قبل يومين فقط على عودته إلى ملعب "ماراكانا" العريق في ريو دي جانيرو ، يبدو منتخب أوروغواي لكرة القدم مقتنعا تماما بوجود مؤامرة ضده في بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل وذلك بعد العقوبات القاسية التي فرضت على لاعبه لويس سواريز لتحرم الفريق من جهوده لفترة طويلة بما فيها المباريات المتبقية في المونديال الحالي. ويثق منتخب أوروغواي الآن في وجود مؤامرة ضده بعد معاقبة سواريز بالإيقاف تسع مباريات إضافة لعقوبات أخرى مما يعني غيابه عن مباراة الفريق المقررة بعد غد السبت أمام نظيره الكولومبي على ملعب "ريو دي جانيرو" علما بأن سواريز هو النجم الأبرز للفريق حاليا وهو مصدر الخطورة الرئيسي بالفريق. وعاقب الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) سواريز بالإيقاف تسع مباريات اعتبارا من مباراة كولومبيا والإيقاف أربعة شهور عن ممارسة أي نشاط كروي إضافة لتغريمه 100 ألف فرنك سويسري بسبب واقعة العض التي ارتكبها اللاعب ضد جورجيو كيلليني نجم المنتخب الإيطالي خلال مباراة الفريقين بالمونديال الحالي والتي انتهت بفوز منتخب أوروغواي 1/صفر ليخرج المنتخب الإيطالي (الآزوري) صفر اليدين من البطولة. وتأتي هذه لعقوبات كمبرر كاف لتأكيد شعور منتخب أوروغواي بوجود مؤامرة ضده في البطولة الحالية. وخلال الأيام القليلة الماضية ، أصبح الفريق في فندق الإقامة محاصرا بين الامواج المتلاطمة للمحيط الأطلسي والبنادق الآلية التي يحملها رجال الشرطة المكلفين بتأمين الفريق من خارج الفندق. ويعود منتخب أوروغواي إلى استاد "ماراكانا"بعد غد السبت للمرة الأولى منذ أن حقق انتصاره التاريخي بهذا الملعب على المنتخب البرازيلي في المباراة الختامية لبطلة كأس العالم 1950 بالبرازيل وهي المباراة التي كان المنتخب البرازيلي بحاجة إلى التعادل فقط فيها ليتوج بلقبه العالمي الأول آنذاك ولكن اللقب ذهب لأوروغواي للمرة الثانية في تاريخ الفريق بعدالفوز على البرازيل 2/1 في موقعة اشتهرت تاريخيا بلقب "ماراكانازو". ورغم محاولات منتخب أوروغواي حاليا لتهدئة أجواء الفريق وإعادة ترتيب الأورق في ظل غيب سواريز عن المباراة ،يشعر الجميع داخل المنتخب الملقب "بالسماوي" بوجود مؤامرة ضده. وغاب سواريز واللاعبون الذين خاضوا مباراة إيطاليا أول امس الثلاثاء عن تدريبات الفريق التي أقيمت أمس على شاطئ الأطلسي. وحاول سواريز الاختباء عن وسائل الإعلام ومشاهدة مناظر الشاطئ الجميل من نوافذ الفندق خشية توجيه الأسئلة إليه بشأن واقعة العض. كما حاول منتخب أوروغواي حماية اللاعب من عاصفة الانتقادات الموجهة إليه حيث اتهم الفريق وسائل الإعلام البريطانية والبرازيلية بافتعال أزمة وتضخيم الأمور من أجل إيقاف اللاعب. ورد دييغو لوغانو قائد منتخب أوروجواي ، على صحفي بريطاني ، قائلا "أي واقعة ؟ ما هي الواقعة ؟ لا أعلم عن أي واقعة تتحدث. هل تسألني عن الدوري الإنجليزي ؟.. لا أفهم الإنجليزية. فلتحدثني بالأسبانية" علما بأن لوغانو يلعب في صفوف فريق ويست بروميتش ألبيون الإنجليزي. وأضف "الجميع يعلمون أن الإعلام البريطاني يضطهد سواريز. إنه يساهم في بيع الصحف لأنه شخصية كاريزمية وهناك خطر من أن يصبح النجم الأبرز لكأس العالم. منافسونا يشعرون بالقلق". وأشار لوغانو بعدها إلى أن المنتخب البرازيلي يريد إيقاف سواريز لأنه قد يلتقي منتخب أوروجواي في دور الثمانية. ويتماشى هذا مع تصريحات الكثير من مشجعي أوروغواي. ورغم محاولات منتخب أوروجواي للتعتيم على الواقعة ومحاولة عدم تركيز الأضواء عليها ، جاءت عقوبات الفيفا لتوجه صدمة كبيرة إلى الفريق وتثير الشعور بوجود مؤامرة حقيقية.