شرعت المؤسسة الوطنية للكهرباء والغاز "سونلغاز القابضة"، بإحالة كل مواطن لا يسدّد 4 فواتير متتابعة عن استغلال الكهرباء والغاز تلقائيا على العدالة لمتابعته قضائيا.. فيما ألغت المؤسسة آلية "الرزنامة" التي كانت متاحة للمواطنين المدانين لها بمبالغ كبيرة المتراكمة جراء عدم دفعهم فواتير الاستهلاك. أفاد مصدر موثوق ل"الخبر"، بأن مؤسسة سونلغاز عدّلت من إجراءاتها التنظيمية بهدف تحصيل ديونها من المواطنين والمؤسسات الرافضين لدفع تكليف استهلاكهم للكهرباء والغاز، ويقوم الإجراء الجديد، الذي دخل حيز التنفيذ منذ أيام قليلة، على تحويل هؤلاء على العدالة آليا لمتابعتهم قضائيا. وأوضح المصدر أن التنظيم الجديد يشير إلى أن "المواطنين الذين لا يدفعون تكاليف 4 فواتير متتابعة عن استهلاك للكهرباء والغاز، أي في مدة 9 أشهر، فيحوّل هؤلاء على العدالة، فيما يسقط هذا الإجراء عن المتعثرين عن دفع ثلاث فواتير، فتمنح لهم إمكانية جمع الفواتير ودفعها دون الاستفادة من آلية الدفع عبر آجال محددة". وأبرز مصدر "الخبر"، أن سونلغاز أسقطت أيضا آلية "الرزنامة" التي كانت تعتمدها مع زبائنها المدانين لها بمبالغ كبيرة جراء استهلاكهم للكهرباء والغاز، مشيرا إلى أنها "باشرت تحويل هؤلاء تلقائيا على العدالة لمتابعتهم قضائيا بتهمة التحايل، ويمكن أن يسجن هؤلاء حتى لو دفعوا مستحقات سونلغاز". وكانت مؤسسة سونلغاز تتحاشى متابعة زبائنها أمام المحاكم وتلجأ إلى خيار قطع التيار الكهربائي عن المدانين، إلى غاية تسديدهم فواتير الاستهلاك أو دفعها عن طريق التقسيط. وكشف التقرير السنوي لمجمع سونلغاز لسنة 2010 لوحدها، عن بلوغ ديونها بالنسبة لشركات التوزيع 37.2 مليار دينار، أما لسنة 2013 فارتفعت الديون بنسبة 30 بالمائة، حيث بلغت الديون غير المحصلة في ولاية البويرة مثلا أكثر من 6 ملايير سنتيم، وفي معسكر فقد فاقت 864 مليون دينار، أما مستغانم ب70 مليار سنتيم، وبسكرة ب26 مليار سنتيم، بينما ولاية الجزائر بلغت ديون سونلغاز فيها 10 ملايير دينار لدى المواطنين والمؤسسات، في حين عرفت مؤسسة توزيع الكهرباء والغاز للجزائر عجزا ماليا يقدر ب6 ملايير دينار. وإن كانت مؤسسة "سونلغاز" تطالب بحقها من زبائنها، فالواجب عليها أن تحترم حق زبائنها عليها بتفادي انقطاع التيار الكهربائي باستمرار، لاسيما مع اقتراب فصل الصيف الذي تعوّد فيه الجزائريون على الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، وحجة سونلغاز "طفرة" تشغيل المكيّفات الهوائية.