صحيح أنّ شبيبة القبائل منيت بهزيمة أول أمس في العاصمة الغابونية "ليبروفيل" بنتيجة لم يكن يتوقعها أي محب لأصحاب اللونين الأخضر والأصفر بما أنّ كتيبة "الشيخ" بلحوت كانت مرشّحة لفرض منطقها على ميسيل الغابوني نظرا لأن معنويات لاعبيها كانت في المستوى، لكن لابد من الإشارة إلى أنّ الشبيبة ستعود اليوم إلى أرض الوطن وكلها عزم على الضرب بقوة في نهائي كأس الجمهورية، وهو ما لمسناه في أحاديث اللاعبين التي تصب كلها في خانة التفاؤل بأنّ الفاتح ماي القادم سيكون غير عادي بالنسبة إليهم. "حبّينا ولا كرهنا" الحكم الكونغولي يتحمّل 50% من مسؤولية الهزيمة ويدل كلام المدرب رشيد بلحوت بعد اللقاء على شخصية قوية يتمتع بها وذلك من خلال تحميله المسؤولية للاعبيه بالدرجة الأولى، حيث يرى أنّ المواجهة أفلتت من بين أيديهم وأنهم كانوا تائهين في الشوط الثاني عكس الأول، وما قال بلحوت أمر نادر بالنسبة للمدربين الجزائريين لأنه لو تعلق الأمر بمدرب آخر ل"مسح الموس" في الحكم مباشرة، لكن وبعيدا عن كل هذا يمكن القول إنّ الحكم الكونغولي يتحمّل نصف مسؤولية الهزيمة الثقيلة لأنه لم يكن في المستوى من خلال قراراته التي فضحته وجعلته في قفص الاتهام. انسوا الخسارة ونريد شبيبة "النيف والقلب" في النهائي هي الرسالة التي يريد أنصار القبائل تمريرها للاعبيهم بعد خسارة "ليبروفيل"، فالنتيجة المسجلة أمام ميسيل الغابوني لابد أن توضع في طي النسيان من الآن وزملاء ريّال مطالبون بتحضير أنفسهم للمواجهة النهائية المقررة بعد أيام من الآن أمام اتحاد الحراش، فالأيام الأربعة التي تنتظرهم حاسمة في مشوار كل لاعب دون استثناء والتفكير في كأس "الكاف" حماقة لابد من عدم الوقوع فيها مهما كانت الدوافع والأسباب. حناشي، القبائل وجبال جرجرة يريدون كأس الجمهورية وعلى هذا الأساس فإنّ اللاعبين ليس لديهم أي عذر في حالة المرور جانبا في نهائي كأس الجمهورية التي تبقى الهدف الذي لابد أن يضحوا من أجل إهدائه لمنطقة القبائل وجبال جرجرة بشكل عام خاصة أنّ حناشي يصر عليها في كل خرجاته الإعلامية الأخيرة، وما حدث في الغابون من الماضي ولن يفيد في شيء مستقبلا لأن كأس "الكاف" تأتي في المقام الأخير بعد الكأس والبطولة المحليتين . إنهاء 17 سنة من الانتظار أفضل من كأس "الكاف" والنقطة الأخرى التي ينبغي للاعبي الشبيبة أن يضعوها في أذهانهم أنّ 17 سنة من الانتظار لابد أن تتوقف في الفاتح ماي القادم، ولابد أن يكون قائد الشبيبة هو من يرفع التاج في النهائي ويتسلمه من رئيس الجمهورية، والأكيد أنّ السنوات التي مرّت على أنصار الفريق دون رؤية ناديهم المفضّل يعانق الكأس كانت بمثابة كابوس، حيث ضيعت الشبيبة نهائيين وخرجت في ربع النهائي ونصف النهائي والأدوار الأولى أكثر من ثلاث مرات، والفرصة جاءت لنقش اسم النادي بحروف من ذهب في سجل الكأس من جديد. نسّاخ: "مع حكم مثل هذا انسى تربح، وفي الكأس لنا كلام آخر" وما لاحظناه على اللاعب شمس الدين نسّاخ أنه كان من بين العناصر التي فقدت أعصابها بشكل كبير أمام نادي ميسيل الغابوني، وهو الذي عوّدنا على تأدية دوره على أرضية الميدان في هدوء ودون إثارة أي مشاكل، ولدى محاولتنا معرفة سبب ذلك صرّح لنا قائلا: "منذ أن انطلقت المواجهة تأكدت بأنّ الحكم سيكون منافسا آخر لنا في أرضية الميدان بالإضافة إلى النادي الغابوني، حيث دخل بهدف معين وهو خدمة مصلحة هذا الأخير خاصة أنه أشهر في وجهي إنذارا بدون سبب مع بداية اللقاء وأتبعه بالثاني في المرحلة الثانية الذي كان غريبا لأن لمسي للاعب الغابوني كان عن غير قصد لأني كنت مندفعا نحو الأمام والكرة كانت بحوزتنا، على العموم مع حكم مثل ذلك عليك أن تنسى الفوز. سنعود إلى أرض الوطن وما يهمنا الآن هو التحضير للمواجهة النهائية التي أؤكد للجميع وخاصة أنصار الشبيبة أنها ستكون بوجه آخر وسيكون لنا فيها كلام مغاير". ---------------------------- بعد تلقي ثلاثة أهداف مدافعو الشبيبة يدافعون أن أنفسهم ويرفضون تحمّل كامل المسؤولية بمجرد أن يتلقى أي فريق ثلاثة أهداف خاصة أمام منافس مغمور ومستواه متواضع فإن الجميع يحمّلون خط الدفاع مسؤولية ذلك، الأمر نفسه بالنسبة لشبيبة القبائل التي خسرت أمام نادي ميسيل الغابوني، ولو أنّ المسؤولية تقع على الخطوط الثلاثة وليس على الدفاع فقط لاسيما بعد المستوى الهزيل الذي ظهر به لاعبو خط وسط الميدان والهجوم، حيث أنه خلال مجريات اللقاء تحمّل الدفاع العبء حتى أن أحد المدافعين دفع الثمن غاليا ويتعلق ب برشيش الذي طُرد من المباراة بعد تلقيه إنذارين بسبب لمسه للكرة باليد مرتين داخل منطقة العمليات، وحتى نعرف الأسباب الحقيقية التي جعلت الشبيبة تسجل هذه الهزيمة أول أمس في ملعب "أوڤوستين مونيدان" ارتأينا أن نمنح الكلمة للمدافعين الخمسة الذين شاركوا في اللقاء. ---------------------------- عسلة: "لا أتحمّل مسؤولية أي هدف من الأهداف الثلاثة" بما أنّ أنصار الشبيبة لم يتمكنوا من مشاهدة لقائكم أمام نادي ميسيل، ألا تخشى أن يحمّلك البعض مسؤولية الأهداف الثلاثة التي تلقتها الشبيبة في هذه المباراة؟ صحيح أنني اللاعب الأخير المتواجد قبل خط المرمى وغالبا الجميع يحمّلون حارس المرمى مسؤولية تلقي ثلاثة أهداف، لكن في هذه الحالة يمكنني أن أؤكد أني لا أتحمّل مسؤولية أي هدف من الأهداف الثلاثة التي تلقيناها. هل يمكنك أن توضح أكثر؟ نبدأ بالهدف الأول فقد تلقيته عن طريق ركلة جزاء وهنا الأمور واضحة فلست مضطرا لأن أبيّن أن حظوظي في التصدي إلى ركلة جزاء تعتبر ضئيلة جدا، أما في الهدف الثاني فقد أوقفت على مرتين هجمة خطيرة من الغابونيين حيث تدخلت في المرة الأولى وأبعدت الكرة من أمام المهاجم بيدي لتصل إلى المهاجم الثاني الذي اصطدمت كرته بوجهي، بعد ذلك لا أدري ما الذي حدث وعندما وقفت وجدت الكرة في الشباك. وأخيرا بخصوص الهدف الثالث فلم يكن بوسعي القيام بأي شيء أمام مهاجمين غابونيين كانا وجها لوجه أمامي، فمرّر أحدهما الكرة لزميله الذي سجل الهدف، وتلخيصا لكل هذا الكلام أقول إنني لست مسؤولا عن أي هدف من الأهداف الثلاثة. من هو المسؤول عن هذه الأهداف إذن؟ أعتقد أنه ليس هناك داع لتوبيخ أي لاعب أو تحميله مسؤولية هذه الهزيمة، لكن بالمقابل أرى أنّ هناك عدة عوامل جعلتنا نسجل هذه الهزيمة. ما هي هذه العوامل؟ أولا أرى أنّ ركلة الجزاء التي أهداها الحكم للمنافس تعتبر خيالية، باعتباري حارس مرمى فقد تابعت اللقطة كما ينبغي ويمكنني أن أؤكد أنه لم تُرتكب أية مخالفة على المهاجم الغابوني، حتى أني لم أصدق عيناي عندما شاهدت الحكم يعلن عن ركلة جزاء، من جهة أخرى أعتقد أننا فتحنا اللعب كثيرا لأننا وثقنا في أنفسنا من أجل العودة في النتيجة، لأننا كنا على دراية بأننا أعلى مستوى مقارنة بالمنافس، لقد صنعنا عدة فرص سانحة للتهديف لكن للأسف لم نتمكن من تجسيدها، بعد تلقي الهدف الثاني تابعنا اللعب بالطريقة نفسها وهو الأمر الذي جعلنا نتلقى هدفا ثالثا، وكانت الأمور ستتعقد أكثر لو تمكن مهاجم ميسيل الغابوني من تحويل ركلة الجزاء الثانية إلى هدف رابع. أكيد أنّ هزيمتكم بهذه النتيجة العريضة تؤثر كثيرا في معنوياتكم، أليس كذلك؟ صحيح أنه من الصعب تجرع مثل هذه الهزيمة، لكن من الضروري أن نسرع في تجاوز هذه الوضعية في لأنه بعد أقل من أسبوع تنتظرنا مباراة في غاية الأهمية وموعد لا يجب تضييعه بأي ثمن ويتعلّق الأمر بنهائي كأس الجمهورية الذي ينتظرنا أمام اتحاد الحراش. على ذكر كأس الجمهورية، هل يمكن اعتبار لقاء المنافسة الإفريقية تحضيريا للقاء الحراش؟ هذه المباراة لم تكن لقاء تحضيريا تحسبا لمباراة كأس الجمهورية فهناك فرق كبير بين المواجهتين، من الواضح الآن أنه من الضروري نسيان هذه الهزيمة بشكل نهائي فهمّنا الوحيد هو التفكير في النهائي الذي كنا ننتظره منذ مدة، أعلم جيدا بأننا لو نتمكن من إحراز اللقب فإنّ معنوياتنا سترتفع أكثر مما كانت عليه قبل لقاء كأس "الكاف" وعزيمتنا ستصبح قوية قبل مباراة العودة أمام نادي ميسيل في تيزي وزو. ---------------------------- أوصالح: "فتحنا اللعب بعد الهدف الأول وهذا ما أثر فينا" هل تؤيّد فكرة أنّ الدفاع تحمّل العبء طيلة المباراة؟ بالتأكيد، في فترة من المرحلة الثانية نحن المدافعون كنا ملزمين على تحمّل العبء، لم يكن من السهل إيقاف كل تلك الهجمات التي كان يقودها هجوم المنافس، إضافة إلى ذلك فقد كنا نلعب بتخوف شديد في تلك المواجهة، حيث خشينا أن نتلقى البطاقات الصفراء والحمراء أمام حكم كان يتفنّن في إنذار لاعبينا، لقد لاحظنا ذلك منذ بداية اللقاء حيث كان يخرج البطاقات الصفراء دون تردد رغم أن بعض المخالفات لم تكن تستحق ذلك، أنا شخصيا تلقيت بطاقة صفراء رغم أني لم أرتكب خطأ يستحق ذلك. لكن يجب أن تقر بأنّ منافسكم لم يكن قويا أو أعلى مستوى منكم، ما رأيك؟ أعترف بذلك بدليل أننا في المرحلة الأولى تمكنا من فرض أنفسنا على المنافس وسيطرنا على اللعب، لقد خلقنا العديد من الفرص السانحة للتهديف لكن في الشوط الثاني انقلبت الموازين وعرف سيناريو مخالف تماما للمرحلة الأولى. ما الذي حدث لكم في المرحلة الثانية؟ حدثت أمور كثيرة في الشوط الثاني لكن بشكل عام فقد دفعنا الثمن غاليا عندما أردنا تحقيق نتيجة إيجابية في الغابون، أعتقد أنه بعد تلقي الهدف الأول باكرا في المرحلة الثانية كان من الأفضل لنا أن نتجمّع في الخلف ونتفادى تلقي المزيد من الأهداف، يجب أن نقر بأنّ تسجيل هزيمة بهدف مقابل صفر أفضل بكثير من ثلاثة أهداف. لماذا لم تغلقوا اللعب إذن؟ لا أدري، ربما لأننا كنا نظن أنه بإمكاننا التسجيل بالنظر إلى مجريات اللقاء، كان بوسعنا تسجيل ولو هدف واحد بعد الفرص الكثيرة التي صنعناها، لكن لم نجسد أية محاولة للأسف. ماذا عن مستوى التحكيم في هذا اللقاء؟ أعتقد أنّ الحكم ساعد كثيرا نادي ميسيل الغابوني في تحقيق هذا الفوز بثلاثية نظيفة خاصة مع بداية المرحلة الثانية، وقبل ذلك لما أهدى المنافس ركلة جزاء خيالية حيث لم تكن هناك أية مخالفة على مهاجم الغابون داخل منطقة العمليات، من الواضح أنه دون الحكم ربما لما تمكّن نادي ميسيل من التسجيل علينا، الآن علينا أن نضع هذه المواجهة في طي النسيان ونفكّر في المستقبل. المستقبل هو نهائي كأس الجمهورية الذي ينتظركم يوم 1 ماي المقبل، كيف ترى هذه المواجهة؟ نعم، لحسن الحظ أنّ هذا الموعد يعتبر في غاية الأهمية لأنه لو لم يكن كذلك لكان من الصعب استرجاع ثقتنا بأنفسنا ورفع معنوياتنا من جديد، بالنسبة لنهائي كأس الجمهورية لا يحتاج أي لاعب إلى تحفيز من طرف مدربه أو إدارة فريقه، المواجهة في حد ذاتها تعتبر حافزا كبيرا وأي لاعب يرغب في إحراز هذا اللقب. ---------------------------- ريّال: "الشوط الأول كان لنا، وركلة الجزاء كانت خيالية" كان القائد علي ريّال أحد أحسن اللاعبين في الميدان رغم تلقي الشبيبة ثلاثة أهداف، حيث لم يكن بوسعه أن يوقف جميع الهجمات التي كان يقودها لاعبو نادي ميسيل الغابوني، وقد صرح بخصوص المواجهة قائلا: "في بداية المرحلة الأولى شعرنا بنوع من القلق والتخوّف لكن بعد ذلك استعدنا ثقتنا بأنفسنا ونظمنا أنفسنا في الميدان وصنعنا العديد من الفرص السانحة للتهديف لكن دون أن نسجّل، ومع ذلك يمكن القول إننا أدينا شوطا أولا جيدا، لكن بعد ذلك تغيّرت المعطيات حيث تلقينا الهدف الأول عن طريق ركلة جزاء لم يكن لها أي أساس من الصحة حتى أن اللاعب برشيش الذي تم إنذاره لم يكن قريبا أصلا من اللقطة، حيث كان هناك لاعب آخر إلى جانب اللاعب الغابوني". "فقدنا التحكم في أعصابنا في المرحلة الثانية وهذا ما أثّر فينا" وأضاف اللاعب ريّال قائلا: "بعد الهدف الأول بدأنا في تحمّل عبء المواجهة ثم جاء الهدف الثاني الذي أثّر فينا كثيرا، حاولنا بعد ذلك تسجيل هدف واحد على الأقل من أجل العودة في المباراة والإبقاء على حظوظنا أوفر في التأهل بعد اللقاء الثاني الذي ينتظرنا في تيزي وزو، لكن تلك المحاولات التي صنعناها جعلتنا نفتح اللعب وهو الأمر الذي سمح للمنافس بأن يسجّل هدفا ثالثا. من جهة أخرى فإنّ هذه المباراة أثّرت فينا كثيرا من الناحية المعنوية، لقد لعبنا بأعصاب متوترة وعندما نفقد التحكم في أعصابنا فإن ذلك يؤثر على مردود اللاعبين في الميدان". ---------------------------- رمّاش: "تحمّلنا كثيرا عبء المقابلة" من جهته، يرى الظهير الأيمن عماد رمّاش أنّ الحكم الذي أدار المباراة كان له دور كبير في تسجيل الشبيبة هذه الهزيمة الثقيلة، حيث يعتبر أنه لو لم يحتسب ركلة الجزاء الأولى لكان من الصعب على المنافس أن يسجل ثلاثة أهداف وصرّح في هذا الشأن قائلا: "لا نريد أن نبحث عن مبررات لكن أعتقد أنّ الحكم يتحمّل جزءا كبيرا من المسؤولية في هذه الهزيمة الثقيلة التي تلقيناها، لقد أثر بشكل سلبي على مجريات المباراة ولم يكف عن التأثير على أعصابنا منذ بداية اللقاء بالقرارات التي كان يتخذها، وفضلا على كل هذا وبعد الصعوبة التي واجهها المنافس في الوصول إلى شباكنا أهداه ركلة جزاء خيالية حيث لم تُرتكب أية مخالفة على مستوى منطقة العمليات، وأعتقد أنّ هذا رأي جميع الزملاء أيضا، فهذا الهدف هو الذي زاد لاعبي الغابون قوة، ومن جهتنا ففي هذه اللحظة بالذات بدأنا في تحمّل عبء اللقاء". "خروج نسّاخ أثر فينا كثيرا" من جهة أخرى، كشف اللاعب رمّاش أنّ طرد اللاعب نسّاخ في المرحلة الثانية أثر كثيرا على لاعبي الشبيبة، وقال: "صحيح أنّ الهدف الأول الذي تلقيناه أثر فينا وجعلنا نجد صعوبة في تقبّل الأمر خاصة أنّ الحكم أعلن عن ركلة جزاء خيالية، لكن مهمتنا صارت أكثر صعوبة بعد أن تم طرد اللاعب نسّاخ الذي كان يساعدنا كثيرا في الدفاع عندما كان يعود من خط الهجوم". برشيش: "فضلت التضحية بنفسي تفاديا لتلقي الهدف الرابع" من جهته قال اللاعب برشيش الذين كان وراء حصول نادي ميسيل على ركلتي جزاء: "بالنسبة للتحكيم الذي أدار المقابلة فأعتقد أنه كان جنونيا، لقد كان الحكم يشهر البطاقات الصفراء للاعبين لأسباب تافهة فمثلا في بداية المرحلة الثانية تلقيت بطاقة صفراء بعد ركلة الجزاء الأولى رغم أني كنت بعيدا كل البعد عن تلك اللقطة، ومثلما كان منتظرا فقد طُردت قبل نهاية المواجهة لأنني أوقفت الكرة بيدي بعد أن شاهدتها متوجهة مباشرة إلى الشباك، لقد ضحيت بنفسي من أجل تفادي تلقي هدف رابع، مع ذلك أعتقد أنّ هذا التصرف لم يكن سيئا باعتبار أنّ اللاعب الذي نفذ ركلة الجزاء لم يحوّلها إلى هدف رابع بعد أن اصطدمت كرته بالعارضة، عندما تلعب مباراة فيها تحكيم مماثل من الصعب أن تحقق نتيجة إيجابية". ---------------------------- بلحوت يدافع عن إقحامه يعلاوي ويصرّح: "قيام المدرب بشرح خياراته للأنصار عادة لم أشاهدها إلا في الجزائر!" جمعنا حديث مع مدرب الشبيبة 24 ساعة بعد لقاء ميسيل الغابوني تطرقنا فيه لأهم النقاط الخاصة بالمواجهة لاسيما تلك المتعلقة بإشراك يعلاوي من البداية مكان سعيدي واللعب بمسترجع كرات واحد، حيث قال بلحوت: "أتساءل لماذا كان البعض ينتظر أن أشرك سعيدي مكان يعلاوي؟ على الجميع أن يعلموا بأنّ يعلاوي ينتمي إلى الفريق وله الحق في اللعب كغيره من اللاعبين، وما يزعجني أكثر هو أن من ينتقدوني هم أنفسهم الذين كانوا يقولون لماذا لم أكن أشركه في اللقاءات الفارطة، وهذه الذهنية موجودة في الجزائر فقط ولا أرى سببا يجعل المدرب يشرح خياراته للأنصار، والأكيد أني لم أندم على إقحام بعض العناصر، في الشوط الأول تأكدت أني لم أخطئ في إشراك يعلاوي لأنه لاعب يضع الكرة في الأرض وهو ما نحتاجه وكان يقوم بتمريرات في المستوى، لكن في الشوط الثاني وبعد تلقينا للهدف الأول والطرد الذي تعرض له نسّاخ قلت في قرارة نفسي إنه من الضروري إجراء التغيير، وأعيد ما قلته أنا المسؤول عن العارضة الفنية وأتحمّل مسؤولية اختياراتي". "حتى الغابونيين لم يصدّقوا أن الحكم منحهم ركلة جزاء" "أتمنى أن أشاهد اللقطة التي أعلن الحكم على إثرها عن ركلة جزاء، صراحة أعتقد أنها غير شرعية حتى أني شاهدت بعض الغابونيين الحاضرين يضحكون على إعلانها، إنها مهزلة حقيقية، والأدهى من ذلك الطرد الذي تحصل عليه برشيش بما أنه لم يكن المسؤول عن الخطأ المرتكب". "لم أفهم سبب انهيارنا في الشوط الثاني" "الأمر الذي لم أفهم سببه هو انهيارنا بعد الهدف الأول للمنافس، حيث تجمعنا في الخلف وبقينا ننقذ ما يمكن إنقاذه في منطقة العمليات، والدليل على أننا في الشوط الأول كنا أفضل هو أنهم سقطوا في فخ التسلّل في العديد من المرات، كما أنّ طرد نسّاخ كان مؤثرا جدا وزاد الوضع سوءا لأننا أصبحنا منقوصين عدديا، كما أنّ اللاعبين لم يطبقوا التعليمات وهي تجنّب الأخطاء أمام منطقة العمليات بما أن لاعبي المنافس كانوا فعالين في الكرات الثابتة". "بعض اللاعبين أصبحوا يلعبون كما يحلوا لهم" "شاهدت أنّ اللاعبين غيّروا من طريقة لعبهم وتمركزهم على أرضية الميدان وهو ما لم يعجبني على الإطلاق، لم أطلب منهم ذلك ودون أي سبب لم يحترموا نصائحي بالشكل اللازم، كنا نلعب بطريقة جعلت يونس ينعزل في الهجوم على الرغم من أنه كان قادرا على تقديم الأفضل بالإضافة إلى أننا لم نستغل فرصة أوصالح، وهو ما دفعنا ثمنه غاليا بتلقي الهدف الثاني وكل محاولاتنا لتقليص الفارق لم تجد نفعا". "خروج نسّاخ أعاق يحيى شريف" "اللاعب يحيى شريف أدى ما عليه في هذه المباراة حيث كان يتمتع بلياقة بدنية جيدة وساهم كثيرا في الفرص التي أتيحت لنا، وكان هذا قبل أن نتابع اللعب بعشرة لاعبين حيث فقد السند الذي كان لديه، كنت أعوّل كثيرا على اللاعب نسّاخ شمس الدين الذي كنت أود أن ينهي مهمته على أكمل وجه مثل المعتاد على الجهة اليسرى سواء من أجل القيام بالتوزيعات أول تجريب حظه بالتوغل والتسديد من الجهة اليمنى بالنسبة لمدافعي النادي الغابوني". "علينا أن نتوقف عن التفكير السلبي وتضخيم الأمور بعد كل هزيمة" وأضاف المدرب بلحوت قائلا: "لا أفهم سبب طريقة التفكير السلبية لدى اللاعبين، يجب أن لا نضخّم الأمور كثيرا بعد تسجيل كل نتيجة سلبية، أتذكّر جيدا أنه بعد الفوز الذي حققناه أمام مولودية وهران في نصف نهائي كأس الجمهورية كنا نقول إنّ الشبيبة ستكون في أفضل حالاتها في المباراة المقبلة أمام نادي ميسيل الغابوني، والجميع شاهد الحقيقة، لم نكن في يومنا ولا في أفضل حالاتنا، لو آخذ بعين الاعتبار رأي الآخرين فقد كان لابد من تسجيل هزيمة أمام مولودية وهران حتى نحقق فوزا أمام نادي ميسيل الغابوني، بعد كل هزيمة أو نتيجة سلبية أنتظر الكلمات نفسها، أسف، يأس، معنويات محبطة ... إلخ، هذه الطريقة في التفكير لا تجعلنا نتقدم كثيرا، يجب أن نتحمّل مسؤولياتنا أعني تقبّل الهزائم، لذلك ألححت صبيحة اليوم على اللاعبين حتى ينسوا هذه المباراة". "بعض اللاعبين يفتقدون إلى الخبرة" وعلى صعيد آخر، أكد المدرب بلحوت أنّ الشبيبة تملك لاعبين شباب يفتقدون لعامل الخبرة خاصة على مستوى المنافسات الإفريقية، حيث صرح في هذا الشأن قائلا: "على اللاعبين أن يصبحوا كبارا، ليس على مستوى عمرهم بل على مستوى أذهانهم، أعني بهذا أنه يجب أن تكون لديهم طموحات كبيرة من أجل تشريف هذا الفريق الكبير، نعم أقولها وأعيدها هناك بعض اللاعبين يفتقدون لعامل الخبرة، لو كانوا يتمتعون بالخبرة لتمكّنوا من التأهل إلى نهائي كأس رابطة أبطال إفريقيا، فالتجربة والخبرة هي التي نقصت الشبيبة في تلك المواجهة أمام تي بي مازيمبي والأمر نفسه بخصوص مباراة ميسيل الغابوني". "بإمكان تجّار أن يلتحق بالمنتخب الوطني إذا أراد ذلك" أمّا بخصوص اللاعب تجّار فقال المدرب بلحوت: "صراحة لم أشاهد العديد من مواجهات شبيبة القبائل في منافسة رابطة أبطال إفريقيا، لكني أعلم بأنه قيل كلام كثير جيد بخصوص اللاعب تجّار، في الوقت الحالي لا يمكنني أن أجزم بأنه يلعب بإمكاناته الحقيقية أم لا، لكن أعلم جيدا بأنه إذا أراد بإمكانه حتى الظفر بمكانة في المنتخب الوطني، لكن أكرر ما قلته وأؤكد أن ذلك لن يتم إلا إذا أراد هو فقط". "مدرب الحراش سيكون محقا إذا غيّر تشكيلته أمام اتحاد العاصمة" في النهاية تحدث المدرب بلحوت عن منافسه المقبل في منافسة كأس الجمهورية، حيث صرّح قائلا: "لا يهمني كثيرا ما يفعله اتحاد الحراش، لكن إذا قلتم إنه سيعتمد على تشكيلة ثانية أمام اتحاد العاصمة فأرى أنه سيكون محقا، مدرب اتحاد الحراش يرغب في القيام بأفضل التحضيرات حتى يكون فريقه على أتم الاستعداد يوم المباراة وأفهم جيدا تصرفه وقراره، لكن فيما يخصنا سيستفيد اللاعبون من راحة هذا الثلاثاء قبل أن ندخل في تربص مغلق بداية من هذا الأربعاء، وأعلم جيدا بأنّ جميع اللاعبين سيفعلون المستحيل حتى يكونوا مستعدين لهذه المباراة الهامة في نظرهم". ---------------------------- بلحوت يطالب لاعبيه بنسيان الهزيمة سريعا اجتمع المدرب رشيد بلحوت بلاعبيه في الحصة الاسترخائية التي أجراها الفريق صبيحة أمس قبل التنقل إلى فرانكفورت الألمانية، حيث أعاب عليهم عدم مواصلتهم على الوتيرة التي بدؤوا بها المرحلة الأولى وهي الضغط على المنافس إذ فضّلوا البقاء في الخلف وتحمّل عبء اللقاء، وكان بلحوت واضحا معهم من البداية حيث طالبهم بنسيان الهزيمة بما أن كأس الجمهورية في الانتظار وهي الأهم حسب رأيه. أكّد لهم أنّ الأخطاء عادية في كرة القدم ومن بين ما قاله بلحوت للاعبين: "في كرة القدم هناك فائز وخاسر، صحيح أنكم ارتكبتم أخطاء في اللقاء لكن هذا لا يعني أنكم كنتم سيئين، الآن عليكم بنسيان الهزيمة والتفكير في نهائي كأس الجمهورية"، وهي كلمات كانت كافية للاعبين حتى يعودوا إلى الفندق بمعنويات مرتفعة، وكان هدف بلحوت تحفيز اللاعبين قبل العودة إلى تيزي وزو، مع العلم بأنه أشار إلى الحكم الكونغولي الذي انحاز إلى الغابونيين بعد أن منحهم ركلة جزاء خيالية. الكرة في مرمى اللاعبين الآن وكانت هزيمة أول أمس الأولى بالنسبة للمدرب رشيد بلحوت مع الشبيبة، لذلك فإنّ ما قاله للاعبين كان بمثابة إشعار لهم بالمسؤولية وبأنّ الكرة في مرماهم ليعودوا إلى تحقيق النتائج الإيجابية والبداية بنهائي كأس الجمهورية، والأكيد أنّ تفكير اللاعبين في كأس الجمهورية أكثر من "الكاف" سيجعلهم أمام خيار واحد وهو الفوز بالتاج، وبعد ذلك سيكون لهم الوقت الكافي للتحضير للقاء ميسيل الغابوني في ظروف جيدة. ---------------------------- يعلاوي تحدث مع بلحوت على انفراد بعد نهاية حصة أمس الصباحية جمع المهاجم القبائلي نبيل يعلاوي حديث مطوّل مع المدرب رشيد بلحوت، حيث عادا لما جرى أمس (انتقاد يعلاوي لقرار خروجه) ورغم أنّ اللاعب لم يكن راضيا إلا أنه فهم أنه من الضروري أن لا يناقش قرارات بلحوت مهما كانت. ---------------------------- يعلاوي:"لم يكن يجب أن أخرج لأني أديت دوري كما ينبغي" بعد نهاية الحصة التدريبية لصبيحة أمس كان لنا حديث مع اللاعب نبيل يعلاوي بخصوص التصرف الذي قام به بعد خروجه من المباراة عندما لم يتقبل قرار المدرب بلحوت الذي استبدله باللاعب سعيدي في المرحلة الثانية. لندخل مباشرة في صميم الموضوع، لماذا خرجت غاضبا أمس بعد أن استبدلك المدرب رشيد بلحوت في الشوط الثاني؟ فعلا، لقد كنت شديد الغضب في الوقت الذي قرر المدرب بلحوت استبدالي وإخراجي من المقابلة، لكن قبل أن أشرح الأسباب التي جعلتني أتصرّف على ذلك النحو أريد أن أوضح أنّ ذلك التصرف يعتبر طبيعيا وواقعيا لأني تأثرت كثيرا بعد الهدفين اللذين تلقيناهما، لم أتقبّل ذلك التغيير لأني كنت أرى أني قادر على تقديم الإضافة اللازمة للفريق، كنت أشعر بلياقة جيدة في المباراة وسأبقى مقتنعا بأنه ما كان يجب أن أخرج من المباراة في ذلك الوقت. هل هناك أسباب أخرى؟ نعم، إضافة إلى هذا التغيير كنت غاضبا من أنفسنا لأننا سجلنا هزيمة ثقيلة أمام منافس لا يملك المستوى الذي نتمتع به، لقد كان بوسعنا بسهولة تحقيق الفوز والعودة إلى الديار بنتيجة إيجابية، وهذا السيناريو جعلني لا أتحكّم في أعصابي. لقد كان لك حديث مع المدرب بلحوت عقب نهاية الحصة التدريبية لصبيحة اليوم (الحوار أجري أمس)، فماذا دار في هذا الحديث؟ عدنا للحديث عما حدث في مباراة أمس، لقد شرح لي الأسباب التي دفعته إلى القيام بهذا التغيير وأعلمني بأنه كان مضطرا إلى إقحام اللاعب سعيدي الذي يعتبر وسط ميدان دفاعي ومسترجعا للكرات عكسي أنا الذي اعتدت على اللعب في وسط الميدان الهجومي، وبالنسبة لي فقد شرحت له أني كنت أشعر بلياقة جيدة وكان بوسعي إكمال المباراة، بشكل عام كل طرف منا قدّم رأيه وفي النهاية أكدت للمدرب أني لست لاعبا مثيرا للمشاكل وأنني دائما أحاول أن أحترم قراراته وخياراته التكتيكية مهما كانت الظروف. كيف تقيّم المردود الذي قدمته في هذا اللقاء؟ رغم أني لعبت في منصب مختلف عن المنصب الأصلي أي أني لعبت في وسط الميدان الدفاعي إلاّ أني أظن أني أديت دوري كما ينبغي في المباراة، فقد فعلت المستحيل حتى أقوم بعملي على مستوى المنصب الذي شغلته وتفادي الصعود كثيرا إلى الهجوم حتى لا أترك مكاني فارغا وأسمح للمنافس بإيجاد الثغرات من وسط الميدان، بشكل عام أعتقد أني كنت في المستوى المطلوب وأقنعت الطاقم الفني بالوجه الذي ظهرت به. قلت في السابق إنّ المنافس كان أقل منكم مستوى، فلماذا إذن تلقيتم ثلاثة أهداف؟ ذلك راجع إلى أنّ تفكيرنا كان منصبا على كأس الجمهورية، فشئنا أم أبينا ليس في كل موسم تتاح لنا فرصة لعب نهائي كأس الجمهورية، لقد كنا نلعب بتخوّف شديد في هذه المباراة وتخوّفنا كان من التعرّض إلى الإصابات التي يمكن أن تجعلنا نضيّع هذا الموعد الهام، ربما هذا هو الخطأ الرئيسي الذي ارتكبناه، لم يكن علينا أن نفكر بهذه الطريقة قبل لقاء ميسيل الغابوني، وهذا رغم أنّ الطاقم الفني حاول أن يدخلنا في لقاء المنافسة الإفريقية منذ أيام وطلب منا مرارا أن نتجنّب التفكير في كأس الجمهورية وألاّ نهمل كأس "الكاف". هل تعتقد أنكم قادرون على ترجيح الكفة في لقاء العودة؟ أظن أنّ الحديث عن لقاء العودة سابق لأوانه في الوقت الحالي، تنتظرنا مواجهة في غاية الأهمية بعد أسبوع من الآن ويجب علينا أن نفكّر من الآن في نهائي كأس الجمهورية الذي تنتظرنا في الفتح من ماي المقبل، هذه المباراة هي همنا الوحيد لأننا نهدف إلى إحراز اللقب، وبعد ذلك سيكون لنا الوقت الكافي للتحضير لمواجهة العودة، لكن بالمقابل من الضروري أن ننسى كلية المنافسة الإفريقية ونحافظ على تركيزنا تحسبا للقاء النهائي. ---------------------------- حصة استرخائية على ضفاف الأطلسي قبل التحاقهم بالمطار لإتمام إجراءات سفرية ألمانيا أجرى زملاء دويشر حصة استرخائية في إحدى المساحات الخضراء المتواجدة على ضفاف الأطلسي وفي أجواء جيدة رغم مرارة الهزيمة. وفي نهاية الحصة طالب بلحوت لاعبيه بالاستلقاء على الأرض وإغماض أعينهم قبل أن يأمرهم بالالتحاق بغرفهم لأخذ حماماتهم. اللاعبون "شبعو تصاور" وقبل أن يغادروا الحصة طلب مبعوثنا الخاص من اللاعبين أخذ بعض الصور التذكارية لهم، وهو ما لم يعارضه زملاء ريّال الذين وافقوا على ذلك دون تردّد، وعلى الرغم من الهزيمة أول أمس إلا أن الأجواء كانت أخوية وحيوية وهي مؤشرات إيجابية قبل نهائي كأس الجمهورية في الفاتح ماي القادم. ---------------------------- سفير الجزائر في الغابون يقيم مأدبة عشاء على شرف الشبيبة مباشرة بعد نهاية لقاء الشبيبة أمام نادي ميسيل الغابوني أول أمس كان الوفد القبائلي ورجال الإعلام الذين رافقوا الفريق إلى "ليبروفيل" على موعد مع التنقل إلى مقر السفارة الجزائرية في العاصمة الغابونية تلبية لدعوة من السفير، حيث عاد اللاعبون إلى الفندق وأخذوا حمامهم ولبسوا لباسا رسميا موحدا قبل أن يشدوا الرحال إلى مقر السفارة. اللاعبون "نحّاو على خاطرهم" بهذه الدعوة ويمكن القول إنّ الدعوة التي تلقاها الفريق القبائلي من سفير الجزائر في "ليبروفيل" كانت بمثابة المتنفس الحقيقي لأشبال رشيد بلحوت لنسيان الهزيمة الثقيلة التي أثرت فيهم كثيرا، لأنّ انزواءهم في غرفهم في الفندق كان سيزيد الأمور سوءا، كما أنّ الاستقبال الحار الذي تم تخصيصه للجميع كان جرعة أكسجين أعادت الحيوية للفريق. وبعد أن تجولوا في أنحاء الإقامة التي نالت إعجاب الجميع والتي تقع في أحد أرقى أحياء "ليبروفيل" تم إخبار الجميع ببداية المأدبة التي أقامها السفير. "ديرو كيما المولودية في العودة" وقبل أن يفترق الجميع أبى سفير الجزائر في الغابون إلا أن يلقي كلمة على الوفد القبائلي ساهمت في رفع معنويات اللاعبين، حيث قال السفير الجزائري في هذا الخصوص: "عليكم أن تنسوا الهزيمة بشكل كلي وسريع، وشخصيا لا أعتبرها نهاية العالم، أنتم الآن على موعد مع نهائي كأس الجمهورية وأنتم مطالبون بأن تستعدوا جيدا لهذا الموعد الهام، أما بالنسبة لكأس الكاف لديكم كل الحظوظ للتأهل لأن لقاء العودة سيجري في تيزي وزو وكل شيء وارد في كرة القدم والدليل على ذلك ما فعلته المولودية في بولوغين أمام ديناموس الزيمبابوي حيث استطاعت أن تسجل ثلاثة أهداف وأطالبكم بأن تكونوا مثلهم". السفير مناصر وفي لاتحاد البليدة وقبل أن يغادر اللاعبون مقر السفارة تبادل السفير الحديث مع بعضهم وقال لهم: "عندما تلتقون باتحاد البليدة لا تفوزوا عليه وإذا سجلتم عليه لابد أن تكون النتيجة مرضية لنا، صحيح أنكم تستطيعون الفوز على الأندية في البطولة الوطنية إلا أن هذا الأمر ل بد أن يكون غائبا أمام اتحاد البليدة لأني مناصر وفي لهذا الفريق وأحبه كثيرا". هدايا تذكارية في نهاية المأدبة ومن بين الأمور التي نالت إعجاب لاعبي الشبيبة هي الهدايا التي قدمها لهم السفير الجزائري في الغابون، وبدوره قدم رئيس البعثة شيوخ خليفة للسفير شعار الفريق القبائلي في أجواء تعكس سهر ممثلي الدبلوماسية الجزائرية في القارة السمراء على راحة الوفود الجزائرية في أدغال القارة الإفريقية. الهزيمة "بقات تحرق" في العرفي لاحظنا طوال المأدبة التي أقامها السفير الجزائري على شرف لاعبي الشبيبة أنّ اللاعب حسين العرفي كان من أشد المتأثرين من الهزيمة التي تعرضت لها الشبيبة، حيث لم يكن في أحسن أحواله إضافة إلى الإصابة التي تلقاها على مستوى قصبة الساق التي كان يخشى أن تكون مؤثرة عليه فيما ينتظره من تحديات. ---------------------------- العرفي: "الخسارة غاضتني بزاف لأن المنافس لم يكن قويا ليفوز علينا بتلك النتيجة" "ركلة الجزء الأولى كانت منعرج اللقاء" "لا أتخيّل نفسي أغيب عن النهائي" بداية، شاهدناك تغادر أرضية الميدان وأنت تعرج، ما الذي حصل بالضبط؟ شكرا على اهتمامكم، هذا راجع إلى تدخل قوي كنت عرضة له في المرحلة الأولى على مستوى عضلة الساق، ومع نهاية اللقاء شعرت ببعض الآلام. هل هي إصابة خطيرة؟ بعد أن عاينني "ڤيو" طمأنني وبالتالي أرى أنه من الضروري أن لا أحمل همّا من هذا الجانب، وعليه يبقى من الضروري انتظار الأيام القادمة لأتأكد بشكل قطعي من مدى تأثير هذه الإصابة عليّ في المواعيد التي تنتظرنا. وهل هناك مؤشرات على احتمال غيابك عن نهائي كأس الجمهورية المقرر الأحد القادم؟ لا أتمنى ذلك لأنه ليس كل موسم تلعب المواجهة النهائية في منافسة كأس الجمهورية، ومن يدري لعلي ألعب المواجهة النهائية الوحيدة في مشواري الكروي وهذا أمر متوقع، وهو السبب الذي يجعلني أقول إنني سأقوم بكل ما في وسعي حتى أضمن استعدادا جيدا لمواجهة الحراش الحاسمة. لكن مشاركتك وأنت مصاب لن تكون مفيدة لك وللفريق. لا يمكن أن أشاطرك الرأي لأنّ الإصابة ليست خطيرة كما تتوقع ولأني أرى أن لعب النهائي لن يشكل أي خطورة على صحتي، وستكون مجرد ذكرى مباشرة بعد أن نعود إلى أرض الوطن وسأكون مستعدا لاستئناف التحضيرات الخاصة بالنهائي، لذا أتمنى أن أكون في كامل إمكاناتي على غرار الزملاء حتى أكون مستعدا. لنعد إلى مواجهة ميسيل التي لعبتموها (الحوار أجري بعد اللقاء)، ألا تعتقد أنكم سقطتم في فخ المنافس الذي بدا من الوهلة الأولى في متناولكم؟ هذا هو الأمر الذي زادني أسفا والخسارة "غاضتني بزاف" لأنّ المنافس الغابوني لم يكن قويا إلى الدرجة التي تجعله يفوز علينا بتلك النتيجة الثقيلة، بل العكس من ذلك كنا قادرين على فرض وتيرتنا دون أي مشكل يُذكر ونعود بالفوز من "ليبروفيل"، وهو ما يشاركني فيه كل الزملاء، لكن في الميدان كانت هناك عوامل أخرى جعلتنا نتكبّد مثل تلك الهزيمة بثلاثية دون رد. لكن ألا ترى أن كلامك فيه تناقض من جهة تقول إنّ ميسيل كان في متناولكم ومن جهة أخرى تلقيتم تلك الهزيمة؟ السبب بسيط وهو أنّ مثل هذه الأمور تحدث لما تكون خارج الإطار ومنافسك يستغل معرفته الجيدة بأجواء ملعبه ليفرض منطقه عليك، وهو ما حصل معنا، الفعالية كانت من جانبهم كما أن الحكم كان في صفهم وهو الأمر الذي كان تأثيره مباشرا على أدائنا في المواجهة. أنت تتحدث عن ركلة الجزاء الأولى. هذا أكيد، لو تعيد مشاهدة المواجهة ستتأكد بأنه لم يكن هناك أي تدخل على مهاجم ميسيل، هذا الأخير سقط لوحده في منطقة العمليات والحكم الكونغولي "لقاها سبة" ليعلن عن ركلة الجزاء، مثل هذا القرار يغيّر مجرى أي لقاء مهما كان حجمه لأنّ كل شيء كان في مصلحتنا قبل ذلك، ومباشرة بعد ذلك أصبحنا نتحمّل أعباء انحياز الحكم وضغط الغابونيين . ألا يجب أن تعترف بأنكم صعّبتم المهمة على أنفسكم أكثر لأن رد فعلكم لم يكن قويا؟ هذا صحيح، لقد فقدنا هدوء أعصابنا وفي الوقت الذي كان يجب أن نركز على الميدان أصبحنا نراقب أنفسنا أمام قرارات الحكام غير العادلة طيلة المواجهة، هذا الأخير تغاضى عن العديد من التجاوزات التي بدرت من طرف الغابونيين، وعلى عكس ذلك أطلق العنان لقراراته العشوائية التي لعبت دورا سلبيا علينا من خلال إعلانه عن مخالفات لا وجود لها، فأصبحنا نلعب أمام ميسيل وأمام الحكم. الآن انتهت المباراة ألا ترى أن نتيجة (3-0) ثقيلة والعودة فيها صعبة نوعا ما خاصة مع نقص التعداد الذي ستعانون منه بغياب نسّاخ وبرشيش واللاعبين الذين لم يؤهلوا بعد؟ المهمة ستكون صعبة جدا لأنّ تسجيل ثلاثية ليس بالأمر الهين، لكن أرى أننا لو وثقنا في إمكاناتنا بالشكل اللازم ستكون لنا الكلمة الأخيرة فلا شيء صعب في كرة القدم، أما بخصوص الغيابات لا نملك حلا آخر ولدينا لاعبون يستطيعون تحمّل مسؤولياتهم كاملة وسيكونون في مستوى الثقة التي ستوضع فيهم. ---------------------------- عمل خاص ل العرفي أخضع طبيب الفريق "ڤيو" لاعب الشبيبة حسين العرفي لعمل خاص للوقوف على حالته بشكل جيد، حيث اكتفى بالركض قبل أن يقوم ببعض تمارين تمديد العضلات، مع العلم بأنه شعر ببعض الآلام على مستوى الساق. فندق "الصور الكبير" منح للشبيبة ثماني ساعات إضافية بما أنّ الرحلة التي قادت الشبيبة أمسية أمس من مطار ليبروفيل إلى فرانكفورت انطلقت في حدود الساعة العاشرة ليلا، فقد منحت إدارة فندق "الصور الكبير الصيني" الذي أقامت فيه الشبيبة ثماني ساعات إضافية مجانا، حيث جرت العادة أن يخرج أي نزيل يغادر الفندق من غرفته في منتصف النهار لكن حتى لا تدفع الشبيبة ثمن ليلة أخرى ارتأت إدارة الفندق أن تعوّض ما حدث إثر وصول الشبيبة إلى الغابون بتصرّف لائق. ---------------------------- الشبيبة تنقلت إلى المطار على الساعة الثامنة ليلا بعد إجراء حصة تدريبية في الصبيحة والاستفادة فيما بعد من راحة، حزمت شبيبة القبائل أمتعتها في الأمسية وغادرت فندق "الصور الكبير الصيني" في حدود الساعة الثامنة مساء متوجّهة مباشرة إلى مطار العاصمة الغابونية ليبروفيل لأن الرحلة المتوجهة إلى فرانكفورت كانت مبرمجة على الساعة العاشرة ليلا . بلحوت منع اللاعبين من الخروج للتنزه جرت العادة أن يُسمح للاعبي الشبيبة بأن يتنزهوا في البلاد التي يسافرون إليها عندما يكون لديهم وقت فراغ، ورغم أنّ الطاقم الفني كان قد برمج هذه النزهة إلاّ أنّ المدرب بلحوت تراجع عن ذلك ومنع اللاعبين من الخروج، حيث طلب من الجميع البقاء في غرفهم نظرا لدرجة الحرارة المرتفعة التي عرفتها العاصمة ليبروفيل أمس، حيث أن بلحوت بدأ من الآن يفكر في نهائي كأس الجمهورية لذلك تفادى إرهاق اللاعبين كثيرا لأنه كانت بانتظار الوفد القبائلي سفرية طويلة وشاقة من الغابون إلى الجزائر عبر ألمانيا. الإحتياطيون خضعوا لعمل إضافي على عكس الأساسيين الذين اكتفوا بحصة خفيفة أجرى الاحتياطيون عملا إضافيا، حيث أشرف بلحوت على تدريبات كل من زيتي، سعيدي، دويشر، مازاري، لمهان الذين أجروا حصة لتقوية العضلات، وقد خضع كل من دويشر ولمهان إلى عمل أكثر من زملائهما وهو ما جعلهما آخر من يلتحق بالفندق. أعضاء الجالية الجزائرية تابعوا الحصة بعد أن بقوا بجانب الفريق منذ أن حل بالغابون أكد أعضاء الجالية الجزائرية اهتمامهم بالشبيبة، حيث تنقلوا مرة أخرى إلى الفندق لمتابعة الحصة الاسترخائية وحاولوا رفع معنويات اللاعبين بعد الهزيمة، كما أنهم تنقلوا إلى المطار من أجل أن يتمنوا رحلة سعيدة للوفد القبائلي سهرة أمس. غابوني أصرّ على أخذ صورة مع ريّال بعد نهاية حصة أمس الصباحية وفي طريق اللاعبين إلى الفندق أصرّ أحد الغابونيين على أخذ صورة تذكارية مع المدافع علي ريّال، وهو ما فاجأ لاعب الشبيبة خاصة لما ناداه هذا الغابوني باسمه، حيث قال له: "ريّال، ريّال، هل يمكن أن آخذ صورة تذكارية معك؟"، وهو ما لم يعارضه لاعب الفريق.