نشرت : المصدر موقع بوابة الشرق الاثنين 25 مايو 2015 18:46 لنقف قليلاً مع تلك الكلمات الرائعات من خليفة عادل صادق. قبل البدء، نحن بشر معرضون للخطأ في القول والفعل، وبالتالي ظهور معايب عديدة ربما لا يلاحظها أحدنا على نفسه، فيما يراها الغير.. ومن هنا نبدأ الحديث. قلنا من ذي قبل إن النفس البشرية بشكل عام تهش وتبش للمديح والإطراء، لكنها لا تستسيغ أو تتقبل العكس من ذلك أو إن صح التعبير، لا تتقبل النقد بالسهولة التي قد نتصورها أو بنفس سهولة قبولها للمديح، حتى لو كان هذا النقد بنّاءً إيجابياً. هكذا هي النفس البشرية التي تحتاج للكثير من التربية لتصل إلى المرتبة التي تحدث عنها أمير المؤمنين عمر.. إنك حين تصل إلى تلك المرتبة العالية بأن تحب من يبصرك بعيوبك وينتقدك، فهذا مؤشر على أنك أنت من تتحكم بنفسك وليس العكس، وهو الغالب في هذا الزمان وكل زمان. النفس الإنسانية ليست سهلة الانقياد، لكن تطويعها وتوجيهها وضبطها ليس بالمستحيل أيضاً، ولكن الأمر يحتاج، كما أسلفنا، إلى جهد وتربية إيمانية، ولا يمكن للمرء أن يكتسبها لوحده، بل ضمن منهج تربوي قرآني طويل ومع آخرين تحقق لهم ذلك، فيكونون بذلك عوناً على ضبط وربط النفس وإخضاعها للحق. من يقوم ويطرق بابك ليتحدث إليك عن معايب فيك رآها، فهذا يمكنك اعتباره من درر الزمان، أو من أولئك البشر الذين يوصي الحكماء بالعض عليهم بالنواجذ، كناية عن عدم التفريط بهم، بل التقرب منهم وتقريبهم إليك أيضاً. إن من يهدي إليك عيوبك وبعيداً عن الناس، لم يفعل ذلك على الأغلب إلا نتيجة حب يكنه لك، ولا أظن له مصلحة من عمله سوى أن يراك في وضع لا يأسى عليك ولا يحزن. ولهذا إن رفع إليك أحدٌ عيباً أو مجموعة عيوب رآها، فلا تحزن، بل أقبل عليه بكل جوارحك، تسمع إليه وتنصت، ثم تدعو له بظهر الغيب، وقبل ذلك تشكره جزيل الشكر. إن مثل هذا كمثل جوهرة نادرة يرزقك الرازق بغير ميعاد.. أفلا تحتاج كل الرعاية والاهتمام؟.. الجواب عندك.