كانت الخسارة ممنوعة بشكل كلي على مولودية سعيدة عند استقبالها اتحاد البليدة أول أمس السبت، خاصة أنّ رفقاء مادوني لم يتمكنوا من تحقيق أي فوز خلال اللقاءات الخمسة الماضية، لذلك كانت مواجهة البليدة فرصة لكسر هذه السلسلة السلبية، وجاء الفوز المحقق بمثابة ضرب عصفورين بحجر واحد أولا بضمان البقاء في الرابطة الأولى المحترفة والثاني بتحقيق أول فوز بعد 5 جولات عجاف ووضع حد لتلك السلسلة من النتائج السلبية التي أدخلت الشك في المجموعة، لكن رفقاء كيّال كانوا في المستوى وحققوا النقاط الثلاث التي كانت الهدف الأول في هذه المواجهة. المولودية لعبت بالنار رغم أنّ السعيديين تمكنوا من الظفر بالنقاط الثلاث في مواجهة أول أمس وحققوا فوزا هاما ضمنوا به البقاء في الرابطة الأولى إلا أنهم لعبوا بالنار خلال مواجهة البليدة وكادت الأمور تنتهي بشكل سيء بالنسبة لهم، فرغم أنّ اللقاء كان في أيديهم وعرفوا كيف يفتحوا باب التسجيل في وقت مناسب وأضافوا الهدف الثاني في الشوط الأول، إلا أنّ اللاعبين تراخوا قليلا وهو ما سمح للضيوف بتسجيل هدف كاد يقلب موازين اللقاء، ورغم أنّ أشبال راوبح تمكنوا من تسجيل الهدف الثالث في (د81) إلا أنّ البليديين عادوا مرة أخرى في النتيجة وسجلوا هدفا ثانيا قبل نهاية اللقاء وصعبوا المهمة على سعيدة التي كان من الممكن أن تضيّع نقاط المواجهة بسبب سوء تركيز المهاجمين وبعض الأخطاء الدفاعية الساذجة. ظهرت بوجهين في المباراة أظهرت التشكيلة الأساسية التي واجهت اتحاد البليدة مساء أول أمس وجهين مختلفين، حيث تلقى الدفاع هدفين كما ضيّع اللاعبون العديد من الكرات السهلة خاصة في خط الوسط، في حين كان الهجوم منتعشا وتمكن من تسجيل ثلاثة أهداف وهو ما سمح للفريق بإنهاء المباراة بالفوز، ورغم أنّ تشكيلة البليدة تمكنت من العودة في الشوط الثاني وسجلت هدفين إلا أن ذلك لم يكن كافيا أمام صمود الفريق السعيدي. الهجوم بطل الفرص الضائعة لا يختلف اثنان على أنّ مولودية سعيدة كان بإمكانها إنهاء اللقاء بنتيجة عريضة أمام دفاع بليدي هش، ورغم أنّ المولودية لم تفتح باب التسجيل إلا بعد مرور 43 دقيقة إلا أنها ضيّعت الكثير من الفرص ففي الشوط الأول فقط ضيعت ما لا يقل عن 5 فرص ثمينة وأكثر منها في الشوط الثاني، وهو ما أثار حفيظة المدرب روابح الذي لم يتقبّل تضييع مهاجميه كل هذه الفرص. والأكيد أنّ هجوم مولودية سعيدة بقيادة عكوش وشرايطية ضيّع أكبر عدد من الفرص الواضحة في مباراة واحدة، وهو ما يؤكد المشاكل الكبيرة التي يجدها الخط الأمامي في تسجيل الأهداف. نهاري في أفضل حالاته أفضل لاعب فوق أرضية الميدان في مواجهة أول أمس كان بدون منازع المدافع نهاري الذي تألق في الخط الخلفي للمولودية وكان بمثابة صمام أمان وأعطى زملاءه ثقة شديدة، خاصة أنه أنقذ فريقه في العديد من لقطات خطيرة كان من الممكن جدا أن تغيّر النتيجة النهائية للمباراة، هذا لم يفت أنصار المولودية الذين حيوه بعد صافرة النهاية. -------------------------------------- عكوش: "الفوز أمام البليدة كان فوز القلب" أولا نريد منك أن تقول لنا كلمة حول الفوز المحقق أمام البليدة؟ كنا عازمين على هذه المباراة وعلى الفوز بها، حيث دخلنا أرضية الميدان وهدفنا هو النقاط الثلاث ولا شيء غير ذلك، خاصة بعد سلسلة النتائج السلبية التي سجلناها، إذ لم نتمكن من الفوز في 5 مواجهات متتالية، ووضعيتنا كانت بدأت تتعقد بسبب ذلك. وبالتالي الوقت كان قد حان للقيام برد فعل، خاصة أن اللقاء لعب فوق ميداننا وأمام أنصارنا، لذلك قمنا باللازم خلال ال 90 دقيقة ولم يكن من الممكن أن نفرط في النقاط الثلاث. إذن الفوز كان مستحقا؟ نعم بطبيعة الحال، فوزنا مستحق رغم أننا وجدنا صعوبات في البداية، ولم نتمكن من تسجيل الهدف الأول إلا في الدقائق الأخيرة من الشوط الأول، لكننا لعبنا بطريقة جيدة وعرفنا كيف نسير اللقاء، ضغطنا على المنافس كثيرا وفزنا بمعظم الثنائيات، وهو ما سمح لنا بالسيطرة على اللقاء. وبعد تمكننا من تسجيل الهدف الأول أصبحنا نلعب دون أي ضغط، وهو ما سمح لنا بتسجيل هدفين آخرين، وكان من الممكن أن ينتهي اللقاء بنتيجة أثقل، لو عرفنا كيف نسجل الفرص الكثيرة التي أتيحت لنا. ولكن الأهم هو الفوز الذي كان مستحقا ولا أحد يمكنه قول العكس، فهذا الفوز هو فوز القلب والإرادة. ما الذي يمكنك أن تقوله لنا عن الهدف الجميل الذي سجلته؟ بالفعل الهدف كان جميلا، لقد فعلت كل ما بوسعي لأسجل هدفا في هذه المباراة لأني وعدت الأنصار بفعل ذلك، أما عن لقطة الهدف فقد كنت في موقع جيد للغاية، بعد أن تلقيت كرة جميلة من زميلي مادوني، وبعد أن لاحظت أن حارس البليدة خالدي كان خارجا نوعا ما عن مرماه، حاولت التسديد ولكن برفع الكرة فوق رأس الحارس، مع إعطائها القوة اللازمة حتى لا يتمكن من التقاطها، وكنت فعلا سعيدا بهذا الهدف أولا لأني أعدت تشغيل عداد أهدافي بعد أن توقف لفترة طويلة، وثانيا لأني تمكنت من تسهيل المأمورية لفريقي بعد هذا الهدف، والأهم في كل هذا هو فوز السعيدة بالمواجهة. رغم الفوز، لكن ألا تعتقد أن المولودية لعبت بالنار في هذه المواجهة؟ أعتقد أنك تتكلم عن عودة البليدة في النتيجة وتقليصها الفارق مرتين، فريقنا كان قادرا على قتل المباراة في الشوط الأول، فقد خلقنا العديد من الفرص للتهديف، وحتى عندما قلصت البليدة النتيجة بهدفين مقابل هدف وسجلنا هدفا ثالثا بعدها، كنا قادرين على قتل اللقاء نظرا للكم الهائل من الفرص التي خلقناها. لكن كان ينقصنا التركيز أمام المرمى وهو ما أثر فينا، وهو نفس السبب الذي كان عائقا أمامنا في المواجهات السابقة وحرمنا من الفوز في خمس مواجهات متتالية. لقد لعبنا اللقاء تحت ضغط شديد، ولحسن الحظ أننا عرفنا كيف نحافظ على النتيجة، والمهم في مثل هذه المواجهات هو النقاط الثلاث. بهذا الفوز، يمكن القول إن مولودية سعيدة ضمنت بقاءها في القسم الأول، أليس كذلك؟ المواجهة التي لعبناها أمام البليدة كانت بمثابة لقاء الموسم بالنسبة لنا، والخسارة كانت ممنوعة علينا بشكل تام، لأن بقاء الفريق في القسم الأول كان يمر عبر الفوز بهذه المواجهة، لهذا السبب لعبنا اللقاء برغبة قوية. هذا الفوز سمح لنا بضمان البقاء في القسم الأول بدرجة كبيرة ولكن لم نضمنه بنسبة مئة بالمائة، بما أنه بقيت 4 مواجهات قبل نهاية الموسم وهناك 12 نقطة ستلعب، وبالتالي ورغم اقترابنا بدرجة كبيرة من تحقيق البقاء، علينا أن نواصل تحقيق النتائج الايجابية، لتفادي أي مفاجأة غير سارة لان العطلة لم تبدأ بعد. وكيف ستتعاملون مع بقية المشوار؟ رغم أننا نجحنا في تجديد العهد مع الانتصارات، وضمنا البقاء بنسبة كبيرة، وهو الهدف الذي سطّرناه قبل بداية الموسم، إلا أننا سنعمل على المواصلة على نفس الوتيرة وإنهاء الموسم مثلما بدأناه، إذ يجب أن نلعب اللقاءات ال 5 المتبقية بنفس الرغبة والحماس، وسنلعب ما تبقى من البطولة بكل إمكاناتنا، طامحين لتحقيق أفضل النتائج والتأكيد أننا فريق صعب المنال. إذن السعيدة ستطمح لتحقيق مرتبة مشرفة؟ بالضبط، نريد إنهاء الموسم بأفضل سيناريو ممكن وضمان مكانة ضمن المراتب الأولى، وسندخل المرحلة القادمة من البطولة بجيدة كبيرة، بما أننا سنلعب دون أي ضغط، وكل النقاط التي سنحققها ستكون بمثابة "بونيس"، بما أن هدف مولودية سعيدة هذا الموسم كان تحقيق البقاء وفي مرتبة مشرفة. لقد حققنا الجزء الأول من الهدف وبقي لنا تحقيق مرتبة مشرفة، وسنعمل على ذلك إلى غاية آخر جولة من البطولة، لاسيما أنه لدينا الإمكانات لتحقيق ذلك، فالمجموعة محفزة للغاية بعد الفوز المحقق أمام البليدة. لكن تنتظركم خرجتان صعبتان للغاية في أسبوع واحد، ما تعليقك؟ هذا صحيح، بقيت لنا ثلاث مواجهات خارج الديار واثنتين داخل الديار، وكلها ستكون صعبة علينا خاصة أننا سنواجه أندية تلعب من أجل ضمان البقاء، لكن عدم وجود الضغط سيسمح لنا باللعب بطريقة جيدة، والبحث عن حصد بعض النقاط حتى خارج ديارنا، كل اللاعبين محفزين ويبحثون عن تحقيق مرتبة مشرفة، وهو ما سنسعى لتحقيقه في نهاية هذا الموسم. كلمة أخيرة تحقيقنا نتيجة ايجابية أمام البليدة، وفزنا عليها بتلك الطريقة كان دون شك بفضل جماهيرنا التي ساعدتنا كثيرا منذ البداية إلى النهاية، وإذا كانت مولودية سعيدة قد تمكنت من تحقيق مشوار جيد ومشرف في القسم الأول هذا الموسم، فهذا بفضل دعم أنصارنا، لذا أتوجه لهم بتحية خاصة وشكر كبير على كل ما قدموه لنا هذا الموسم.