اضطر المدرب الوطني عبد الحق بن شيخة إلى إيقاف الحصة التدريبية التي جرت أول أمس، ولم تدم الحصة إلا حوالي نصف ساعة قبل أن يقتحم الجمهور الملعب، مما اضطر الطاقم الفني إلى إيقاف التدريبات،وهو الأمر الذي لم يكن يخطر على بال أحد، حيث ظن المنظمون أن التدريبات بحضور الجمهور ستكون عادية جدّا. البداية بمناصرين فقط بدت الأجواء عادية في العشر دقائق الأولى من الحصة، ولكن مناصرا قرر اقتحام الميدان محاولا الوصول إلى اللاعبين، قبل أن يتم إخراجه بصعوبة كبيرة، ليدخل مناصر آخر بعدها بخمس دقائق وهو الآخر أرهق رجال الأمن قبل أن يتمكنوا من الإمساك به واقتياده إلى خارج الملعب، لكن المشكلة تفاقمت بعدها وبدأت أعداد غفيرة تنزل إلى أرضية الميدان، وأصبح الملعب ساحة فوضى لا مثيل لها من قبل. اللاعبون خرجوا بصعوبة وبن شيخة أيضا واضطر رجال الأمن إلى استعمال القوة من أجل حماية اللاعبين، فالتدفق الهائل للأنصار على الملعب جعل الأمور تسير في فوضى عارمة صعبت على رجال الأمن حماية اللاعبين وإعادتهم إلى غرفت تغيير الملابس، فالأنصار منهم من يبحث عن صور تذكارية، ومنهم من يبحث عن قميص المنتخب الوطني، وكل له أهدافه الخاصة به، وحتى المدرب بن شيخة ومساعدوه وجدوا صعوبة في الخروج من أرضية الميدان. بن شيخة هو من طلب حضور الأنصار في أول حصة وكشفت مصادرنا أن المدرب عبد الحق بن شيخة هو من طلب حضور الأنصار في أول حصة تدريبية، وهذا حتى يرفع من معنويات اللاعبين المنحطة عقب النتيجتين المتواضعتين المسجلتين في الجولتين الأولى والثانية، وقد وصلت رسالة المدرب للاعبين حيث أطلعهم على الأجواء وأنها يمكن أن تكون مثل المباريات الكبيرة السابقة وربما أكثر، لكنه لم يكن يعلم أن قراره هذا سينقلب عليه ويمنعه حتى من إجراء التدريبات. ستكون آخر حصة يحضرها الأنصار وأكد المصدر ذاته أن الحصص التدريبية المقبلة ستجري دون حضور الأنصار، حيث تم اتخاذ هذا القرار من قبل، وتأكد بعد أن حرمت الجماهير رفقاء بوزيد من إجراء التدريبات بشكل عاد، حيث تبيّن للمدرب بن شيخة وللمنظمين أن اتخاذ قرار حضور الأنصار لم يكن صائبا، خاصة في ملعب مثل ملعب العقيد شابو. تنظيم كارثي ونقص الخبرة كان واضحا وبالعودة إلى ما قبل الحصة التدريبية، فقد تعوّد رجال الإعلام على التنظيم الجيّد في تدريبات المنتخب الوطني، منذ أن عاد “لخضر” لى الواجهة، حيث كان أصحاب مهنة المتاعب يعملون في ظروف جيّدة قبيل الحصص التدريبية التي كانت تجري في ملعب 5 جويلية أو في ملعب البليدة، ولكن هذه المرة كان الأمر مختلفاتماما، فنقص الخبرة من جهة، وعدم توفر الملعب على مكان واسع مخصص لمنطقة التصريحات جعل المهمة تكون شبه مستحيلة، لأن الملعب صغير، ورجال الإعلام كانوا بقوة، وهو ما جعل التنظيم كارثي للغاية. الأنصار أعطوا إنذارا أوليا للمنظمين ويكون أنصار المنتخب الوطني عموما وخاصة الذين يقطنون في مدينة عنابة قد أعطوا للمشرفين على مباراة الأحد المقبل إنذارا أوليا على أن الجماهير ستكون بقوة يوم اللقاء، وأن عملية بيع التذاكر ستكون صعبة للغاية، لذا يعتبر حضور الأنصار بأعداد كبيرة بمثابة إشعار للمنظمين لكي يحضروا أنفسهم كما يجب لهذا الحدث الكبير الذي لم تشهده مدينة عنابة منذ منتصف العشرية الماضية.