مباشرة بعدما تأكد الغياب الرّسمي للمولودية عن مباراة الجولة الأخيرة أمام اتحاد الحراش، بدأ الجميع يتساءل عن العقوبة التي ستتعرض لها المولودية بعدما أعلن الحكم عبيد شارف عن فوز اتحاد الحراش على الميدان بغياب المنافس ، غير أن الحالة التي تصنّف فيها المولودية، لن تكون مشابهة للحالات العادية والتي تقتضي خصم 3 نقاط من رصيد الفريق بالإضافة إلى خسارة اللقاء ب 3-0 وحرمان الفريق الغائب من حقوق البث التّلفزيوني، وهذا بعدما أرجعت سبب عدم تنقلها إلى تعرضها لظروف قاهرة، وطالبت إدارة المولودية بإعادة برمجة اللقاء مجددا ورفضها التّعرض لعقوبة جديدة أو خصم 3 نقاط من رصيد الفريق. رغبتها مع اللاعبين في التّنقل كانت واضحة وما ركزّت عليه سوناطراك في الملف الذي ستضعه على طاولة الرّابطة خلال السّاعات المقبلة، هو رغبتها رفقة اللاعبين في التوجه إلى ملعب المباراة لإجراء اللقاء بشكل طبيعي، غير أن الأنصار الذين كانوا خارج الملعب منعوها من التّنقل، وهو ما أرجعته الإدارة إلى ظروف قاهرة خارجة عن نطاق الفريق، وهو ما سيؤكده أيضا التّقرير الأمني الذي طلبت إدارة المولودية الحصول على نسخة منه من أجل إرساله إلى لجنة العقوبات التّابعة للرابطة الوطنية. ترجع عدم التّنقل إلى تهديدات الأنصار وكانت إدارة سوناطراك قد أرجعت سبب عدم تنقلها إلى منع الأنصار اللاعبين من صعود الحافلة، والتهديدات التي تعرض لها اللاعبون وأعضاء الإدارة من طرفهم وهو ما منعهم من التّنقل إلى ملعب المحمدية بالحراش، إذ دوّنت تقريرا عن ما حدث للفريق في فندق الشّيراطون وأكدت بأن الأنصار اقتحموا الإجتماع التّقني وطلبوا من اللاعبين عدم التفكير في التنقل وبالتالي منعوا إكمال الإجتماع، وهو الأمر التي اعتبرته إدارة المولودية و"سوناطراك" السّبب الرّئيسي لعدم التنقل الفريق إلى الملعب لإجراء اللقاء. ...وتضعها في خانة الأسباب القاهرة من جهتها فإن المولودية أكدت في تقريرها بأن الفريق مرّ بظروف قاهرة، موضحة بأن ما حدث للمولودية خلال 48 ساعة الأخيرة جعلها تعجز عن التوجه إلى ملعب المحمدية، واضعة ما حدث في خانة الأسباب الخارجة عن سيطرتها التي من الممكن أن تخفف العقوبات التي ستسلّط عليها من قبل لجنة العقوبات التابعة للرابطة الوطنية، لاسيما وأن اللاعبين كلهم أكدوا في تصريحاتهم بأن الفريق كان يرغب في التّنقل إلى الملعب، وهو ما يجعل طلبها بإعادة برمجة اللقاء مطلبا ملحا وترفض التّعرض في أي حال من الأحوال للعقوبة. ستقدّم ملفا كاملا للرابطة ولجنة العقوبات ومن المنتظر أن تكون المولودية قد قدّمت مباشرة بعد ما حدث أمس ملفا إلى الرّابطة من أجل دراسته والذي يحوي في طياته التّقرير الأمني لرجال الدّرك الوطني الذين كانوا حاضرين في فندق الشّيراطون ودّونوا كل شيء، ومن المنتظر أن تستعين إدارة المولودية أيضا بصور الفيديو التي سجّلتها "الكاميرات" الخارجية لفندق شيراطون والتي تؤكد مرة أخرى رغبة الفريق في التوجه إلى الملعب غير أن رفض الأنصار ومنعهم من صعود الحافلة كان سببا في غياب الفريق عن اللّعب. هذا ما ينّص عليه القانون في هذه الحالة وربما سيتساءل الكثيرون عن الطّريقة التي ستتعامل بها الرّابطة مع هذه الحالة، والتي لا تتشابه مع الحالات التي يرفض فيها الفريق التّنقل إلى الملعب والمشاركة، وتؤكد المادة 48 من قانون العقوبات بأنه في حال تعرض الفريق لأسباب قاهرة تمنعه من اللّعب فإن القرار الأخير سيتم دراسته من قبل الجهات القانونية المختصة ويقصد بها لجنة العقوبات، وذلك طبقا لقوانين البطولة الوطنية، ما يعني بأن اجتماع لجنة العقوبات هذا الخميس سيكون حاسما وتُعرف فيه العقوبات المسلطة على المولودية. ملف ساخن آخر على طاولة لجنة العقوبات وبذلك سيتجه اهتمام الرّأي العام الرياضي الجزائري نحو لجنة حدّاج مرة أخرى، والتي ستكون بصدد دراسة ملف آخر شائك بعد ملف حادثة الميداليات في نهائي الكأس، وهذا في الوقت الذي لم يتم فيه أيضا الكشف عن نتائج الطّعون التي تم وضعها في وقت سابق لدى الرابطة الوطنية من دون معرفة القرارات التي تم اتخاذها في هذا الشأن، ويتجه صيف المولودية لأن يكون ساخنا أكثر من الموسم الماضي في انتظار المستجدات التي سيعرفها البيت العاصمي خلال الأيام والأسابيع المقبلة.