لتفادي الانهيار التام للدولة الليبية تلقّت السلطات الجزائرية في الأيام الأخيرة، مطلبا من طرف رئيس حزب تحالف القوى الوطنية في ليبيا، محمود جبريل، للقيام بدور وساطة بين مختلف الفرقاء السياسيين في ليبيا التي تشارف على الانهيار التام. نقلت وسائل إعلام ليبية عن مصادر خاصة أنّ رئيس حزب تحالف القوى الوطنية في ليبيا، محمود جبريل، ورئيس اللجنة التسييرية في الحزب، عبد المجيد مليقطة، قاما بزيارة إلى الجزائر نهاية الأسبوع الماضي، وطلبا من الحكومة الجزائرية رعاية مفاوضات بين حزبهما وبين قادة قوات ما يُعرف بعملية "فجر ليبيا" في العاصمة طرابلس، المعارِضة للواء المتقاعد خليفة حفتر الذي يقود حملة عسكرية ضد ما يسميه "التطرف والإرهاب" في بنغازي. وبحسب المصدر، تسعى وزارة الخارجية الجزائرية إلى خلق قنوات اتصال مع قادة "فجر ليبيا" لبحث كيفيّة الخروج من الحرب في العاصمة طرابلس، وذلك عن طريق شخصية ليبية قريبة من قادة "فجر ليبيا"، من المحتمل أن تقوم بزيارة إلى العاصمة الجزائرية منتصف شهر أوت الجاري، لإيجاد حل سلمي وتوافقي للأزمة واستتباب الأمن وتجنب الانزلاق إلى وضع أكثر سوءا. ولم تعلن الجزائر إلى غاية اليوم عن أي زيارة لأي شخصية ليبية في الآونة الأخيرة، ولا يعرف إن كان المسؤولون الجزائريون بدأوا فعلاً اتصالات بالخصوم السياسيين في ليبيا. ويرى كثيرون أن لجوء محمود جبريل إلى الجزائر نتيجة عدم ثقة قادة قوات "فجر ليبيا" في طرابلس، أو ما يعرف ب"مجلس شورى ثوار بنغازي"، بأي دور مصري كوسيط، خاصة بعد تواتر معلومات عن تورط الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بدعم اللواء المتقاعد خليفة حفتر. ووفق الرأي نفسه، فإنّ الجزائر تسعى لأن تكون بديلاً إقليمياً عن مصر التي تراجع دورها بعد انقلاب الثالث من جويلية 2013، كما أنّ الجزائر لا تدعم خيار التدخل العسكري في ليبيا نتيجة الأضرار التي ستنعكس على أمنها القومي، وحدودها البالغة 900 كيلومتر مع ليبيا جنوباً