نشرت مجلة “11 صديقا” الألمانية في عددها الصادر يوم أمس تقريرًا مطولا عن أول منتخب وطني مثّل الجزائر قبل عقود، إذ تحدثت بإسهاب عن منتخب جبهة التحرير الوطني المسمى ب”الأحد عشر ثائرًا” واصفة إياه بالتاريخي والمثال الحي لتدخل كرة القدم في تحرير الشعوب، هذا وأرفق تقرير المجلة بتصريحات لقائد المنتخب الوطني عنتر يحيى الناشط منذ سنوات عديدة في البطولة الألمانية، بدا من خلالها مدافع “الخضر“ ونادي بوخوم فخورا جدا وهو الذي يعرف جيدا قيمة الثوار والشهداء بما أن عائلته القاطنة بسدراتة تعج بهم. عنتر يحيى: “امتلكنا منتخبًا من الشجعان علّمنا حب الوطن” أكد عنتر يحيى في تصريحاته ل”11 فراند” (أو “11 صديقا”) أن منتخب جبهة التحرير شكّل سابقة في العالم لكونه مثّل أكبر ثورات العالم الحديث بالرياضة. هذا وربط عنتر بين ذلك الجيل وأي منتخب مثّل أو سيمثل الجزائر، حيث أن منتخب الثوار ترك تركة ضخمة من حب الوطن للأجيال اللاحقة، مصرّحا بقوله: “منتخب الثوار كان علامة فارقة في تاريخ الجزائر، هو أسطورة بالنسبة لنا، لقد كانوا شجعانا، يشاركون في العالم السياسي ورياضيون بارزون، أنا فخور جدا بكوني قائدا للخضر بعد جيل نقل إلينا رسالة قيّمة من حب الوطن”. “والدي أخبرني أنهم رجال حقيقيون، لعبوا كرة قدم أنيقة جدًا” لم يشر عنتر يحيى لإعجابه الشديد بجيل منتخب الثوار لكونهم فقط استطاعوا نقل رسالة الجزائر الباحثة عن الاستقلال من خلال كرة القدم، بل أيضا للكفاءات الكروية الكبيرة التي اكتسبتها بلادنا في وقت كان العشرات يسقطون فيه ضحايا للاستعمار الغاشم، وحول هذا قال مدافع بوخوم: “رفقاء رشيد مخلوفي قدّموا الكثير، إنه أكثر لاعب معروف في منتخب جبهة التحرير، لكنني لا أريد الإشارة لشخص واحد، بل لتشكيل أنحني إعجابا به، لا يمكن أبدًا مقارنتنا بهم أو بأي أحد”، مضيفا: “لقد أخبرني والدي لمّا كنت صغيرا أننا امتلكنا فريقا من الرجال الحقيقيين، لعبوا كرة قدم أنيقة جدًا وساهموا في انتقال ذلك الأسلوب عبر الأجيال”. “أنتمي لعائلة مليئة بالشهداء وكرة القدم تاريخ من التضحيات في الجزائر” دائما ما يفخر عنتر يحيى بانتمائه لعائلة ثورية سقط منها شهداء، كما تضم أفرادًا من المجاهدين شاركوا في تحرير البلاد، الأمر الذي تجدّد لدى حديثه مع المجلة الألمانية، كما أكد أيضًا الدفعة المعنوية التي كثيرًا ما قدمها منتخب جبهة التحرير للشعب في عز محنه، قائلا: “الثورة الجزائرية كانت حربا محفورة في تاريخنا، لقد سقط العديد من أقاربي، من بينهم جدي أمام أعين والدي... المنتخب الثوري كان وقتها هاما جدا عندما منح نفحات من الأمل للشعب، لقد أحسست بأهمية ذلك الآن، فعندما أحمل ألوان بلدي وأسمع النشيد الوطني يُعزف أشعر بفخر شديد”. “كبرت في فرنسا، لكن انتمائي خالص لبلد أجدادي” اختتم عنتر يحيى حديثه بتجديد ولائه للألوان الوطنية التي حملها منذ 8 سنوات، فتمثيل بلد أجداده كان ولا زال مدعاة للفخر له ولكل أفراد عائلته، وتحدث قائد “الخضر” أيضا عن تشجيع والديه الدائم له، حتى أن والده يعتبر كل اللاعبين أبناءه والمنتخب أسرة كبيرة لابنه، هذا وصرّح عنتر يحيى في الأخير: “شعوري هو نفسه في كل مرة أسمع فيها النشيد الوطني، أفخر بذلك كثيرًا، المنتخب بالنسبة لي عائلتي الثانية وحتى والدي يشعر بذلك بما أنه يعتبر زملائي أبناء له... صحيح أنني كبرت في فرنسا، لكن الجزائر تبقى دائما الأولى في القلب، عندما أضع قدماي هناك أتنفس بعمق وأحسّ الفرق الحقيقي...”.