غمرت السعادة النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو بعد الفوز بجائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم مساء أمس الاثنين في زيورخ لدرجة أنه لم يتمكن من الحديث وسط انهمار دموعه. وقال رونالدو بعد تسلمه الجائزة من جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم وأسطورة الكرة البرازيلية بيليه أمس : "لا تستطيع الكلمات أن تصف شعوري الآن .. أود أن أشكر ريال مدريدوالبرتغال وأسرتي المتواجدة هنا بأكملها. إنه شرف عظيم بالنسبة لي". وحصل رونالدو /28 عاما/ على 99ر27% من الأصوات مقابل 72ر24% للأرجنتيني ليونيل ميسي ، نجم برشلونة الأسباني والذي حل في المركز الثاني هذه المرة بعدما فاز بهذه الجائزة في السنوات الأربع الماضية. أما فرانك ريبيري نجم فريق بايرن ميونيخ الألماني ومنتخب فرنسا فقد حل في المركز الثالث بنسبة 39ر23% من الأصوات. واحتفت وسائل الإعلام في مدريد بفوز رونالدو بشكل كبير، فيما بدت خيبة الأمل واضحة على الإعلام الكاتالوني بسبب عدم فوز ميسي مجددا بالجائزة. وعلقت محطة "راديو ماركا" الإذاعية على فوز رونالدو قائلة : "لقد استحق الفوز هذا العام حقا. هذا إلى جانب أن ميسي لم يحظ بعام جيد بسبب الإصابات". بينما علقت محطة "كادينا كوبي" المنافسة تقول : "لقد كان رونالدو أكثر تأثيرا هذا العام عن ميسي ، ولا يوجد شك في ذلك". وأعربت كوبي عن رضاها عن بقاء الجائزة بصفة عامة داخل مسابقة الدوري الأسباني. من جانبه ، قال فلورنتينو بيريز رئيس نادي ريال مدريد الذي كان حاضرا حفل الفيفا : "لقد تحققت العدالة لأن رونالدو هو أفضل لاعب في العالم. ونفتخر بكونه لاعبا في فريقنا". وكان بيريز أثار دهشة العالم في 2009 عندما دفع لمانشستر يونايتد الإنجليزي مبلغ 96 مليون يورو (3ر131 مليون دولار) مقابل ضم رونالدو. وسبق للنجم البرتغالي الفوز بالكرة الذهبية للمرة الأولى في مشواره الرياضي عام 2008 بعدما قاد مانشستر يونايتد للقب دوري أبطال أوروبا. ولكنه وجد ميسي يفوز باللقب الغالي أربع مرات متتالية بعدها ، رغم كل ما أحرزه من اهداف مع ريال مدريد. وفي سبتمبر الماضي ، مدد بيريز عقد رونالدو مع ريال مدريد ، والذي كان من المقرر أن ينتهي في 2015 ، حتى عام 2018 وسط شائعات حول رغبة رونالدو في العودة إلى الدوري الإنجليزي الممتاز من ناحية وحول تلقي اللاعب البرتغالي عرضا سخيا من باريس سان جيرمان الفرنسي من ناحية أخرى. وقال بيريز عندما مدد رونالدو عقده مع ريال مدريد لثلاثة أعوام أخرى : "إن رونالدو هو رائدنا ، ونحن نريده أن يلعب كامل مشواره الرياضي معنا هنا. سيظل اللاعب الأهم بفريقنا لعدة سنوات". ومنذ ذلك الوقت ، حول رونالدو اهتمامه إلى الكرة الذهبية. فقد كان حريصا على استعادة الجائزة وإنهاء هيمنة ميسي التي امتدت لأربعة أعوام عليها. وبعكس ميسي وريبيري ، لم يفز رونالدو بأي ألقاب خلال عام 2013 . فبرغم تسجيل رونالدو 69 هدفا على مستوى جميع البطولات خلال ذلك العام ، فقد أنهى ريال مدريد العام في المركز الثاني بترتيب مسابقة الدوري الأسباني خلف برشلونة وخسر نهائي كأس أسبانيا أمام أتلتيكو مدريد. كما ودع الفريق منافسات دوري الأبطال من الدور قبل النهائي على يد بوروسيا دورتموند الألماني. ومع ذلك فقد كان عاما جيدا بالنسبة لرونالدو ، فقد توج اللاعب البرتغالي جهوده في هذا العام بقيادة منتخب بلاده إلى نهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل بتسجيل جميع أهداف البرتغال الأربعة في مباراتي الملحق التأهيلي أمام السويد. وكتبت صحيفة "بولا" البرتغالية في تقريرها حول عام 2013 : "ببساطة لم نكن سنصل إلى نهائيات كاس العالم لولا رونالدو. فقد كان لاعبا حاسما تماما أمام السويد ، كان الفارق الأبرز بين المنتخبين". وأنهى رونالدو الموسم الماضي من الدوري الأسباني في المركز الثاني خلف ميسي في قائمة الهدافين برصيد 34 هدفا مقابل 46 للاعب الأرجنتيني. ولكنه يتصدر ترتيب القائمة هذا الموسم برصيد 20 هدفا حتى الآن. كما يتصدر رونالدو قائمة هدافي دوري الأبطال برصيد تسعة أهداف مع استعداد ريال مدريد لمواجهة شالكه الألماني في دور ال32 من البطولة. ويتمتع رونالدو بشعبية جارفة في مدريدوالبرتغال ، التي يحمل شارة قيادة منتخبها الوطني ، بدليل توافد مئات الزائرين حتى الآن على متحف اللاعب الشخصي الذي افتتحه في مسقط رأسه جزيرة مادييرا. ولاشك في أن عدد هؤلاء الزوار سيزيد الآن بعد فوز رونالدو بالكرة الذهبية أمس.