السؤال: ما فضل ليلة القدر ومتى هي، والعشر الأواخر من رمضان؟ الجواب : يُستحب تحرّي ليلة القدر في رمضان، والإجتهاد في العبادة فيها، لأنّ العبادة فيها مضاعفٌ فضلُها، حتى إنه ليبلغ فضل ثواب العمل فيها، أكثر من ثواب عمل 83 عاما، قال تعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ}، والدعاء فيها مستجاب، ومن قامها فوافقها غُفر له ما تقدم من ذنبه، ولهذا كان النبي صلّى الله عليه وسلم، يجتهد في تحرّيها، ويطلبها بالاعتكاف في المسجد، لئلا يفوته فضلها العظيم، كما صحّ في الأحاديث، جاء في صحيح مسلم من حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعْتَكَفَ الْعَشْرَ الأَوَّلَ مِنْ رَمَضَانَ، ثُمَّ اعْتَكَفَ الْعَشْرَ الأَوْسَطَ فِي قُبَّةٍ تُرْكِيَّةٍ -والقبّة: الخيمة وكلّ بنيان مدوّر- عَلَى سُدَّتِهَا حَصِيرٌ، قَالَ فَأَخَذَ الْحَصِيرَ بِيَدِهِ فَنَحَّاهَا فِي نَاحِيَةِ الْقُبَّةِ، ثُمَّ أَطْلَعَ رَأْسَهُ، فَكَلَّمَ النَّاسَ فَدَنَوْا مِنْهُ، فَقَالَ: "إِنِّي اعْتَكَفْتُ الْعَشْرَ الأَوَّلَ، أَلْتَمِسُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ، ثُمَّ اعْتَكَفْتُ الْعَشْرَ الأَوْسَطَ ثُمَّ أُتِيتُ، فَقِيلَ لِي إِنَّهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ، فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَعْتَكِفَ فَلْيَعْتَكِفْ"، فَاعْتَكَفَ النَّاسُ مَعَهُ ، قَالَ: "وَإِنِّي أُرْيْتُهَا لَيْلَةَ وِتْرٍ، وَإِنِّي أَسْجُدُ صَبِيحَتَهَا فِي طِينٍ، وَمَاءٍ"، فَأَصْبَحَ مِنْ لَيْلَةِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ، وَقَدْ قَامَ إِلَى الصُّبْحِ، فَمَطَرَتْ السَّمَاءُ، فَوَكَفَ الْمَسْجِدُ، فَأَبْصَرْتُ الطِّينَ، وَالْمَاءَ، فَخَرَجَ حِينَ فَرَغَ مِنْ صَلاةِ الصُّبْحِ، وَجَبِينُهُ، وَرَوْثَةُ أَنْفِهِ، فِيهِمَا الطِّينُ، وَالْمَاءُ، وَإِذَا هِيَ لَيْلَةُ إِحْدَى وَعِشْرِينَ مِنْ الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ"، وليلة القدر هي في العشر الأواخر من رمضان، ثم هي أرجى ما تكون ليلة السابع والعشرين من رمضان، فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، من حديث ابن عمر عند أحمد، ومن حديث معاوية عند أبي داود، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليلة القدر ليلة سبع وعشرين"، وحكمة إخفائها، تحصيل الإجتهاد في جميع الليالي، ولما في طلب ما فيه خفاء من استدعاء الهمم، وتحريك رغبة البحث، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله أرأيت أن وافقت ليلة القدر ما أقول؟ قال: "قولي: اللهم إنك عفوُّ كريم تحبُّ العفو فاعف عني".