تشهد الجولات الأخيرة من البطولة الفرنسية صراعا مشتدا في مقدمة الترتيب والمؤخرة كذلك، فحتى وإن حسم أمر اللقب بنسبة كبيرة لصالح باريس سان جرمان الذي يبتعد ب 7 نقاط عن أولمبيك مرسيليا.. إلا أن المنافسة على المراتب المؤهلة إلى المسابقات الأوروبية بلغت أوجها بين مرسيليا، ليون، سانت إيتيان، ليل ونيس، وهو الصراع الذي يخص ثلاثة لاعبين جزائريين، ونعني هنا فؤاد قادير، رشيد غزال وفوزي غلام، فيما يكتفي بقية مواطنيهم المتمركزين رفقة أنديتهم في النصف الثاني من جدول الترتيب بالتنافس على البقاء ضمن قسم النخبة الذي من المنتظر أن يعرف سقوط جزائري أو أكثر إلى الدرجة الفرنسية الثانية. قادير، غزال وغلام يطمحون لأول مشاركة في رابطة الأبطال وعلى غير العادة تعرف البطولة الفرنسية هذا الموسم وجود عدة جزائريين ضمن الأندية التي تلعب الأدوار الأولى، حيث يحتل قادير المرتبة الثانية مع مرسيليا فيما يأتي غزال ثالثا وغلام رابعا رفقة نادييهما ليون وسانت إيتيان اللذان قد يحسمان صراع المرتبة الثالثة في المواجهة التي ستجمعهما بملعب "جيرلاند" في الجولة 34 من المسابقة، ويأمل الثلاثي الجزائري في إنهاء الموسم ضمن المراتب الثلاثة الأولى من أجل الحصول على فرصة المشاركة في منافسة رابطة أبطال أوروبا لأول مرة في مسيرتهم الكروية، فإذا ما استثنينا غزال الذي شارك هذا الموسم في منافسة "أوروبا ليغ" فإن غلام وقادير لم يسبق لهما المشاركة في أي مسابقة أوروبية. جزائريو كوسيكا قريبون من ضمان البقاء وبإلقائنا لنظرة خاطفة على النصف الثاني من جدول ترتيب البطولة الفرنسية لأخذ فكرة عن الصراع الدائر من أجل البقاء، نرى بوضوح أن وضعية فتحي حارك مع باستيا ومهدي مصطفى رفقة أجاكسيو تعتبر مطمئنة بعض الشيء، إذ يحتل رفاق الأول المرتبة 13 برصيد 36 نقطة فيما يأتي الثاني خلفه على بعد نقطة واحدة، ويبتعد ممثلا جزيرة كورسيكا في المسابقة ب 7 و6 نقاط عن منطقة الخطر، وسيكون بإمكان زملاء فتحي حارك حسم ورقة البقاء بنسبة كبيرة خلال الجولة القادمة في حال فوزهم بالمواجهة التي ستجمعهم مع منافسهم بريست بملعب "أرمون سيزاري"، حيث سيمكنهم ذلك من توسيع الفارق إلى عشر نقاط كاملة. بودبوز، فراج، غيلاس وماندي مهددون بالسقوط وعلى عكس وضعية حارك ومصطفى فإن وضعية رياض بودبوز، إبراهيم فراج، فتحي غيلاس وعيسى ماندي تبدو معقدة جدا في أسفل الترتيب، خاصة بالنسبة ل فراج الذي يوجد ضمن دائرة الخطر رفقة ناديه بريست المتمركز في المرتبة 18، وسيكون بودبوز من جهته على موعد مع سيناريو مشابه لذلك الذي عاشه الموسم الماضي بالنظر إلى وجود ناديه سوشو على بعد نقطتين فقط من منطقة السقوط برصيد 31 نقطة، وهو نفس عدد نقاط ريمس الصاعد الجديد لقسم النخبة والذي يضم في صفوفه الثنائي الجزائري غيلاس وماندي اللذين يطمحان إلى مواصلة مسيرتهما بالبطولة الفرنسية للموسم الثاني على التوالي. استفاقة زملاء حمّار قد لا تكفي لضمان البقاء مع نانسي ويبدو زيري حمّار أقل اللاعبين الجزائريين حظا في البقاء ضمن الدرجة الفرنسية الأولى رفقة ناديه نانسي الذي يحتل المرتبة ما قبل الأخيرة برصيد 27 نقطة فقط، فرغم العودة القوية لرفاق حمّار في مرحلة العودة، إلا أن مهمتهم تبدو معقدة خلال الجولات القادمة، حيث تشهد هذه الأخيرة مواجهتهم لعدة أندية منافسة على البقاء مثل إيفيان، أجاكسيو، باستيا وبريست، وهي المواجهات التي قد تعرف عودة زيري حمّار إلى المنافسة بعد تعافيه من الإصابة التي يعاني فيها على مستوى الأربطة الهلالية للركبة، والتي استدعت خضوعه لعملية جراحية أبعدته عن الميادين لأسابيع طويلة. بطولة الموسم القادم ستعرف وافدين جدد من الدرجة الثانية وعلى غرار نظيرتها الأول فإن بطولة الدرجة الفرنسية الثانية تشهد هي الأخرى صراعا قويا على مراتب الصعود الثلاثة الأولى بين الجزائريين، حيث يتصدر كارل مجاني الترتيب العام مع موناكو ويبدو الطريق معبدا أمامه للعودة إلى قسم الأضواء الذي غادره في الميركاتو الشتوي بانتقاله من أجاكسيو إلى موناكو، وبالإضافة إلى قائد "الخضر" يتواجد الدولي الجزائري السابق رضا مادوني في وضعية مناسبة رفقة ناديه نانت صاحب المرتبة الثانية من أجل كسب ورقة الصعود، فيما سيكون مواطنهما لورون أغوازي متوسط ميدان كون النادي الذي يحتل المرتبة الرابعة مطالب بالتنافس مع غانغون المتقدم عليه بنقطتين من أجل الحصول على ورقة الصعود الثالثة.