نشرت : المصدر جريدة الشروق الاثنين 16 مايو 2016 09:26 أسقطت وزارة التربية الوطنية مادة التربية الإسلامية من امتحان شهادة البكالوريا في ثانوية الشيخ بوعمامة بالمرادية بالعاصمة، ما شكل صدمة وسط الأساتذة والتلاميذ، الذين تلقوا استدعاءات الامتحان تتضمن جميع المواد، ماعدا مادة العلوم الإسلامية، ما يطرح الكثير من التساؤلات عن خلفية إقصاء هذه المادة التي كانت ضحية الإنقاص في معاملها وساعاتها في الثانويات..؟ بكالوريا من دون تربية إسلامية.. هو الواقع الجديد الذي سيخوضه تلاميذ ثانوية الشيخ بوعمامة ببلدية المرادية بالعاصمة. وهي الثانوية المعروفة باستقطابها أبناء المسؤولين والسلك الدبلوماسي والأثرياء و"المفرنسين". "الشروق اليومي" انتقلت أمس إلى الثانوية أين وقفت على حقيقة إقصاء مادة العلوم الإسلامية من امتحان البكالوريا، وتحصلت على استدعاءات الامتحان المصيري من بعض التلاميذ، التي تضمنت جميع المواد المبرمجة في المقرر الدراسي، ماعدا مادة العلوم الإسلامية، التي أسقطتها وزارة التربية من الامتحان.
"مادة التربية الإسلامية غير مهمة" وحسب ما علمته "الشروق" من بعض التلاميذ والمصادر من داخل ثانوية الشيخ بوعمامة، هو اقتراح تلاميذ الثانوية "المفرنسين" إعفاءهم من اجتياز اختبار مادة العلوم الإسلامية في البكلوريا، بسبب جهلهم لهذه المادة، ما جعل الإدارة تستجيب لهذا المطلب بمباركة وزارة التربية، التي لجأت إلى إعفاء التلاميذ من مادة يدرسونها من امتحان شهادة البكالوريا، لا لشيء إلا أنها "صعبة عليهم". "الشروق اليومي" تحدثت مع بعض تلاميذ الأقسام النهائية، أين أكد بعضهم أنهم يجدون صعوبة كبيرة في فهم ودراسة مادة العلوم الإسلامية. وكشف البعض الآخر أن "مادة التربية الإسلامية غير مهمة"، مؤكدين أنهم استقبلوا بفرح كبير نبأ إسقاط مادة العلوم الإسلامية من امتحان البكالوريا. من جهة أخرى، انتقد الكثير من التلاميذ قرار إقصاء المادة من البكالوريا، مستغربين ومتسائلين: "كيف يمكن إلغاء مادة من امتحان مصيري ندرسها طوال العام ونجري فيها امتحانات وفروضا.." وحسب المعلومات التي استقتها "الشروق" من الثانوية، فإن تلاميذ ست شعب في الطور النهائي هم من أعفوا من اجتياز اختبار مادة العلوم الإسلامية في امتحان البكالوريا، مقابل إبقاء المادة لدى تلاميذ اللغة العربية، ما شكل فتنة وسط الطلبة وحتى الأساتذة، الذين انتقدوا هذا التمييز. بن غبريط تنسف إصلاحات بابا أحمد وكان وزير التربية الأسبق، عبد اللطيف بابا أحمد، قد أعاد مادة العلوم الإسلامية إلى ثانوية الشيخ بوعمامة سنة 2013، بحكم أنها ثانوية تتميز بنوعين من التعليم، الجانب الأول يتضمن التعليم العام، والشق الثاني يتضمن التعليم المتخصص في ست شعب أساسية، حيث حرم تلاميذ هذه الثانوية من دراسة هذه المادة لعدة سنوات. وأمر الوزير بتدريس تدريجي لهذه المادة في المستويات الثلاثة، وفي جميع التخصصات، وإقحامها في امتحان البكالوريا على غرار باقي المواد. وهذا ما حدث فعلا في هذه الثانوية، لثلاث سنوات متتالية، حتى جاءت التعليمة الأخيرة، حيث ألغت وزارة التربية مادة التربية الإسلامية من امتحانات البكالوريا في ست شعب تدرس على مستوى الثانوية، وهي على التوالي شعبة العلوم، شعبة العلوم الاقتصادية والاجتماعية، شعبة الآداب، شعبة علوم وتكنولوجيا التسيير، شعبة علوم وتقنيات المناجمنت والتسيير..
قرار نموذجي سيعمم العام المقبل أكد العديد من الأساتذة الذين تحدثت معهم "الشروق" أن قرار إلغاء مادة التربية الإسلامية من امتحان شهادة البكالوريا لدى تلاميذ ثانوية الشيخ بوعمامة، هو قرار نموذجي وسابقة في تاريخ المنظومة التربوية في الجزائر. ويهدف إلى إلغاء هذه المادة من البكالوريا نهائيا، في إطار إصلاحات بن غبريط، حيث تهدف الوزيرة إلى تقليص مدة امتحان البكالوريا من خمسة أيام إلى ثلاثة أيام، مع إلغاء بعض المواد الثانوية "في تقدير الوزيرة" على غرار التربية الإسلامية.
مادة العلوم الإسلامية.. ساعة واحدة أسبوعيا ومعامل واحد وتعتبر مادة العلوم الإسلامية أقل المواد أهمية في المقرر الدراسي الخاص بثانوية الشيخ بوعمامة، حيث تدرس لمدة ساعة واحدة في الأسبوع، ومعاملها واحد، ما جعل الكثير من التلاميذ يعتبرونها مادة غير أساسية.