إحتاج أتلتيكو مدريد إلى 40 عاما حتى يبلغ النهائي الثاني لكأس أوروبا لكرة القدم وربما يحتاج.... الانتظار فترة طويلة أخرى قبل أن يخوض النهائي الثالث في ظل رغبة الأندية الأغنى منه في ضم لاعبيه. وبعد أسبوع من فوز أتليتيكو بلقب الدوري الإسباني لأول مرة منذ 1996 مستفيدا من تعادله مع برشلونة بعد ضربة رأس من دييجو غودين وضع الكرة في مرمى ريال مدريد في نهائي دوري الأبطال في لشبونة أمس السبت. وبدا أتليتيكو على أعتاب الجمع بين الدوري المحلي ودوري أبطال أوروبا قبل أن يدرك سيرجيو راموس التعادل 1-1 في الدقيقة الثالثة من الوقت المحتسب بدل الضائع للشوط الثاني وويتلقى مرماه بعدها ثلاثة أهداف أخرى في الوقت الإضافي ليخسر 4-1. ودفع أتليتيكو ثمن عدم وجود وفرة من البدائل في تشكيلته بينما بدا النقيض في فريق ريال مدريد. وكان أتليتيكو يأمل في محو آثار خسارته لنهائي كأس أوروبا أمام بايرن ميونيخ في 1974 عندما حرمه منافسه من الفوز في اللحظات الأخيرة ثم فاز الفريق الألماني بمباراة الإعادة 4-0 وتوج باللقب. ورغم الموسم الرائع يبدو مستقبل أتليتيكو غير واضح كما أن عدم امتلاكه لميزانية كبيرة قد يجعله يخفق في الاحتفاظ بأبرز لاعبيه. ويبدو الهداف دييغو كوستا الذي أحرز 36 هدفا هذا الموسم مرشحا بقوة للانتقال إلى تشيلسي كما أن الحارس تيبو كورتوا قد يعود إلى ستامفورد بريدج إذا لم يتوصل الناديان إلى اتفاق لتمديد عقد الإعارة أو انتقال اللاعب بشكل نهائي. كما أبدت أندية أخرى إعجابها بالجناحين أردا توران وكوكي الذي يبقى عمره 22 عاما ورغم نجاح أتليتيكو في التعامل مع رحيل الهداف رادامل فالكاو الموسم الماضي يبدو من غير المحتمل قدرته هذه المرة على تعويض الراحلين. وإضافة إلى ذلك وبإلقاء نظرة على أعمار اللاعبين نجد الكثير منهم يقترب عمره من الثلاثين بينما لا تضم التشكيلة الأساسية عددا كبيرا من اللاعبين الشبان. وهذا يحدث رغم أن أتليتيكو يملك إحدى أفضل أكاديميات الناشئين في إسبانيا والتي قدمت العديد من اللاعبين البارزين من عينة فرناندو توريس وديفيد دي خيا لكن النادي لم يتمكن من الإبقاء عليهما طويلا. وفي الوقت الحالي هناك تعاطف كبير في وسائل الإعلام الإسبانية مع أتليتيكو الذي خسر اللقب بطريقة مثيرة وكذلك مع مدربه دييغو سيميوني على وجه التحديد. وحاول سيميوني تحفيز لاعبيه بأكبر قدر ممكن رغم أن غضبه انفجر قرب النهاية عندما نزل أرض الملعب وإشتبك مع رفائيل فاران مدافع ريال. وكتبت صحيفة سبورت "واجه سيميوني لأول مرة في مشواره القصير كمدرب موقف الطرف الخاسر في النهائي." ويعتقد سيميوني الذي بدا الإحباط ظاهرا عليه أن بوسع أتليتيكو أن يعود بشكل أقوى عما هو عليه الآن. وقال سيميوني في مؤتمر صحفي: "قلت للاعبين إن المباراة لا تستحق البكاء لأنه حين يبذل المرء قصارى جهده يجب أن يبقي مرفوع الرأس." وأضاف "لقد خسرنا بعدما بذلنا قصارى جهدنا. هذا يعني أننا سنواصل البناء. هذا يضعنا في موقف جيد لمواصلة المنافسة."