نشرت : المصدر جريدة الشروق الجزائرية الثلاثاء 29 سبتمبر 2015 09:45 اعتراف أب هزّ أمة بكاملها، هذا هو عنوان جريمة مدينة العلمة بسطيف، والتي أقدم خلالها أب على ذبح ابنه ورميه في الغابة لتلتهمه الحيوانات الضالة، فقد ثبتت الرؤية وتبين الخيط الأبيض من الأسود، وفاجأ الأب الجميع عندما اعترف بعد انكار أنه قتل ابنه بكل برودة، وكل ذلك نكاية في أهل طليقته. فهذا الوالد الذي يتمتع بكل قواه العقلية ويعاني فقطمن إعاقة حركية على مستوى العين، اعتاد على أخذ ابنهفي نهاية الأسبوع، وفي السبت ما قبل الماضي توجه إلىبيت أصهاره ببلدية التلة أين استلم الابن من طليقته،وحسب جد الضحية من أمه فإن الابن كان يبكي بحرقةولا يريد الذهاب، لكن الوالد سحبه بقوة وأدخله إلىالسيارة، ويضيف خال الضحية أن الأم تابعت المشهدولم يعجبها تصرف الأب، ليس لأنه سحب ابنه، بل لأنهابتسم أمام جده، وهي الابتسامة التي حيّرت العائلة ليتضح أنها ابتسامة غدر لا غير، وبعدما قضى مع ابنهنصف يوم بصفة عادية، خرج معه وظن الجميع أنه أعاده إلى أهل طليقته، غير أن الحقيقة المرة أن الأب توجهإلى الغابة ولم يتردد في إخراج خنجر وذبح ابنه ورماه وسط أشجار الغابة، وهي النهاية التي لم يهضمها كل منسمع بها، وحسب المعلومات التي بحوزتنا فإن المتهم الذي تزوج سنة 2011 ظل في خلاف دائم مع زوجتهالتي طلبت الطلاق بسبب ما عانته في المسكن العائلي لزوجها، وطالبت بضرورة الاستقلال بمسكنها والاعتناءأحسن بابنها، وبالرغم من تمسك المتهم بزوجته إلا أنها أصرت على الانفصال، وباشر الاثنان إجراءات الطلاقالتي لم تصل بعد إلى الحكم النهائي، وكان من المفروض أن يلتقي الاثنان في جلسة صلح الأسبوع الماضي لكنالمتهم غاب عن الجلسة لأنه حينها كان يخفي أمرا مريبا، وقبل الجلسة بيوم كان الطفل عبد الرحيم قد انتقلإلى جوار ربه، ومن خلال المعطيات التي بحوزتنا فإن الأب أقدم على جرمه ليحرق قلب طليقته التي رفضتالعودة إلى بيت الزوجية، وليغيض أصهاره الذين دخل معهم في خلاف مفتوح، وهي الوضعية التي تزامنتمع ظروفه الاجتماعية الصعبة، فهو يعمل مساعد بنّاء ودَخله محدود، ولم يقدر على تحمل مصاريف البيت،ولا المصارف القضائية التي انجرت على إجراءات الطلاق، الأمر الذي دفعه إلى قلب الوضع، لكنه اختار ابنهالذي كان يحبه حبا جما، وفي رأيه فقد ضحى به ليخلص نفسه وابنه من هذا الواقع المر، وأما بالنسبة للأمفلازالت تحت الصدمة، وأصرت على رؤية ما تبقى من جثة ابنها التي أكلتها الكلاب وأقسمت قائلة لأهلها لودفنتموه دون أن أراه سأحفر القبر وأستخرجه لألقي عليه نظرة مهما كانت حالة جسمه المشوهة.