أخيرا عرف الدولي الجزائري عبد القادر غزال طريقا للشباك من جديد وهو الذي صام طويلا عن التسجيل سواء في إيطاليا أو في الجزائر مما تسبب في إبعاده عن صفوف “الخضر” مؤخرا. وجاءت استفاقة نجم سيينا السابق في مباراة فريقه باري أمس على ملعبه “سان نيكولا” أمام الضيف فيورونتينا ضمن فعاليات المرحلة 27 من البطولة الإيطالية، حيث عادل النتيجة ل “الديوك” في (د87) لينتهي اللقاء بنتيجة هدف في كل شبكة. “موتي” فاجأ بتركه بديلا والجماهير كانت محقة بسخطها عليه وقبل انطلاقة المباراة رشّحت معظم الصحف الإيطالية الشهيرة دخول غزال مع الأساسيين بل وأكدت أنه المعوّل عليه بشدة من قبل مدربه بورتولو موتي، لكن الأخير خالف الجميع وأبقى الجزائري على كرسي البدلاء مفضلا الدفع بالنرويجي هاسيكليب والأرجنتيني كاستيلو كثنائي هجوم، إلا أن هذا الاختيار أثبت عجزه حتى أنّ الجماهير عبّرت عن سخطها بسبب غياب غزال عن التشكيلة الأساسية. غزال حسّن نسق باري قبل لحظة الخلاص وكانت جماهير باري محقة في طلبها إحداث تغييرات بسبب عدم وجود بوادر لمعادلة الكفة، فبدخول غزال في (د71) وقبله بقليل “بونتيفوغليو” ظهرت خطورة على مرمى “الفيولا”، فقد قاد الجزائري عدة حملات من الرواقين وساهم في تصحيح العطب المسجل على الرابط الواصل بين وسط الميدان والهجوم، قبل أن تصل لحظة الخلاص لشخصه ولفريقه قبل صافرة النهاية بثلاث دقائق. الدقيقة 87 تشهد نهاية كابوس دام 11 شهرا عودة غزال إلى هز الشباك كانت بكيفية مثالية تجعل من هدفه حافزا معنويا يساعده على المواصلة في قادم اللقاءات، ففي حدود (د87) نفذ ألميرون ركلة ركنية لكتيبة “الديوك” وبعد أخذ ورد داخل منطقة العمليات وصلت الكرة إلى غزال الذي كان على خط منطقة العمليات فسدد قذفة قوية في الزاوية 90 جعلته ينهي حوالي 11 شهرا من الصيام عن التهديف. غزال أنهى مع “باري“ لعنة “باري“! الحديث عن صيام غزال الطويل عن تسجيل الأهداف يقودنا إلى تاريخ 11 أفريل من العام الماضي، فمن يومها والدولي الجزائري غائب عن قائمة الهدافين سواء على الصعيد الدولي مع “الخضر” أو مع نادييه السابق سيينا والحالي باري، وتعود آخر أهداف غزال إلى مباراة لعبها باري في سيينا وأمضى وقتها الجزائري ثنائية، لهذا علّقت بعض المواقع على هدف غزال بأنه إنهاء للعنة الفريق الذي حمل ألوانه مطلع هذا الموسم. الوحيد الذي لم تصفر عليه الجماهير وصفقت له بحرارة يبقى غزال من بين اللاعبين المحبوبين لدى أنصار باري ومن بين نجوم الفريق بدليل أنه يحظى باحترام الجميع في باري، ورغم أن الأنصار لم ترضهم النتيجة ولم يتقبلوا التعادل فوق ميدانهم وهو ما جعله يظهرون غضبهم على اللاعبين بصافرات الاستهجان ووابل من الشتائم، إلا أنّ غزال سلم من ردة فعل أنصار باري حيث كان الوحيد الذي لم يصفر عليه الأنصار، بل عل العكس توجه إليهم وصفقوا له كثيرا مؤكدين أنه لاعب جيد وهدفه كان ممتازا وأداؤه دائما مستقر مع النادي. الصحافة الإيطالية تُجمع على روعة الهدف وركزت المواقع الرياضية الإيطالية الشهيرة أمس في عناوينها المتحدثة عن لقاء باري – فيورونتينا على أمرين يتعلقان ب غزال، إذ تحدثت عن الفترة التي غاب فيها غزال عن هز الشباك كما ركزت على جمالية تسديدته التي سكنت الزاوية البعيدة اليمنى لمرمى “الفيولا”. موتي: “غزال أعطانا فرصة للسعادة رغم مرارة التعادل” وظهر بورتولو موتي مدرب باري مستاء من النتيجة المسجلة بالرغم من إحراز التعادل في الرمق الأخير من المواجهة، ويعود سبب أسفه إلى حاجة فريقه لنتيجة الفوز ولا شيء غيرها حتى يكتسب بعض الثقة والأمل المعدومين بما أن باري وضع حسب المختصين رجلا ونصف في الدرجة الثانية، وأثنى موتي على غزال الذي منحهم فرصة لإسعاد الأنصار قائلا: “قلت لأشبالي علينا القتال والدفاع بضراوة عن حظوظنا، لكن سارت الأمور مرة أخرى خلاف أمانينا، لقد منحنا غزال رغم ذلك فرصة ولو قصيرة للسعادة نحن وأنصارنا”. استفاقة غزال تخدم “الخضر” ودخوله المخططات بات أمرا واقعا من دون استباق للأمور، سيكون لهدف غزال في مرمى “الفيولا” تأثير أكيد في حظوظه التي بدأت تتنامى منذ عودته إلى الميادين قبل أسابيع في سبيل استعادة مكانته ضمن صفوف المنتخب الوطني، ولن تكون عودة غزال إلى مستواه واسترداده لأكثر ما يحتاجه المهاجمون وهي الثقة خادمة لحظوظه فقط، بل للمنتخب الوطني أيضا المحتاج في هذا التوقيت بالذات لأبرز كفاءاته قبل شهر من الموقعة الكبرى أمام المنتخب المغربي الشقيق في سبيل إحراز البطاقة المؤهلة لكأس أمم إفريقيا 2012.