مثلما كان متوقعا، عاش الوفد القبائلي الجحيم في مطار العاصمة الغابونية ليبروفيل، فرغم التعب والإرهاق الذي نال من اللاعبين وبقية أعضاء الوفد نظرا لمشقة السفرية التي دامت عدة ساعات من ألمانيا، إلا أن الشبيبة لم تحظ بأية تسهيلات في المطار، حيث عاشت نفس السيناريو الذي سبق لها أن عاشته عندما تنقلت إلى نيجيريا لمواجهة نادي هارتلاند في إطار رابطة أبطال إفريقيا، الأمر الذي أثر كثيرا في اللاعبين الذين لم يذوقوا طعم الراحة منذ الساعات الأولى ليوم أمس، باعتبار أنهم غادروا الجزائر في حدود الساعة الثالثة صباحا متجهين إلى مطار فرانكفورت. الوفد بقي أكثر من ساعتين في المطار رغم أن الشبيبة اعتادت على توفير كل شروط الراحة لمنافسيها الذين تستضيفهم، وتسهل عليهم عملية الخروج من المطار، إلا أنها في كل مرة تعاني الأمرين في المطارات في أغلب تنقلاتها، بدليل أن الوفد القبائلي بقي أكثر من ساعتين من الزمن في المطار، حيث وصل على الساعة 16:17، إلا أنه لم يخرج من المطار إلى غاية 18:20 دون أن يحظى بأي تسهيل من طرف شرطة الحدود رغم أن الشبيبة كانت تمثل وفدا رسميا وكان من الضروري وضع شبابيك خاصة لها حتى تتم عملية مراقبة جوازات السفر بشكل سريع، إلا أن أعضاء الوفد القبائلي كانوا أمام الشبابيك المخصصة لعامة الناس، وهو ما أغضب المسيّرين كثيرا. شرطة الحدود راقبت جوازات اللاعبين واحدا واحدا من جهة أخرى، فإن شرطة الحدود كان لهم دور كبير في إرهاق اللاعبين وبقية الوفد القبائلي وجعله ينتظر مطولا في المطار، وهذا لأنهم كانوا يراقبون جوازات سفر الوفد الجزائري بتمعن وعن كثب، بحجة أن الجزائريين لا يملكون جوازات سفر بيومترية، ولو أن الشبيبة قبل أن تصل إلى الغابون مرّت بمطار فرانكفورت الذي يعتبر من أكبر المطارات في العالم، لكنها لم تجد مشكلا فيما يخص جوازات السفر العادية أو البيومترية، ما يدل أن الغابونيين أرادوا استعمال الحرب النفسية منذ أول دقيقة وصلت فيها الشبيبة إلى موطنهم. اللاعبون أرهقوا وناموا على الأرض بعد ذلك شعر العديد من لاعبي الشبيبة بإرهاق شديد، خاصة أنهم لم يجدوا متسعا من الوقت للركون إلى الراحة، الأمر الذي جعل البعض منهم ينامون على الأرض داخل المطار، على غرار نساخ الذي جعل حقيبته الخاصة فراشا له، لأنهم لم يتحملوا بقاءهم في المطار لمدة أكثر من ساعتين من الزمن، حيث أرادوا التوجه إلى الفندق في أسرع وقت ممكن للركون إلى الراحة والخلود إلى النوم. الحرب النفسية بدأت من المطار كانت الإدارة القبائلية تنتظر أن يحدث لها ما حدث في مطار الغابون، وهذا لأنها تعلم أن الأفارقة لن يرحبوا بمنافسيهم، ففي كل مرة تتعرض الشبيبة إلى حرب نفسية شرسة منذ أول يوم لها في أي بلد إفريقي، لذلك طلب المسيّرون من اللاعبين الحفاظ على تركيزهم على المواجهة وعدم الاكتراث بكل ما يحدث لهم. ولحسن حظ القبائل أنهم لم يتنقلوا قبل المباراة بخمسة أيام مثلما كانوا يفعلون في السنوات الماضية. كما سيضطر الطاقم الفني الى التركيز على الاسترجاع خلال حصة اليوم التي تعتبر آخر حصة قبل موعد المباراة التي تنتظر الشبيبة أمسية هذا السبت. سفير الجزائر كان حاضرًا لكنه لم يقو على فعل شيء كان في استقبال الوفد الجزائري سفير الجزائر بالغابون، ويتعلّق الأمر بالسيد بلقاس الذي كان رفقة بعض أعضاء السفارة، ورغم أنه يمثل الهيئة الرسمية للدولة الجزائرية، إلا أن السفير الجزائري لم يكن بوسعه القيام بأي شيء أمام شرطة الحدود، وانتظر إلى غاية انتهاء مراقبة جوازات سفر اللاعبين بالواحد. مسيّرو ميسيل وصلوا متأخرين وبالمقابل، فقد كان هناك في المطار بعض المسيّرين من نادي ميسيل الغابوني منافس الشبيبة في كأس الكاف هذا السبت، لكن هم أيضا بقوا مكتوفي الأيدي، واقفين بعيدا عن مسيري الشبيبة ينتظرون انتهاء عملية مراقبة الجوازات من أجل توصيل الوفد القبائلي إلى الفندق الذي حجزته إدارة نادي ميسيل للشبيبة، ومن جهة اللاعبين، فقد تخوّفوا كثيرا منذ الوهلة الأولى أن يُحجز لهم بفندق لا يتوفر على كل شروط الراحة للتحضير الجيد للمباراة من الناحية النفسية والبدنية، خاصة أنه في أدغال إفريقيا كل شيء منتظر. حافلة عسكرية دون طوق أمني بعد أكثر من ساعتين من الزمن عقب وصول الوفد الجزائري إلى الغابون، خرج من المطار تحت إرهاق وتعب شديدين، وتفاجأ الجميع لمّا شاهدوا في انتظارهم حافلة عسكرية خصصت لنقلهم إلى الفندق الذي حجزه نادي ميسيل الغابوني للشبيبة، حيث لم يكن أحد ينتظر مثل هذا النوع من الاستقبال، قبل أن يتذكّر لاعبو الشبيبة أن نادي ميسيل الغابوني يعتبر فريقا عسكريا، ويتنقل على متن السيارات والحافلات العسكرية، لذلك سينتظر أعضاء الوفد الجزائري المزيد من المفاجآت خلال هذه المغامرة الإفريقية الجديدة. --------- عنكبوت عملاق في غرفة برشيش في الوقت الذي دخل اللاعبون غرفهم بعد الخطاب الذي ألقاه عليهم المدرب بلحوت، هدأت نوعا ما الأمور قبل أن يسمعوا ضجة كبيرة أحدثها اللاعب برشيش في بهو الفندق، وهذا بعد أن اكتشف وجود عنكبوت عملاق داخل غرفته جعله يخشى على نفسه من أن يلدغه، حيث خرج جميع اللاعبين ليعرفوا ما الذي يحدث وليساعدوه في إخراج هذا العنكبوت الذي يمكن أن يكون خطيرًا، وهذا ما يؤكد أن فندق السور الكبير الصيني الذي أقامت فيه الشبيبة ليلتها أمس لا يليق بفريق جاء ليحضّر لمباراة رسمية في إطار منافسة إفريقية. جزائري جاء مع ولديه لاستقبال الشبيبة كان في استقبال الوفد القبائلي أمام فندق "الصور الكبير الصيني" مواطن جزائري مقيم هو وعائلته في الغابون لأسباب مهنية، ومن أصول قبائلية، يدعى "يزيد مهني" حيث جاء رفقة ابنيه لما علم بأن الشبيبة ستلعب في الغابون. وقد كان له حديث خاص مع مسيري الشبيبة وبعض اللاعبين الذين فرحوا كثيرا لرؤية بعض أعضاء الجالية الجزائرية في هذا البلد. ------------- حرارة شديدة ورطوبة عالية، لكن التأهل لن يفلت من المولودية طوى لاعبو مولودية الجزائر صفحة السفرية الشاقة والمملة التي أنهكتهم بعدما ناموا لساعات سمحت لهم باستجماع قواهم، ودخلوا منذ أمس في أجواء المباراة الهامة والمصيرية التي تنتظرهم عشية الغد أمام ممثل الكرة الأنغولية أنتر كلوب لحساب ذهاب الدور ثمن النهائي من دوري أبطال إفريقيا، ورغم أن مأمورية المدرب نور الدين زكري وأشباله تبدو صعبة جدا في ظل الظروف المناخية الصعبة التي سيخوضون فيها ثالث لقاء لهم في أدغال إفريقيا هذا الموسم وشح المعلومات حول المنافس من جهة أخرى، إلا أن لاعبي "العميد" تحدوهم إرادة كبيرة لأجل العودة إلى الجزائر بنتيجة إيجابية كخطوة جديدة من مخطط بلوغ دور المجموعات لأول مرة في تاريخ النادي منذ تغيير نمط هذه المنافسة. الأمور الجدية بدأت أمس واللاعبون لا يفكرون إلا في نتيجة إيجابية وبما أن وفد المولودية كان قد قضى قرابة يوم كامل بين المطارات والطائرات قبل حط الرحال في أنغولا، فإن المدرب زكري قرر إعفاء لاعبيه أول أمس من أي التزام وطلب منهم الركون تماما إلى الراحة ونسيان المهمة التي جاؤوا إلى أجلها لأجل استجماع قواهم قبل أن تنطلق الأمور جدية منذ صبيحة أمس، حيث شد الجميع أحزمتهم وضبط زملاء القائد بابوش ساعاتهم على موعد مباراة الغد، وقد لمسنا وعيا شديدا لدى اللاعبين بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقهم وهم يتحدثون أيضا بلغة فيها الكثير من التفاؤل لأجل مباغتة الأنغوليين في ديارهم والعودة إلى أرض الوطن بنتيجة إيجابية. يؤكدون أن خسارة "ديناموس" كانت قاسية لكنها درس مفيد ورغم أن الخسارة المذلة التي تكبدتها مولودية الجزائر في هراري في الدور الفارط أمام ديناموس برباعية كاملة قد شوهت نوعا ما تاريخ مشاركات "العميد" في المنافسات الإفريقية، إلا أن اللاعبين يؤكدون أنها أصبحت نعمة ودرسا مفيدا بالنسبة لهم حتى يتفادوا نفس الأخطاء والهفوات التي ارتكبوها في تلك المواجهة مستقبلا، والبداية ستكون في مباراة الغد أمام أنتر كلوب الذي أقصى المريخ السوداني في الدور الفارط، حيث أكد لنا معظم اللاعبين أن ما حدث أمام ديناموس لن يتكرر لأنهم أصبحوا أكثر نضجا الآن وسيعرفون كيف يتعاملون مع المعطيات الظرفية التي تميز مباريات من هذا النوع ومن هذه القيمة. يتحدون الحرارة والإرهاق وينتظرون اكتشاف الأرضية اليوم أكد الجهاز الفني لمولودية الجزائر للاعبين أنهم لن يجدوا طريقهم إلى دور المجموعات مفروشة بالورود، وأنه عليهم أن يواصلوا اللعب بنفس الحرارة والقلب الذي واجهوا به ديناموس في بولوغين إذا أرادوا تحقيق الهدف، كما أصبح لاعبو المولودية يملكون صورة واضحة عن الحرارة الشديدة والرطوبة العالية التي تميز أنغولا التي ترتفع كثيرا عن المحيط الأطلسي وأكدوا جاهزيتهم لرفع التحدي شريطة أن يعرفوا كيف يقسمون مجوداتهم بذكاء، ولا ينتظر زملاء كودري إلا اكتشاف نوعية أرضية الميدان الرئيسي هذه الأمسية لما يتدربون عليه لأول وآخر مرة قبل وصول ساعة الحقيقة، وكل ما يتمناه اللاعبون والجهاز الفني أن لا يكون "حوش بطاطا" ويؤثر على طريقة لعبهم غدا. زكري يعيش ضغطا رهيبا ولا يخشى إلا الكواليس أصبح المدرب نور الدين زكري يعيش ضغطا رهيبا خلال الساعات القليلة الماضية بعد أن عاين الفريق الأنغولي مرة أخرى واكتشف أن أنتر كلوب أقوى بكثير من ديناموس وأن مهمته في بلوغ الهدف المسطر لن تكون سهلة بالمرة، وإذا كان تنقل الفريق ب 14 لاعبا قد أخلط حسابات زكري الذي سيجد نفسه مرغما على تحديد معالم التشكيلة على طريقة "قيس، قيس" مرة أخرى، فإن أكثر ما يخشاه زكري هو لعبة الكواليس التي تفوح رائحتها أكثر في هذا الدور الذي وصفه بالمنعرج الخطير في دوري أبطال إفريقيا وتستعمل فيه كل الفرق الطرق المشروعة وغير المشروعة لأجل ضمان تواجدها في دور المجموعات. الأزمة جعلته يفكر بعقلية الاقتصاديين ويبحث عن ملايير المجموعات وإذا كان المدربون واللاعبون يفكرون في أنفسهم ويدركون أن بلوغ دور المجموعات سيرفع أسهمهم وسيدخلهم تاريخ النادي من أوسع الأبواب، فإننا اكتشفنا أن زكري ينظر إلى الأمور من زاوية أخرى حيث أن الأزمة المالية الخانقة التي يعاني منها الفريق جعلت المدرب يفكر بعقلية الاقتصاديين إذ يبحث عن الملايير الأربعة التي تمنحها "الكاف" لكل الأندية التي تبلغ دور المجموعات، أكثر مما يبحث عنه من شهرة و"بريستيج"، وحسب ما أكده لنا فإن خزينة "العميد" بحاجة ماسة إلى هذه الأموال لأجل استرجاع ما صرفته والقيام بانتدابات نوعية لأجل ضمان دخول معترك دور المجموعات من موقع قوة. الحكام النيجيريون لغز حقيقي، "وربي يستر معاهم" لم يفهم مسؤولو مولودية الجزائر الطريقة التي تسير بها "الكاف" أكبر منافسة للأندية في القارة رغم الشعبية الكبيرة التي بلغتها في السنوات القليلة الماضية، حيث مازالت تتستر على هوية الحكام الذين سيديرون مواجهة الغد ولم تعلن عنهم لا على موقعها الرسمي ولا من خلال مراسلة "العميد"، وكل ما استطاع أعضاء الوفد أن يعرفوه هو أن الحكام من نيجيريا ويكونون قد وصلوا أمس، هذا ما جعل زكري يتخوف كثيرا من أن يفعل النيجيريون ما فعله الحكم الجنوب إفريقي جيروم دامون في مباراة ديناموس، حيث صرح لنا قائلا: "ربي يستر برك".