عاد الحديث مجددا هذا الأسبوع عن دولة قطر الصغيرة جغرافيا والكبيرة باسمها ووزنها وحاضرها، وعن قدرتها على احتضان منافسة من حجم كأس العالم سنة 2022... وهذا بعد الأجواء الرائعة التي سادت مباراة العملاقين باريس سان جرمان وريال مدريد والتي احتضنها "ستاد خليفة" ب الدوحة، وكان تنظيم مباراة من هذا الحجم وبوجود كم هائل من نجوم المستديرة، بمثابة رسالة من القطريين لكل منتقدي الملف القطري وقدرة بلادهم على تنظيم أي منافسة وفي أي فصل وبداية من اليوم. الدوحة تؤكد استعدادها من الآن لكأس العالم 2022 عاشت العاصمة القطريةالدوحة أسبوعا غير عادي قبل مواجهة العملاق الإسباني ريال مدريد أمام بطل فرنسا نادي باريس سان جرمان رغم الطابع الودي للمباراة، إذ أن قيمة الناديين ووزنهما في عالم كرة القدم جعل ملعب "خليفة" في العاصمة يعيش أجواء مونديالية، بحضور حوالي 50 ألف مشجع وتواجد أسماء ثقيلة من الطرفين يكفي أن نذكر منها كريستيانو رونالدو، زلاتان إيراهيموفيتش، كافاني، بن زيمة، إيسكو والقائمة طويلة، بالإضافة إلى ذلك فقد حج الآلاف من الإعلاميين العرب والأوروبيين إلى الدوحة لتغطية الحدث، وهو ما أعطى اللقاء بعدا آخر كان مقصودا من أصحاب الدار وأدركه الغرب من وراء البحار. رسالة مونديالية ضمن مباراة ودية لمنتقدي كأس العالم العربية وإذا كان الهدف الأول لمباراة "الملكي" و"البياسجي" هو الإشهار لقنوات "بي إين سبورت" العربية بعد إطلاقها يوم 1 جانفي 2014 وحلولها مكان الجزيرة الرياضية، فإن المسؤولين في قطر أرادوا توجيه عدة رسائل في مضمون اللقاء الذي كان ناجحا بكل المقاييس، حسب الصحافة العالمية وحسب ممثلي الناديين الفرنسي والإسباني، وإذا كان أكبر منتقدي ملف قطر لا يشكك في قدرتها على احتضان كأس العالم، إلا أن القضية التي أسالت ولازالت تسيل الكثير من الحبر تتعلق بموعد المونديال، والذي لم يحسم بعد وبقي معلقا إلى اليوم ما بين إقامته شتاء أو صيفا. قطر أرادت الرد على قضايا حقوق الإنسان ومشكل العمال الأجانب وجاء توقيت مباراة ناديي العاصمتين الفرنسية والإسبانية في وقت مناسب جدا بالنسبة للقطريين، خاصة بعد تزايد الانتقادات حول قضايا حقوق الإنسان في قطر وكذا المشاكل التي نشرت في وسائل الإعلام العالمية عن معاناة العمال الأجانب لإنشاء الملاعب والمدرجات وبقية المنشآت استعدادا ل مونديال 2022، ويبقى أهم ما خرجت به دولة قطر العربية بعد المباراة هو آراء وسائل الإعلام العالمية، وكذا تصريحات بعثتي ريال مدريد وباريس سان جرمان من لاعبين ومدربين وطاقم مسير، والتي صبت كلها في قالب الانبهار بما تزخر به قطر والثناء على التنظيم. تهاطل الأمطار يؤكد استعداد الدوحة لتنظيم المونديال في أي فصل وكان تهاطل الأمطار بغزارة على العاصمة القطريةالدوحة أول أمس الخميس قد خلف ردود أفعال كثيرة، إذ رأت أن هذا الأمر سيمنح "الفيفا" الفرصة للتأكيد على حتمية إقامة مونديال 2022 في فصل الشتاء ومحاولات إقناع الاتحادات الأعضاء بذلك، كما أن البعض الآخر قرأ ذلك على أن قطر أبدت استعدادها لاحتضان المونديال في أي فترة من الموسم، خاصة أن أمطار أول أمس لم تكن منتظرة إطلاقا أو على الأقل بتلك الغزارة، وهي التي لم تشهدها الدوحة منذ حوالي سنتين.