يكشف زبير زميت رئة شباب قسنطينة ومدلل “السنافر” الذي هو بصدد تأدية موسم استثنائي رفقة فريقه الذي يسير لتحقيق الصعود، عن وجهه الآخر وأمور لا تعرفونها عنه في هذا الحوار. كيف هي أحوالك زبير؟ أقول دائما أن الله يحبني لأنني لعبت في فرق كبيرة، وأنا اليوم في ناد كبير خاصة من ناحية الشعبية، وأكثر من ذلك أننا نحتل ريادة الترتيب، ونريد أن نساهم في إعادة هذا الفريق إلى مكانه الطبيعي خاصة أن كل شيء ملائم لذلك. قبل أن تلتحق بشباب قسنطينة، ألم تفكر في الاعتزال؟ وقت الاعتزال لم يحن بعد ولم يسبق أن فكرت فيه، لأنني لا زالت قادرا على اللعب. في الجزائر “راحت عادة” أن اللاعب الذي يصل إلى 32 سنة يقولون إنه شاخ وهذا فكر خاطئ، ولكن الأمور ستتغير لأن هناك الكثير من اللاعبين سواء في الجزائر أو في العالم يبرزون بداية من سن 27 و 28 سنة وهي سن النضج، كما هو الشأن بالنسبة لدروڤبا الذي تألق مؤخرا، شخصيا لا زالت قادرا خاصة أنني شخص جدي سواء في حياتي الرياضية أو خارجها. أنصار شباب قسنطينة يقولون إنك تبدو وكأنك تبلغ من العمر 18 سنة، هل لأنك لا زالت في أوج عطائك وأنت في الخامسة والثلاثين أم لأن البطولة ضعيفة؟ البطولة ضعيفة ربما ولكن من الناحية البدنية قوية جدا، وتقريبا كل إنسان جاد في حياته يمكنه المواصلة إلى أن تفشل ركبته. كم عدد الفرق التي لعبت لها؟ تربيت في أمل الأربعاء ثم انتقلت إلى خميس مليانة أين دربني المرحوم خديس محمد قبل أن يترأس النصرية، ثم لعبت موسمين في تونس في فريق مكارم المهدية وعدت مباشرة إلى رائد القبة حيث حققت الصعود ونشطت فيه في القسم الأول. ثم لعبت في البليدة مرتين منفصلتين، وفي المولودية لعبت 3 مواسم انتقلت بعدها إلى مولودية وهران، وأنا اليوم في سي. آس. سي حيث حالفني الحظ بالتواجد في فريق كبير. ما هو الفرق بين شباب قسنطينة والنوادي الأخرى التي لعبت فيها؟ من ناحية الضغط والجمهور الأمور مختلفة، لأن أنصار شباب قسنطينة لا يوجد مثلهم في الجزائر، إذ مستحيل أن تلعب أمام 60 ألف متفرج دون أن تمنح كل ما لديك “ما تبخل لا على روحك ولا على الشعب”. وحتى الآن الحمد لله لأن الجمهور فرح بما حققه الفريق في انتظار الفرحة الكبرى في النهاية، خاصة أن هذا الفريق يستحق أكثر من المكانة التي هو عليها الآن، وقد لعبت فيه واكتشفت شيئا. ما هو؟ هذا الفريق هو عميد الأندية الجزائرية وتأسس في 1898 وهذا شيء لم أكن أعرفه قبل أن آتي إلى هنا، وإذا شاهدنا حماس الجمهور والمدينة الكبيرة إضافة إلى تواجد مكتب إداري في المستوى برئاسة “سوسو”، الذي غيّر بشكل جذري وجه الفريق مقارنة بالمواسم الماضية، فمن المفترض أن يلعب الفريق على الألقاب، ويبقى في القسم الأول من خلال أسس صحيحة، حتى لا يبقى الفريق في صعود ونزول. هل أنت مرتاح في قسنطينة؟ مرتاح جدا وأفكر في إنهاء مشواري هنا خاصة إذا حققنا الصعود، فالاستقرار مهم وأنا لم ينقصني شيء هنا. من هو اللاعب الذي فاجأك بمستواه في شباب قسنطينة؟ الحارس ضيف يستحق استدعاء لمنتخب المحليين لأن له إمكانات ممتازة، إضافة إلى أنه تلقى لحد الآن 4 أهداف فقط. هذا الحارس له إمكانيات أكبر ويمكن أن يذهب بعيدا، ولكنني أريده أن يبقى في قسنطينة وقد نصحته أمس فقط (الحوار أجري مساء الأربعاء) بالمواصلة، لأنه تقريبا صار ابن الفريق، وإن شاء الله تتوفر الإمكانيات الموسم القادمة حتى نبقى كلنا. من هو المدرب الذي ترك بصمته وأثر عليك بشكل كبير؟ مصطفى بسكري منحني أشياء كثيرة، كنت صغيرا وأتذكر أنه كان ينصحنا حتى خارج كرة القدم، أعطانا أمورا لازلت أطبقها إلى غاية اليوم. ومن هو الرئيس الذي تعتز بالعمل معه؟ ربما لمالي في القبة لأنه لم يكن يملك الإمكانات ولكنه لم يكن يكذب، كما أن هذا الموسم كل شيء في مكانه مع “سوسو”، وبالمقابل كان هناك كثيرون من الرؤساء لم يكونوا في المستوى، فبليمام مثلا الذي أدعو له بالرحمة لم يكن نزيها معي، حيث تكلم عني في الصحف وقال إنه لم يجد لاعبا نزيها مثلي رغم أني تركت عنده 250 مليون. ماذا أعطتك كرة القدم؟ أي لاعب تسأله ماذا أعطته كرة القدم، يقول لك معرفة الرجال. من هم أصدقاؤك في كرة القدم؟ الكل أصدقاؤك ولكن تبقى في النهاية معرفة كرة قدم في إطار الملاعب، اللاعب الوحيد الذي يعد صديقي “تاع الصح” هو حمادو منذ أن كنا في المولودية. كيف استقبلت تسريحه من شباب قسنطينة؟ لم نتمن أن يسرح وأسباب رحيله لا أحد يعرفها، وحتى هو لا يعلم، تمنينا أن يبقى ولكن الأمور فوق إرادتنا وكل شيء بالمكتوب. من هو الفريق الذي لعبت له وارتحت فيه، والفريق الذي لعبت فيه ولم تكن الأمور على ما يرام؟ في رائد القبة موسم 2001-2002 كنا تقريبا بمثابة إخوة، أما الموسم الذي لم تكن فيه المجموعة على ما يرام، فقد كان موسم 2004-2005 في إتحاد البليدة بعد إقصائنا من كأس الجزائر على يد إتحاد سطيف وهو ما أخلط كل الأوراق. ماذا تتذكر من مرورك على المولودية؟ كل الخير والحمد لله، لعبت 3 سنوات نلت فيها 4 ألقاب ولعبت مرتين الكأس العربية، إضافة إلى المنافسات الإفريقية. أتذكر أن المولودية لم تنل منذ سنوات لقبا وتمكنا بفضل الله وجهود الكل من التتويج بالألقاب، كنا كلنا مركزين على هدفنا ولم يكن اللاعبون “يديو الهدرة” ربما كان هناك عنصران فقط، ولكن اللاعبين لم يتبعوا المسيرين وكانوا على كلمة واحدة، في ذلك الوقت كانت هناك مشاكل مثل الآن، لكن النتائج غطت كل شيء والمعارضة لم تتمكن من فعل شيء. بدايتك الحقيقة كانت في المهدية في تونس، كيف تم هذا الخيار؟ كانت الجزائر تعيش عشرية سوداء على وقع الإرهاب والتقتيل، ولما وصلني العرض سنة 1995 من مناجير تونسي لا أخفي عليك أنني لم أصدق من شدة الفرحة، لأنني كنت سأخرج من حالة الفوضى التي تعيشها البلاد، إضافة إلى ذلك بعد أن كنا نلعب في “التيف” لأجد نفسي في تونس. وهناك تكونت بدنيا وتعلمت حقيقة الاحتراف رغم أنني كنت في فريق في القسم الثاني، الذي أؤكد لك أنه كان أفضل من القسم الأول عندنا. فبطولتهم كانت قوية للغاية، وأتذكر أن دزيري بلال التحق بالبطولة التونسية وأنا هناك، بعيدا عن الجانب الرياضي كونت شخصيتي، وصرت أعرف كيف اعتمد على نفسي، ولكن في هذه التجربة كانت لدي ذكرى سيئة مع المدرب التونسي لعبيدي في الموسم الثاني، فهو شخص يكره الجزائريين وكان عنصريا ورفضني ومع هذا تحداه المسيرون، وأبقوني ولعبت إلى غاية نهاية الموسم حين طلب مني والدي العودة خاصة أنني لم أر العائلة مدة عامين. لماذا كل فترة الغياب هذه؟ بسبب مشكل الخدمة الوطنية، وعندما عدت إلى الجزائر سويت المشكل لأنني كنت الأكبر في العائلة، ووضعت من قبل ملفا وتم قبوله عند عودتي. هل تضررت من العشرية السوداء؟ نعم خاصة نحن سكان منطقة الأربعاء، ورغم هذا الإنسان لا ينظر إلى الوراء بل يحمد الله لأن عائلته وأحبابه بخير. ما رأيك في الجزائر 2011؟ استقلالية تامة وحرية كبيرة “ما خصنا والو”. ماذا تقول كمواطن عربي عن موجة الاحتجاجات الشعبية في شمال إفريقيا التي غيّرت الكثير حتى الآن؟ عشت في تونس عامين وتقريبا أصبحت تونسيا أمشي بدستورهم وبعقليتهم، كنت أخاف جدا من “الحاكم” كما يسمونه وكل أجهزة الأمن، في مصر أيضا الظروف مشابهة وفي ليبيا يعيشون بشكل أفضل. ولكن في الجزائر نحن أحسن من الجميع ف “الزوالي” في الجزائر يملك جهاز “أيفون”، العالم بأسره يوجد فيه فقر بما في ذلك أمريكا ولا توجد دولة دون نواقص، المشكل الوحيد في الجزائر هو بيروقراطية الإدارات، نحن عشنا ما يحدث في المنطقة العربية سنة 1988، وبالتالي يمكنني القول إننا ديمقراطيون من “بكري”. توجد أخطاء في الجزائر ولكن ستتغير بهدوء ولا اعتقد أنه يوجد من يفكر في العودة إلى سنوات الدم التي عشناها. كيف تنظر إلى ما يحصل في ليبيا هذه الأيام؟ لست سياسيا كبيرا ولكن صرت لا أصدق ما يبث عبر قناتي “الجزيرة” أو “العربية” لأنهما تشحنان الأوضاع، هناك صور قديمة لاحتجاج عمال في الجزائر بثت على قناة “الجزيرة” على أساس أنها لمتظاهرين ضد النظام خلال موجة الأحداث التي عرفتها البلاد بعد ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية، هذا فعل غير نزيه. وما رأيك في القذافي؟ لا يملك تجربة في التعامل مع الاحتجاجات من هذا النوع، لهذا السبب قام بتصريحات مثيرة في البداية “ضحكنا بيها” وأعتقد أنه نادم عليها خاصة لما وصف شعبه بالجرذان. أنت مناصر للريال حسب ما نعرفه، كيف عشت الخماسية المذلة في لقاء الكلاسيكو؟ لا تذكرني كنت أشاهد اللقاء مع ضيف الذي يناصر للبارصا، وبعد الهدف الثالث هربت. من هو أفضل لاعب في العالم؟ ميسي، وفي الريال رونالدو. أفضل لاعب في الجزائر؟ لم يخلق بعد. لماذا، ألم يعجبك مثلا بعض اللاعبين من منتخب المحليين في “الشان” الأخيرة؟ ربما سوداني وجابو. هل يمكن للاعب جزائري أن يحترف؟ نعم ولكن عندما يدخل “الطريق” وينتظم. كم عددكم في العائلة؟ 10 وأنا الأكبر، 3 تزوجوا وأنا أيضا متزوج ولي إبنة إسمها لينا. ماذا تمثل لك مدينة الأربعاء؟ مدينتي التي لن أتخلى عنها أبدا سأموت فيها، هناك أصدقائي الذين أقضي معهم وقت فراغي على غرار الوناس بونمري، مسعود عبد النور، إضافة إلى سمير بن سماعيل، وصهري أو ذراعي الأيمن بوعكازة فتحي. لو لم تكن لاعبا ماذا كنت ستكون؟ كنت دخلت عالم التكوين المهني لأتعلم حرفة، لأصنع “البيتزا” (يضحك). شخصيا أحب أكثر الرجال الذين يطهون. ماذا تحب أكثر في الطعام؟ الطعام الذي يسمونه هنا في قسنطينة نعمة، وشخصيا أحبه مسقيا باللبن. البحر أو الغابة؟ البحر. أين تقضي عطلتك؟ عند أصدقائي في المهدية بتونس حيث أشعر كأنني في بيتي، قضيت شهر العسل هناك وزوجتي تفاجأت وقالت لي “كأننا في الأربعاء”، لأن الكل يعرفني كما أنني أتكلم مثلهم. كيف ذلك؟ تعلمت لهجتهم، ولم يسبق أن تكلمت بلهجتي خاصة عندما أذهب لإشتراء غرض ما، حتى لا يخدعونني إذا قلت له “شحال؟” لن يرحمك التاجر، ولكن نصيحتي للجميع أن يسألوا في تونس “بربي بقداش؟” (يضحك). أين تقضي عطلتك القادمة، لأن الأوضاع في تونس غير مستقرة والانتخابات مقررة يوم 25 جويلية ويمكن أن يعود الاستقرار بعدها إلى البلاد أياما قليلة قبل شهر رمضان؟ سأقضي عطلتي في تونس مهما كان الظرف، الدبابات تعودنا عليها ولا يوجد مشكل. ماذا تتذكر من الخرجات الإفريقية مع المولودية؟ عندما تنقلنا إلى نيجيريا لمواجهة كوارا يونايتد، حيث أخذونا إلى بيوت “عرب” إن صح التعبير للمبيت، كما انقطع التيار الكهربائي وكانت هناك السحليات الزاحفة كبيرة الحجم في الأرض وهي تشبه التماسيح بلونها الأصفر والأسود (يضحك). منحوا لكل لاعب غرفته ولكن لم أتمكن من النوم فقضينا الليلة أنا وحمادو على سرير واحد بسبب الخوف، وأتذكر أن التيار الكهربائي انقطع لأن المازوت نفد في المولد الذي كان يشتغل به، وبعد أن تم تعبئته من جديد المحرك “شد الريح”، فطلبت المفاتيح وسويت المشكل شخصيا. ما نوع سيارتك؟ سيات ابيزا. إذا توقفت السيارة هل يمكن أن تسوي العطب بمفدرك؟ نعم دون أن احتاج إلى ميكانيكي، فعندما كنا في طريقنا هذا الموسم إلى بلعباس تعرضت حافلتنا لعطب فتدخلت وصلحته. هل تستعمل السرعة في السياقة؟ لما كنت صغيرا، لكن الآن لا. كم من مرة أخذوا منك شهادة السياقة؟ 3 مرات. هل تقدم نفسك على أساس أنك لاعب خاصة في حال أخذهم شهادة السياقة منك؟ صراحة لا أقدم نفسي، ولكن أعرف كيف استرجع الشهادة. لاعب كرة القدم له نفوذ كبير، لماذا؟ الناس تعرفك وأينما تمشي يتعرف عليك الكل، ربما مكانة اللاعب أصبحت أفضل من وزير، ولكن كلاعبين علينا أن نمنح المثال للجميع لك للأنصار وحتى للاعبين صغار السن، وأتأسف لأن هناك فكرة شائعة أن اللاعب سمعته سيئة، شخصيا الحمد لله سيرتي تتكلم عني. أول منحة تلقيتها في مسيرتك الرياضية بكم قدرت؟ 300 دينار (يضحك) لما كنت في الأواسط سنة 1993 وتم ترقيتي إلى الأكابر كانت منحة تحفيزية لنا، وشخصيا لم أكن أبحث عن الأموال بقدر ما أبحث عن نفسي لأجل النجاح في مسيرتي الرياضية. ما هو الملعب الذي تتمنى اللعب فيه؟ نيو كامب في إسبانيا. والملعب الذي لا تحب اللعب فيه في الجزائر؟ “باريڤو” في المحمدية لأنه كارثة. ما هي المدينة التي ارتحت فيها؟ المهدية، قسنطينةوالبليدة. من ترشح للفوز باللقب؟ جمعية الشلف. وفي القسم الثاني من تتوقع صعوده؟ هناك 3 فرق ستصعد، أرشح فريقي والفريقان الآخران لا يهماني. ما هي أصعب مباراة لعبتها هذا الموسم؟ اللقاء الذي جمعنا بمستغانم وكذا المباراة التي لعبناها أمام مروانة. والداربي؟ لم يكن صعبا ولكن طغى عليه الجانب النفسي، كانوا خائفين ونحن أيضا إضافة إلى ذلك “ماكناش ملاح”، خاصة في الشوط الثاني وبما أنهم استقبلونا فإننا كنا راضين عن التعادل. الكلام كان كثيرا عن ترتيب اللقاء؟ لا يمكن أن ترتب لقاء دون علم أي لاعب، إذا افترضنا أن الرئيسين اتفقا فهما ليس لاعبين ليحققا النتيجة، وعندما لا يكون اللاعبون على علم كيف يرتب لقاء؟. هل سبق أن شاركت في مباراة مرتبة؟ نعم وبفضلها حققنا البقاء، بعد فوزنا في اللقاء الأخير. ولماذا شاركت؟ كنت قائدا وكان يجب أن ألعب. ماذا تقول لأنصار شباب قسنطينة؟ جئنا لأجل الصعود ونحن في الطريق لتحقيقه، وأدعو زملائي أن يبتعدوا عن الغرور. الجمهور من الأفضل أن يقول إن ناديه في الطريق الصحيح ولا يقول “خلاص طلعنا”، فالأمور لا زالت صعبة وأنصارنا “شعبة” وهم 50 بالمئة من قوة الفريق، ولن ننسى خيرهم وشخصيا سعيد جدا بالتواجد في هذا الفريق. كلمة أخيرة أتمنى الشفاء لوالدي المريض، وأطلب من الكل أن يدعو له بالشفاء، هو من قراء جريدة “الهداف” وسيفرح كثيرا عندما أهدي له الصعود بما أنني وعدته بذلك، كما أحيي الشاب فيصل صايب الذي هو بصدد إنجاز فليمين عن الفريق.