يمكن القول إن الحارس مبولحي لعب أصعب مباراة في مشواره أمام المغرب، بعد أن عاش ضغطا قبل اللقاء لا يمكن تصوره، وهو المعروف بأنه لا يتأثر ويحافظ على برودة أعصابه مهما كانت الظروف، تصرفاته قبل المباراة كانت توحي بذلك، والكل شاهد ذلك بمن فيهم بلحاجي مدرب الحراس الذي حاول أن يرفع معنوياته ويؤكد له أن كل شيء سيكون على ما يرام، حيث اجتمع به قبل اللقاء كما تحدث معه شاوشي قبل التوجه إلى الملعب لإزالة التوتر الذي كان باديا على ملامحه. تفاجأ لأنه لم يسبق له أن لعب أمام 80 ألف مناصر صحيح أن مبولحي تدرب على أرضية 19 ماي لكنه لم يعتقد أن الجمهور سيملأ المدرجات قبل انطلاق اللقاء بساعات، لحظة دخوله رفقة رفقائه لتحسس أرضية الميدان، أخرج مبولحي هاتفه النقال والتقط صورا عن الأجواء الرائعة التي ميزت الملعب، حيث لم يسبق له أن لعب أي لقاء أمام 80 مناصر طيلة مشواره. كان يصرخ ويضرب يديه بقوة لإزالة التوتر ورغم أن مبولحي لعب كأس العالم وكانت أول مباراة رسمية له أمام إنجلترا أحد أقوى منتخبات العالم إلا أنه أكد لمقربيه عند عودته الى باريس أنه خاف أكثر أمام المغرب بسبب رغبته في إهداء الآلاف التي حضرت فوزا يشفي غليلها، خاصة أن فترة وجوده في المنتخب لم تثمر بأي فوز رسمي، وقد شوهد مبولحي في عدة مناسبات على أرضية الميدان خاصة قبل اللقاء يصرخ لإزالة التوتر، ويضرب يديه بقوة ليزيل التوتر ويبقى مركزا على المواجهة. كان يرتجف وهو يضع القفازين وقد علمنا أن الحارس مبولحي لما كان يضع قفازيه لدخول اللقاء كان يرتعد خوفا، لأنه كان يخشى من أن يرتكب خطأ يكلف المنتخب الوطني كثير أمام جمهور قياسي، غير أنه بمرور الدقائق وتسجيل المنتخب هدفه الأول والوحيد زال عنه التوتر، وشعر بالثقة التي ساعدته على أداء مباراة كبيرة من خلال تدخلاته الناجحة مع فوزه بكل الكرات العالية، وأدى مباراة ممتازة ومن دون خطأ تضاف إلى رصيد اللقاءات الطيبة التي قدمها منذ قدومه إلى "الخضر". قال ل بن عطية: "الجمهور الجزائري فريد من نوعه" وشوهد مبولحي رفقة اللاعب المغربي بن عطية صديقه وزميله السابق في مركز تكوين نادي "مارسيليا" الفرنسي، يتحادثان في غرف الملابس بعد نهاية اللقاء، حيث قال له اللاعب المغربي أمام أنظار بعض الإعلاميين: "كان الجمهور رائعا وساعدكم كثيرا في تحقيق الانتصار"، قبل أن يرد عليه حارس "كريليا سوفيتوسف" الروسي بالقول: "نعم، الجمهور الجزائري فريد من نوعه". ابن خالته جاء من أجله ووعد بزيارة قريبة للبرج وقد جاء ابن خالة مبولحي إلى عنابة لأخذه إلى البرج مثلما أكد، غير أن مبولحي كان عليه السفر جوا في اليوم الموالي للقاء ووعد بالحضور إلى مدينة البيبان في أقرب وقت ومنها إلى مغنية، التي تعذر عليه زيارتها من قبل بسبب كثرة التزاماته.