بعد ثلاث سنوات كاملة قضاها في نادي سوشو، انتقل المهاجم السلوفيني الخطير فلتر بيرسا إلى أوكسير، “زياني لاعب يحب الانتصارات، لا يتقبّل أبدا الهزيمة وبودبوز أظهر تطوّرا مذهلا في طريقة أدائه“ “تأهل الجزائر إلى المونديال دليل على أنها تملك مواصفات المنتخب العالمي من حيث طريقة الدفاع والهجوم” “إنجلترا هي المرشح الأول والمرتبة الثانية سنتنافس عليها رفقة الجزائروالولاياتالمتحدة” “المنتخب الجزائري قوي من الجانبين الفردي والفني ويعرف كيف يكون فعّالا أيضا من الجانب الجماعي“ --------- أين أصبح قطعة أساسية في الفريق ويدخل دائما في حسابات المدرب جون فيرنانديز. بيرسا -صاحب 24 عاما - يحدثنا حصريا عن بعض الأمور التي تخص الجزائر منافس سلوفينيا الأول في كأس العالم التي ستجري بجنوب إفريقيا جوان القادم. في البداية، هل من تعليق حول اللقاء الودي الأخير الذي أجريتموه أمام المنتخب القطري؟ اللقاء كان متوسط المستوى، وصراحة لم نجد صعوبة في فرض منطقنا على المنافس القطري، الذي كان مستواه التقني متواضعا نوعا ما، وبالنظر إلى سيطرتنا المطلقة على كل أطوار اللقاء، يمكن القول إن نتيجة أربعة أهداف مقابل هدف واحد منطقية، ورغم هذا إلا أن هذا اللقاء كان مفيدا بالنسبة لنا. إذن أنت تعترف أن هذا اللقاء لا يمكن اعتباره مرجعا بالنسبة لكم، بما أن المنتخب القطري لم يكن في المستوى المطلوب؟ نعم، يمكن قول ذلك، لكن في الوقت نفسه كان مفيدا بالنسبة لنا بما أنه زادنا ثقة بالنفس بعد أن تمكنّا من الفوز بنتيجة عريضة، كما أنه كان فرصة لنا حتى نلتقي من جديد ونلعب معا، ونحسّن قدرة التفاهم بيننا. لكن الكثير في سلوفينيا انتقد برمجة هذا اللقاء أمام منافس ضعيف، ألا توافق هذا الرأي؟ اسمعني جيدا، لقد قلت لك إن المباراة حسب رأيي كانت جيدة، وفي رأيي اللقاءات الودية دائما تكون مفيدة، فمجرد عيش تلك اللحظات العائلية التي تميز منتخبنا يعتبر أمرا ايجابيا. لنمر الآن إلى أمور أكثر أهمية، هل تؤكد لنا صحة الأخبار التي تتحدث عن مشكل بين اللاعبين السلوفينيين والاتحادية السلوفينية؟ ليس أنا من يمكنه أن يؤكد لك مثل هذه الأمور، فهذا يتعداني ويتعدى صلاحياتي. كل ما يمكنني تأكيده هو أن الأمر ليس خطيرا ولا يدعو إلى القلق، والآن كل شيء عاد إلى مكانه. صراحة، ألا تخشى أن يتسبب سوء التفاهم هذا في ضرب استقرار المجموعة قبل أسابيع قليلة من انطلاق المونديال؟ لا، أبدا. لا أعتقد أن هذا المشكل قد يضرب استقرار الفريق، خاصة أنه لم يحدث أي شيء خطير، فالمشاكل الإدارية لا تعني اللاعبين، ونحن نشكل عائلة واحدة وهناك علاقة حميمية بين كل أعضاء الفريق، ويمكن اعتباره نقطة قوتنا، وأؤكد لك أننا سنبقى مركزين على تحضيرات المونديال الذي يهمنا ويهم بلدنا. على ذكر المونديال، ما تعليقك على تواجدكم في المجموعة الرابعة التي تضم الجزائر أيضا؟ في بادئ الأمر يمكن القول إن هذه المجموعة مقبولة بالنسبة لنا، فما عدا المنتخب الانجليزي الذي يعتبر من بين المرشحين لنيل اللقب ويملك مستوى أعلى من البقية في المجموعة، يمكن اعتبار المنتخبات المتبقية أنها تملك المستوى نفسه تقريبا، ما يعني أن التنافس سيكون شديدا على المركز الثاني بين سلوفينيا، الولاياتالمتحدةالأمريكيةوالجزائر. كيف ترى مستوى الجزائر التي ستكون أحد منافسيكم على المركز الثاني؟ أريد التأكيد أنه الجزائر تمكنت من اقتطاع تأشيرة المشاركة في المونديال فهذا يعني أنها تملك مستوى جيدا، ويحق لها التواجد في هذا المحفل الدولي، وهو ما يعني أنها تستحق كل الاحترام. وبالعودة إلى سؤالك أقول إني شاهدت اللقاء الأخير للمنتخب الجزائري ولدي فكرة عن طريقة لعب هذا المنتخب والذي يعتمد على اللعب الجماعي، ولديه لاعبون يدافعون جيدا ويهاجمون بسرعة. لكن لا يمكن الحكم على المنتخب الجزائري من خلال اللقاء الأخير أمام صربيا، حيث لم يظهر “الخضر” بوجههم الحقيقي، لا أتحدث عن لقاء صربيا والذي لم أشاهد منه سوى لقطات أهداف الصربيين، وصراحة أنا أعرف أنه من غير الممكن الحكم على مستوى لاعبيكم من خلال هذا اللقاء. اللقاء الأخير الذي أتحدث عنه هو ذلك الذي أجراها المنتخب الجزائري في كأس إفريقيا الأخيرة أمام المنتخب الإيفواري، هنا الكل يعرف أن الجزائر منافس قوي للغاية ولا يستهان به. وسأكون معك صريحا أنا أعتبر مواجهة الجزائر مواجهة صعبة للغاية. ما الذي شد انتباهك في الجزائري؟ سأخبرك بأمر، أنا أعرف عدداً من اللاعبين الجزائريين الذين ينشطون في المنتخب حاليا، والذين سبق لي مواجهتهم أو التعرف عليهم في البطولة الفرنسية. إنهم لاعبون أقوياء من الناحية الفنية ويعرفون جيدا كيف يلعبون بطريقة جماعية، لذلك لا توجد أمور كثيرة تشد انتباهنا لأننا نعرف المنتخب الجزائري جيدا، وكل ما يتوجب علينا هو أخذ الحيطة والحذر من هذا المنتخب. تقول إنك تعرف اللاعبين الجزائريين، أنت تقصد ربما كريم زياني بشكل خاص؟ نعم أعرف كريم لأنه كان زميلي سابقا في سوشو قبل أن يغيّر الأجواء إلى مرسيليا وأعرفه أحسن من بعض اللاعبين الجزائريين الآخرين ولدينا العديد من الذكريات الجميلة لعل أبرزها كأس فرنسا التي أحرزناها سويا مع سوشو. إذا طلبنا رأيك في زياني ماذا تقول؟ إنه شخص محبوب ويسهل التعايش معه كثيرا ولاعب أظهر إمكانات كبيرة في البطولة الفرنسية وأرى أنه يملك فنيات كبيرة وأناقة في طريقة لعبه ويحب الانتصارات كثيرا ولا يتقبّل أن ينهزم. يوجد أيضا رياض بودبوز، هل تعرف هذا اللاعب؟ نعم ، لكن ليس بالتفصيل الممل، إنه لاعب يمثل الجيل الصاعد وأظهر تطوّرا مذهلا في طريقة أدائه وما أعجبني فيه هو أنه جاد ومنضبط إلى درجة عالية وهو ما ستتأكدون منه في باقي الأيام، لا يمكن القول إني أعرفه معرفة دقيقة كما صرحت به سابقا لأني لم ألعب بجانبه كثيرا. اسمه أصبح متداولا بقوة ليكون مع التعداد الجزائري، هل تعتقد أنه قادر على منح الإضافة لمنتخبنا الوطني؟ لا يمكنني الإجابة على هذا السؤال لأن مسألة التأقلم مع أي محيط جديد تتحكم فيها العديد من المعطيات، ما يمكنني قوله هو إن فنيات بودبوز تدل على أنه موهوب، لكن يبقى الأمر الأهم هو إن كان سيلقى ترحابا من طرف المجموعة التي يحوزها منتخبكم أم لا. قررت مغادرة سوشو الموسم الفارط في “الميركاتو” دون سابق إنذار، هل يمكن أن نعرف الأسباب؟ السبب كان بسيطا لم تكن لدي الكثير من الفرص من أجل البرهنة على إمكاناتي حيث لم أكن أحظى بثقة المدرب ولم يكن بوسعي البقاء دون منافسة خصوصا أننا كنا على موعد مع تصفيات كأس العالم التي كان ينتظرنا فيها مشوار ماراطوني. وكيف تسير أمورك الآن في أوكسير؟ منذ التحاقي بهذا النادي في جانفي 2009 وأموري على أحسن ما يرام حيث ألعب بانتظام مع فريقي ونحن الآن بصدد أداء موسم مشرف جدا وهو الأمر الذي سيسمح لي بالحفاظ على وتيرة المنافسة ويحفزني كثيرا قبل نهائيات كأس العالم المقبلة. هل يمكن القول إن سلوفينيا مستعدة للموعد الهام الذي يترقبه العالم بأسره الصائفة القادمة؟ نعم، ونحن نقوم بعمل جدي من أجل ضمان أحسن استعداد للمونديال ففي اللقاء الودي الأخير الذي لعبناه أمام قطر استطاع المدرب أن يقف على حالة اللاعبين قبل أقل من ثلاثة أشهر عن هذا الموعد الهام، وستكون مواجهتنا القادمة أمام نيوزيلاندا فرصة من أجل تحسين أدائنا أكثر خصوصا أنّ منافسنا سيمنحنا فرصة لتصحيح هفواتنا وأخطائنا قبل بداية المنافسة. ستواجهون المنتخب الجزائري في بداية المنافسة، كيف ترى المقابلة؟ أعتقد أنها مباراة خاصة جدا وشخصيا أعتبرها الأهم بالنسبة للمنتخبين في هذه الدورة ونتيجتها ستحدد بنسبة كبيرة صاحب الحظوظ في المرور إلى الدور الثاني، لهذا أرى أن السيناريو المثالي الذي يجب أن نفكر فيه نحن لاعبو المنتخب السلوفيني هو دخول المنافسة بفوز على الجزائر من أجل مواصلة المشوار بثقة وطمأنينة شديدتين. في ختام هذا الحوار، ما هي أهدافكم في كأس العالم المقبلة؟ بالنظر إلى المنتخبات المشكلة لمجموعتنا فإن الهدف الذي سنسعى إلى تحقيقه هو الظفر بأكبر عدد من النقاط من أجل الخروج من دور المجموعات في أحسن الظروف، لهذا فإننا سنسعى إلى حجز مكانة في الدور الثاني ونحن نثق بقدراتنا كثيرا، وصراحة كل شيء وارد في هذه المجموعة فنحن نملك الحظوظ نفسها مع الجزائروالولاياتالمتحدة لأني أعتقد أن إنجلترا هي المرشح رقم واحد للمرور إلى الدور النهائي من كأس العالم وليس فقط الدور الثاني.