‘'نحن من وضعنا بن شيخة في مثل هذه الوضعية وأريد أن أعتذر له'' ‘'لو فزنا في المغرب لا أحد كان سيُشكّك في انتماء اللاعبين المغتربين إلى بلدهم'' هل تمكنت من تجرع الخسارة الثقيلة في مراكش؟ الشعور بالمرارة بعد تلك الخسارة الأخيرة لا يُنسى بسهولة، من الصعب جدا تجرعه ومن الصعب جدا أن يُمحى من ذاكرتنا، إنه مؤلم للغاية فالأمر يتعلق بتمثيل بلد بأكمله، أن نخيّب شعبا كاملا كانا وراءنا أمر صعب جدا. تجد صعوبة في تجاوز ذلك. هذا واضح، عندما تكون تلعب للنادي يمكنك أن تتجاوز ذلك بسرعة لأننا نعرف مسبقا أننا قادرون على تدارك ذلك بعد أسبوع خلال المباراة الموالية، لكن هذه المرة يتعلق الأمر بأمة كاملة خيبناها، لقد أبكينا رجالا وأتمنى فقط أن يعرف كل هؤلاء أننا متأسفون جدا ونعتذر لهم ومتحسرون على ذلك السيناريو الكارثي، ونحن نعاني مثلهم ونشعر بالعار. من السهل قول ذلك، لكن ما هو التفسير الذي تقدمه لهذه الهزيمة الثقيلة؟ أوافقك الطرح، لكن لا تعتقد أننا نحن اللاعبين سعداء بتلك الهزيمة. نريد أن نذهب لأعماق هذا الموضوع، لقد سمعنا الكثير من الأمور في الساعات الأخيرة التي تلت المباراة، حديث عن سهرات للاعبين قبل المباراة وخروجهم من الفندق وغيرها من الأمور التي تكون قد أثرت على أداء المنتخب يوم المباراة، ماذا يمكن أن تقول بهذا الخصوص؟ حتى أكون صريحا معكم أقول إنني لم أر شيئا مما تقولونه، لقد التحقت بغرفتي مباشرة حتى أبقى مركزا على المباراة ولا يؤثر فيّ شيء، يجب أن لا نختبئ وراء تبريرات واهية لتلك الهزيمة بل يجب علينا تحمّل المسؤولية كاملة، بالنسبة لتلك المباراة المغرب ليست أفضل منا لكنها كانت الأفضل يوم المباراة، بالنسبة لما قيل بخصوص تلك الأمور في الفندق أنا شخصيا لم أر شيئا. في رأيك ما الذي صنع الفارق في هذه المباراة؟ النتيجة تتحدث عن نفسها، لكن بالنسبة لهذه المباراة منتخب المغرب فاز بكل الثنائيات والصراعات الفردية، لاعبوه كانوا أقوى منا واستغلوا الفرص التي أتيحت لهم على عكسنا نحن، لقد كانوا أكثر فعالية وتركيزا منا. من الجانب الفردي كنت مميزا خلال لقاء الذهاب في عنابة وعرفت كيف تشل تحركات الخطير تاعرابت، لكن الأمر اختلف بالنسبة لمباراة العودة حيث عانيت أمام المهاجم السعيدي. أقر بأنني وجدت مشاكل كبيرة بالنظر لسرعته وحيويته وهذا على غرار كل اللاعبين، لقد أدينا بشكل جيد خلال العشرين دقيقة الأولى لكن بعد أن تلقينا الهدف الأول كل شيء تغيّر والدفاع انهار ووجدنا صعوبات كبيرة للحد من خطورة مهاجميهم، خاصة هذا المهاجم الذي كان في كل مرة يقوم بطلب الكرة في محور الدفاع الأمر الذي خلخل الدفاع، كان يتبادل الدور مع الشماخ بشكل جيد وهو الأمر الذي أضعف الرقابة الدفاعية على الرواقين وسبّب لنا مشاكل في الدفاع، لكن ليس بالنسبة لي فقط هذا ما أشدّد عليه. لكن يجب أن تقر بأنك لم تكن في يومك. لم أكن جيدا على غرار الفريق ككل، وأرفض بالتالي أن يتم تحميلي وحدي مسؤولية تلك الهزيمة الثقيلة، صحيح أني في الهدف الرابع زلت قدمي وفقدت التوازن في الوقت الذي كنت أستعد للتصدي لكرة اللاعب المغربي، لكن في الأهداف الثلاثة الأخرى لم أكن معنيا بها وليست لدي أية مسؤولية فيها، لكني أعود وأكرر أنه يجب أن لا نبحث عن الأعذار فكلنا مسؤولون. شعرنا بغياب التضامن بين المدافعين مقارنة بمباراة الذهاب، فما حدث؟ كنا جيدين قبل تلقي الهدف الأول ومحفزين ومركزين من أجل تحقيق نتيجة إيجابية، لكننا تراجعنا بشكل واضح بعد الهدف وبمرور الوقت تراجعنا أكثر خاصة أنّ المنافس كان يضغط بقوة مستمدا ذلك من دعم جمهوره، لقد قدموا مباراة بطولية على غرار ما فعلنا في مباراة الذهاب في عنابة، صحيح أننا لم نكن في مستوى جيد لكن يجب القول إنّ الحظ أيضا لم يخدمنا فلو كان قادير محظوظا أكثر ودخلت كرته الرأسية في الشباك لكانت المعطيات قد تغيّرت ولتمكننا من العودة في النتيجة. رحيل بن شيخة بات رسميا، هل لك رد فعل بهذا الخصوص؟ هذا مؤثر جدا، لم تكن لدي الفرصة لأقول ذلك لكن أستغل الفرصة لأوضح أنه ليس المسؤول الوحيد عن غرق المنتخب في مراكش، لا يمكنني أن أنسى بأنه كان وراء وصولي إلى المنتخب ووضع ثقته فيّ. هل ترى أنّ اللاعبين تسببوا بمردودهم المتواضع في خروجه من المنتخب؟ أنت محق بعض الشيء، نحن تسببنا بشكل ما في رحيله من المنتخب، كان بالإمكان تفادي ذلك لو تفادينا تلك الهزيمة المذلة ولو حققنا نتيجة أفضل لكان حتما قد استمر معنا الآن، كلنا متأسفون، ومن جهتي أقدم اعتذاري للمدرب بن شيخة، علينا أن نعترف بأنه كان خطأنا. ماذا قال لكم في غرف تغيير الملابس؟ لقد كان محبطا وصراحة صورة المدرب في تلك اللحظة ستبقى راسخة في ذهني، لقد كشف لنا عن نيته في تقديم استقالته، لقد كان لنا معه حديث قصير ويمكنني أن أؤكد لكم أننا لم نودّع بعضنا فهو لم يعلن عن استقالته لنا بشكل رسمي. هذا ما يفسر تفاجؤكم بخبر استقالته. نعم، لقد كنا محبطين وتفاجأنا بالخبر، أنا مع كارل مجاني ومهدي لحسن غادرنا الفندق في الصبيحة وتأسفت كثيرا عند سماعي خبر تقديم استقالته من تدريب المنتخب. هل تحدثت معه؟ لا، لكن سأقوم بذلك في أقرب وقت احتراما لشخصه. عليّ الاتصال به لأنه بالنسبة لي يبقى مدربا كبير ورجلا بأتم معني الكلمة بمبادئ وأخلاق رائعة وأفكار مميزة، علينا أن نعترف بأننا نحن اللاعبين من وضعناه في هذه الوضعية الصعبة جدا وعلينا أن نعتذر له. نعود إليك، خلال زيارتنا الأخيرة لك في نيم صرحت لنا بأنك مرهق بعد سقوطك مع فريقك نيم للقسم الثالث، ربما هذا ما انعكس سلبا على مردودك في المنتخب. صحيح، كنت صرحت لكم بذلك وبأن قدماي لا زالتا ثقيلتين بسبب عناء موسم كامل، لكن بالوصول لمركز ‘'لامانڤا كلوب'' استرجعت قواي وكنت جاهزا لمواجهة المغرب. بعد بداية موسم رائعة الأمور سارت بشكل سيء للغاية بالنسبة لك مع سقوط للدرجة الثالثة وهزيمة قاسية مع المنتخب. صحيح وهذا يفسد كل شيء، هذا محبط للغاية وصدقني أجد صعوبة شديدة في تجاوز ذلك، أنا منهار ولا أستمتع بأي شيء ومستاء أكثر بالنسبة للشعب الجزائري لأني أعرف أنه يعتبر أننا جلبنا العار له وهذا أمر منطقي ومتوقع، لكن هذه هي الحياة وفي فترات مثل هذه ندرك إذا كنا رجالا أم لا، يعني أننا إذا كنا قادرين على العودة للواجهة بعد صدمة مؤلمة مثل هذه، أريد أن أضيف أمرا هاما. تفضّل ... رغم ما يمكن للبعض أن يتصوره وهذا مفهوم من طرفهم لكن على الجميع أن يعرفوا بأنني لما آت للمنتخب فهذا لكي أقدّم حياتي لأجل الجزائر، صحيح أني عشت كل حياتي في فرنسا لكن عائلتي غرست فيّ حب الوطن في الأوقات السعيدة والأوقات الصعبة أيضا، لذلك فإنني أكون دائما فخورا بحمل الألوان الوطنية وسأبقى كذلك. لقد تطرّقت لموضوع هام بحديثك هذا وهو موضوع الوطنية، فالبعض لا يتردد في القول إنّ اللاعبين المغتربين يفتقدونها بعض الشيء بدليل عدم تأثركم بالخسارة، ماذا تقول؟ هذا طبيعي، الناس أحرار فيما يفكرون فيه، الأكيد أني أعرف شيئا وهو أنه لو كنا فزنا بهدفين لصفر مثلا في المغرب لما تجرّأ أحد وقال مثل هذا الكلام ولما شكّك في انتماء ووطنية اللاعبين المغتربين وواجبنا تجاه هذا البلد، بعد ذلك علينا أن نتفهّم شعور الخيبة الذي ينتاب الناس، يمكنني أن أقول لكم بعد الخسارة بتلك النتيجة وتلك الطريقة أشعر بالإهانة وعندما أخرج للشارع كثيرون يقومون باستفزازي والسخرية مني بشكل لا يمكنكم تصوّره. من الصعب تجاوز ذلك. من الصعب أن نعيش ذلك، لكن يجب أن لا نحتج على ذلك، هذا هو عملنا ولمّا تسير الأمور بشكل جيد الكل يصفقون لك ويهنئونك وبعد الخسارة الكل ينتقدونك، لكن فيما يخص هذه القضية الخاصة باللاعبين المغتربين لا أوافقهم ما يقولونه، كلنا جزائريون وكلنا لدينا الشعور نفسه تجاه الوطن والشعور بالغضب عندما لا يمثل بلدنا بطريقة جيدة، لا يمكنكم تصوّر مدى غضبي عندما حضنني جدي وقال لي ‘'لا تقلق يا صغيري، الأمور ستسير بشكل جيد في الفترة المقبلة'' لقد كان يشعر بالألم لأجل الجزائر، شعرت بغضبه أيضا مثل كل الجزائريين ولأجل هذا أنا منهار تماما. حظوظ المنتخب صارت شبه منعدمة وتحتاجون لمعجزة لأجل التأهل. مادمنا حسابيا لم نقص لن نترك شيئا وسنقاوم حتى النهاية، صحيح أنّ الأمور صعبة لكن يجب أن لا نتراخى، بقيت أمامنا مبارتان علينا الفوز بهما أولا حتى نسترجع الثقة بأنفسنا وبالمنتخب وللأنصار أولا بعد هذه الصفعة التي تلقيناها في مراكش، ونحن ملزمون على كل حال بتقديم أفضل صورة عن كرة القدم الجزائرية. ذكرنا عبر صفحاتنا إنك تقترب من نادي أجاكسيو، هل تؤكد لنا ذلك؟ صحيح، لكن لا شيء رسمي لحد الآن. هل لديك عروض من الدرجة الأولى الفرنسية؟ نعم أؤكد ذلك، وسأعلمكم بكل شيء في الأيام القليلة المقبلة. كلمة أخيرة. أجدد اعتذاري للشعب الجزائري وأعده بأننا سنعمل المستحيل حتى نسترجع ثقته فينا.