تطرّق الناخب الوطني عبد الحق بن شيخة في ندوته الصحفية الأخيرة التي عقدها أوّل أمس، إلى مشكل الملعب الذي يعترض المنتخب الوطني في خرجاته المقبلة، سواء الودية أمام تونس أم الرسمية أمام المنتخب المغربي. وأكد بن شيخة صراحة إمكانية استقبال “أسود الأطلس” خلال الجولة الثالثة من تصفيات كأس إفريقيا 2012، على ملعب الشهيد أحمد زبانة بوهران بعد أن تأكد من استحالة الاستقبال في كافة الملاعب التي عاينها،ومن بينها ملعب مصطفى تشاكر الذي تعتبر حالته متدهورة. ويعتبر الأخصائيون قرار الاستقبال في زبانة غير صائب، بما أن أرضية ملعبه المعشوشبة اصطناعيا قد تعيق أشبال بن شيخة المحترفين، على تطبيق طريقة لعبهم المعتادة باعتبارها لأنهم لم يتعودوا على اللعب عليها. كلّ محترفينا تربوا على العشب الطبيعي وحتى إن كان بن شيخة لم يختر بعد ملعب زبانة كحل نهائي بل اقترحه فقط كحل من بين الحلول، إلا أن كل المؤشرات توحي بأنه قد يتراجع عن موقفه بعد أن يتأكد من استحالة تألق أشباله على تلك الأرضية الاصطناعية، لاسيما أنه على دراية بأن بوڤرة ورفاقه غير متعودين على اللعب على مثل هذه الأرضيات. فقد تربي محترفونا على الملاعب المعشوشبة طبيعيا في فرنسا، ما يجعلهم عرضة لمواجهة متاعب جمّة أمام المنتخب المغربي، إن هم اضطروا أو أجبروا على استقبال “أسود الأطلس” على أرضية ستبقى في نظرهم بلاستيكية، حتى ولو كانت من الجيل العاشر وليس الخامس فقط. وتجدر الإشارة إلى أن زياني هو الوحيد الذي سبق له أن لعب في وهران خلال عهد المدرب فرڤاني، خلال لقاء نيجيريا الذي خسرته الجزائر بخماسية مقابل هدفين. لعب مباراة حاسمة في “الطارطون” بالمحترفين مجازفة ولو تعلق الأمر بالمنتخب المحلي لكان الأمر مقبولا ومنطقيا، لأن بوعزة، دوخة، زماموش وكافة من يشكلون المنتخب المحلي متعودون على اللعب على الأرضيات الاصطناعية بل وحتى الترابية، عكس المحترفين ممن كبروا في المدارس الفرنسية على الملاعب المعشوشبة طبيعيا. دون أن نغفل أمرا هاما، وهو أن خوض مباراة حاسمة أمام المنتخب المغربي على أرضية بلاستيكية يعد مجازفة كبيرة في الحقيقة لمنتخبنا، الذي قد يودع التصفيات عبر “الباهية” وهران بالنظر إلى المعطيات التي ذكرناها. المحترفون سيرفضون المقترح قاطعا وعاجلا أم آجلا قد يعدل بن شيخة وكافة المسؤولين عن مقترح ملعب الشهيد زبانة، لأنّ “الجنرال” كان قد أكد خلال مواجهته لرجال الإعلام أنه سيقوم باستشارة رفاق القائد عنتر يحيى مثلما جرت العادة مع الناخب الوطني السابق رابح سعدان، في كل مرة يتعلق الأمر باختيار الملعب وسيلقى منهم جوابا سلبيا، لأنهم وبكل بساطة لن يقبلوا بالمجازفة واللعب على أرضية بلاستيكية حتى وإن كانت “الفيفا” تسمح باللعب عليها. ما دام أنهم يدركون مسبقا أنهم لن يتمكنوا من البروز والتألق والتأقلم عليها، وحينها سيجبر بن شيخة على مراجعة حساباته بالبحث عن ملعب آخر يحتضن لقاء منتخبنا أمام أسود الأطلس. لاعبونا تعودوا على أجواء تشاكر و5 جويلية وفضلا عن كل هذا، فإن الاستقبال على ملعب أحمد زبانة في مباراة هامة بحجم مباراة المغرب المصيرية (نركز على مصيرية لأن الخسارة تعني الإقصاء بنسبة كبيرة، والفوز يعني بعث حظوظ التأهل من جديد)، يعتبر مجازفة من زاوية أخرى لا تتعلق بنوعية أرض الميدان، بل بالأجواء الجديدة التي سيكتشفها اللاعبون في ملعب جديد عليهم. أجواء لم يسبق لهم وأن اكتشفوها من قبل وهم الذين لم يتعودوا على مدار الثلاث سنوات المنقضية سوى على الجمهور العاصمي والبليدي في ملعبي 5 جويلية ومصطفى تشاكر. نحن لا نميز هنا بين الجماهير الجزائرية التي تبقى كلها فريدة من نوعها وتحب منتخبها حتى النخاع، غير أن تغيير الأجواء في ظروف صعبة كالتي يمر بها منتخبنا بعد بدايته العثرة في الجولتين الأولى والثانية نجو ملعب آخر، يعتبر مجازفة حتى إن كنا نتوقع أن الجمهور الوهراني لن يبخل على منتخبنا بحضوره القياسي، بالنظر إلى اشتياقه لاحتضان “الخضر”. نتائج “الخضر” في زبانة غير مشجعة وبالإضافة إلى كل ذلك، فإن نتائج منتخبنا سابقا في ملعب الشهيد “أحمد زبانة” تبدو غير مشجعة، للاستقبال عليه في مباراة مصرية كتلك التي تنتظرنا في نهاية شهر مارس المقبل. فتونس مثلا خلال السبعينات هزمتنا هناك، وزيمبابوي هي الأخرى فرضت علينا التعادل هناك، ونيجيريا في آخر مباراة خاضها منتخبنا على هذا الملعب عادت غانمة بالنقاط الثلاث، بعدما ألحقت برفاق دزيري هزيمة نكراء بخماسية لهدفين. ويبقى الفوز على رواندا هو الوحيد لمنتخبنا على أرضية الشهيد زبانة، وهي حصيلة جدّ سلبية لا تشجع على العودة إليه عبر بوابة لقاء هام ومصيري بحجم لقاء المغرب. 5 جويلية أفضل حل ولا بد أن يجهز ومن دون أدنى شك فإنّ بن شيخة وبعد أن يستشير لاعبيه ويلقى منهم رفضا قاطعا باللعب في وهران، سيعود لا محالة إلى آخر الحلول المتاحة له ألا وهو الاستقبال على ملعب 5 جويلية المعشوشب طبيعا، والذي تعوّد رفاق جبور على اللعب فيه من خلال العدد من الكبير من المباريات التي خاضوها عليه. وحتى إن لم تكن نتائج كل اللقاءات التي لعبها المنتخب في ملعب 5 جويلية إيجابية وجيدة، إلا أن تأقلمهم السريع على اللعب عليه ومعرفتهم للأجواء التي السائدة عليه، وللجمهور العاصمي ومزاجه يسمح لهم بفرض منطقهم أمام المغاربة. وبالتالي فإن أمر تجهيز ملعب 5 جويلية من طرف المسؤولين عليه يعد أمرا حتميا، بل ولا بد من الإسراع في ذلك لأنه الأفضل والأنسب في الوقت الحالي لأشبالنا أمام المغاربة. ثم أننا شئنا أم أبينا فإن نتائج “الخضر” ومهما تراجعت في الآونة الأخيرة على ملعب 5 جويلية، إلا أنه يبقى الملعب الوحيد الذي عرف أفضل نتائجه وإنجازاته منذ الاستقلال.