حين يجد أحدنا شخصاً يتسع صدره وكيانه له، ويجد راحته عنده ، يبدأ يفضفض إليه ما شاء وكيف شاء والى ما شاء الله.. ولا غرابة أن أي أحد منا يجد شخصاً ما يرى نفسه من خلاله ويميل إليه أكثر من غيره. هناك من يجد راحته مع أحد أفراد عائلته، سواء كان هذا الشخص متمثلاً في أحد الوالدين أو أحد الإخوة أو الأخوات.. لكن أحياناً لا يجد ذاك الذي ترتاح له نفسه من البيت ذاته، فيلجأ إلى خارجه، فيكون أحد الأقارب أو الأصدقاء.. لكن من المهم حسبما أراه، الاهتمام بتكوين الصداقة في العائلة نفسها أولاً قدر المستطاع سواء مع الأخ أو الأخت، وأقصد ها هنا البيت الواحد، فإن تعذر ذلك يتم توسيع الدائرة ليحل أبناء العم وبناته أو الخال وهكذا، قبل الخروج بعيداً بعيدا.. مع أهمية دور الوالدين بطبيعة الحال، ولكن لأن نظرتنا إلى الأب والأم مختلفة باعتبار أن لهما مكانة خاصة لا تتحمل تفاصيل وجزئيات، تجدنا نقف عند حد معين في العلاقة، لكن مع الأخوة أو أبناء العمومة، غالباً لا توجد تلكم الحواجز، فالمهم في الحديث أن الحاصل اليوم في أغلب البيوت، هو اللجوء وقت المشكلات تحديداً إلى الخارج ، أي خارج البيت.. الولد يجد ضالته في صديقه، والبنت مع صديقتها، وربما الأب أيضاً وكذلك الأم . كل أحد في العائلة له محطته الخارجية التي يرتاح فيها وإليها. وربما هذا اللجوء من أسباب انكشاف البيوت وشيوع بعض أسرارها.. فهذا الذي تبوح إليه أسرارك، الذي يكون صديقاً وفياً لك، عنده أيضاً صديق حميم قد يكون أعلى درجة منك، وبالتالي لا يوجد ما يمنعه من أن يتحدث بموضوعك عنده رغم أنك قد تطلب من صديقك كتم الموضوع، لكن لثقته في صديقه، تراه يتحدث إليه عنك، وهكذا يحصل.. ونعلم جميعاً أن السر إن علم به أكثر من اثنين، لم يعد سراً، لهذا يشدد التربويون على أهمية تقوية العلاقات بين أفراد الأسرة الواحدة.