ليفربول أحد أعرق وأقوى الأندية الانجليزية وأكثرها تتويجا على الإطلاق، فريق خرج إلى الوجود من رحم المشاكل وعاش وتطور وسطها وتألق ونال الألقاب مثلما نال حظه من مآسي كرة القدم، عقود من السيطرة وعقود أخرى من الجفاء تلك هي حكاية فريق لا يمكن ذكره دون ذكر أسماء كجون هولدينغ، بيل شانكلي، بوب بايسلي، كيفن كيجن، مايكل أوين وستيفان جيرارد. ليفربول فريق ولد من رحم المشاكل وعاش وسطها صنع الأيام الذهبية للكرة الانجليزية وصنعت جماهيره أيامها السوداء
الستانلي بارك وقصة المدينة الأكثر تتويجا في انجلترا تقع مدينة ليفربول ضمن مقاطعة الميرسي سايد شمال شرق انجلترا ويمر بها نهرا الميرسي والذي يقود إلى البحر الايرلندي المطل بدوره على المحيط الأطلسي، وأبرز معالم المدينة الأكثر تتويجا بلقب البطولة الانجليزية حديقة ستانلي بارك والتي تفصل بين معقلي قطبي مدينة ليفربول وهما فريقا ايفرتون الأزرق وليفربول الأحمر واللذان تفصل بينهما الحديقة المذكورة حيث يقع ملعبا الفريقين الأنفيلد الخاص بليفربول والجوديسون بارك الخاص بايفرتون على ضفتيها ولا يفصل بينهما سوى 10 دقائق فقط . عندما تتحول بداية النهاية إلى بداية البداية بداية فريق ليفربول لم تكن عادية بالمرة لأنه خرج إلى الوجود من رحم مشاكل جاره اللذوذ فريق ايفرتون العريق، ففي سنة 1892 غادر الفريق الأزرق لمدينة ليفربول ايفرتون ملعب الأنفيلد بسبب مشاكل متعلقة بالإيجار بعدما رفض مسئولوه عرضا تقدم به رئيس الفريق آنذاك جون هولدينغ والذي كان أحد مالكي الملعب لشراء الأنفيلد وبعض الأبنية المحيطة به أو رفع الإيجار من 100 جنيه استرليني سنويا إلى 250 جنيها، كما فرض على الجماهير اقتناء المشروبات التي كانت تنتجها مصانعه الخاصة وهو ما رفضه مسئولو ايفرتون آنذاك قطعا . ولكل فعل رد فعل مساوي في القوة ومعاكس في الاتجاه غير أن هولدينغ حينها أبى التنازل عن شروطه وبقي في الملعب الشهير مفضلا الانطلاقة من جديد وكان حينها مرفوقا بثلاثة من لاعبي الفريق الأول لايفرتون إضافة إلى جمع قليل من الأنصار حيث أسسوا فريقا خاصا بهم أطلقوا عليه تسمية ايفرتون كذلك غير أن الخلافات التي نشبت بين ايفرتون القديم وايفرتون الجديد جعلت هولدينغ يعود ويطلق تسمية جديدة على الفريق الحديث العهد وأصبح يسمى "نادي ليفربول" ومن هنا كانت بداية مسيرة أعرق الأندية الانجليزية بتاريخ 15 مارس 1892 ليصبح أكثرها تتويجا على الإطلاق . السر وراء كناية ليفربول بفريق الماك تأسس فريق ليفربول بسرعة ودخل المنافسة باكرا، غير أنه واجه نقصا في الترسانة البشرية بالنظر إلى حداثة عهده ذلك الوقت، وهنا برز دور سكرتيره العام حينها جون ماكينا والذي عمل في الفريق لثلاثين سنة لاحقة، حيث قام بجلب عدد كبير من اللاعبين من اسكتلندا المجاورة، وحينها أطلق على فريق ليفربول كناية فريق الماك نسبة إلى أن أسماء معظم لاعبيه تبدأ بحرفي الأم والسي اللاتينيين واللذان ينطقان في الانجليزية بماك وهذه عادة شائعة في اسكتلندا حيث أغلب الألقاب العائلية تبدأ بكلمة ماك . إذا أردت الاستمتاع بكرة القدم الحديثة فاترك ايفرتون واتجه إلى ليفربول البداية العملية كانت بتاريخ 1 سبتمبر من نفس السنة التي تأسس فيها الفريق أي في 1892 حيث واجه نظيره رودرهام ضمن منافسات بطولة مقاطعة لانكشاير الانجليزية، وحينها عانى الريدز من شغور المدرجات بحيث أن عدد المتفرجين لم يتجاوز حينها بضع عشرات على ملعب الأنفيلد في حين كان الآلاف يتابعون مباريات الجار اللذوذ ايفرتون على ملعبه الذي لا يزال معقله إلى يومنا هذا ألا وهو الجوديسون بارك، ومن هنا وجد مسئولو الفريق الجديد نفسهم مضطرين للإشهار لفريقهم قصد جلب عدد أكبر من الأنصار بحيث بدءوا حملتهم من خلال وضع بيان في الصحف يدعو سكان مدينة ليفربول للانضمام لتشجيع الفريق الجديد بحجة أنه سيقدم لهم مستوى حديثا من كرة القدم لن يجدوه في أي فريق آخر في المدينة في إشارة ضمنية بل وربما صريحة للجار ايفرتون . هكذا فاز ليفربول وهكذا بدأت قصة الميرسي سايد لم ينتظر فريق ليفربول كثيرا ودخل بشكل مباشر في المنافسة بحيث أصبح رقما صعبا في معادلة الكرة الانجليزية، ولم يمض وقت طويل حتى انضم الفريق إلى بطولة المحترفين الانجليزية في ثاني مواسمه أي في سنة 1893 وهو ما اعتبر آنذاك نموا في التهديد الذي شكله فريق ليفربول الحديث العهد لجاره العتيد ايفرتون، وبدأ شيئا فشيئا ينمو ديربي المارسي سايد المشهور بين قطبي مدينة ليفربول ايفرتون وليفربول والذي زاد أكثر بمجيء توم واتسون لتدريب الفريق بداية من سنة 1896 وهي المرحلة التي انتدب فيها المدرب الخبير بالتنقيب عن النجوم عددا من اللاعبين البارزين من أهمهم أليكس ريزبيك والذي قاد ليفربول لأول تتويج في تاريخه حينما فاز بلقب البطولة الانجليزية سنة 1901 . خطوة إلى الوراء وخطوتين إلى الأمام بعد تتويجه بأول لقب له للبطولة الانجليزية، تراجع فريق ليفربول بشكل كبير حيث لم يلبت أن سقط للدرجة الثانية بعد عامين من التتويج أي في سنة 1903، غير أنه لم ينتظر أكثر من عام بعدما تمكن من الفوز ببطولة الدرجة الثانية وبالتالي خطف ورقة الصعود للدرجة الأولى موسم 1904-1905 لينال اللقب الثاني له كبطل للبطولة الانجليزية الأولى سنة 2006 وسط تنامي مضطرد لشعبية الفريق وبالتالي تنامى الحضور الجماهيري لمبارياته محتما على إدارة الفريق توسعة مدرجات ملعب الأنفيلد الخاص بالفريق . فريق يتنقل عبر الأحصنة وملعب لرعي الماشية كان فريق ليفربول الذي أحرز أول ألقاب الريدز سنتي 1901 و1906 مختلفا بشكل غريب جدا عما هو عليه حاليا، حيث أن الأوضاع الاجتماعية والثقافية وحتى الاقتصادية التي كانت سائدة آنذاك كانت مؤثرة بشكل مباشر في الفريق، فلم تكن حينها قاعة تغيير الملابس في ملعب الأنفيلد وكان اللاعبون يغيرون ملابسهم في منزل قريب من الملعب يدعى "سانسون بيبليك" كما كان اللاعبون يتنقلون خلال المباريات التي يلعبونها خارج ميدانهم عبر العربات التي تجرها أحصنة أو عبر قطارات بخارية بسيطة، أما مدرجات ملعب الأنفيلد فكانت لا تتجاوز سعتها الاستيعابية 20 ألف مقعد حيث كانت مكان بعض المدرجات تلال عشبية مخصصة كمرعى للمواشي، بعدها اكتفى ليفربول بتحقيق لقبين بين الحربين العالميتين الأولى والثانية . ليفربول والحربين الكونيتين بين الانتصار والانكسار بعد سنوات من الحرب والدمار الذي عاشه العالم وأوروبا على وجه الخصوص، عاد فريق ليفربول للواجهة سنة 1947 مجددا العهد مع الألقاب حين أحرز لقب البطولة الانجليزية الخامس في تاريخه بفارق نقطة وحيدة عن أقرب ملاحقيه مانشستر يونايتد، كما تأهل لنهائي كأس الاتحاد الانجليزي لنفس الموسم غير أنه خسره أمام أرسنال اللندني على أرضية ملعب ويمبلي العريق، وكان أبرز لاعبي الفريق حينها الاسكتلندي بيلي ليدل، بعدها وخلافا للتوقعات التي رشحت الريدز لبسط سيطرتهم على الكرة الانجليزية بدأ الفريق في التراجع وبلغ أسوء مراحله منذ إنشائه سنة 1954 حينما سقط إلى الدرجة الثانية . عهد شانكلي والتغيير التاريخي للريدز بعد سقوطه للدرجة الثانية باءت كل محاولات فريق ليفربول للنهوض من جديد والعودة للقسم الأول بالفشل، واستمر الوضع على حاله إلى غاية الفاتح من شهر ديسمبر 1959 والذي شهد التحاق توم بيل شانكلي كمدرب جديد للفريق وهنا شهد مسار الفريق تطورا ملحوظا حيث جلب شانكلي لاعبين شباب موهوبين للأنفيلد وكون فريقا طموحا عاد بيه إلى حظيرة فرق النخبة سنة 1962، وكان حينها أول مدرب يقوم باختيار تشكيلة فريقه بنفسه حيث أنه رفض الإشراف على الفريق سنة 1951 بعدما اشترط ذلك على إدارة الريدز التي رفضته قبل أن تعود للرضوخ سنة 1959، بداية شانكلي مع الريدز كانت سيئة للغاية فانهزم في أول مبارياته على ملعبه برباعية نظيفة أمام فريق كارديف سيتي وبعده أمام تشارلتون غير أنه سجل أول انتصاراته على الأنفيلد في مواجهة أديكس بهدفين لصفر ومن هنا كانت الانطلاقة . شانكلي والسر في عبارة "this is anfield" لم يكن تعيين شانكلي للإشراف على العارضة الفنية لفريق ليفربول مجرد خطوة نحو العودة للدرجة الأولى من البطولة، بل كانت خطوة عملاقة نحو العصر الذهبي للفريق والذي بدت لمسات شانكلي واضحة عليه نظرا لإتقانه فن التعامل مع الجميع وخصوصا الخصوم في تسيير الحرب النفسية مانحا في الوقت ذاته ثقة كبيرة في النفس للاعبيه، ومن العلامات التي تركها شانكلي في الفريق ولازالت ليومنا هذا اللوحة التي تقع أعلى السلم المؤدي من نفق اللاعبين إلى الميدان والتي كتب عليها بالانجليزية "This is Anfield"عبارة والتي تعني باللغة العربية "هذا أنفيلد" لنشر الرهبة في نفس الخصوم قبل دخولهم أرضية الميدان كما طلب بإهمال غرفة ملابس الفريق الضيف حتى لا يشعر بالراحة حين تواجده في الأنفيلد في سياق الحرب النفسية الرهيبة التي كان يشنها ضد المنافسين . وتبدأ أطماع شانكلي في التوسع أوروبيا نجح أسلوب شانكلي مع ليفربول حيث لم يكتفي بتثبيت الفريق في بطولة الدرجة الأولى بل قاده وفي غضون سنتين فقط من الصعود لاكتساح جميع الألقاب المحلية ففاز بالبطولة الانجليزية سنة 1966 ثم كأس الاتحاد الانجليزي في الموسم الذي تلاه وعاد سنة 1966 لإحراز لقب البطولة الانجليزية للمرة الثانية في عهد شانكلي كما وصل لنهائي كأس أوروبا للأندية حاملة الكؤوس ولكنه خسره أمام بوريسيا دورتموند الألماني بهدفين لواحد وضم حينها فريق الريدز ليفربول أفضل لاعبي المنتخبين الانجليزي وجاره الاسكتلندي أمثال روجر هانت، يان سان جورج، رون ييتس وايان كالاجان . قصة أول تتويج أوروبي لجيل كيجن بعد قعد حافل بالانجازات وصلت مسيرة التشكيلة المكونة لفريق ليفربول لسنوات الستينات إلى مرحلة التقاعد بداية السبعينات غير أن ذلك لم يكن بأي حال من الأحوال ليمنع الفريق من مواصلة نجاحاته بل ومضاعفتها أكثر مما كنت عليه سابقا بفضل جيل جديد من اللاعبين البارزين يتقدمهم الانجليزي الشهير كيفن كيجن حيث نال الفريق لقب كأس الاتحاد الأوروبي سنة 1973 بعدما تخطى عقبات أندية آيك أثينا اليوناني، دينامو برلين الألماني وتوتنهام الانجليزي قبل أن يواجه بوريسيا مونشنغلادباخ في النهائي حيث هزمه بثلاثة أهداف نظيفة في ليفربول أما في الإياب ورغم إنهاء الألمان الشوط الأول متفوقين بهدفين نظيفين إلا أن استماتة زملاء كيجن في الشوط الثاني آنذاك حرمت بوريسيا من إضافة هدف آخر وهكذا حقق فريق ليفربول أول ألقابه الأوروبية . ليفربول الفريق الذي لا يزول بزوال الرجال على غرار فريق الستينات لم يواصل المدرب توم شانكلي تدريب الفريق لسنوات أخرى فتعاقد وسلم المشعل لمساعده بوب بايسلي سنة 1974، حيث منح شانكلي بايسلي الثقة الكاملة لمواصلة العمل رفقة العناصر الشابة التي أصبح يعتمد عليها الفريق، وفعلا لم يخيب بايسلي أمل شانكلي وقاد الريدز لاكتساح جميع الألقاب خلال تسع سنوات فاز بها بستة ألقاب للبطولة الانجليزية وثلاثة كؤوس للأندية الأوروبية البطلة وواحدة لكأس الاتحاد الأوروبي، وعلى طريقة سلفه شانكلي اعتمد بايسلي على اللاعبين الشباب المتخرجين من أكاديمية النادي بحيث نادرا ما كان يجلب لاعبين من فريق أخرى كما أنه لم يكن يحبذ التعاقد مع لاعبين كبار ورغم مغادرة النجم الأول للريدز كيفن كيجن للأنفيلد نحو هامبورغ الألماني إلا أن خليفته الاسكتلندي كيني دالجيتش أبلى بلاءا حسنا وقاد الفريق لإحراز لقب كأس أبطال أوروبا سنة 1978 بتسجيله هدف فريقه الوحيد ضد بروج البلجيكي في النهائي . الفريق الأقوى فوق الأرض لسنوات الثمانينيات بعد تسعة سنوات زاخرة بالتتويجات في الأنفيلد ترك المدرب بوب بايسلي فريق ليفربول للتقاعد بعدما حقق مع الفريق جميع الألقاب المحلية والأوروبية كما منح نفسه اللقب الأغلى حينما أصبح المدرب الأكثر نجاحا في تاريخ الكرة الانجليزية قبل أن يجرده منه مؤخرا مدرب مانشستر يونايتد الحالي السير أليكس فيرغسون، وحل محله جو فاجان لموسمين أحرز فيهما مع الريدز لقب كأس أبطال أوروبا والبطولة الانجليزية إضافة إلى كأس المحترفين الانجليزية، قبل أن يتنازل سنة 1985 لدالجيتش الذي أصبح آنذاك لاعبا ومدربا في نفس الوقت حيث قاد فريقه في أول موسم له كمدرب لنيل لقبي البطولة والكأس المحليتين، ساعده في ذلك تواجد ثلة من اللاعبين المرموقين تقدمهم كل من يان راش، بيتر بيردسلي وجون بارنز .
يوميات سوداء من تاريخ أعرق الأندية الانجليزية هيزل وهيلسبرو الحادثتين اللتان غيرتا تاريخ الكرة الانجليزية بعد عقود متواصلة من التتويجات التي عاش خلالها فريق ليفربول عصره الذهبي، تعرض الفريق إلى صدمة قاسية منتصف الثمانينات وبالضبط سنة 1985 برسم نهائي كأس أوروبا للأندية البطلة في ملعب هيزل البلجيكي حينما تسبب مشجعو الريدز في تحطيم جدار أحد المدرجات التي كانت تحمل مشجعي جوفنتوس الايطالي مما تسبب في مقتل 38 مناصرا من أنصار الفريق الايطالي فيما أحيل عدد من أنصار ليفربول على المحاكمة حيث سجن حوالي 14، وبتاريخ 15 أبريل 1989 توفي 96 مناصرا من أنصار ليفربول خلال مباراة نصف نهائي كأس انجلترا أمام نونتغهام فورست حينما فتح مدرج المناصرين الواقفين بملعب هيلسبرو أمام عدد هائل من أنصار الريدز تجاوز القدرة الاستيعابية للمدرج مما تسبب في حالة كبيرة من التدافع الذي تسبب في مقتل 96 شخصا معظمهم أطفال ونساء . نهاية العصر الذهبي وبداية عهد الإخفاقات من تبعات كارثتي هيزل وهيلسبرو تقديم مدرب الفريق دالجيتش استقالته سنة 1991 مبررا ذلك بعدم قدرته على تحمل مشاهدة وجوه المشجعين الذين يذكرونه بضحايا كارثتي هيزل وهيلسبرو، وخلفه على رأس العارضة الفنية للريدز حينها المدافع السابق للفريق جرايم سونس والذي لم يحقق نتائج مقبولة مع الفريق باستثناء كأس الاتحاد الانجليزي سنة 1992 على مدار ثلاث سنوات قضاها على رأس الجهاز التدريبي للريدز، لم يجني فيها شيئا آخر بل وتسبب في صفقات سيئة للفريق بعدما جلب لاعبين جدد بمبالغ مالية كبيرة ولم يقدموا ما كان منتظرا منهم، لتستنجد إدارة الفريق بابن الفريق الآخر روي ايفانز الذي حاول إعادة هيبة الفريق الأحمر بإتباع سياسة المدرب الأسبق توم شانكلي بالاعتماد على اللاعبين المتخرجين من أكاديمية الفريق أمثال ستيف ماك مانامان وروبي فاولر ومع ذلك لم ينجح في نيل أي لقب محلي في ضل هيمنة مانشستر يونايتد بقيادة السير أليكس فيرغسون .
العهد الجديد لليفربول قصة أول مدرب غير بريطاني في تاريخ الأنفيلد في سعيها لتجديد العهد مع الألقاب تعاقدت إدارة الريدز مع المدرب الفرنسي جيرارد هوليي سنة 1996، هذا الأخير بدأ في اعتماد سياسة جديدة في الفريق جعلته يسترجع بعضا من هيبته والتي ترجمها إحرازه الثلاثية سنة 2001 ممثلة في ألقاب كأس الاتحاد الأوروبي، كأس الاتحاد الانجليزي وكأس رابطة المحترفين الانجليزية، في حين كان الوصول إلى المنافسة على لقب البطولة المحلية شبه مستحيل في ضل سيطرة أرسنال ومانشستر يونايتد المطلقة حينها، وبات طموح الفريق المحلي لا يتعدى الحلول ضمن مرتبة مؤهلة لبطولة رابطة الأبطال الأوروبية، وهو ما لم يكن ليشفع للمدرب الفرنسي للبقاء في الأنفيلد . العهد الاسباني وعقدة البطولة الانجليزية سنة 2004 وبعد تخليها عن الفرنسي جيرارد هوليي، انتدبت إدارة ليفربول الاسباني رفاييل بينيتيز المنتشي بالفوز بلقبين للبطولة الاسبانية مع فريق فالينسيا لتدريب الفريق، وفعلا لم يخيب المدرب الاسباني الذي جلب معه 6 لاعبين اسبان ظن الريدز ومنحهم اللقب الأوروبي الأغلى رابطة أبطال أوروبا في موسمه الأول بالأنفيلد بعدما غاب عن خزائن الفريق طيلة 21 سنة، وفي الموسم ذاته وصل الفريق إلى نهائي كأس الرابطة الانجليزية المحترفة وخسره أمام الفريق الصاعد بقوة حينها تشيلزي اللندني، أما اللقب فضل بعيدا بعدما أصبح حكرا على الثنائي أرسنال ومانشستر يونايتد والوافد الجديد إلى عالم الكبار تشيلزي . وتبدأ رحلة العودة إلى القمة ... في موسمه الأول بقيادة بينيتيز احتل فريق ليفربول المركز الخامس في البطولة الانجليزية الممتازة خلف جاره اللذوذ ايفرتون الذي حل رابعا، أما في موسمه الثاني فحقق لقب كأس الاتحاد الانجليزي في حين حل ثالثا في البطولة الانجليزية الممتازة، وفي الموسم الذي تلاه حل ثالثا في البطولة المحلية وخسر نهائي بطولة رابطة أبطال أوروبا، أما في الموسم الماضي فقد حقق الفريق النتيجة الأفضل له في البطولة الانجليزية منذ أكثر من عشرين سنة حينما حل ثانيا وبفارق أربع نقاط فقط عن البطل مانشستر يونايتد . حقائق وأرقام حرب الألوان وصراع جديد مع ايفرتون اختار الفريق في بداياته الأولى اللعب اللونين الأزرق والأبيض وهما لونا منافسه التقليدي ايفرتون، غير أنه غيرها واعتمد اللونين الأحمر والأبيض ابتداءا من سنة 1894 وسار تقليد في الفريق يسري باللعب ببدله حمراء خلال جميع المباريات التي يلعبها على ملعبه الخاص ملعب الأنفيلد منذ منتصف الستينات، أما شعار الفريق فقد اتخذه سنة 1901 وهو عبارة عن طائر الليفر الذي يرمز لمدينة ليفربول . ديربي ليفربول والخاصية التي تميزها عن باقي ديربيات العالم رغم السياق التاريخي العدائي الذي تكون فيه فريق ليفربول بسبب المشاكل التي عاشها الفريق الجار ايفرتون إلا أن ديربي الميرسي سايد الذي يجمع الفريقين حاليا يسمى الديربي الودي نظرا لتواجد الفريقين في نفس المنطقة وهي شمال مدينة ليفربول حيث لا يفصل بينهما سوى حديقة ستانلي على مسافة كيلومترين اثنين فقط، وعلى عكس الديربيات الأخرى كديربي مدينة غلاسغو مثلا أو ديربي لندن فان عدم وجود اختلافات دينية أو اجتماعية أو سياسية بين الفريقين وأنصارهما زاد من ودية العلاقات بين قطبي مدينة ليفربول في العقود الأخيرة . دهر، ود ولحظات توتر من تاريخ الميرسي سايد الود بين أنصار الفريقين وان كان هو الأمر الغالب فان هذا لا ينفي وجود توترات في فترات عدة من تاريخ الميرسي سايد، خصوصا بعد كارثتي هيزل وهليزبرو حيث أصبح أنصار ايفرتون ينتقدون نظرائهم الهوليغانز الليفربوليين بسبب المنع الذي لحق الأندية الانجليزية على الصعيد الأوروبي بسبب المشاكل التي كان يسببها أنصار الفريق الأحمر خصوصا بعد كارثة هيزل 1985 والتي تسببت في إيقاف الأندية الانجليزية أوروبيا بعدما وصل شغب أنصار ليفربول ذروته، غير أن هذا لم يحل دون وقوف أنصار ايفرتون إلى جانب نظرائهم من ليفربول خلال تأبين ضحايا هيلزبرو بحديقة ستانلي الفاصلة بين معقلي الفريقين، ومن اللحظات أيضا التي وقع فيها توتر بين الفريقين اليوم التي قال فيها أسطورة تدريب ليفربول بيل شانكلي عبارته الشهيرة : "لو كان ايفرتون يلعب في حديقة منزلي لأغلقت نافذة بيتي وأسدلت الستار" .
رحلة داخل الأنفيلد ... بني ملعب الأنفيلد الخاص بفريق ليفربول سنة 1884 وكان حينها مخصصا لاستقبال مباريات فريق ايفرتون إلى غاية سنة 1892 حين تأسس ليفربول بسبب مشاكل الإيجار التي اعترضت ايفرتون، تبلغ سعة الملعب حاليا 45362 مقعدا موزعة على أربعة مدرجات مغطاة، أولها مدرج المئوية وسعته 11762 مقعدا ومدرج الأنفيلد رود ب7094 مقعدا، ومدرج الكوب والذي كان يستقبل 30000 متفرج قبل تقليص العدد إلى 12409 متفرجا بعد وضع المقاعد، أما المدرج الرابع فهو المدرج الرئيسي وسعته 12277 ويضم تقريبا كل المرافق الرئيسية للملعب بما فيها غرف تغيير الملابس وغرفة التعليق الخاصة بالصحفيين والأماكن المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة . الأنفيلد الجديد ... مفخرة مدينة ليفربول بعدما بلغ ملعب الأنفيلد القديم مراحل متقدمة من العراقة قررت إدارة فريق ليفربول بناء ملعب جديد وبالفعل شرعت في ذلك حيث كان مقررا أن يفتتح الفريق ملعب الأنفيلد الجديد السنة القادمة 2010، بتكلفة بلغت حوالي 700 مليون أورو ليستقبل ما يفوق 60000 متفرج، وكان مقررا سابقا أن يفتتح سنة 2006 غير أن استحواذ رجلي الأعمال الأمريكيين هيكس وجيليت أجل العملية بعدما قررا زيادة سعة المشروع من 55000 مقعد إلى 60000 وهناك حديث حول إمكانية رفع العدد إلى حدود 70000 مقعد، وحسب الاتحاد الانجليزي لكرة القدم فان الملعب الجديد سيكون مرشحا لاستقبال مباريات كأس العالم لسنة 2018 إذا ما حظيت انجلترا بشرف تنظيمها . محطات تاريخية من ذاكرة الأنفيلد شهد تاريخ 2 فبراير 1952 أكبر حضور في تاريخ ملعب الأنفيلد والذي كانت حينها يحوي على بعض المدرجات المخصصة للواقفين وبلغ حينها 61905 متفرجا خلال المباراة التي جمعت ليفربول بوولفرهمبتون ضمن منافسة كأس انجلترا . بتاريخ 14 جانفي 2006 شهد الملعب أكبر حضور في تاريخه منذ إضافة المقاعد وبلغ حينها 44983 متفرجا خلال مباراة ليفربول بجاره اللندني توتنهام . تاريخ 7 ديسمبر 1895 شهد أقل حضور جماهيري في تاريخ الملعب حيث اقتصر على وجود 1000 مشجع فقط خلال مباراة ليفربول ولوفره . أكبر نسبة من الحضور عرفها الملعب طيلة موسم كامل كانت برسم موسم 2000-2001 وبلغ حينها 1328482 متفرجا . 1889 احتضن الأنفيلد أول مباراة دولية في تاريخه حينما فازت انجلترا أمام جارتها ايرلندا بستة أهداف لواحد . في عام 1921 شهد الأنفيلد حضور ملك وملكة انجلترا لنهائي الكأس بين وولفرهمبتون وكارديف سيتي . سنة 1996 استقبل الأنفيلد 6 مباريات ضمن كأس أمم أوروبا التي احتضنتها انجلترا آنذاك والتي فاز بها الألمان . أشياء لا توجد إلا في ليفربول ... أشهر مدرجات ملعب الأنفيلد هو مدرج الكوب وسمي هكذا نسبة إلى معركة حربية بجنوب إفريقيا بداية القرن الماضي قتل فيها 300 رجل معظمهم من مدينة ليفربول . من أعراف الفريق إلزام اللاعبين بتناول البسكويت قبل بداية المباريات وعصير البرتقال بين شوطي المباراة . رفضت إدارة الفريق اقتراحا من بلدية ليفربول لبناء ملعب يستقطب 75000 متفرج بعدما اتضح أن ذلك سيلزمه بالشراكة مع الجار ايفرتون . مدينة ليفربول هي المدينة الوحيدة في انجلترا التي لم تغب فرقها عن البطولة الانجليزية في قسمها الأول منذ أول موسم للبطولة سنة 1888 . أرقام قياسية لا يحلم بها غير ليفربول أكبر فوز في تاريخ الفريق ضمن البطولة المحلية كان بتاريخ 18 فيفري 1892 أمام روذرهام ضمن بطولة القسم الثاني بعشرة أهداف لواحد . أثقل خسارة له كانت بتاريخ 11 سبتمبر 1954 ضمن بطولة القسم الثاني الانجليزي بنتيجة 9 أهداف لواحد . أكبر عدد من النقاط ناله الفريق في موسم واحد كان 68 نقطة سنة موسم 1978-1979 وحينها كان الفوز مقابل نقطتين . أكبر عدد نقاط ناله الفريق بتقويم الفوز بثلاث نقاط كان موسم 1987-1988 وكان حينها 90 نقطة . أكبر عدد من الأهداف سجله في موسم واحد كان موسم 1895-1896 وبلغ 106 أهداف . أكثر اللاعبين تسجيلا في موسم واحد هو روجر هانت موسم 1961-1962 وسجل 41 هدفا ضمن بطولة القسم الثاني الانجليزي . أكثر اللاعبين تسجيلا في تاريخ الفريق هو يان راش والذي سجل 346 هدفا بقميص ليفربول . أكثر اللاعبين تسجيلا في كأس الاتحاد الانجليزي يان راش الذي سجل 39 هدفا . أكثر اللاعبين تسجيلا في كأس الرابطة المحترفة يان راش وسجل 48 هدفا . أكثر اللاعبين تسجيلا على الصعيد الأوروبي ستيفان جيرارد وسجل 23 هدفا إلى حد الآن . أكبر عدد من الانتصارات المتتالية 12 فوزا متتاليا بين 21 ابريل 1990 إلى 6 أكتوبر 1990. أكبر عدد من الهزائم المتتالية 9 هزائم متتالية من 29 ابريل 1899 إلى 14 أكتوبر 1899. أكبر عدد من التعادلات المتتالية 6 تعادلات متتالية من 19 فبراير 1975 إلى 19 مارس 1975. أكبر عدد مباريات من دون هزيمة 31 مباراة من 4 مايو 1987 إلى 18 مارس1988 أكبر عدد مباريات من دون انتصار 14مباراة من ديسمبر 1953 إلى 20 مارس 1954. أكبر عدد مباريات بشباك نظيفة 33 مباراة موسم 2005-2006 انجازات ليفربول : البطولة الانجليزية 18 مرة سنوات : 1901-1906-1921-1923-1947-1964-1966-1973-1976-1977-1979-1980-1982-1983-1984-1986-1988-1990 . بطولة القسم الثاني الانجليزي 5 مرات سنوات : 1893-1894-1896-1904-1962 . كأس الاتحاد الانجليزي 7 مرات سنوات : 1965-1974-1984-1989-1992-2001-2006 . كأس الكارلينغ 7 مرات سنوات : 1981-1982-1983-1984-1995-2001-2003 . الدرع الخيرية الانجليزية 15 مرة سنوات : 1964-1965-1966-1974-1976-1977-1979-1980-1982-1986-1988-1989-1990-2001-2006 . كأس رابطة أبطال أوروبا 5 مرات سنوات : 1977-1978-1981-1984-2005 . الكأس الأوروبية الممتازة 3 مرات سنوات : 1977-2001-2005 . كأس الاتحاد الأوروبي 3 مرات سنوات : 1973-1976-2001 .