إرتفعت حمى نهائي الكأس الذي سيلعب أمسية اليوم لدى أنصار إتحاد الحراش، الذي أعدوا كل العدة لغزو ملعب 5 جويلية منذ الصباح الباكر، حيث يعول الأنصار على التواجد بأعداد غفيرة في المدرجات، ويتسابق كل واحد منهم في التواجد أمام أبواب الملعب... لضمان مكانة في المدرجات لإدراكهم أنها ستكون مكتظة عن آخرها، في حال التأخر في التنقل إلى الملعب، لاسيما أن كل مناصر حراشي لا يريد تضييع هذا العرس الكروي والوقوف إلى جانب “الصفراء” في هذا النهائي التاريخي. سيؤكدون مرة أخرى أنهم ظاهرة هذا الموسم ولن يكتفي أنصار إتحاد الحراش بالتنقل مبكرا إلى ملعب 5 جويلية لضمان التواجد في المدرجات، وإنما تتم التحضيرات منذ أيام على صنع صور سيحفظها التاريخ. لاسيما أن “الكواسر” يدركون جيدا أن كل الآمال ستكون معلقة عليهم، لإنجاح هذا العرس الكروي بما أن الجميع يرى فيهم ظاهرة الملاعب هذا الموسم بحضورهم الجماهيري الكبير، في كل المباريات التي يلعبها فريقهم، ففي وقت نجد بعض المباريات تلعب بمدرجات شاغرة، فإن “الكواسر” صنعوا الإستثناء بحضورهم الغفير دائما. سيعيدون صور نهائي البطولة سنة 98 كما يعول “الكواسر” على صنع نفس الصور التي صنعوها في نهائي البطولة الوطنية موسم 97/98 أمام إتحاد العاصمة، أو أحسن من تلك الصور، حيث كانوا وقتها قد لعبوا دورا كبيرا في تتويج فريقهم بلقب البطولة، في مباراة مثيرة لن ينساها “الكواسر” ومعظم متتبعي الكرة الجزائرية، عندما تمكنت الحراش من قلب الطاولة على إتحاد العاصمة، وتحويل تأخرها إلى فوز في نهاية المطاف بثلاثية لهدفين. الملعب سيكون كله بالأصفر كل شيء سيكون باللون الأصفر عشية اليوم، من خلال تواجد أنصار الاتحاد برايات من مختلف الأحجام. حيث يعولون على جعل الملعب كله بالأصفر، والتأكيد أن الصور التي يصنعونها في المدرجات لم يسبق لأنصار أي فريق أن صنعها، وإذا علمنا أن أنصار شبيبة القبائل أيضا سيحضرون براياتهم التي تحمل اللون الأصفر، فإن المدرجات ستكون كلها باللون الأصفر. سيحفزون اللاعبين بطريقتهم الخاصة ويعول أنصار “الصفراء” على تحفيز لاعبيهم بطريقتهم الخاصة، ويدركون جيدا أنهم مفتاح الفوز واللاعبون يعولون عليهم كثيرا في هذا النهائي. لذلك يريد “الكواسر” صنع الفارق على نظرائهم من شبيبة القبائل، من خلال أهازيجهم التي لن تنقطع طوال التسعين دقيقة. “الكواسر والقبائل خاوة خاوة” ولكن في المقابل، أكد “الكواسر” أن تحفيزهم للاعبيهم بكل قوة لا يعني الدخول في مناوشات مع أنصار شبيبة القبائل، أو محاولة إفساد العرس الكروي وإنما سيؤكدون مرة أخرى أن علاقتهم جيدة بأنصار شبيبة القبائل، وأنهم سيكونون بمثابة إخوة في المدرجات كل منهم يناصر فريقه بطريقته الخاصة، والروح الرياضية هي التي ستكون المنتصرة في الأول والأخير. ----------- عبد القادر بن احمد (مسجل هدف الحراش في تتويج سنة 1974):“النهائي سيكون متكافئا وأتمنى أن يتواصل العرس مهما كانت هوية المتوج” تحدث مهاجم إتحاد الحراش سنوات السبعينات عبد القادر بن احمد، وهداف نهائي سنة 1974 الذي فازت فيه الصفراء على وداد تلمسان، عن أول كأس تحصلت عليها الحراش. حيث عاد إلى هذا التتويج خلال استضافته في حصة الجلسة الرياضية للتلفزيون الجزائري، قبل أن يؤكد أن نهائي هذا الموسم بين إتحاد الحراش وشبيبة القبائل، سيكون متكافئا خاصة أنه سيجمع فريقين يقدمان مشوارا جيدا هذا الموسم، وطريقة لعب لفتت الانتباه وحظيت بإعجاب كل متتبعي كرة القدم الجزائرية. “الضغط سيكون أكثر على الشبيبة” وفيما يخص أجواء النهائي وحالة اللاعبين، كشف عبد القادر أن الضغط في هذا النهائي سيكون أكثر على لاعبي شبيبة القبائل مقارنة بشبان الحراش. فالشبيبة كما قال عبد القادر تريد أن تؤكد لأنصارها أن ما حدث مؤخرا في كأس الكاف والهزيمة 3-0 مجرد تعثر فقط، ولكنها ستواجه حسب بن احمد فريقا يضم لاعبين شبان متعطشين للألقاب، ولديهم إرادة قوية للتتويج بلقب ستجعل نقص الخبرة لديهم يعوض بهذه الإرادة. وأضاف مهاجم الحراش سنوات السبعينات أن أهم شيء سيكون في صالح لاعبي الحراش، يكمن في أنهم يريدون تأكيد إمكانياتهم، ولفت انتباه رؤساء الأندية الأخرى من أجل الظفر بعقد الموسم المقبل. “مباراة الموب أصعب ما خاضته الصفراء في مشوارها“ وفي تلخيصه لمشوار الاتحاد هذا الموسم في منافسة الكأس، كشف هداف نهائي سنة 1974 أن مباراة الدور ثمن النهائي أمام مولودية بجاية بملعب هذا الأخير، كانت الأصعب بالنسبة للحراش مقارنة ببقية المواجهات، خاصة أمام وفاق سطيف. وعلل عبد القادر ذلك بأن لاعبي الصفراء استخفوا قليلا بالمنافس الذي ينشط في القسم الثاني هواة، ما جعل الحراش لا تسجل هدف الفوز إلا في الوقت بدل الضائع، ليعلن بأن الفوز الذي حققته الحراش في البطولة على وفاق سطيف، مهد لها الطريق لإعادة الانتصار في الكأس في الدور نصف النهائي. “أتمنى أن تلعب الحراش بالزي الأخضر والأبيض وهذه حكايته“ ولم يفوت عبد القادر بن أحمد الفرصة ليتحدث عن موضوع البدلة التي ستلعب بها الحراش النهائي (القرعة تمت أمس)، حيث تمنى أن تخوض الصفراء النهائي ببدلتها الأصيلة التي تحمل اللونين الأخضر والأبيض، مشيرا إلى أن هذين اللونين هما الأصليين للحراش التي وبعد انضمامها لشركة سوناليرم، حملت اللون الصفر والأسود فالأصفر يرمز للذهب والأسود للفحم، باعتبار أن الحراش كان يطلق عليها في الثمانيات اسم إتحاد مناجم الحراش. كما كانت فرصة سانحة لعبد القادر ليكشف سبب تفضيله اللونين الأخضر والأبيض، حيث قال إن الحراش كانت أول فريق في عهد الاستعمار الفرنسي يلبس ألوان الجزائر أبيض، أخضر وأحمر بالنجمة والهلال. “العرس يجب أن يتواصل مهما كانت هوية المتوج“ وفي سياق حديثه عن نهائي اليوم بين الحراش والكناري، أعرب اللاعب السابق للصفراء عن أمله في أن يسير في روح رياضية عالية، سواء داخل أرضية الميدان أو في المدرجات وأن يتواصل العرس الذي بدأه الأنصار منذ فترة، من خلال تحضيراتهم لهذا النهائي الكبير والذي سيجمع فريقين كبيرين، حتى بعد النهائي ومهما كانت هوية المتوج باللقب. “لا توجد قيمة أكبر من التتويج بالكأس“ وفي نهاية حديثه، كشف عبد القادر بن احمد أن قيمة بلوغ النهائي والتتويج بالكأس لا تضاهيها أي منحة للاعبين، لأن التواجد في هذا المكان يعتبر حدثا كبيرا في حد ذاته. وذلك سيبقى مخلدا في مسيرة أي لاعب، لهذا فإن الحديث عن المنح المالية أمر ثانوي والتتويج بالكأس أكبر من أية منحة مالية حسب بن احمد. غربي قائد الحراش الذي يريد حمل الكأس ويخلف مزياني في حال تمكن اتحاد الحراش من التتويج بالكأس، فإن اللاعب غربي مسعود هو الذي سيرفعها قبل كل زملائه ويتسلمها من يدي فخامة رئيس الجمهورية بالنظر إلى أنه قائد الفريق وحمل شارة القائد في جل لقاءات فريقه هذا الموسم، فابن الأخضرية الذي استقدمه شارف من نادي العزازقة يحلم بدخول التاريخ ويعيش حلما ربما لم يكن يراوده لحظة واحدة في أن يأتي يوم ويكون فيه على بعد 90 أو 120 دقيقة فقط عن تحقيق إنجاز كبير لم يحققه حتى لاعبون كبار بأن يستلم كأس الجمهورية من يدي فخامة رئيس الجمهورية ويخلف بذلك اللاعب الكبير لهذا النادي عبد القادر مزياني الذي رفع الكأس في آخر تتويج ل”الصفراء” سنة 1987 أمام شباب برج منايل. شارف يراوغ الجميع ويبرمج الحصة الأخيرة في تيبازة بعدما كان مبرمجا في بادئ الأمر، أن تجري التشكيلة الحراشية حصتها التدريبية الأخيرة عشية المباراة النهائية في ملعب القليعة، غيّر بوعلام شارف البرنامج في آخر لحظة، وحوّل تدريبات الأمس من ملعب القليعة إلى ملعب تيبازة. لأن المسؤول الأول على العارضة الفنية للإتحاد، ربما تعمد مغالطة الجميع حتى يضع اللمسات الأخيرة على التشكيلة الأساسية، والخطة التي سيطّبقها أمام الشبيبة اليوم بعيدا عن الأنظار. عائلات وأنصار عادوا خائبين على بيوتهم وقد تنقل عدد لابأس به من أنصار “الصفراء” وحتى بعض العائلات بشكل عادي عشية أمس إلى ملعب القليعة، قصد حضور الحصة التدريبية لفريقهم ومن ثمة تشجيع رفقاء بوعلام على بذل كل ما في وسعهم للفوز بهذه الكأس، إلا أن مفاجأتهم كانت كبيرة عندما وجدوا الملعب شاغرا ولا وجود لأي عضو من الحراش، قبل أن يصلهم خبر تحويل الحصة في آخر لحظة إلى ملعب تيبازة، ليقرّروا العودة إلى بيوتهم. حيث بقوا يتساءلون عن السبب الذي جعل شارف يغيّر ملعب التدريبات، معبرين عن أن أملهم في التقرب من اللاعبين عشية هذا النهائي قد خاب. ... وتساءلوا عن سبب برمجة التدريبات في العشب الاصطناعي وقد بقي بعض المناصرين يتساءلون عن سبب برمجة الحصة التدريبية الأخيرة في ملعب تيبازة، المعروف بأنه من العشب الاصطناعي في وقت أن المواجهة النهائية ستلعب على العشب الطبيعي لملعب 5 جويلية. وأجمعوا على أنه كان من المفترض أن تتدرب التشكيلة في العشب الطبيعي وفي أرضية مبللة بالمياه، حتى تجد نفس الأرضية ونفس الظروف اليوم، إلا أن شارف الوحيد الذي بإمكانه تبرير هذا الخيار، لأنه المسؤول الأول عن الجانب التقني والأكيد أن له تفسيراته المقنعة لهذا القرار. حنيتسار: “أتمنى لو أدخل أرضية الميدان أعطي ضربة الإنطلاقة ثم اخرج“ كيف هي أحوال حنيتسار في الفترة الأخيرة؟ أنا على أحسن ما يرام، وكما تعلمون أنا بصدد اتباع برنامجي العلاجي بعد العملية الجراحية التي إجريتها في قطر. وكيف يسير العلاج؟ العلاج يتقدم، فأنا حاليا أكثف من حصص تقوية العضلات ومرحلة إعادة التأهيل، وفق البرنامج الذي تحصلت عليه من عيادة أسبيطار في قطر. الحراش في نهائي كأس الجمهورية فكيف تعيش هذه المرحلة؟ دون شك أعيشها مثل بقية رفاقي، فرغم أني لست معهم لكن هذا لا يعني أنني لا أعيش أجواء النهائي. بل بالعكس أحسن بما يحسون وتركيزي منصب على هذا الحدث الكبير. الحدث مميز وأن تكون بعيدا عن التشكيلة أمر خاص، أليس كذلك؟ هذا أكيد فكل لاعب يتمنى لو كان مع رفاقه لخوض هذا النهائي، كما اعتبره شخصيا حدثا مميزا لا تعيشه دائما، ورفاقي محظوظون لأنهم سيلعبون نهائي كأس الجمهورية بعدما غابت الحراش عن هذا الموعد طيلة 24 سنة كاملة. وهل تمنيت لو كنت مع رفاقك؟ هذا أمر مفروغ منه ولا يوجد لاعب لا يتمنى أن يحضر في النهائي، لكن الإصابة منعتني من ذلك. ورغم ذلك فأنا حاضر معنويا مع زملائي وأعيش معهم هذه الأيام. ماذا تتمنى في هذه اللحظة بالذات؟ أتمنى أن أدخل أرضية الميدان ولو لنصف دقيقة، حتى أعطي ضربة الانطلاقة وبعدها أعود إلى مكاني، لأنها لحظة خاصة وأتمنى أن أعيشها من كل قلبي. تتمنى لو تتابع اللقاء من كرسي الاحتياط؟ أجل أتمنى أن أدخل أرضية ميدان 5 جويلية مع رفاقي، وأجلس معهم أتابعهم لحظة بلحظة وأشهد انطلاقة النهائي وبعد ذلك نحتفل بالتتويج في نهاية المطاف. وهل اتصلت برفاقك وتحدثت معهم؟ هذا أقل شيء يمكنني القيام به، حيث أنني على اتصال دائم برفاقي، وأسال عن أخبارهم وأرفع معنوياتهم قبل النهائي واحفزهم على التركيز والسعي لضمان الكأس. تحولت في الفترة الأخيرة لمناصر وفي لرفاقك هذا واجبي، فقد تمنيت لو أنني كنت معهم فوق أرضية الميدان وأساهم في الإنجازات المحققة، لكن المكتوب أراد غير ذلك بسبب الإصابة التي تعرضت لها. وماذا لاحظت عند رفاقك؟ حماس كبير وتفاؤل أكبر بالتتويج، فكل اللاعبين تحدوهم إرادة قوية للفوز بالنهائي وجلب الكأس للحراش. وكيف ترى النهائي وأنت بعيد عن الفريق؟ مما لاشك فيه أن النهائي لن يكون سهلا لانه سيجمع فريقين هم الأفضل حاليا في البطولة، بنتائج تتحدث عن نفسها. كما أن اللقاء سيلعب على تفاصيل صغيرة والأشد تركيزا هو من سيحسم الأمور لصالحه، لذا أطالب رفاقي بتفادي التسرع والمحافظة على برودة أعصابهم. وماذا عن الأنصار؟ دور الأنصار كبير في مثل هذه المواعيد لذا أقول لأنصارنا الأوفياء إن التشكيلة بحاجة لدعمهم القوي والكبير، لأنهم سيصنعون الفارق. برأيك ما سر الاهتمام الكبير بالكأس، وماذا تقول عن هذه المنافسة؟ للكأس طعم خاص ولا أحد يعرفه إلا إذا كان فوق أرضية الميدان، وأنا من جانبي لم أكن محظوظا لأتوج بالكأس رغم أني لعبت نهائي هذه المنافسة في وقت سابق مع إتحاد العاصمة، لكننا انهزمنا أمام مولودية الجزائر. ولكن هذه المرة أتمنى أن يبتسم القدر لنا في الحراش ونفوز بالكأس. أنت ثاني لاعب في الحراش ضيع التتويج رفقة العياطي هو شعور مؤلم، أليس كذلك؟ بطبيعة الحال خسارة النهائي طعمها مر، فبعد مشوار كبير تنهزم في نهاية المطاف. ولا أريد أن أتحدث كثيرا عن هذا الشعور. هل تتوقع حضورا قويا من جانب أنصاركم؟ أنصارنا لن يضيعوا حدثا بهذا الحجم، بدليل التحضيرات والأجواء الرائعة التي تشهدها معاقل الصفراء في كل أحياء الحراش. كما أن عددا كبيرا من أبناء وهران سيحضرون لملعب 5 جويلية لمتابعة النهائي، وأكدوا لي أنهم سيناصرون الحراش. ربما لتواجدك وبوعلام وبومشرة في صفوف الحراش؟ ربما هذا أحد الأسباب، لكن عددا كبيرا من أنصار مولودية وهران أكدوا لي أنهم أعجبوا كثيرا بطريقة لعب الحراش هذا الموسم، وأجمعوا على أننا نملك فريقا شابا يستحق التتويج بالكأس. كما أن شبيبة القبائل هي من أقصت مولودية وهران في نصف النهائي؟ لا أعتقد أن الأمر يتعلق بهذا الجانب، لكن العديد من الوهرانيين أكدوا لي ان طريقة لعب الحراش أثارت إعجابهم ويريدون حضور هذا النهائي الكبير.