صحيح أن رئيس "الفاف" محمد روراوة والمدرب الوطني وحيد حليلوزيتش أذابا الجليد بينهما من خلال بعض الرسائل النصية التي تبادلاها لدى وفاة صهر البوسني.. إلا أنّ ذلك لم يمنعهما من العودة إلى ما حدث بينهما من خلاف في وقت سابق، وبالضبط إلى قضية تمديد العقد من عدمه، وهي القضية التي أخذت أبعادا أخرى، قبل أن تعود المياه إلى مجاريها بين الرجلين بعد تدخل السلطات العليا للبلاد، حيث أفادنا مصدر عليم لا يرقى إليه الشك، أن المؤشرات باتت توحي بعد الجلسة التي جمعت روراوة وحليلوزيتش إلى أن البوسني سيرضخ أخيرا وسيوافق على تمديد عقده إلى غاية نهائيات كأس إفريقيا 2015 بالمغرب. ويضيف مصدرنا أن ما جرى بين الرجلين من حديث بات يوحي بذلك، في انتظار ما سيتطرقا إليه اليوم لدى التقائهما صباحا بمقر "الفاف". حليلوزيتش شرح له موقفه خلال الفترة التي عرفت حدوث مشاكل بينهما مصادرنا كشفت لنا أن حليلوزيتش تطرق للخلاف الذي نشب بينه وبين روراوة، وشرح له موقفه بأنه كان يرغب في بدء المفاوضات من أجل تمديد عقده المنتهي في جويلية المقبل، لولا تلك المشاكل الي حدثت بينه وبين الرجل الأول على رأس الكرة الجزائرية، وما أخذه الخلاف من أبعاد وتأويلات وما تداولته الصحافة حول رغبة روراوة في جلب مدرب جديد بدلا عنه. وتضيف مصادرنا أن البوسني قال لروراوة أن تلك المشاكل هي التي جعلته يؤكّد أنه سيفكر في بقائه من عدمه عقب نهائيات كأس العالم بالبرازيل في مختلف تصريحاته الإعلامية. روراوة بدوره أعاب عليه موقفه السلبي رغم وقفته إلى جانبه روراوة بدوره -وحسب المصدر نفسه- أعاب على حليلوزيتش موقفه السلبي تجاه طلبه بالشروع في التفاوض من أجل تمديد العقد، وتكذيبه الخبر في مختلف تصريحاته بأن "الفاف" اقترحت عليه تمديد العقد، رغم أنه –حسبه- (روراوة) كان قد وقف إلى جانبه في أكثر من مناسبة، وسانده في أحلك الأوقات سواء عندما كانت الصحافة تنتقده أو عندما كان يواجه المشاكل مع اللاعبين أو لما فشل في قيادة المنتخب الوطني إلى الأدوار الأولى في نهائيات كأس إفريقيا بجنوب إفريقيا مطلع سنة 2013، ورغم أنه كلف أحد المسيرين بالشروع في التفاوض معه من أجل تمديد العقد إلى غاية 2015. يريد منه موقفا نهائيا "نعم أريد البقاء" وبعدما كشف كل منهما عن وجهة نظره، لمس الرجل الأول على رأس "الفاف" رغب شديدة من مدربه في تمديد عقده إلى غاية سنة 2015، لكنه ومع ذلك طلب منه أن يفكر مليا في الموضوع وأن يوضح موقفه النهائي بشأن التمديد دون لف أو دوران، حيث بلغنا أن روراوة بات الآن ينتظر من حليلوزيتش كلمة "نعم لبدء المفاوضات" كي يشرع فيها، ومن المتوقع أن يحصل عليها اليوم خلال جلسة ستجمعهما في الصبيحة بمقر الاتحادية بدالي إبراهيم، قبل أن يتوجه البوسني إلى تيزي وزو من أجل حضور مباراة شبيبة القبائل أمام شباب عين الفكرون.
بداية المفاوضات عقب مباراة سلوفينيا وإن حدث وحصل روراوة على ما يبحث عنه، بعدما أبدى البوسني استعدادا للبقاء على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني، فإن رئيس "الفاف" سيبدأ المفاوضات معه عقب مباراة سلوفينيا الودية والمزمع إقامتها في الخامس من شهر مارس المقبل، وحينها سيدخل المفاوضات من موقع قوة، بما أن البوسني حتى الساعة هو من بات يبدي رغبة في البقاء إلى غاية 2015. روراوة يدرس سير العديد من المدربين لكنه يريد بقاء البوسني إلى غاية المغرب وفي السياق نفسه، ورغم أن روراوة وفي الوقت الحالي يدرس كافة السير الذاتية الخاصة بعدد من المدربين الذين يرغبون في خلافة البوسني حليلوزيتش عقب انتهاء عقده في جويلية المقبل، إلا أنه في قرارة نفسه هو أيضا يرغب في بقاء البوسني على الأقل إلى غاية جانفي 2015، لأن منتخبنا سيدخل مباشرة عقب العودة من البرازيل غمار تصفيات كأس إفريقيا 2015، قبل أن يدخل مباشرة عقب التأهل طبعا في النهائيات التي ستنطلق مطلع السنة المقبلة، ومن المؤكد أن روراوة سيبحث عن الإستقرار على رأس المنتخب الوطني وتفادي التغيير في وقت حساس جدّا عقب "المونديال"، ويبقى كل شيء مرتبط بما ستسفر عنه جلسة المفاوضات التي ستجمعهما عقب مباراة سلوفينيا الودية.