الكثيرون يعتقدون أن مباراة السودان– الجزائر ستكون شكلية بالنسبة للمنتخب المنظم للدورة بعد أن ضمن تأهله إلى الدور ربع النهائي في الجولة الفارطة عقب تغلبه في لقاءيه الأولين أمام الغابون ثم أوغندا. لكن الأمور تبدو مختلفة تماما عما يعتقده الكثيرون، خاصة أن تشكيلة المدرب عبد الله محمد مازدا يحضرون بجدية كبيرة لموعد اليوم أمام المنتخب الوطني، من أجل تحقيق فوز ثالث على التوالي مند بداية الدورة، على الرغم من أن الجماهير السودانية تحلم بتعادل الذي من شأنه أن يقود المنتخبين معا إلى الدور ربع النهائي. التدريبات تُحوّل إلى “دار الرياضة” بأم درمان وبعد أن كان المنتخب السوداني يتدرب منذ بداية الدورة في ملعب “الخرطوم” الذي تتدرب فيه التشكيلة الجزائرية، فإن زملاء هيثم مصطفى تحولوا في حصة أول أمس الخميس إلى التدرب في ملعب “دار الرياضة” بأم درمان، ولم يتم إعلام الصحافة السودانية بتغيير مكان التدريبات إلاّ قبل دقائق معدودة عن انطلاق الحصة التدريبية. حيث فضل مسؤولو المنتخب السوداني التكتم عن ذكر المكان من أجل مراوغة الجماهير، وخاصة الصحافة الجزائرية حتى لا يتم إفقاد اللاعبين تركيزهم. الجمهور السوداني سُمح له بدخول الملعب وبمجرد علمنا بمكان إجراء المنتخب السوداني تدريباته أول أمس الخميس بداية من الساعة الثامنة ليلا، تنقلنا إلى ملعب “دار الرياضة” بهدف تغطية الحصة التدريبية وإجراء بعض الحوارات مع لاعبي المنتحب السوداني. ومع وصولنا الملعب كانت الحصة قد انطلقت منذ قرابة ربع ساعة، ووجدنا أن الجماهير السودانية ووسائل إعلامها سمح لهما بدخول المدرجات دون مشكل، بطلب من المدرب “مازدا” الذي أراد أن يثير حماس لاعبيه أكثر، خاصة أن الجماهير السودانية لم تتوقف عن تشجيع اللاعبين وصوتها كان يسمع من خارج أسوار الملعب. الدخول كان ممنوعا على الصحافة الجزائرية وكانت دهشتنا كبيرة لما اقتربنا من باب الملعب، حيث أن قوات الأمن التي انتشرت حول الملعب رفضت دخولنا بشكل قاطع مؤكدة لنا أنها لا تقوم إلا بتطبيق تعليمات مسؤولي المنتخب السوداني، الذين رفضوا تواجد أي صحفي جزائري في المدرجات. وباءت كل محاولاتنا للدخول بالفشل رغم انتظارنا الكثير من الوقت لعلى وعسى نلقى الموافقة للدخول، قبل أن يطلب منا أن نبتعد تماما من باب الملعب. “مازدا” طالب اللاعبين من قبل بعدم التحدث مع الصحافة الجزائرية ولم يكن تصرف “مازدا” مدرب المنتخب السوداني مع الصحافة الجزائرية بهذه الطريقة الأول من نوعه، حيث قبل انطلاق الدورة رفض الحديث إلينا في مرات عديدة، بعد أن عرفنا بأنفسنا كما أنه طلب من لاعبيه أن لا يدلوا بأي تصريحات صحفية لوسائل الإعلام الأجنبية بصفة عامة والجزائرية بصفة خاصة، حيث أن اللاعبين يمكن لهم الحديث فقط مع الصحافة السودانية. وهو الأمر الذي تأكدنا منه في المنطقة المختلطة مباشرة عند نهاية مباراة السودان أمام الغابون، حيث كان كل لاعب سوداني يعتذر عن الحديث معنا بمجرد أن يشاهد لون بشرتنا، ودون حتى أن يسأل من أي جنسية ننحدر.