نشرت : الثلاثاء 20 أكتوبر 2015 08:09 يحل وفد من الأقدام السوداء يوم الفاتح من نوفمبر المقبل في زيارة إلى الجزائر، يطوف خلالها بعدد من المقابر المسيحية واليهودية بالجزائر، حيث سيضم الوفد نحو 15 شخصا من أعضاء جمعية حماية المقابر الفرنسية، وهي الزيارة التي تتزامن مع عيد "لو توسان" المسيحي الكاثوليكي. وأوضح رئيس جمعية حماية المقابر الفرنسية بالجزائر،المحامي جاك كافانا، في تصريح ل "الشروق"، أن الوفدسيزور الجزائر لمدة 3 أيام. وسيزور مقبرة "سانت أوجان"والعالية بالعاصمة رفقة ممثل عن السفارة الفرنسيةبالجزائر، وهذا من أجل الاطلاع على حالة المقابرالفرنسية. وعاب المتحدث تدهور حال المقابر الفرنسية خارجالعاصمة التي تتعرض للإهمال وعوامل الطبيعة والزمن،وكشف بأن نحو 30 بالمائة من المقابر الفرنسية في الجزائر زالت واندثرت بفعل تلك العوامل من إهمالوطبيعة وزمن، مشيرا إلى أن السفارة الفرنسية بالجزائر مشكلتها هي عدم تكفلها بهذه المقابر بل تركتهامهملة، خاصة في سنوات التسعينيات على غرار ما حدث لمقبرة البليدة مثلا، مضيفا أن السلطات الفرنسيةتتحدث عن 200 أورو كميزانية للمقابر لكنها لم توضح هل هذه الميزانية تغطي شهرا أم سنة أم 50 سنة. وأبدى رئيس الجمعية، جاك كافانا، رفضه ورفض جمعيته المطلق لمسعى السلطات الفرنسية لتجميعالمقابر الفرنسية في الجزائر بغية حمايتها، وشدد على أن كل مقبرة فرنسية مسيحية أو يهودية يجب أن تبقىحيث هي، وقال في هذا الصدد: "نحن نرفض بشدة هذا المسعى. نحن نريد الاحتفاظ بذاكرتنا كما هي لأنلكل مدينة تاريخا ولكل قرية تاريخا وذكريات". واقترح محدثنا أن يتم توقيع عقود رعاية بين البلديات الفرنسية ونظيرتها الجزائرية التي توجد بها مقابر فرنسيةيتم من خلالها إطلاق نظام لتبادل المعلومات وتساهم البلديات الفرنسية ماديا من أجل حماية المقابر فيالبلديات الجزائرية، ويتم كذلك تشغيل المؤسسات المحلية في الصيانة وإعادة التأهيل والترميم وغيرها. وخلال الحديث مع المحامي الفرنسي كافانا، وهو رئيس جمعية حماية المقابر الفرنسية في الجزائر، كشف أنهسلم شخصيا ملفا كاملا إلى وزارة الخارجية الجزائرية من أجل تمكين الأقدام السوداء الذين غادروا الجزائر ومازالوا على قيد الحياة من جواز السفر الجزائري. وذكر محدثنا بأن الأقدام السوداء ولدوا في الجزائر وقال في هذا الصدد: "أنا ولدت بالأبيار في العاصمة ولديعلاقات بوزراء سابقين ومستشارين في رئاسة الجمهورية وآباؤنا وأجدادنا دفنوا بالجزائر فلم يبق ينقصنا سوىجواز السفر لذلك قدمنا الملف إلى الخارجية الجزائرية بغية الحصول عليه". وتابع: "في المغرب هذا الحقمتاح ونحن نطالب بأن يكون كذلك للأقدام السوداء في الجزائر هذا الحق أيضا". وكانت السلطات الفرنسية قد وجهت شبه توبيخ إلى نظيرتها الجزائرية، بسبب التدهور الذي تعرفه المقابرالفرنسية في الجزائر، حيث ذكر وزير الخارجية الفرنسي في رده على مساءلة برلمانية أن مصالح بلاده تنفقالأموال بملايين الأورو على المقابر لتتركها السلطات الجزائرية فيما بعد عرضة للإهمال.