عرفت نتائج شبيبة بجاية في الجولات الأخيرة تراجعا رهيبا، خاصة في ملعب الوحدة المغاربية الذي سجل فيه زافور وزملاؤه ثلاثة تعثرات متتالية (تعادلان وانهزام أمام كل من عنابة، الحراش والشلف) كلفتهم المركز الثاني الذي تنازلوا عنه لصالح وفاق سطيف، مفوتين بذلك على أنفسهم فرصة الظفر بتأشيرة المشاركة في منافسة رابطة أبطال إفريقيا، التي تحولت إلى هدف الفريق بعدما حرم من المشاركة في منافسة كأس “الكاف”. وصار هذا التراجع يطرح أكثر من علامة استفهام في محيط الشبيبة، خاصة لدى المسيرين والأنصار الذين يبحثون عن الأسباب الحقيقية التي كانت وراء الإخفاقات المسجلة في الجولات الأخيرة، وعجز التشكيلة على إحراز الفوز الذي لم تذق طعمه منذ أزيد من شهرين. في وقت كانت الشبيبة تحقق نتائج رائعة داخل القواعد وخارجها، مثلما كان عليه الحال في الجولات الخمس الأولى من مرحلة العودة، التي حققت فيها أربع انتصارات. 4 نقاط في 5 لقاءات وبلغة الأرقام نجد أن تشكيلة الشبيبة لم تحصد في اللقاءات الخمسة الأخيرة، التي لعبتها أمام عنابة، شبيبة القبائل، الشلف، البرج والحراش سوى 4 نقاط من مجموع 15 نقطة ممكنة، وهي حصيلة سلبية وبعيدة كل البعد عن تلك المسجلة في الجولات الخمسة الأولى من مرحلة العودة، التي حصدت فيها الشبيبة 13 نقطة كاملة بعد تحقيقها لأربع انتصارات وتعادل واحد. وتجدر الإشارة إلى أن البجاويين أصبحوا يعجزون عن الفوز في ميدانهم في مرحلة الإياب، إذ لم يذوقوا طعم الانتصار سوى مرة واحدة، وكان ذلك في مباراة الجولة 21 أمام اتحاد العاصمة، الذي فازوا عليه في الدقيقة الأخيرة، في حين سجلوا أربع تعثرات (3 تعادلات وانهزام) أمام شباب بلوزداد، عنابة، الحراش والشلف. ولم تنهزم الشبيبة خارج القواعد منذ لقاء الجولة الأخيرة من مرحلة الذهاب، أمام وفاق سطيف حيث حققت في اللقاءات التي أعقبته ثلاثة انتصارات، أمام مولوديتي العلمةوباتنةوالبليدة وتعادلين أمام شبيبة القبائل والبرج. التعثرات بدأت بعد إقصاء الكأس والملاحظ أن تعثرات الشبيبة البجاوية في البطولة، بدأت بعد الإقصاء المسجل في الدور السادس عشر من منافسة كأس الجمهورية أمام اتحاد البليدة، ما يعني أن تشكيلة المدرب مناد تأثرت بخروجها المبكر من هذه المنافسة، التي كانت تريد الذهاب فيها بعيدا وإعادة إنجاز موسم 2007/2008، الذي أهدى فيها زملاء مڤاتلي أول لقب لبجاية بعد فوزهم بركلات الترجيح، في المباراة النهائية التي جمعتهم في ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة بوداد تلمسان. وحدث التأثر رغم من التحضير النفسي الذي قام به الطاقمين الإداري والفني بعد هذا الإقصاء، حيث تحدثا مع اللاعبين وطلبا من وضع إخفاق الكأس جانبا، والتفرغ كلية للقاءات المتبقية من البطولة والتنافس على اللقب، باعتبار أن الفريق كان آنذاك على بعد أربع نقاط فقط عن الرائد مولودية الجزائر. المرتبة الثالثة صعبة وتتطلب تضحيات وفي ظل هذا التراجع، أصبحت مهمة البجاويين في إنهاء الموسم في المرتبة الثالثة، التي صارت هدف الفريق بعدما رهن حظوظه في اللعب على مركز الوصافة، صعبة للغاية بالنظر إلى طبيعة اللقاءات المتبقية من البطولة، التي ستواجه فيها فرقا معنية بحسابات نهاية الموسم، على غرار مولودية الجزائر، وداد تلمسان ووفاق سطيف التي تلعب على المراتب الأولى وكذا شباب باتنة، مولودية وهران وجمعية الخروب التي تصارع من أجل ضمان البقاء. كما أن هناك منافسة شديدة مفروضة على الشبيبة من طرف ملاحقيها شبيبة القبائل، عنابة، تلمسان والحراش حيث سيسعون بدورهم إلى تحقيق نفس المبتغى. وتفرض هذه المعطيات على عناصر الشبيبة بذل تضحيات كبيرة في اللقاءات المتبقية، لحصد أكبر قدر ممكن من النقاط التي تمكنها من انتزاع المرتبة الثالثة، ومن ثم الحفاظ على انجاز الموسم الفارط على الأقل، مثلما يؤكده اللاعب زرداب في الحوار. مناد مطالب بإيجاد الوصفة اللازمة وفي سياق متصل، سيكون المدرب مناد مطالبا بتشخيص الداء الذي أصاب فريقه، ومن ثم إيجاد الوصفة اللازمة لمعالجته قصد العودة إلى الواجهة في اللقاءات المتبقية من البطولة. خاصة أن الفرصة مواتية لمعالجة النقائص التي وقف التي في الجولات الأخيرة، بالنظر إلى توقف البطولة لمدة أسبوعين، ما سيسمح للتشكيلة البجاوية بإجراء مباراة ودية، قصد تجريب التغييرات التي يعزم مناد إحداثها في التشكيلة الأساسية، مثلما كشف عنه في تصريحاته بعد نهاية مباراة الثلاثاء الماضي أمام اتحاد الحراش، والتي وجه فيها انتقادات شديدة للاعبيه خاصة عناصر وسط الميدان. اللاعبون تحت الضغط وسيناريو بداية الموسم في الأذهان تسبب عجز لاعبي الشبيبة عن تحقيق الفوز الذي لم يذوقوا طعمه منذ لقاء الجولة 21، في جعلهم يعيشون ضغطا رهيبا خاصة في ظل الانتقادات الموجهة لهم من طرف المدرب مناد، الذي يحملهم مسؤولية تراجع نتائج الفريق مثلما صرح به بعد نهاية لقاء الحراش. وأكيد أن الوضعية الحالية تعيد إلى أذهان عناصر الشبيبة ما عاشته في اللقاءات الستة الأولى من البطولة، التي سجلت فيه نتائج كارثية (تعادلان وأربعة انهزامات)، كانت سببا في رحيل التقني الفرنسي “شاي“، وتعويضه بالمدرب الحالي مناد الذي تمكن من قيادة الفريق بداية من الجولة السابعة، إلى تحقيق سلسلة من النتائج الرائعة والارتقاء إلى المركز الثاني قبل أن تتوقف هذه النتائج في الجولات الخمسة الأخيرة، وتسجل الشبيبة تراجعا رهيبا. ... وقادرون على التدارك أمام النصرية ورغم الضغط الشديد المفروض عليهم، إلا أن لاعبي الشبيبة قادرون على تدارك ما ضيعوه أمام الحراش، بانتزاع نقاط الفوز في مباراة الجولة القادمة أمام نصر حسين داي في ملعب هذا الأخير، لأنهم متعوّدون على التألق بعد كل تعثر في ميدانهم، مثلما فعلوه في لقاءات تلمسان، مولودية باتنة شبيبة القبائل والبرج، التي حققوا فيها ثلاث تعادلات وانتصار تداركوا بها التعثرات المسجلة أمام كل من مولودية الجزائر، شباب بلوزداد، عناية والشلف. كما أن زملاء بلخضر سيلعبون أمام فريق رهن حظوظه في ضمان البقاء، بعد الخسارة المسجلة في الجولة الفارطة أمام وفاق سطيف، بالإضافة إلى أنهم يحسنون التفاوض أمامه، مثلما فعلوا الموسم الماضي حيث فازوا عليه ذهابا وإيابا. حمّاني مقترح دخل مهاجم وفاق سطيف نبيل حمّاني في الآونة الأخيرة اهتمامات شبيبة بجاية، وحسب مصادرنا فإن أحد المناجرة اقترح خدمات اللاعب السابق لشبيبة القبائل، على الطاقمين الإداري والفني للفريق البجاوي. ومن المنتظر أن يدرس الطرفان القضية خلال الأيام القليلة القادمة، لاسيما أن حمّاني سيكون بعد نهاية الموسم الجاري، حرا من أي التزام لأن عقده ينتهي في جوان 2010. زرداب مطلوب في فرنسا وقد يغادر من المحتمل أن يغادر اللاعب المغترب زهير زرداب الشبيبة بعد نهاية الموسم، لأنه يريد العودة إلى اللعب فرنسا مجددا بعدما غادرها منذ موسمين في اتجاه نادي “زولتن” البلجيكي، قبل أن ينضم إلى الفريق البجاوي، خاصة أنه تلقى عروضا من فرق تنشط في بطولة الدرجة الثانية مثلما يكشف عنه في الحوار الذي خص به “الهداف“. ويبقى تنقل زرداب مرهونا بالحصول على موافقة إدارة الشبيبة، لأنه لا يزال مرتبطا بعقد مع الفريق يمتد إلى غاية 2011. وجاءت رغبة اللاعب في العودة إلى فرنسا في وقت تستعد إدارة طياب للاقتراح عليه تمديد العقد، بالنظر إلى الوجه الجيد الذي ظهر به مند التحاقه بالفريق منتصف الموسم الفارط. سدريك يعاني نفسيا تراجع مردود الحارس سي محمد سدريك في المدة الأخيرة بشكل ملحوظ، فبعدما كان حارس المنتخب المحلي رجل المواجهات التي خاضها فريقه منذ بداية الموسم، أصبح يمر بفترة فراغ وتجلى ذلك في اللقاءين الأخيرين أمام أهلي البرج واتحاد الحراش، حيث تلقى فيهما هدفين يتحمل مسؤوليتهما بنسبة كبيرة. ويرجع المتتبعون ما يحدث للحارس البجاوي، إلى أنه يعاني نفسيا بعدما تم إسقاط اسمه من قائمة الحراس، الذين سيستدعيهم الناخب الوطني سعدان تحسبا لمونديال جنوب إفريقيا.