“لم أندم على عدم التوقيع للبليدة ومستعدّ للعودة إلى حسين داي حتى في القسم الثاني” منتخب النيجر حقق مفاجأة كبيرة بوصوله للدور ربع النهائي على حساب منتخبات قوية مثل غانا، يبدو أنكم تجاوزتم سقف طموحاتكم قبل الدورة؟ صحيح، ما تحقق كان إنجازا ليس بالنظر لقوة المنافسين فحسب، بل للظروف الصعبة التي قابلتنا في واد مدني، فظروف الإقامة وأرضية الملعب كانت سيّئة للغاية، مع هذا تمكننا من رفع التحدّي والوصول للدور ربع النهائي. ما هو السرّ وراء هذا التألق؟ قمنا بتحضير جيد وأعتقد أن الهزيمة الثقيلة تلقيناها في الجزائر أمام منتخب بلادكم خدمتنا كثيرا، لأنها سمحت لنا بالوقوف على النقائص التي كان يعاني منها الفريق وبالتالي تصحيحها. واصلنا التحضير بجدية بعد ذلك من خلال معسكر قصير في التشاد ومباراة ودية لعبناها هناك، وقدّمنا في البطولة أداء مقبولا سمح لنا بالتأهّل مع منتخب جنوب إفريقيا. تحدّثت عن مواجهتكم الودية أمام المنتخب الجزائري، هل بنفس الفريق الذي خسر برباعية كاملة تشاركون في هذه الدورة؟ نعم، نفس الفريق عدا حارس المرمى لا غير الذي التحق بنا بعد ذلك. على كل حال في تلك المباراة الخسارة لم تكن لقوة المنتخب الجزائري فحسب، ولكن للظروف المناخية الصعبة التي واجهت لاعبينا وأغلبهم يغادرون النيجر لأول مرّة، ولم يتحمّلوا برودة الطقس الشديدة التي خضنا فيها المباراة تلك، لكن يمكن القول أنها كانت اختبارا جدّ مفيد لنا. هل تتطلعون للمزيد أم أنكم اكتفيتم مبدئيا بالوصول للدور ربع النهائي؟ ندرك جيّدا أن المهمة لن تكون سهلة أمام منتخب البلد المنظم، الذي يستفيد من عامل الأرض والجمهور الغفير الذي يسانده، لكننا ندرك جيّدا أن كرة القدم تلعب فوق الميدان وليس في المدرجات، وسنلعب بحرارة وبقلوبنا من أجل اقتطاع ورقة التأهل للدور نصف النهائي. قبل وصولكم للدور ربع النهائي كنتم واجهتم منتخب جنوب إفريقيا وهو المنافس المقبل للمنتخب الجزائري، ماذا يمكن أن تقول لنا عن هذا المنتخب؟ هو منتخب متماسك، لديه روح تضامن عالية بين اللاعبين الذين تشعر أنهم يلعبون مع بعض منذ فترة، يطبّقون كرة جماعية ويمكن القول بأن المهمة لن تكون سهلة بالنسبة للمنتخب الجزائري، هذا أكيد، لكن بما أني واجهت المنتخب الجزائري أيضا فيمكن أن أؤكد أيضا أن مهمّة جنوب إفريقيا لن تكون سهلة أمام منتخب منظم وقوي. من هو أفضل منتخب واجهته، الجزائر أم جنوب إفريقيا؟ جنوب إفريقيا أقوياء فعلا ويطبّقون كرة جميلة. المدرب الجزائري بن شيخة يقول إنه منتخب قوي من الناحية الهجومية لكن دفاعه في متناول “الخضر”، هل يمكن أن تؤكّد لنا ذلك؟ هو محقّ في ذلك، هجومه بالفعل قوي ولديهم مهاجمون خطرون، لكن دفاعهم يمكن اختراقه حتى وإن فشلنا نحن في ذلك، إلا أن مهاجمي المنتخب الجزائري قادرون على مباغتته. هل تابعت مباريات المنتخب الجزائري وما رأيك في المستوى الذي قدّمه لحد الآن؟ نعم، وأنا أعرف عديد اللاعبين مسبقا مثل حاج عيسى أو لاعب اتحاد العاصمة المدافع (يقصد خوالد) الذي واجهته من قبل في النيجر على مستوى منتخب الآمال، نفس الشيء ل بوعزة، إنهم يشكلون فريقا جيدا، وأنا متفائل أنهم سيهزمون جنوب إفريقيا. ماذا يجب أن يقوموا به من أجل هزم المنتخب الجنوب إفريقي؟ صحيح أنهم أمام السودان لم يظهروا الشيء الكثير، لكن واثق من قدرتهم على تقديم الأفضل وتحقيق التأهل للدور نصف النهائي. في نهاية المطاف قرّرت التناول عن العقد الذي كنت ستوقعه لفائدة اتحاد البليدة من أجل المشاركة في هذه البطولة؟ نعم، رئيس الاتحاد النيجري أبلغني أنه من المستحيل أن أوقع لنادي البليدة وأشارك في البطولة، وعلى كل حال العروض لا تنقصني، فلقد وصلتني عروض مغرية من أندية محلية سودانية وحتى من أوربا.. وكلاء لاعبين اقتربوا مني وعرضوا عليّ تحويلي إلى أوربا. لست نادما إذن على عدم التوقيع للبليدة؟ أكيد، خاصة مع المشوار الجيّد الذي نحققه مع المنتخب والعروض التي وصلتني. هل لازلت تتابع أخبار فريقك السابق نصر حسين داي؟ بطبيعة الحال، أتابع جيّدا كل نتائجه، وتأسفت كثيرا لسقوطهم إلى الدرجة الثانية، لكني أتطلع وأدعو لهم لكي يعودوا سريعا للقسم الأول نهاية هذا الموسم. تبدوا متعلقا جدا بهذا الفريق؟ أكثر مما تتصوّر، حسين داي تعني عائلتي الثانية، ما قام به أنصار الفريق تجاهي لم أحض به حتى في النيجر. هل لازلت على اتصال مع زملائك السابقين؟ أكيد، مع ڨانا، حديوش، صدقاوي، المدرب زميتي الذي أعتبره مدربا مميّزا واستفدت كثيرا من نصائحه، دون أن أنسى الرئيس لحلوف “يقصد لحلو”. ما هي أقوى اللحظات التي قضيتها مع النصرية؟ كثيرة، من بينها الفوز في المباريات المحلية أمام شباب بلوزداد، كانت مباريات رائعة في 20 أوت بالخصوص. هل تنوي العودة ذات يوم إلى حسين داي؟ أتمنى ذلك، حسين داي كما قلت لك منذ قليل مثل أسرتي الثانية، وأنا مستعدّ للعودة إليها حتى في القسم الثاني لو يسمح لنا القانون بذلك.