نشرت : المصدر موقع معرفة الله الأحد 13 مارس 2016 10:34 الجواب: كيف أخشع في الصلاة وجوارحي قبل الصلاة غير خاشعة؟ كيف أخشع في الصلاة وأنا أغتابك، وأنم في حقك، وأتكبر عليك، وأحتقرك، وأنظر إليك بعين الازدراء، ومالي حرام أو شبهة، وأظلم من حولي، ثم أريد أن أخشع في الصلاة؟! فالذين خشعت قلوبهم لطاعة الله قبل الصلاة هم الذين سيخشعون في الصلاة.
ومن علامة عدم خشوع الجوارح عبث الرجل بحليته في الصلاة، فلو خشع بقلبه لخشعت جوارحه؛ لأن قلبه هو المسيطر.
وهناك أسباب للخشوع وهي:
أولاً: أن يكون المال حلالاً، كان ابن عمر يركع أو يسجد عند الكعبة فتقف الطيور على ظهره وتستقر، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ركع فإنه يتم الركوع، حتى لو وضعت إناء مليئاً بالماء على ظهره الشريف لاستقر.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم هو المثال والقدوة، وصفة صلاة النبي موجودة في البخاري ومسلم .
ثانياً: عدم الأمن من مكر الله، والسبب الرئيسي في الأمن من مكر الله هو ستر الله على العبد وهو يبارز الله بالمعاصي، فيأكل الحرام، والشبهة، ويرتشي ويختلس، ويمد يده لما حرم الله، ويظلم عباد الله، فالله عز وجل يدخله في مرحلة الاستدراج، فيظن أن الله راض عنه، ومصيبة المصائب الرضا عن النفس، وإذا وجدت إنساناً راضياً عن نفسه فاعلم أنه مغرور.
والله سبحانه ما أمَّن صحابياً ولا تابعياً ولا صالحاً، فقد كانوا كلهم على وجل وخوف، قال أحد الصالحين: ابكوا على أنفسكم، فأنا أبكي على هذا اليوم منذ ستين سنة، وكان عمره اثنتين وسبعين سنة.
فلا يأمن مكر الله إلا كثير المعاصي، فالله كثير الستر، ومن كرم الله عز وجل أنه لم يحاسبنا كما يحاسب بعضنا بعضاً، قال تعالى: وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ [فاطر:45]، والله لا يعجل لعجلة عبده، ومن كرم الله أن مقومات الحياة لا يملكها الإنسان.
والعبد العاصي يكون في حالة رضا عن نفسه، وهو يرى غيره مثلاً مفضوحاً، أو فقيراً مقتراً عليه، أو مريضاً، فهو يستدرج دون أن يعلم حتى يدخل في مرحلة الغرور، والواجب على المسلم أن ينظر في أمور الدين إلى من هو أفضل، وفي أمور الدنيا إلى من هو أقل، ونحن نعكس القضية، فننظر في أمور الدين إلى من هو أقل، فيقول أحدنا: أنا أصوم وأصلي وأزكي، وفلان لا يصوم ولا يصلي ولا يزكي.