعطاء الصورة الكاملة والواضحة للفرق الجزائرية. الأمور هادئة في “عين دراهم” و”حمام بورقيبة” وأول ما تجدر الإشارة إليه هو أن منطقتي “حمام بورقيبة” و”عين دراهم” أشهر المناطق استقطابا للفرق الجزائرية في المواسم الأخيرة، تعرفان هدوءا تاما في ظل غياب أعمال العنف التي تعرفها العاصمة تونس على سبيل المثال، وهذا ما أكده لنا جميع من اتصلنا بهم من هذه المنطقة. إمكانية للتربص هناك لكن لعدد محدود من الفرق والأكيد أن الأجواء السائدة في “حمام بورقيبة” و”عين دراهم” تشجّع على تنقل الفرق الجزائرية إليها لإجراء تربصاتها الشتوية هناك، لكن المشكلة بالتأكيد اتجاه كل الفرق الجزائرية الراغبة في التربص بتونس إلى هذين المنطقتين، وهو ما سيحدث اكتظاظا ويجعل عدد الفرق المستفيدة محدودا بقدر طاقة استيعاب المركزين.جميل نصر (المندوب الجهوي للشباب والرياضة برابطة الشمال الغربي): “الأمور هادئة وليس هناك أيّ خطر على تربص الجزائريين عندنا” وفي اتصال هاتفي جمعنا صبيحة أمس مع جميل نصر المدير السابق لمركز التحضير الدولي بعين “دراهم” والمندوب الجهوي للشباب والرياضة برابطة “الكاف” حاليا، أكد لنا استعداد المنطقة لاستقبال الفرق الجزائرية بشكل عاد. مضيفا:” الأمور هادئة عندنا وليس هناك أيّ خطر على تربص الفرق الجزائرية بمنطقة الشمال الغربي بحول الله”. التخوّف الوحيد عدم قدرة الفنادق على استيعاب الوفود وتوفير المؤونة في ظلّ الاضطرابات الاقتصادية ويبقى التخوّف من التربص في “عين دراهم” و”حمام بورقيبة” بعد تطمينات المسؤولين حول الوضع الأمني، هو مدى قدرة استيعاب فنادق “عين دراهم” على غرار “نور العين” و”الريحانة” وفندق “المرادي” في “حمام بورقيبة” لكل تلك الأعداد الوافدة من الجزائر، والأهم من ذلك قدرة أو عدم قدرة هذه الفنادق على التكفل بنزلائها بتوفير المستلزمات الغذائية، خاصة في ظلّ الاضطرابات الاقتصادية التي تعرفها تونس. خميس مرجان (مدير مركب حمام بورقيبة): “شروط العمل والأمن متوفرة، لكن التخوّف من عدم قدرتنا على تأمين المواد الغذائية لضيوفنا” ولمعرفة المزيد عن كلّ الظروف الموجودة في المنطقة المرشحة لاستقطاب الفرق الجزائرية، اتصلنا ب خميس مرجان مدير مركب “حمام بورقيبة”، والذي قال عن إمكانية احتضان تربصات الفرق الجزائرية: “شرط الأمن ووسائل العمل موجودة في مركزنا، لكننا نتخوّف من ألا نتمكن من توفير المواد الغذائية الكافية لضيوفنا في ظلّ الاضطرابات الاقتصادية التي تعيشها البلاد”. “بعد يومين أو ثلاثة سيتضح كلّ شيء” وفضل مدير مركب “حمام بورقيبة” لغة التحفظ قبل التأكيد على قدرة مركزه على احتضان الفرق الجزائرية، حيث أضاف قائلا: “الحياة الاقتصادية في تونس ترجع إلى طبيعتها شيئا فشيئا، وبدأت الخدمات تعود إلى العمل بالتدريج، حتى أننا في الفندق لم نتوقف عن العمل لكننا سننتظر يومين أو 3 أيام أخرى، حتى نتأكد من استقرار الوضع الاقتصادي وإمكانية توفير المتطلبات الغذائية لضيوفنا، قبل الرد على الطلبات التي وصلتنا”. “تلقينا طلبات مولودية باتنة، عنابة، شبيبة القبائل، العلمة والعديد من الفرق الجزائرية، والردّ بعد أن نعرف الوضعية” وفي ختام حديثه الهاتفي إلى “الهداف”، قال خميس مرجان إنه لا يمكنه استقبال الفرق الجزائرية إن كان لا يمكنه توفير التموين الغذائي وأجنحة الإقامة الكافية، مضيفا:”الفندق مملوء في الوقت الحالي وقد تلقيت طلبات من شبيبة القبائل، مولودية باتنة، العملة، عنابة والعديد من الفرق الجزائرية، لكننا لن نرد حتى نتأكد من الوضعية وقدرتنا على التكفل التام بضيوفنا، وهو ما سيتضح بدءا من 22 جانفي الجاري”. التربص في العاصمة تونسوسوسة غير ممكن وحسب ما استقيناه من تونس، فإن تربص الفرق الجزائرية في “حمام بورقيبة” و”عين دراهم” ممكن إذا عرفت الفنادق استقرارا في التموين بالمواد الغذائية اللازمة، لكن التربص في المراكز الأخرى مثل مركز النجم الساحلي في سوسة، ومراكز “برج السدرية”، النادي الإفريقي والترجي التونسي في تونس العاصمة، غير ممكن وفيه خطورة كبيرة على الوفود الجزائرية. ------------------ محمد الأمين زبيري (مدير مركب عين دراهم): “الأوضاع هادئة عندنا، أدعو الفرق الجزائرية للمجيء دون خوف، ونستطيع استقبال 7 أو 8 فرق دفعة واحدة” “سنوفر كلّ التسهيلات والإمكانات لأشقائنا الجزائريين، وستكون التربصات ناجحة” السلام عليكم أستاذ محمد، معك خيرالدين صحفي جريدة “الهداف” من الجزائر. يا مرحبا أخ خير الدين.. تفضل أخي. أستاذ محمد، تعلم جيّدا أن معظم الفرق الجزائرية متعوّدة على التربص عندكم، لكن الأحداث الخطيرة التي تعرفها بلادكم جعلت التردّد والتخوّف سيّدا الموقف، لهذا نريد استطلاع الأجواء عندكم. والله بكل صدق، أؤكد أن الأوضاع هادئة وجد عادية هنا في منطقة الشمال الغربي بالخصوص، حيث لا توجد عندنا أي اضطرابات خطيرة مثلما كان عليه الحال في الشمال الشرقي وأقصى الشمال. هل تضمن ما تقول؟ كما قلت لك، الأوضاع جدّ هادئة وعادية عندنا، خصوصا في ولايات الكاف، جندوبة وباجة التي لا توجد فيها أي مظاهر للعنف، وحتى طريقة احتجاج المواطنين في هذه الولايات ضدّ النظام السابق كانت بطرق حضارية وسلمية وخالية من العنف والتخريب، والدليل كما تلاحظ أنني متواجد في منصب عملي بصفة عادية. نفهم من كلامك أن الفرق الجزائرية بإمكانها التربص عندكم بصفة عادية وآمنة؟ أكيد، تستطيع الفرق الجزائرية المجيء عندنا دون أي مشكل ولن تواجهها أيّ صعوبات، حيث سنؤمّن كل شيء من إمكانات ووسائل، وقبل ذلك سنؤمّن استقبالا طيبا لأشقائنا، وستكون التربّصات ناجحة بإذن الله الكريم. هل لديكم بعض الفرق التي حجزت في مركز “عين دراهم” في الفترة الحالية؟ نعم، هناك 3 فرق قامت بالحجز في مركز “عين دراهم” من أجل إقامة تربصاتها هنا، ويتعلق الأمر بفرق الأولمبي الباجي، أولمبيك الكاف والأمل الرياضي لولاية جندوبة، في حين لم تحجز بعد فرق العاصمة وسوسة بالنظر إلى توقف البطولة، وهو ما قد يكون في الأيام القليلة المقبلة بعد أن تستقرّ الأوضاع بشكل تام. كلامك هذا قد يكون مطمئنا للفرق الجزائرية وهو ما قد يجعل وجهتها واحدة وهي “عين دراهم”، ما هو العدد الذي بإمكانكم استيعابه في المركز الذي تشرفون عليه؟ أولا، يجب أن نوضح أن الفرق التي ستأتي مطالبة بالإقامة في الفنادق لأننا لا نملك أماكن للمبيت في مركزنا، أما بخصوص قدرة الاستيعاب لدينا فبإمكاننا استقبال 7 أو 8 فرق جزائرية في الفترة الحالية، مع ضمان برنامج تحضيري يومي ناجح. إذن من خلال كلّ هذا الكلام، تطمئن الفرق الجزائرية وتدعوها للتربص عندكم دون أيّ خوف؟ لا نقول الفرق الجزائرية، لأنني أعتبرها من خلال تكويني الشخصي والدراسي فرقا تونسية ولا أعترف تماما بالحدود في مغربنا العربي، لذا أقول مرحبا بأشقائنا في بلدهم وسيجدون كلّ ما يريدون دون أيّ مجاملة.