فجّر نادي باري متذيل ترتيب البطولة الإيطالية وأضعف فرقها هذا العام مفاجأة لم تخطر على بال أحد، حتى بالنسبة لأشدّ المتفائلين من عشاقه، إذ عاد بتعادل كاد يكون فوزا من ميدان متصدّر ‘'الكالتشيو'' نادي ميلان أمام أنصاره ووسط معقله الشهير ‘'سان سيرو''، ضمن مباريات المرحلة 29. وقدّم رفقاء الدولي الجزائري عبد القادر غزال لقاء الموسم حين تقدّم لهم المهاجم رودولف في (د39) مستغلا تمريرة متقنة من زميله ألميرون، قبل أن ينقذ النجم أنطونيو كاسانو فريقه ويعادل في (د82) رغم لعب ميلان منقوصا من عملاقه السويدي زلاتان إبراهيموفيتش قبل ذلك ب10 دقائق. الحظ ومُساهمات غزال الدفاعية وقفت أمام رفقاء إبراهيموفيتش أجمعت تقارير الصحافة العالمية لدى تحدّثها عن ‘'موقعة'' يوم أمس، على وقوف الحظ أمام ميلان الذي عجزت كرة مهاجميه في أكثر من مرّة عن مخادعة الحارس البلجيكي جيلي. لكن ورغم ذلك أشاد الجميع ببسالة لاعبي باري بمن فيهم غزال، الذي أختُص في أكثر من تقرير بتعليقات خاصة. وقدّم العائد إلى ‘'الخضر'' بمناسبة القمة المغاربية أداء راقيا على كلّ الأصعدة، غير أن أبرز ما منحه لفريقه غير مهامه الأساسية كمهاجم إضافي ولاعب رواق، هو الدعم الدفاعي إذ حال في مرات عدّة بين هجمات خطيرة من جانب رفقاء ‘'إيبرا'' وروبينيو. وقف الندّ للندّ أمام ‘'سيدورف'' وأحرج ‘'نيستا'' ولعبت معركة وسط الميدان يوم أمس فوق مستطيل ‘'سان سيرو'' الأخضر دورا محوريا في انتهاء اللقاء بتعادل يُعادل فوزا بالنسبة ل باري، إذا ما قارنا طموحات وإمكانات الفريقين. وبرز غزال إلى جانب رفيقيه ألميرون وكودريا كثيرا لدى محاولتهم مقارعة أبرز خط وسط ميدان في ‘'الكالتشيو''، وبالفعل خلقوا صعوبات جمّة لرفقاء الهولندي المخضرم سيدورف. كما حاول غزال كعادته نقل الخطورة على الرواق الأيسر، وفتح أروقة للثنائي رودولف – بونتيفوغليو. يذكر أن هدف باري الوحيد أتى بلمسة من غزال حسب الإعلام الإيطالي، كونه جرّ معه المدافع نيستا فاتحا المجال أمام رودولف. موقع ‘'توتو ميركاتو'': ‘'غزال يعمل من أجل الجميع وقوّته مُذهلة جدّا'' أشادت الصحافة الإيطالية كثيرا بكلّ لاعبي ‘'باري'' خاصة رودولف، الحارس المتعملق ‘'جيلي'' ومعهما غزال أيضا. وحول الدولي الجزائري بالذات، كتب موقع ‘'توتو ميركاتو'' الشهير تعليقا إيجابيا جدا حول ما قدّمه غزال، مرفقا بعلامة تأتي الثانية مباشرة بعد الثناء المذكور آنفا. وأشاد الموقع كثيرا بالعمل الذي قدمه غزال من خلال تعليقه: ‘'لقد عمل من أجل الفريق وأظهر استعدادا بدنيا مُذهلا. قوة غزال في العمل الجماعي ومساعدة المجموعة، وقد ظهر هذا جليا اليوم أمام ميلان''. إستعاد قواه كاملة ولعب مُعدّلا زمنيا ممتازا في ظرف شهر ركزت التقارير التي تحدّثت في مضمونها عن مستوى غزال يوم أمس على استعادته لقوّته البدنية المشهود لها، فعقب الإصابة التي أبعدته أشهرا عن المنافسة، عاد غزال ليحسّن نتائج ‘'باري'' القريب دائما من النزول. وقد اقترب الدولي الجزائري من سقف ال300 دقيقة في ظرف شهر واحد بعد لعبه يوم أمس 90 دقيقة (الصدف أنه عاد إلى المنافسة يوم 13 فيفري الماضي، أيّ بشهر تماما قبل لقاء يوم أمس)، المعدّل الذي يُوازي النسب العادية لمشاركات ركائز الفرق خلال الموسم، وهو أمر سيُفيد حتما المنتخب الوطني المحتاج لكلّ كفاءاته يوم 27 مارس الجاري أمام المغرب. مفعول دعوة بن شيخة أتى سريعا والإثبات كان أمام ‘'ميلان'' رغم أن غزال تعوّد التألق في الآونة الأخيرة بدليل عودته إلى التهديف قبل جولتين أمام فيورنتينا، ثمّ استعادته مكانته أساسيا في آخر لقاءين ما باري، إلا أن تألقه أمام ميلان بالذات ووقوفه الندّ للندّ أمام كتيبة إيليغري أتى بلمسة مختلفة، غالبا صنعتها الدعوة التي وصلت إدارة ‘'باري'' من قبل الاتحادية الجزائرية، والتي صرّحت لعودة غزال إلى المنتخب الوطني من أوسع الأبواب، قبل لقاء سيكون منعرجا حقيقيا لتصفيات كأس أمم إفريقيا، وتحدّيا أيضا لغزال نجم سيينا السابق أمام رفقاء زميله الموسم قبل الماضي حسين خرجة.