مع توالي الأيام بدأ “الوحش“ والملل يتسلل إلى نفوس العناصر الوطنية، حيث أصبح غالبية اللاعبين لا يجدون ما يفعلونه في وقت الراحة الذي يقضونه في مقر إقامتهم بفندق “كورال” هنا ب “الخرطوم” بعد أن أصبحت يومياتهم “روتينية“ إلى درجة كبيرة بين التدريبات، النوم والأكل، وهو الأمر الذي جعل الكثير منهم يتمنى أن يحل يوم 25 فيفري القادم في أسرع وقت وهو التاريخ الذي يتزامن مع نهائي “الشان” بعد أن وضع جابو وزملاؤه بلوغ النهائي هدفا لن يتراجعوا عنه في أي حال من الأحوال. 13 يوما في السودان دون أي اتصال بالعالم الخارجي وسيمر اليوم 13 يوما منذ حلول المنتخب الوطني بالعاصمة “الخرطوم” وهذا بعد أن غادر أشبال بن شيخة أرض الوطن يوم 31 جانفي الفارط، وهي مدة كلها قضاها اللاعبون دون اتصال بالعالم الخارجي مادام أن الناخب الوطني لم يسمح لأي لاعب كان من مغادرة مقر إقامة “الخضر” ب فندق “كورال” مند حلولهم به، وهو ما جعلهم يحسون بضغط رهيب خاصة مع تطلعات الجمهور الجزائري بمشاركة مشرفة جدا في هذه الدورة ومطالبة بن شيخة ببلوغ الدور النهائي في أسوأ الحالات مادام أن الهدف يبقى التتويج بالكأس. استفادوا من يوم راحة واحد فقط منذ 15 جانفي الفارط وحتى قبل التنقل إلى السودان فإن زملاء القائد لعيفاوي كانوا في تربص مغلق في العاصمة امتد أسبوعين، حيث دخلوا في الاستعداد ل “الشان” يوم 15 جانفي الفارط، وطيلة الأسبوعين اللذين قضوهما في التحضير هناك فإن بن شيخة لم يمنحهم إلا يوم راحة فقط في اليوم الموالي للقائهم الودي الذي لعبوه أمام النيجر، حيث غادروا الفندق على الثامنة صباحا وعادوا إليه على الثامنة ليلا، وهو ما يعني أنه في فترة شهر كامل تقريبا لم يقض اللاعبون أي يوم برفقة عائلاتهم وأصحابهم. بن شيخة سيمنحهم يوم راحة كامل في حال التأهل وفي تصريح لوسائل الإعلام الجزائرية المتواجدة لتغطية التربص يوم أمس أكد الناخب الوطني بن شيخة أنه يفكر في منح اللاعبين يوم راحة كامل في حال كسب تأشيرة التأهل إلى الدور ربع النهائي اليوم أمام المنتخب السوداني، وقد أبدى بن شيخة في حديثه معنا عن تعاطف كبير تجاه اللاعبين خاصة أنه ليس من السهل على أي شخص كان أن يبقى طيلة شهر تقريبا بعيدا عن عائلته وأقرب الناس إليه. الراحة قد تتزامن مع زيارة ملجأ الأيتام بعد موافقة السفير وإذا كان بن شيخة قد حدد يوم غد راحة للاعبيه في حال ما إذا تمكن “الخضر“ من تجاوز عقبة السودان اليوم بنجاح ويضمنوا تواجدهم بعدها في دور الثمانية خاصة أن لقاءات الدور ربع النهائي بالنسبة لفريقي المجموعة الأولى محددة يوم 18 فيفري القادم، فإنه يبقى التأكيد أن هذه الراحة قد تتزامن مع الزيارة التي ينوي الوفد الجزائري القيام بها نحو دار أيتام أو طفولة مسعفة هنا في السودان بمناسبة المولد النبوي الشريف، وهي الزيارة التي ستكون نهار الغد، فقد تحادث بن شيخة أول أمس في الموضوع مع سعادة سفير الجزائر في السودان ولقي منه موافقته. بلكالام ولاعبو سطيف سيكونون أكثر سعادة من غيرهم ودون شك فإن يوم الراحة الذي سيمنحه بن شيخة للاعبين قد يعود عليهم كثيرا بالفائدة من الناحية المعنوية خاصة أن بعض اللاعبين قضوا تقريبا منذ بداية الموسم جميع أيامهم في التربصات بين اللقاءات والسفريات، خاصة الذين شاركوا منع أنديتهم في المنافسات الإفريقية في صورة مدافع شبيبة القبائل بلكالام وال 11 لاعبا الذين تضمهم التشكيلة الوطنية من وفاق سطيف، فدون شك سيكون هؤلاء أكثر سعادة من غيرهم بالراحة التي سيمنحها بن شيخة للاعبيه اليوم أو غدا في حال اقتلاع تأشيرة التأهل طبعا. عدم حدوث مشاكل طيلة هذه الفترة يؤكد وعي اللاعبين يبقى الأمر الواجب التنبيه له والذي يؤكد الأجواء الرائعة السائدة في صفوف المنتخب الوطني المحلي، هو أنه رغم الضغط الشديد المفروض على اللاعبين فإنه لم يحدث أي مشكل كان بين اللاعبين، ليس فقط منذ قدوم التشكيلة الوطنية إلى السودان ولكن منذ دخولها في تربص العاصمة يوم 15 جانفي الفارط، وهو أمر يؤكد على وعي اللاعبين الكبير ورغبتهم الجامحة في تشريف الألوان الوطنية أحسن تشريف خاصة أن المتعارف عليه حدوث مشاكل بين اللاعبين كلما تكون فترة التربص طويلة. ------------------------- التفاؤل شديد قبل مواجهة اليوم... سيطرة ل الجزائر في مواجهاتها أمام السودان ودحّام صنع آخر فوز قبل مواجهة المنتخب الوطني اليوم لنظيره السوداني في الجولة الثالثة من دوري المجموعات خلال نهائيات كأس أمم إفريقيا للمحليين، فإن تفاؤل العناصر المحلية بتجاوز عقبة منتخب البلد المنظم ومنه التأهل إلى الدور ربع النهائي له ما يفسره لما ننظر إلى طموح أشبال بن شيخة في تأدية دورة مشرفة من جهة وأيضا لما ننظر إلى تاريخ المواجهات السابقة بين الجزائر والسودان من جهة ثانية، حيث كانت تقريبا كل المواجهات التي تجمع بين المنتخبين تعود نتائجها إلى المنتخب الوطني و الشيء نفسه ينطبق بالنسبة للأندية حين تلتقي سواء في المنافسات الإقليمية أو القارية خاصة. “الخضر” أنهزموا مرة واحدة في 7 مباريات سبقت وإذا كانت مباراة اليوم ستكون الأولى بين المنتخبين المحليين، فإن منتخبي الأكابر سبق لهما أن التقيا سابقا في 7 مناسبات كاملة، وكانت أول مواجهة بين الجزائر والسودان يوم 12 ديسمبر 1980 في إطار تصفيات كأس العالم 1982 وقد جرت المواجهة في ملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة وعرفت فوز رفقاء ماجر يومها بثنائية نظيفة حملت توقيع كل من بن ساولة وقائد التشكيلة آنذاك فرڤاني. ولم ينهزم “الخضر” في جميع مواجهاتهم أمام السودان سوى مرة واحدة وكان ذلك في لقاء العودة من تصفيات كأس أمم إفريقيا 1996 وهذا بثنائية نظيفة. لقاء افتتاح ملعب 19 ماي يبقى الأشهر بين المنتخبين وتبقى أشهر مواجهة بين المنتخبين الوطني والسوداني تلك التي جرت ب عنابة يوم 10 جويلية 1987 في إطار تصفيات الألعاب الأولمبية التي جرت في السنة الموالية في مدينة “سيول” ب كوريا الجنوبية، حيث كانت تلك المباراة هي الأولى التي يحتضنها ملعب 19 ماي 56 حيث دشن بمناسبة تلك المواجهة التي كانت قوية جدا ولصالح الزوار في الشوط الأول، فقد كانت السودان متفوقة في النتيجة قبل أن تنهار في الشوط الثاني وتتلقى 3 أهداف كاملة وسط حضور أزيد من 100 ألف مناصر يومها. 4 جوان 2006 كانت آخر مواجهة والأولى ل “كافالي” وتعود آخر مواجهة بين المنتخبين الوطني الجزائري والسوداني إلى يوم 4 جوان 2006، وكانت المناسبة ودية وليست رسمية مثلما كان عليه الحال في اللقاءات الستة التي سبقت، وقد جرى هذا اللقاء بملعب 5 جويلية وانتهى بهدف دون رد وقعه مهاجم اتحاد العاصمة حاليا نور الدين دحّام مع مطلع الشوط الثاني. وتجدر الإشارة إلى أن تلك المباراة كانت هي الأولى للمدرب السابق “جان ميشال كافالي” على رأس المنتخب الوطني. السيطرة امتدت حتى إلى الأندية سيطرة الكرة الجزائرية على نظيرتها السودانية لم تقتصر على المنتخبين فقط، بل أنها امتدت إلى الأندية كذلك، حيث أن الغلبة كثيرا ما عادات للفرق الجزائرية التي سبق أن واجهت نظيرتها السودانية، ويتعلق الأمر بكل من شبيبة القبائل، سطيف، الحراش، عنابة، مولوديتي الجزائروقسنطينة، النصرية، الشلف، وكان شباب بلوزداد الموسم الفارط هو آخر فريق واجه ناديا سودانيا لما قابل أمل عطبرة الذي انهزم أمامه في الخرطوم بهدف دون رد قبل أن يهزمه في لقاء العودة في ملعب 20 أوت بثنائية نظيفة. ------------------------- نتائج المواجهات السابقة أمام السودان (المنتخب الأول): 12/12/1980 (قسنطينة): الجزائر .... 2-0 ...... السودان (تصفيات كأس العالم) بن ساولة – فرڤاني 28/12/1980 (الخرطوم): السودان .. 1-1 ...... الجزائر (تصفيات كأس العالم) ڤموح 24/06/1987 (الخرطوم): السودان .. 1-1 ...... الجزائر (تصفيات الألعاب الأولمبية) بوكار 10/07/1987 (عنابة): الجزائر ....... 3-1 ...... السودان (تصفيات الألعاب الأولمبية) مناد (هدفان) – سنجاق 14/10/1994 (5 جويلية): الجزائر .. 1-1 ..... السودان (تصفيات كأس إفريقيا للأمم) شريف الوزاني 24/04/1995 (الخرطوم): السودان .. 2-0 .... الجزائر (تصفيات كأس إفريقيا للأمم) 04/06/2006 (5 جويلية): الجزائر ... 1-0 ... السودان (لقاء ودي) ---------------------------- للاعبون عاينوا السودان البارحة برمج الناخب الوطني بن شيخة صبيحة أمس حصة من أجل معاينة بعض لقطات مبارتي السودان الأوليين في الدورة أمام الغابون ثم أوغندا، وقد كانت الفرصة مواتية كي يوضح المدرب نقاط ضعف وقوة المنافس ويعطي نصائح وتعليمات للاعبيه بشأن الخطة التي سيلعب بها المنتخب وسيسعى بها لمخادعة منافسه. سيواجهونها اليوم بالبدلة البيضاء تقرر أن يشارك المنتخب الوطني في لقاء اليوم بالبدلة البيضاء التي تعتبر فأل خير على زملاء مسعود، وجاء قرار مشاركة “الخضر“ بهذه البدلة لأن السودانيين سيرتدون البذلة التي تعودوا ارتدائها وهي الحمراء التي كانت فأل خير عليهم بدورهم في اللقاءين السابقين اللذين فازوا بهما. روراوة منتظر اليوم في الخرطوم بعد أن غادر السودان نحو وجهة مجهولة عقب مباراة “الخضر” أمام الغابون، وهي الوجهة التي كشفت مصادرنا أنها سويسرا أين هو بصدد تحضير انتخابات المكتب التنفيذي ل “الفيفا” وهو أحد المرشحين لكسب منصب في هيئة “بلاتير”، يفترض أن يسجل روراوة عودته إلى السودان نهار اليوم، حيث كشف مصدر عليم ل “الهدّاف” أن الرجل الأول في بيت “الفاف” سيكون حاضرا في ملعب “الخرطوم” لمتابعة مواجهة اليوم. درجة الحرارة شهدت انخفاضا محسوسا يوم أمس بعد أن عرفت درجة الحرارة في الأيام الفارطة ارتفاعا محسوسا حيث فاقت الأربعين درجة، فإنها شهدت يوم أمس انخفاضا محسوسا حيث لم تتعدى ال 28 درجة، وهو ما أفرح كثيرا اللاعبين وجعلهم يستبشرون خيرا بعد أن عانوا منها كثيرا في الأيام الفارطة ولو أن لقاءهم اليوم سيجري ليلا أمام المنتخب السوداني.