يبدو أن لاعبي مولودية الجزائر قد كُتب عليهم أن يعيشوا على وقع المشاكل منذ خسارة نهائي كأس الجمهورية في الفاتح ماي أمام إتحاد العاصمة وما تبعها من فضائح وعقوبات إذ وجدوا أنفسهم مرة أخرى في وضعية حرجة للغاية في 24 ساعة فقط، بسبب القبضة الحديدية بين "الشناوة" الذين رفضوا تنقل فريقهم إلى المحمدية واعتبروا القضية مسألة "نيف" وبين إدارة "سوناطراك" التي رضخت لضغوطات فوقية، وقد وصل الحد ببعض اللاعبين حتى ليخافوا على حياتهم، وهناك من فكر في طلب وثائقه ومغادرة الفريق بعدما لم يتأقلم مع الضغط الرهيب الذي يعرفه محيط الفريق. الإشاعات "هلكتهم" ولم يجدوا أي مسؤول يعطيهم الحقيقة وكانت بداية معاناة لاعبي مولودية الجزائر منذ سهرة أمس لما بدأت الإشاعات تصلهم، بين من يتحدث عن تجسيد قرار المقاطعة وعدم التنقل إلى المحمدية ومن يتحدث عن تعرض "سوناطراك" لضغوط فوقية لإقناع مسؤوليها بالعدول عن قرار المقاطعة، وقد تأثر لاعبو مولودية الجزائر أكثر بالإشاعات بعدما لم يجدوا أي مسؤول أو أية جهة يتصلون بها لمعرفة الخيط الأبيض من الأسود في هذه القضية. "الكومندو" طلب منهم التنقّل إلى الشيراطون ب"الميساج" بعدما قضوا ليلة غير عادية وكانوا ينتظرون اتصالا من الرئيس عمروش، المناجير كاوة أو المكلف بجلب السبونسور رفيق حاج أحمد، فاجأ السكرتير دحمان عطا الله- المدعو "الكومندو"- اللاعبين برسائل قصيرة صبيحة أمس تدعوهم للتنقل إلى الشيراطون بطلب من مجلس الإدارة قبل إتخاذ القرار النهائي. اعتبروا إعلامهم بالرسائل القصيرة إهانة حقيقية وقد جاءت رسائل سكرتير الفريق لتزيد من إحباط لاعبي مولودية الجزائر الذين اعتبروا إعلامهم بهذه الطريقة غير لائق تماما، وهناك من تحدث عن إهانة لأنه كان يتوجب من باب الإحترام- حسب بعض اللاعبين- الإتصال بهم هاتفيا وإعلامهم بآخر المستجدات وموعد الإجتماع في فندق الشيراطون. "خالوطة كبيرة" وبعض اللاعبين لم تصلهم الرسائل وقد تسببت الطريقة التي لجأ إليها مجلس الإدارة لإعلام اللاعبين بموعد اللقاء في الشيراطون في حالة لخبطة حقيقية، بعدما وصلت الرسائل القصيرة متأخرة لبعض اللاعبين، وهناك من اللاعبين من أطفأ هاتفه النقال ولم تصله الرسالة أصلا، وهو ما جعل البعض يصل متأخرا والبعض الآخر لام الإدارة كثيرا عن عدم الإتصال بهم هاتفيا. إقتنعوا أن هناك أزمة مسيرين وعمروش أصبح "ما يعمّرش العين" وقد جاء انسداد قنوات الإتصال بين إدارة مولودية الجزائر ولاعبيها في عز الأزمة لتزيد من قناعة زملاء غازي أن هناك أزمة مسيرين حقيقية في الفريق، خاصة الرئيس عمروش الذي لم يظهر له أثر لا في التدريبات، لا في الفندق (وصل متأخرا أمس) ولا حتى في الهاتف بعدما ظل هاتفه خارج مجال التغطية، وقد أكد لنا أحد اللاعبين أن عمروش لا يستطيع أن يعيش في محيط كرة القدم المتعفن ومكانه في مكاتب "سوناطراك" وليس في مولودية الجزائر. بعض اللاعبين تلقّوا تهديدات ورفضوا التنقّل إلى المحمدية ويبقى أخطر ما في الأمر هو أن بعض لاعبي مولودية الجزائر تلقوا تهديدات من طرف أنصار مجهولين اتصلوا بهم هاتفيا صبيحة أمس، إذ توعدوهم بالجحيم في حال ما إذا حققوا رغبة الإدارة وتنقلوا إلى المحمدية، وهو ما جعل هؤلاء اللاعبين- الذين رفضوا أن نذكر أسماءهم- يعبرون عن موقفهم علانية في الإجتماع ورفضوا أن يغامروا بحياتهم من أجل مباراة في كرة القدم. ... والبعض الآخر لم يتحمّل الضغط ويفكّر بجدية في طلب وثائقه ولأن الأمور داخل بيت المولودية لم تعد تبعث على الإرتياح، فإن بعض اللاعبين الذين تحدثنا إليهم ولم يتعودوا على هذا الضغط فكروا في لحظة غضب بالمغادرة، وأكدوا أنهم سيتحدثون مع كاوة وعمروش ليطالبوا بوثائقهم، لكن الأكيد أنهم سيتراجعون عن هذا الموقف بعدما تهدأ الأمور وتمر العاصفة.