لم ترق القمة العاصمية التي كانت منتظرة بين اتحاد الحراش ومولودية الجزائر إلى مستوى تطلعات الأنصار، حيث افترق الفريقان على نتيجة التعادل السلبي في اللقاء المتأخر الذي جرى عشية أول أمس بملعب 20 أوت... ولم تكمل “الصفراء” سلسلة انتصاراتها المتتالية وسجلت تعثرا جديدا داخل الديار أمام “العميد” صاحب ريادة بطولة القسم الأول، وقد تميزت المباراة المحلية بأداء متوسط من كلا الفريقين اللذين فضلا الاندفاع البدني عوض لعب كرة نظيفة خاصة من طرف لاعبي المولودية الذين اعتمدوا اللعب الخشن، الأمر الذي أفقد العرس العاصمي نكهته رغم أن نتيجة التعادل لا تخدم الرائد بقدر ما تخدم الحراش التي تبقى تراقب السباق عن كثب بتشكيلة لا تفوق قيمتها المليار سنتيم، وأمام هذه الوضعية ورغم تضييع مركز الوصيف فإن أمل المشاركة في منافسة إفريقية خلال الموسم القادم يبقى قائما. الحراش في المرتبة الثالثة رغم التعثر كان من الأجدر أن يفوز اتحاد الحراش في مقابلته أمام المولودية كي ينفرد بالوصافة ويقلص الفارق بينه وبين “العميد” إلى سبع نقاط حتى يضمن على الأقل مشاركة دولية الموسم المقبل، لكن ورغم التعثر إلا أن الحراش لا زالت تحتل المرتبة الثالثة مناصفة مع وفاق سطيف صاحب الكم الهائل من المباريات المتأخرة، حيث لو تبقى محافظة على هذا المركز فإن لعب كأس “الكاف” سيكون مضمونا، وأمام هذه الوضعية فإن زملاء القائد نايلي ملزمون بالتدارك في الجولات القادمة وأن يحافظوا على رونقهم بتسجيل انتصارات متتالية. ... وضيّعت الفوز في الشوط الأول يمكن القول إن اتحاد الحراش كان قد ضيّع فوزه على المولودية في المرحلة الأولى من اللقاء، حيث أهدر المهاجمون فرصا عديدة في تلك المرحلة عن طريق هداف البطولة سفيان حنيتسار الذي فوت على فريقه فرصة فتح باب التهديف في (د25) بعد أن تلقى كرة على طبق من طرف عيساوي الذي ضيع هو الآخر هدفا محققا في (د40) عندما وجد نفسه وجها لوجه مع الحارس زماموش الذي أخرج الكرة للركنية، وعليه فإن الحراش كانت قادرة على قتل المباراة في شوطها الأول لولا غياب الفعالية ونقص التركيز اللذين حالا دون تجسيد الفرص إلى أهداف حقيقية. جابو لم يكن موفقا أما جابو الذي كان ينتظر منه الكثير في هذه المواجهة بعدما أصر لمقربيه أن مباراة “العميد” ستكون فرصته، لم يحالفه التوفيق هذه المرة نظرا للضغط الشديد الذي عاشه عشية المباراة خاصة وأن الجميع وضع على عاتقه مسؤولية الفوز على المولودية بالنتيجة والأداء، حيث ضيع فرصة لا تعوض في (د69) بعد أن انفرد بالحارس زماموش لتجانب الكرة القائم الأيمن في نهاية المطاف، وهي الفرصة التي سببت له انتقادات لاذعة من طرف بعض “غير الرياضيين“. تأثر كثيرا بسبب شتمه ولم يهضم إبن سطيف خرجة بعض الأنصار الذين صبوا عليه وابلا من الشتائم بعد تضييع فرصة الهدف التي كانت بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس، غير أن اللاعب كان منعزلا ولم تصله كرات كثيرة من زملائه في عديد من مرات كان فيها في وضعيات جيدة، الأمر الذي أفقده تركيزه على الميدان لتزيد من متاعبه الرقابة اللصيقة التي فرضت عليه من قبل مدافعي المولودية، بالتالي فإن تضييع الهدف كان ناتجا عن سوء تركيز ليس إلا. جابو:”أردت أن أسجّل، لكني لم أكن موفقا” بدا صانع لعب الحراش جابو جد متأثر بعد نهاية المباراة عقب تضييعه فرصة فتح باب التسجيل، حيث أكد أنه لم يكن يتصور أن يضيع تلك الفرصة موضحا أنه لم يكن موفقا في تلك اللقطة، وصرح قائلا: “صحيح أني ضيعت فرصة حقيقية لفتح مجال التسجيل حيث كنت وجها لوجه وأردت أن أسجل بعد أن وجدت نفسي في وضعية جيدة، غير أن التوفيق لم يحالفني، وعليه فتارة نوفق وتارة أخرى نخفق، لكنني أعد الجميع في اللقاءات القادمة بأداء آحسن وبأهداف جميلة“. دوخة يرد على المولودية بطريقته نال حارس اتحاد الحراش عز الدين دوخة العلامة كاملة في لقاء “الداربي” المتأخر أمام المولودية، حيث لعب بأعصاب هادئة ميزته عن بقية زملائه الذين كانوا مندفعين، وكان لدوخة الفضل الكبير في إنقاذ فريقه من أهداف محققة خاصة عندما تصدى ببراعة لتسديدة المهاجم بومشرة في (د51) التي أبعدها إلى الركنية، وبهذا يكون دوخة قد رد على فريقه السابق بطريقته الخاصة وأكد أنه حارس الذي سيندم عليه “العميد”. نايلي لعب بحرارة كالعادة، تميز قائد الفريق بلال نايلي بحرارته المعتادة في اللعب وأدى عدة أدوار في مواجهة المولودية، حيث كان يدافع بشراسة ويقود الهجمات في آن واحد من أجل إيصال الكرات للمهاجمين، كما فرض رقابة لصيقة على مهاجم “العميد” عطفان الذي لم يجد ضالته أمام صلابة نايلي. بوعلام يضمن مكانته أما ابن الباهية حمية بوعلام فإنه يمكن القول إنه ضمن مكانته مع التشكيلة الأساسية للحراش بعدما كان يعتمد عليه المدرب شارف كلاعب احتياطي، إلا أنه وبعد أن أتيحت له الفرصة ضمن التعداد الأساسي منذ ثلاث جولات أصبح المدلل الجديد ل “الكواسر” وهو الملقب ب “إنييستا”، حيث أدى أمس مباراة في القمة ولعب بارتياح تام نظرا للكرات الكثيرة التي كان يقدمها لزملائه وتوغلاته السريعة خاصة القذفة الصاروخية التي أطلقها على زماموش في (د49) والتي وجد الأخير صعوبة بالغة في إبعادها للركنية. غربي يُعاني من نقص المنافسة بينما اللاعب الوحيد الذي كان أداؤه متوسطا خلال المواجهة هو وسط الميدان الهجومي غربي العائد مؤخرا إلى أجواء المنافسة بسبب إصابته على مستوى العضلة المقربة والتي أبعدته عن الميادين لمدة تفوق شهرا كاملا، وهذا بسبب البرنامج العلاجي السيئ الذي أخضع له، وعليه فإن غربي ينتظره عمل كبير لاستعادة إمكاناته الفنية والبدنية وتسجيل عودة قوية إلى الملاعب. ... وسيغيب عن المواجهة المقبلة ستعرف المواجهة المقبلة التي تنتظر الحراش عشية الثلاثاء المقبل أمام أحد المنافسين على المراتب الأولى شبيبة بجاية، غياب لاعب وسط الميدان غربي الذي تحصل على البطاقة الصفراء في (د60) من طرف الحكم عبيد شارف وذلك بسبب اعتراضه على قراره، وبالتالي فإن غربي سيكون ملزما بالغياب حتى يستنفد عقوبته الآلية فيما سيكون حاضرا في المباراة ما بعد القادمة أمام مولودية وهران بملعب المحمدية. التدارك ضروري أمام بجاية على الطاقم الفني واللاعبين أن يضعوا مواجهة المولودية في طي النسيان ويبدؤوا التفكير فيما ينتظرهم من استحقاقات مهمة خلال الأيام المقبلة إذا أرادوا المضي قدما نحو تحقيق الهدف المنشود، والبداية ستكون من خلال التنقل الصعب إلى عاصمة “الحماديين” أين ستحل الحراش ضيفة على شبيبة بجاية في لقاء الجولة ال27 وستكون حينئذ مطالبة بالتدارك ورد الاعتبار من هزيمتي البطولة وكأس الجمهورية بسداسية ثقيلة، ولو أن المهمة ليست مستحيلة أمام أشبال شارف خاصة وأن نتائج الشبيبة بدأت تتراجع خلال الجولات الفارطة وهي الفرصة التي يجب استغلالها للبقاء مع أصحاب مقدمة الترتيب. أطراف تتّهم اللاعبين بالتقاعس في انتقادات ل جابو أثارت خرجة بعض أشباه أنصار إتحاد الحراش عقب نهاية “الداربي“ أمام مولودية الجزائر أول أمس دهشة محبي “الصفراء“، حيث راح عدد من الأنصار المحسوبين على الفريق في نهاية اللقاء يشتمون اللاعبين وظهر هؤلاء الأشخاص غير مقتنعين بالتعادل الذي انتهت عليه المواجهة رغم أن الحراش قدّمت وبشهادة كل من تابع اللقاء أداء يؤكد أن المكانة التي يحتلها الفريق ليست مفاجئة، لكن حسب ما يتداوله البعض فإن هذه الأطراف هدفها ضرب استقرار النادي رغم النتائج المحققة لذلك اتجهت نحو اللاعبين بالذات كخطوة أولى تؤكد أن هناك بعض الأمور ليست على أحسن ما يرام في الفريق. إتهامات باطلة في حق اللاعبين والغريب في الموضوع أن هذه الأطراف لم تتردد في فتح المجال للتعاليق على نتيجة “الداربي“ أمام مولودية الجزائر ووجهت اتهامات باطلة في حق اللاعبين بعدم بذل جهود كافية والاكتفاء بالتعادل، وهي اتهامات غير صحيحة باعتبار أن الحراش كانت تأمل في كسب “الداربي“ من أجل الظفر بالمركز الثاني لكن الضغط الشديد أثر سلبا على اللاعبين سواء من الأنصار الذين طالبوا بتفادي الخسارة إضافة إلى كل ما تداول قبل اللقاء حول خدمة مصلحة فريق على حساب المولودية. جابو أكثر المستهدفين بسبب كرته الضائعة ولعل المثير فيما حدث مباشرة بعد “الداربي“ أن هؤلاء الأشخاص صبوا جام غضبهم على مدلل الفريق وصانع الألعاب جابو عبد المؤمن الذي تعرض للشتم أكثر من بقية العناصر وراح هؤلاء يلومونه على الفرصة التي ضيعها رغم أن العديد من الأنصار أكدوا أن الحظ لم يحالف جابو في تلك اللقطة وتساءلوا عن السبب الذي دفع هؤلاء الأشخاص للقيام بذلك مع جابو بالذات. بن عمار: “الضغط أثّر على اللاعبين“ أوضح المدرب المساعد لاتحاد الحراش حسان بن عمار أنّ الضغط الذي سبق “الداربي“ بين الحراش ومولودية الجزائر كان له تأثير شديد على لاعبي “الصفراء“ الذين تأثروا كثيرا من هذا العامل مما انعكس سلبا على أدائهم في اللقاء أول أمس، دون أن يخفي أن الفريق قدّم ما عليه في المباراة وأكد المرتبة المحتلة في الترتيب العام ووقف الند للند أمام تشكيلة المولودية رغم الفارق وكذا كونها رائد ترتيب البطولة ورغم كل ما سبق “الداربي“ من تأثيرات معنوية إلا أن الحراش كانت في المستوى خلال هذا “الداربي“. “ضيّعنا الفوز وكنا أفضل من المنافس“ وفي تحليله للمباراة أكد بن عمار أن الحراش ضيعت الفوز خاصة أنها صنعت العديد من الفرص السانحة كان بمقدورها تغيير المعطيات، دون أن يخفي أنّ نقطة التعادل تعتبر نتيجة مرضية في ظل الأهداف المسطرة من طرف الإدارة. ------------------- بن عبد الرحمان: “كرة عطفان لم تتجاوز الخط والحظ لم يُحالفنا“ “أثبتنا أن الصفراء تملك فريقا قادرا على منافسة أي فريق حتى لو كان رائد البطولة” بالعودة للتعادل أمام مولودية الجزائر، ماذا تقول؟ للأسف كنا نطمح إلى مواصلة نتائجنا الإيجابية بالفوز في “الداربي” على مولودية الجزائر لكن الأمور لم تسر مثلما نشاء وخرجنا بنقطة التعادل فقط رغم أننا كنا قادرين على تحقيق الأفضل. ربما تأثرتم بالضغط؟ هذا صحيح فالضغط كان شديدا على اللاعبين خاصة أن أغلبهم شباب يفتقد للخبرة في مثل هذه اللقاءات، كما أن طابع اللقاء وكل ما أثير من قبل أثّر على كل اللاعبين. إذن ضيعتم الفوز. أجل، لقد كان الفوز بين أيدينا بالنظر للفرص التي أتيحت لنا وكانت فرص أهداف حقيقية لم تجسد وهذا أمر مطروح في كرة القدم فلو عرفنا كيف نجسد إحدى الفرص المتاحة لاختلفت معطيات اللقاء. تبدو متأثرا جدا بهذا التعادل. الفوز كان غايتنا خاصة أننا كنا نطمح لبلوغ المركز الثاني في الترتيب العام إضافة إلى أننا أردنا أن نهدي الانتصار لأنصارنا لكن هذه هي أحوال الكرة يمكن أن تسيطر وتصنع العديد من الفرص لكنك تعجز عن ترجمتها إلى أهداف. هناك لقطة صنعت الحدث وهي كرة عطفان، باعتبارك كنت آخر مدافع، ماذا تقول عنها؟ أؤكد أن كرة عطفان لم تتجاوز خط المرمى فقد لحقت بها وسارعت إلى إخراجها ولحسن الحظ أننا تمكنا من ذلك لأننا لم نكن نتقبّل الهزيمة بعد المردود الذي قدمناه فقد كنا أفضل من المولودية رغم الفارق في التشكيلتين. لكن عطفان يؤكد أن الكرة تجاوزت الخط. فليقل ما يريد وهل يمكنه أن يرى أفضل مني وأنا الذي كنت أمام خط المرمى كما أن الإعادة أثبتت أن الكرة لم تتجاوز الخط. بعد هذا التعادل كيف ترى بقية المشوار؟ علينا أن لا نستحي بالتعادل أمام مولودية الجزائر لأن الفرق واضح في التشكيلتين وأثبتنا أن “الصفراء“ تملك فريقا قادرا على منافسة أي فريق حتى لو كان رائد البطولة وأننا نملك فريقا يحسب له ألف حساب، والآن يجب نسيان لقاء المولودية والتفكير في المواجهات المقبلة وأبرزها لقاء بجاية الأسبوع المقبل. مباراة بجاية قد تكون ثأرية لما حدث في الكأس وكذا الصراع على المركز الثاني. لا أظن أن لقاءنا أمام بجاية سيكون ثأريا فكل مباراة تختلف عن سابقتها ولقاء الكأس مضى عليه الكثير رغم أن تلك النتيجة كانت قاسية والأمور تغيرت حاليا والحراش ستقول كلمتها وسنسعى للعودة بنتيجة إيجابية خاصة أن المركز الثالث سيكون في المزاد.