لم تتمكن تشكيلة وداد بن طلحة نهاية الأسبوع الماضي من تأكيد صحوتها الأخيرة وعادت من بلعباس تجر أذيال الهزيمة العاشرة في بطولة الموسم الجاري، لتبقى في دائرة الخطر بمجموع 29 نقطة وبفارق 3 نقاط فقط عن ثاني المهددين بالسقوط أولمبي أرزيو... وعكس ما كان متوقعا، لم يدم صمود رفاق سليماني سوى 50 دقيقة حيث انهاروا في بداية الشوط الثاني وتلقوا هدفين في ظرف 3 دقائق (د53 ود56). وإذا كانت آراء محبي الوداد منقسمة بين متفائل ومتشائم في العودة بنتيجة إيجابية من بلعباس، إلا أن ثقتهم كانت كبيرة في الفريق وبصفة خاصة المدافعين للعودة بنتيجة التعادل على الأقل، إلا أن العكس هو الذي حدث حيث إنهار الدفاع كلية في ظرف وجيز وسهّل كثيرا مهمة المحليين الذين وبعدما تمكنوا من تحقيق الأهم سيّروا أطوار اللقاء بكل راحة أمام غياب شبه تام لرد فعل أشبال ياحي في معظم فترات اللقاء وهو ما حز كثيرا في نفوس الأنصار. الهزيمة مقبولة، لكن ليس تلك الطريقة ورغم أن ظروف التي جرت فيها المباراة كانت توحي منذ البداية بصعوبة المهمة في ظل الغيابات الكثيرة التي شهدتها التشكيلة التي تنقلت محرومة من خدمات 5 عناصر أساسية، إلا أن الوجه الشاحب الذي ظهر به شبان ياحي خلال ال 90 دقيقة التي عجزوا فيها عن نقل الخطر ولو في مناسبة واحدة، لم يكن بالأمر الذي يتقبّله أنصار الوداد، خصوصا أنها ليست المرة الأولى التي تنهزم فيها الفريق بهذه الطريقة التي لا تبشّر بالخير إطلاقا. سليماني يبرز إمكاناته وأكد الحارس هارون سليماني إمكاناته وأدى مباراة جيدة وأنقذ شباكه من ثلاث كرات ساخنة في النصف الأول من اللقاء وكانت الأولى تسديدة كابري في (د24) والثانية من اللاعب نفسه الذي كان وجها لوجه أمام سليماني وعلى بعد 4 أمتار من المرمى، لكن حارس الوداد تألق وتصدى ببراعة. كما أنقذ سليماني فريقه من هدف محقق حين حوّل رأسية أحمد شاوش في (42) إلى الركنية بأعجوبة. شوط ثان كارثي وعلى عكس مجريات المرحلة الأولى، فإن المرحلة الثانية خالف فيها رفاق رابطة كل التوقعات، إذ في الوقت الذي كان يجب تسيير نتيجة المباراة والحفاظ على نتيجة التعادل التي كانت ستكون بطعم الفوز بالنظر إلى كثرة الغيابات وقوة المنافس، إلا الأمور سارت عكس ذلك واستغل أصحاب الأرض الدخول غير الموفق تماما لرفاق بوديب وسجّلوا في ظرف وجيز أمام غياب شبه كلي لرد فعل أشبال ياحي الذين كانوا بمثابة الحاضرين الغائبين. خروج دغماني “هلكهم” ويبقى الأمر الجدير بالذكر في مواجهات الوداد خلال الموسم الحالي هو أن أداء أصحاب اللونين الأصفر والأسود يكون أحسن لما تكون عناصر خط الوسط في يومها، وهو تجلى في مباراة الجمعة الماضي حيث كان أداء لاعبي الوسط في المستوى خلال المرحلة الأولى التي وفقت فيها وإلى حد ما في تكسير الحملات الهجومية المكثفة للمحليين، لكن في الشوط الثاني تفنّن شراڤة، بوديب، بوجنوية وكشيط في تضييع الكرات السهلة التي حرصت على استغلالها عناصر بلعباس بصفة جيدة. وما زاد في تعقيد الأمور هو الارتباك الذي ظهر على عناصر الخط الخلفي في نهاية الشوط الأول وبداية الشوط الثاني عقب الخروج الإضطراري لصخرة الدفاع وقائد التشكيلة رابح دغماني متأثرا بالإصابة على مستوى الرأس، وهو الخروج الذي أخلط حسابات ياحي وأثر سلبا في أداء الدفاع على وجه الخصوص والفريق بصفة عامة.