ملعب ماهاما سينا بمدغشقر: جو متقلب، جمهور متوسط، أرضية جيدة، تنظيم محكم. التحكيم للثلاثي: مبانڤا- شانڤا والي- كانيتور (من تانزانيا). الأهداف: عواج (د2) للجزائر. الإنذارات: باجيو (د13)، توفوناي (د 51) من مدغشقر. مدغشقر جون تهينة محمد عبده (ليونارد د 63) توفوناي بوسكو فوربيان تيڤانا باجيو فومبولا (أوليفي د 63) جوسكي توني (كاسان د46) المدرب: فرانك رجنر سيمبا الجزائر معزوزي بلخيثر بدبودة علي ڤشي بلعمري عنان داود (قابلة د 60) مكلوش (بلعنصر د80) عواج (درارجة د 60) طواهري مصفار المدرب: آيت جودي تألقت تشكيلتنا الأولمبية في مواجهة العودة لحساب التصفيات المؤهلة للألعاب الأولمبية، التي جمعتها عشية أمس بمنتخب مدغشقر على ملعب هذا الأخير، حيث تفوقت عليه بنتيجة هدف دون مقابل. وهي النتيجة التي مكنت "الخضر" من المرور إلى الدور القادم من التصفيات، بعد الفوز في مباراة الذهاب أمام ذات المنافس بثلاثية نظيفة، في انتظار معرفة المنتخب الذي ستعينه الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، كمنافس قادم لرفقاء عواج الذين يسيرون بخطى ثابتة نحو تحقيق التأهل للأولمبياد، الذي غابت عنه الجزائر منذ سنة 1980. عواج يخلط أوراق المدغشقريين ويفتح باب التسجيل دخلت تشكيلتنا الوطنية في المواجهة دون مقدمات، حيث كشف رفقاء المتألق طواهري نيتهم في هز شباك منافسهم منذ الثواني الأولى في محاولة لتسجيل هدف السبق واللعب بكل هدوء، وهو ما تمكنوا من تحقيقه دقيقتين فقط بعد انطلاق اللقاء. حيث استغل مصفار خطأ في دفاع مدغشقر توغل على إثره في منطقة العمليات، ومنح كرة على طبق لزميله عواج الذي لم يجد عناء في تحويلها إلى الشباك وتسجيل الهدف الأول، الذي أخلط كل أوراق رفقاء الغائب أمادا. معزوزي يتألق على مرتين ويحافظ على نظافة الشباك وبعد أن سجل منتخبنا الوطني هدف السبق، حاول أصحاب الأرض العودة في النتيجة عن طريق القيام ببعض الهجمات انطلاقا من وسط الميدان والتركيز على اللعب الجماعي تارة، والاعتماد على الهجمات السريعة والمعاكسة تارة أخرى. ففي (د11) جاء أول رد فعل للمحليين عن طريق بوسكو، الذي قذف كرة قوية من على مشارف منطقة العمليات، لكن حارس اتحاد العاصمة معزوزي كان في المكان المناسب وتصدى للخطر. وواصل المحليون هجماتهم وتهديداتهم بعد ذلك ففي (د 17) قام باجيو بعمل فردي وقذف كرة قوية من بعد 20 متر، لكن معزوزي كان مرة أخرى في المكان المناسب وأبعد الكرة إلى الركنية، وحافظ بذلك على نظافة شباكه. عواج كاد يضيف الثاني والحظ يخون طواهري حاول رفقاء بدبودة الهروب نوعا ما من الضغط الذي مارسه عليهم المحليون، الذين كثفوا من هجماتهم في محاولة تدارك النتيجة، وكاد عواج في (د26) يضيف الهدف الثاني ويعمق من جراح المحليين، في لقطة كانت طبق الأصل للهدف الذي سجله في الدقيقة الثانية، بعد أن مرر له مصفار كرة على طبق لكن كرته تمكن الحارس جون من التصدي لها. وفي (د 38) قام المتألق طواهري بعمل فردي حيث راوغ مدافعين بطريقة جميلة للغاية، وقذف كرة قوية لكنها جانبت القائم الأيمن بقليل. وحاول المحليون بعد ذلك القيام ببعض الهجمات في الدقائق الأخيرة من الشوط الأول، كتلك التي كانت في (د 43) عن طريق جوكسي الذي سدد كرة قوية لكنها مرت جانبية، لتنتهي المرحلة الأولى بتفوق رفقاء عنان بهدف دون رد. مصفار يهدد من جديد وفوربيان يرد دون تجسيد المرحلة الثانية من اللقاء كانت مماثلة تماما لسابقتها، حيث دخلها رفقاء عواج بقوة في محاولة إضافة أهداف أخرى وقتل اللقاء، ففي (د 55) قام مصفار بعمل فردي جميل، إذ راوغ ثلاثة لاعبين توغل داخل منطقة المنافس، وسدد كرة قوية ناحية الشباك لكن هذه الأخيرة مرت جانبية بقليل عن مرمى الحارس جون. رد أصحاب الأرض الذين لم يستسلموا رغم صعوبة المهمة وحاولوا الوصول إلى مرمى معزوزي كان في (د 58)، حيث نفذ فوربيان مخالفة قوية لكنها مرت فوق العارضة بقليل. القائم يتصدى لمكلوش وڤشي يبعد هدفا محققا وقد عاد "الخضر" بقوة في المباراة بعد بعض المحاولات التي قام بها المحليون، ففي (د 59) قام لاعب اتحاد العاصمة مكلوش بعمل فردي جميل، حيث انطلق كالسهم بالكرة وراوغ ثلاثة مدافعين وسدد كرة قوية داخل منطقة العمليات، ارتطمت بالقائم الأيمن الذي ناب عن الحارس جون، وأنقذ المدغشقريين من هدف محقق. رد المحليين كان عن طريق جوسكي، الذي قام بعمل فردي جميل هو الآخر حيث راوغ الحارس معزوزي وقذف كرة كانت متجهة ناحية الشباك، لكن المدافع الصلب علي ڤشي تمكن من إبعاد الخطر وأخرج الكرة إلى الركنية. كاسان وجها لوجه مع معزوزي ويضيع هدف التعادل في الدقائق الأخيرة من عمر المواجهة، حاول المحليون حفظ ماء الوجه وتسجيل هدف التعادل عن طريق تكثيفهم للهجمات، ففي د87 وبعد خطأ من الدفاع الجزائري، حاول البديل كاسان صنع الفارق حيث خرج وجها لوجه مع الحارس معزوزي، لكنه لم يحسن التسديد إذ مرت كرته جانبية بقليل. بعدها واصل أصحاب الأرض هجماتهم لكن دون تجسيد أمام المرمى، لتنتهي المواجهة بتفوق منتخبنا الوطني بهدف دون رد. ======================= لقطة اللقاء لاعبو مدغشقر يقدمون الهدايا للجزائريين قام لاعبو منتخب مدغشقر بلقطة رياضية قبل انطلاق المواجهة، حيث دخلوا أرضية الميدان وعلى رؤوسهم قباعات تقليدية مدغشقرية كتلك التي يستعملها المزارعون عند القيام بأعمالهم، وتوجهوا مباشرة إلى تشكيلتنا الوطنية ليقوم كل لاعب مدغشقري بتقديم قبعته للاعب جزائري، بالإضافة إلى كيس فيه العديد من الهدايا. وهو الأمر الذي استحسنه كثيرا رفقاء علي ڤشي الذين شكروا نظرائهم الملغاشيين عن تلك الالتفاتة الطبية، في أجواء حميمية ووسط روح رياضية عالية. حدث اللقاء فوز تاريخي للأولمبيين في أدغال إفريقيا حقق منتخبنا الوطني الأولمبي فوزا تاريخيا في مدغشقر، رغم صعوبة المهمة وطول السفر والأحوال الجوية المتقبلة في هذا البلد، كما أن هذا الفوز يعتبر الأول للعديد من اللاعبين الذين لم يسبق لهم التنقل إلى أدغال إفريقيا، وخوض مباريات فيها. وكان طعم هذا الفوز حلوا لأنه مكن الأولمبيين من التأهل للدور القادم من التصفيات، في انتظار معرفة المنتخب الذي ستعينه " الكاف" كمنافس ل "الخضر" مستقبلا". رجل المباراة عنان فنان ويمنح الاطمئنان استحق وسط ميدان شباب بلوزداد والمنتخب الوطني الأولمبي مروان عنان، لقب رجل المباراة عن جدارة واستحقاق رغم أن هدف الفوز كان من إمضاء المتألق عواج. وذلك نظرا للوجه الجيد والمردود القوي الذي أبان عنه عنان خلال المواجهة، بفضل العمل الكبير الذي قام به في وسط الميدان وكذا استرجاعه العديد من الكرات، بعد أن فاز في جل الصراعات الثنائية بالإضافة إلى مساهمته الفعالة في الهجوم، عن طريق تزويد المهاجمين بكرات دقيقة بتمريرات ميليمترية. بطاقة خضراء جمهور مدغشقر رياضي لأبعد الحدود كشف مشجعو منتخب مدغشقر عن روح رياضية كبيرة في مواجهة أمس، فرغم أن منتخبهم كان منهزما فوق قواعده منذ الدقائق الأولى من المباراة، إلا أنهم تصرفوا بطريقة حضارية وساندوا رفقاء جون حتى الدقيقة الأخيرة، رغم إقصائهم من السباق نحو التأهل للتصفيات. كما أن الملغاشيين أحسنوا استقبال العناصر الوطنية، وصنعوا أجواء بهيجة في المدرجات. ======================== فرانك رجنر سيمبا: "المنتخب الجزائري كان أفضل منا ونتمنى مشاهدته في الأولمبياد" "كنا نعلم أن مأموريتنا لن تكون سهلة إطلاقا أمام المنتخب الجزائري رغم أن المباراة أجريت فوق قواعدنا وأمام جمهورنا وذلك نظرا لنتيجة مقابلة الذهاب، أضف إلى ذلك قوة المنتخب الجزائري الذي يملك العديد من العناصر الجيدة على مستوى الخطوط الثلاثة، كنا عازمين على تحقيق نتيجة إيجابية لكن الهدف الذي سجله علينا المنتخب الجزائري في الدقيقة الأولى من عمر المواجهة أخلط أوراقنا وشتت تركيز لاعبينا، صراحة أتمنى أن يذهب الخضر بعيدا في التصفيات ونشاهدهم في لندن لأنهم يملكون الإمكانات اللازمة لتحقيق ذلك ومن جهتنا ما زال أمامنا العمل الكثير". آيت جودي: "الحمد لله تمكنا من تحقيق الأهم والهدف الذي سجلناه ساعدنا كثيرا" "حضرت اللاعبين جيدا وحفزتهم على الدخول بقوة في اللقاء ومخادعة منافسهم منذ الدقائق الأولى في محاولة تسجيل هدف السبق وقتل المباراة مبكرا، وفعلا تمكن لاعبونا من تحقيق ذلك وسجلنا هدفا ثمينا زاد من تعب المحليين وشتت تركيزهم، بعدها سيطرنا على معظم مجريات اللعب وكنا قريبين حتى من إضافة أهداف أخرى، كما أننا أحسنا الدفاع عن منطقتنا وتصدى اللاعبون لهجمات أصحاب الأرض، لذلك يمكن القول إنني راض إلى حد بعيد عن النتيجة الإيجابية التي حققناها وعن الوجه الذي ظهر به لاعوبنا، والحمد لله الذي وفقنا في أول خرجة لنا إلى إفريقيا". طواهري: "فرحتي اكتملت بعد تأهل الحراش" "أنا سعيد جدا بالنتيجة الإيجابية التي حققناها بعد فوزنا بهدف دون رد على منتخب مدغشقر فوق قواعده، كما أن فرحتي اكتملت بعد تمكن فريقي اتحاد الحراش من الفوز والمرور إلى المربع الذهبي من منافسة كأس الجمهورية الغالية بعد غياب طويل، وتمكنا من التأكيد أن الفوز الذي حققناه في الديار بثلاثية أمام ذات المنافس لم نسرقه وإنما كان ثمرة للمجهودات التي بذلناها سابقا، لكن ما زال أمامنا الكثير من العمل لنحقق هدفنا المنشود في الأخير ونتأهل للأولمبياد وسنعمل المستحيل لتحقيق ذلك". علي ڤشي: "قوتنا في روح المجموعة وتضامننا" "الحمد الله الذي وفقنا في خرجتنا، حيث تمكنا من تحقيق الفوز خارج قواعدنا رغم صعوبة المهمة نظرا لغياب العديد من العناصر الأساسية، لكننا أثبتنا أن قوتنا تكمن في روح مجموعتنا وتضامننا فيما بيننا، فرغم أن منافسنا قوي والمهمة لم تكن سهلة فوق قواعده، إلا أننا وضعنا اليد في اليد وخرجنا غانمين في الأخير، لكننا نعلم جيدا أن الطريق نحو التأهل إلى الأولمبياد لا يزال طويلا وشاقا، لكن بالعمل والجد سنتمكن إن شاء الله من تحقيق هدفنا المنشود في الأخير". ------ عوّاج: "جبناها بالقلب والتأهل هدية لكل الجزائريين" "أكدنا على أننا جئنا إلى مدغشقر للفوز وليس التأهل فقط" في البداية هنيئا لكم على هذا الفوز والتأهل إلى الدور المقبل، كلمة في هذا الجانب؟ نحن سعيدون للغاية بعد هذا الفوز المحقق والتأهل إلى الدور المقبل من التصفيات المؤهلة لأولمبياد لندن 2012 ولا أخفي عنك بأننا ارتحنا كثيرا بعد تحقيق الفوز، لأننا جئنا إلى مدغشقر من أجل ذلك وليس فقط من أجل التأهل، وأكدنا بذلك على أننا منتخب لا يستهان به وقادرون على تحقيق الفوز حتى في أدغال إفريقيا وعلينا المواصلة على هذا النحو حتى نكون في المستوى مستقبلا. وكيف كانت المباراة على العموم؟ المباراة كانت متكافئة، ومن حسن حظنا أننا تمكنا من تسجيل هدف مبكر في هذا اللقاء وسيطرنا بعد ذلك على زمام الأمور، ورغم أن المنافس حاول العودة في النتيجة لكنه اصطدم بالإرادة القوية والصمود من طرفنا أين حرمناه من تسجيل أي هدف، وهو الذي كان مطالبا بتسجيل خمسة أهداف للتأهل. وهو أمر مستحيل بالنظر إلى مجريات اللقاء، والمهم أننا سيرنا اللقاء مثلما كنا نريده وضيعنا العديد من الفرص، لكن الأهم أننا حققنا الفوز والتأهل إلى الدور القادم. تمكنت من تسجيل الهدف الوحيد في هذا اللقاء، ما هو شعورك؟ لم أقم إلا بواجبي في هذه المباراة، وهذا الهدف ليس هدفي فقط بل هو هدف جميع اللاعبين وثمرة مجهودات جبارة قمنا بها منذ مدة، ونحن الذين نملك مجموعة متماسكة ولا شيء يفرقنا، وليس المهم من سجل بقدر الأهم تحقيق الفوز. على الرغم من صعوبة المهمة في هذا اللقاء والظروف الصعبة إلا أنكم تمكنتم من تحقيق الفوز، كيف ذلك؟ صراحة تأشيرة التأهل جبناها بالقلب، فلقاء مدغشقر حضرنا له منذ مدة، وعلى الرغم من الفوز بثلاثية نظيفة في لقاء الذهاب، إلا أن التأهل لم يكن مضمونا بالنظر إلى أجواء إفريقيا وما تخبئه لنا، لكن الحمد لله كل شيء مرّ على أحسن ما يرام وحققنا الهدف المنشود وأكثر. ولمن تهدي هذا التأهل؟ أهدي هذا التأهل لكل الجزائريين الذين وثقوا فينا، والحمد لله أننا لم نخيّب الآمال التي كانت معلقة علينا، وأهدي هذا التأهل أيضا للحمراوة (يضحك)، واكتملت فرحتي بالفوز في مدغشقر وقبلها التأهل إلى نصف النهائي في كأس الجمهورية على الرغم من غيابي عن تلك المباراة، إلا أنني كنت قلبا وقالبا معهم وأهديهم هذا التأهل وأيضا إلى أفراد عائلتي وبالخصوص الشيباني والشيبانية.