أكدت تقارير صحفية تونسية صادرة اليوم الأربعاء إتفاق عبد المؤمن جابو لاعب المنتخب الوطني مع إدارة النادي الإفريقي برئاسة سليم الرياحي على تمديد تعاقده مع أبناء "باب الجديد" لموسم إضافي، حيث كشفت ذات التقارير عن استفادة المدلل السابق لأنصار وفاق سطيف من زيادة ملموسة في راتبه الشهري وفقا لبنود العقد الجديد الذي سيربطه مع "الإفريقي" حتى جوان 2016، كما يحتوي العقد الذي ينتظر تفعيله خلال الأيام القادمة في أحد بنوده على شرط جزائي كبير سيجبر أي ناد يرغب في الاستفادة من خدمات جابو على دفعه لإدارة "الإفريقي" حسبما أشارت إليه مختلف المصادر الصحفية التي نقلت الخبر. مالاغا كان مهتما فعلا بضمه وغير وجهته نحو لاعب مصري ورغم أن العديد من الصحف شككت في صحة إتصالات نادي مالاغا الإسباني ب جابو بعد أن كشف هذا الأخير عنها في حوار ليومية تونسية قبل أيام، والذي أكد خلاله عن تفضيله مواصلة مشواره في تونس، إلا إتفاق النادي الأندلسي الذي تعود ملكيته إلى رجل أعمال قطري مع نادي الزمالك المصري على ضم متوسط ميدانه الشاب محمد إبراهيم في الساعات القليلة الماضية، يؤكد بما لا يدع مجال للشك أن إدارة النادي الإسباني كانت جادة في إهتمامها ب جابو في إطار بحثها عن لاعب عربي مميز لخلافة نجمها إيسكو بهدف الحصول على إنتشار أكبر في العالم العربي. الوقت لا ينتظر وقد يندم كثيرا على تضييع فرص الإحتراف الحقيقي وبإقترابه من ترسيم إتفاقه مع النادي الإفريقي يكون جابو قد ضيع مرة أخرى فرصة أكيدة للسير على نهج رفاقه في المنتخب الوطني سعيد بلكالام ومحمد أمين عودية، والإحتراف في بطولة أوروبية محترمة، في سيناريو مماثل لذلك الذي خطه الموسم الفارط عندما رفض عروضا من أندية فرنسية وفضل خوض تجربة في الدوري التونسي التي لا يختلف كثيرا مستواها عن ذلك الخاص بالدوري الجزائري، وهي الخيارات التي قد يندم عليها جابو كثيرا في المستقبل، خصوصا أنه يتقدم في السن وسيتمم عامه 27 شهر جانفي القادم، مما قد يقلل من إهتمامات الأندية الأوروبية به، والتي تفضل عادة إستقدام مواهب شابة. لا عواطف في عصر الإحتراف وأبناء "الإفريقي" أعطوا المثل وكان جابو قد برر رغبته في البقاء رفقة النادي الإفريقي للموسم الثاني على التوالي وتمديد تعاقده بتأثره الكبير بفشل الفريق في حصد لقب الدوري الذي وعد به مشجعي نادي "باب الجديد" في بداية الموسم، حيث أكد أنه يشعر بحرقة في قلبه نتيجة فشله في الوفاء بالوعد الذي قطعه على الأنصار الذين أحسنوا إستقباله، وهو التبرير الذي لا يبدو منطقيا في عصر الإحتراف الذي لا يعترف بالأحاسيس والعواطف، ولن نبتعد كثيرا عندما نعطي مثال حيا على ذلك من النادي الإفريقي الذي غادره الدولي التونسي زهير الذوادي نحو نادي إيفيان الفرنسي الصيف الماضي دون أن يستفيد نادي "باب الجديد" من أي سنتيم من صفقة إنتقاله رغم قضاء الذوادي ل 6 سنوات كاملة في صفوف "الإفريقي". الإحتراف في أوروبا كان سيضعه في موقع قوة أمام حليلوزيتش ويبدو أن تشكيك الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش في إمكانيات جابو البدنية وقدرته على مسايرة المباريات ذات المستوى العالي في الفترة الأخيرة لم يغير أي شيء في لاعب النادي الإفريقي الذي بقي وفيا لطريقة تفكيره، رافضا بذلك الإنتقال إلى ناد أوروبي محترم يسمح له بإثبات إمكانياته الكبيرة التي كشف عنها في المواسم الفارطة في الدوريين الجزائري والتونسي، إذ كان بإمكانه تحدي حليلوزيتش ووضعه في موقف حرج بالتضحية قليلا بالإمتيازات المالية والتعاقد مع ناد أوروبي يتيح له فرصة الرد على الناخب الوطني الذي لازال يصر على أنه يصلع للعب دور "الجوكر" في دقائق المباريات الأخيرة فقط.